اسرائيل لم تفقد مصر
اسرة التحرير
2011-02-16
ثورتا تونس ومصر، المظاهرات في ايران وفي البحرين
واحساس 'الهزة الارضية' الشرق اوسطية منحت حتى الان اسرائيل مكانة الهارب،
الذي نجح في التملص من اضواء الكشافات، إذ من يرغب في الانشغال الان في
مسيرة السلام، حل المستوطنات، ترسيم الحدود بين اسرائيل وفلسطين او تحديد
الترتيبات الامنية حين يكون كل العالم يمسك رأسه ولا يعرف كيف يتصرف أمام
بوادر الديمقراطية الجديدة.
سياسة 'اجتزنا فرعون سنجتاز هذا ايضا'،
التي ميزت حكومة اسرائيل، مرة اخرى تمتشق من الجارور. ولكن الان بالذات
تفترض الهزات في الشرق الاوسط التسريع العاجل للتفكير الاستراتيجي، إذ أن
ذات الجمهور العربي الذي نجح في اسقاط اثنين من طغاته، ولا يزال لم يقل
الكلمة الاخيرة، سيطلب بعد زمن ما من حكوماته الجديدة الانشغال أيضا بسياسة
خارجية حازمة، أي اعادة النظر في العلاقات مع اسرائيل.
اسرائيل 'فقدت'
حليفا عندما انصرف مبارك من الحكم، ولكنها لم تفقد مصر حتى الان. ليست
اسرائيل وحدها التي فقدت شريكا، بل ان السلطة الفلسطينية أيضا توجد في وضع
جديد، حين يدحر النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الى الوراء في المنصة.
والاهم من ذلك هو ان الادارة الامريكية ستطالب هي ايضا بتسديد حساب تأييدها
للجمهور العربي الذي يسعى الى تقدم الديمقراطية. الرئيس اوباما سيتطلع
الان الى اعادة تثبيت مكانة الولايات المتحدة كمن تستجيب لتطلعات الجمهور
ومستعدة للعمل ليس فقط لاسقاط الطغاة بل ولاسقاط أنظمة الاحتلال أيضا.
لا
ينبغي لاسرائيل أن تنتظر الى ان تبدأ هذه السياسة الجديدة، العربية
والامريكية، في التطور لتصبح كماشة من الضغوط. يجمل بها خلافا لسياستها
العادية ان ترى في التغييرات في الشرق الاوسط فرصة لاستباق الامر وعرض
مبادرة سياسية توضح للدول العربية وللعالم بأسره انها مستعدة لان تكون جزءا
من الواقع الجديد. رئيس الوزراء لا يمكنه ان يكتفي 'بالمتابعة عن كثب'
للتطورات، بل عليه أن يتقدم بخطة واقعية، محددة الجدول الزمني، تسمح لمحمود
عباس بالعودة الى طاولة المباحثات لاستكمال المسيرة.
هآرتس 16/2/2011