مطلوب معارضة
اسرة التحرير
2010-12-13
رئيسة كاديما، النائبة تسيبي ليفني، تتباهى منذ نحو سنتين باللقب الفارغ من المضمون 'رئيسة المعارضة'. وفضلا عن لحظات من توجيه الانتقادات الشخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ('يهتم ببقائه'، 'لا يقول الحقيقة')، لم تُقدم ليفني بديلا لسياسة الحكومة القائمة ولم تعمل على تجنيد الدعم الجماهيري لتغيير الحكم. ويرى الجمهور ضعفها، والنتيجة واضحة في الاستطلاعات، حيث يتصدر نتنياهو بثقة.
وهن المعارضة واضح على نحو خاص على خلفية سلوك الحكومة، التي تكاد توفر في كل يوم تقريبا فرصا لانتقادات حادة: اهمال منظومة الاطفائية قبل الحريق في الكرمل، إضراب المدعين العامين والتآكل المتواصل في الجهاز القضائي، التشريع المناهض للديمقراطية واجراءات القمع والتحريض ضد المواطنين العرب، الاستسلام للاصوليين وقوانين التهويد، العزلة الدولية لاسرائيل وخراب وزارة الخارجية بقيادة افيغدور ليبرمان، وفوق كل شيء، الرفض والعناد من جانب نتنياهو في المسيرة السياسية، رفضه البحث مع الفلسطينيين في المواضيع الجوهرية ورفض العرض الامريكي لتجميد اضافي للبناء في المستوطنات مقابل ضمانات سياسية.
في كل هذه المواضيع كان على ليفني أن تقدم موقفا واضحا وتكافح في سبيل موقفها في الرأي العام، كان عليها أن تدعو الحكومة الى أن تقول 'نعم' للرئيس الامريكي، باراك اوباما، وحماية نظام الديمقراطية وحقوق المواطن. ولكن ليفني اكتفت بالجلوس خارج الحكومة، في ترقب عابث لأن يلين نتنياهو فألمحت بذلك انها تترقب الانضمام الى ائتلاف بقيادته. والأخطر من هذا، فقد صمتت ليفني حين أيد نواب من حزبها مبادرات تشريعية عنصرية.
فشل المساعي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين يجب أن يُشكل جرس إنذار للمعارضة. هذه هي لحظتها للاستيقاظ، لأن تعرض على الجمهور الخطر الذي تُلحقه حكومة نتنياهو بمستقبل اسرائيل وتعرض بديلا. ليفني لن تُبنى بلقاءات مع وزيرة الخارجية الامريكية مثلما حصل في نهاية الاسبوع الماضي، بل من إقناع مواطني اسرائيل بأن في وسعها أن تقودهم. كلما واظبت على ضعفها المعارض، فانها ايضا لن تظهر كمرشحة مناسبة لرئاسة الوزراء.
هآرتس 13/12/2010