كفى للجفاف السياسي
اسرة التحرير
2010-12-12
بتأخير شديد أعلنت الادارة الامريكية عن فشل المساعي لاقناع حكومة اسرائيل باعادة تجميد البناء في المستوطنات. والرئيس باراك اوباما أعفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الحاجة لدفع سلفة سياسية، وابداء الاستعداد لدفع الثمن السياسي الواجب من حل الدولتين. والاحرى فان الولايات المتحدة ستسحب رزمة الحوافز التي وعدت بها اسرائيل مقابل التجميد.
وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون سارعت الى الايضاح أول امس بان موقف الادارة من عدم شرعية البناء في المستوطنات وكذا ايضا بضررها على مستقبل اسرائيل والمسيرة السلمية، لم يتغير.
ولم تفصل كلينتون كيف سترد الولايات المتحدة على زخم البناء في المناطق، والذي يشوش المفاوضات على مستقبلها. حكومات اخرى، بما فيها البرازيل، الارجنتين واورغواي تقدمت منذ الان بالحساب الى اسرائيل: فقد اعترفت بدولة فلسطينية في حدود 67 عاصمتها شرقي القدس. 26 شخصية احتلت مواقع اساسية في دول الاتحاد الاوروبي ومؤسساتها نشروا بيانا حاد اللهجة يندد بسياسة اسرائيل ويؤيد مساعي السلطة الفلسطينية لاقامة بنية تحتية لدولة مستقلة.
ينبغي الترحيب بوعد كلينتون في أن تؤدي الولايات المتحدة دورا مركزيا في الاتصالات لتحقيق اتفاق لاقامة دولة فلسطينية بل وستطرح على الطرفين اقتراحات جسر. لعل الرسالة من الادارة، على خلفية الاصوات اللاذعة الصادرة عن الاسرة الدولية، ستوقظ نتنياهو من السكينة الموهومة للوضع الراهن، وتذكر وزير الدفاع ايهود باراك وباقي وزراء حزب العمل لاي غرض انضموا الى حكومة اليمين.
بدلا من الاحتفال بانتصاره، يجدر برئيس الوزراء ان يتعاطى باهتمام شديد مع بيان كلينتون في ان الادارة ستطلب من الطرفين تلطيف حدة مواقفهما في المواضيع الجوهرية وانها 'ستسأل اسئلة صعبة في ظل توقع الاجوبة. اذا كان نتنياهو يسعى الى منع فقدان ما تبقى من ثقة للجمهور الاسرائيلي والاسرة الدولية 'برؤيا بار ايلان'، فيجمل به أن يكف عن العاب الغماية وأن يعرض في الجولة المكوكية القريبة للمبعوث الرئاسي جورج ميتشل الصيغة التي يقترحها للتسوية الدائمة.
هآرتس 12/12/2010