سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3218
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | "أسانج" في قبضة الديمقراطية الغربية! | |
|
"أسانج" في قبضة الديمقراطية الغربية! | كتب ياسر الزعاترة | 11-12-2010 23:40 من يصدق؟ السويد واحة الحريات والديمقراطية تفتعل قضية تحرش جنسي لجوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، تماما كما تفعل بعض (وليس كل) دول العالم الثالث مع معارضيها، وبالطبع من أجل إسكات الرجل بناء على الأوامر والضغوط الأمريكية (وثائق ويكليكس كشفت أن السويد عضو سري في الناتو وتخفي تعاونها مع الاستخبارات الأمريكية عن البرلمان).
ومن يصدق أن بريطانيا التي تتمتع بأفضل نظام قضائي، ربما في العالم أجمع تستجوب الرجل بناءً على تهمة تعلم أنها مفتعلة، ثم تعتقله بدعوى أنه مطلوب في بلاده، مع أن في ديارها عدد كبير من المطلوبين في بلادهم ولا يجري استجوابهم ولا تسليمهم رغم الطلبات الكثيرة على هذا الصعيد.
في أمريكا طالبوا بمحاكمته بتهمة التجسس، وطالبت سارة بيلين (مرشحة الرئاسة السابقة) بملاحقته مثل أسامة بن لادن، وفي كندا طالب بعضهم بإعدامه، ومثل ذلك كثير.
من جهتنا لا يبدو الأمر مستغربا بحال، فهذه الديمقراطية في الغرب مبرمجة على النحو الذي يخدم الأوضاع القائمة، ومن يتذكر حقبة المكارثية في الولايات المتحدة خلال الخمسينات وما فعلته بالشيوعيين يدرك ما يمكن أن يلحق بمن يغردون خارج السرب على نحو يهدد النظام القائم.
في الغرب ثمة حرية ضمن إطار النظام القائم، وبما لا يسمح بتهديده، أما في حال تطور الموقف على نحو تشتم منه رائحة التهديد، فإن الموقف يتغير، وتُخترق سائر القوانين، ومن يتخيل (على سبيل المثال) أن دولة غربية يمكنها أن تسمح بصعود مد شيوعي يصل إلى السلطة فهو واهم.
في الغرب ديمقراطية مبرمجة، ونحن هنا لا نتبنى رفضها بالجملة، ولكن على سبيل الرد على من يعتقدون أنها النموذج الأمثل، وكذلك من يعتقدون أن بوسع أي أحد هناك أن يفعل ما يريد، وفي القضايا الكبرى المتعلقة بالدول ليس ثمة فرق بين الأحزاب التي تتنافس على السلطة. وقد رأينا في سياق الموقف من العراق وأفغانستان كيف تتغير الأحزاب الحاكمة ولا يتغير شيء، حتى عندما يأتي إلى السلطة حزب كان ضد الحرب.
رئيس الحزب الفائز في الانتخابات له حدود في التصرف بالبلاد، بخاصة في خوض المعارك وتحديد السياسات الكبرى، ولذلك بات ملحوظا أن حجم الفوارق بين الأحزاب المتنافسة لم يعد كبيرا بالمعنى الحقيقي للكلمة. أما السلطة الحقيقية فهي للمؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية وللنخبة السياسية التي تعرف حدود الحركة.
في العقود الأخيرة دخل على الخط بُعد جديد، أو تابو جديد، الأمر الذي وقع إثر عمل طويل ودؤوب من قبل الصهاينة. إنه ذلك المتعلق بالحماية التي يتمتع بها اليهود في الغرب، وتاليا دولتهم العبرية، حيث غدا ذلك جزءً لا يتجزأ من المقدسات التي لا تمس.
جوليان أسانج تمرد على النظام وخرج بما خرج به من وثائق، الأمر الذي أفقد الغرب عقله وصوابه، وراح يطارد الرجل. ورغم أن الأزمة أمريكية بامتياز، إلا أن حلفاءها في الغرب لم يسكتوا، ومن يتحالفون مع واشنطن في حروب عبثية مثل العراق وأفغانستان لن يتخلوا عنها في معركة من هذا النوع.
أسانج كان يفضح حقيقة الغرب المعروفة، وليس أمريكا فقط، ولو وقع تسريب وثائق الخارجية البريطانية والفرنسية، وربما دولا أخرى لرأينا كمّا هائلا من الأعاجيب، لأن تلك الدول لا تتعامل معنا إلا كمصدر للمواد الخام وسوق للاستهلاك ومجال حيوي للنفوذ، فضلا عن اهتمامها بنا من زاوية حرصها على مصالح دولة الاحتلال. ومن يسمع قادة تلك الدول من ألمانيا إلى بريطانيا إلى فرنسا يبذلون الجهود من أجل جندي إسرائيلي واحد اسمه جلعاد شاليط لا بد سيدرك ذلك.
ربما سينجح القوم في إسكات أسانج، لكن النافذة التي فتحها في جدار التعتيم والصمت حيال جرائم الغرب وازداوجية معاييره (لا أحد ينكر بؤس سياسة العرب وسواهم)، هذه النافذة لن تغلق مهما أخذوا من الاحتياطات، لاسيما أن الروح الإنسانية التي تتوفر عند كثيرين ستظل تدفعهم نحو رفض الظلم، ومن ثم فضحه بكل ما أوتوا من قوة، وسيكون وضعنا أفضل كلما كانت قضايانا عادلة، ووسائلنا في الدفاع عنها سليمة أيضا، مع العلم أن أحرار العالم يحترمون من يقاوم وليس من يذل ويستسلم | |
| |
|