صحيفة: بن لادن يعين سيف العدل مديرا للعمليات الدولية والقاعدة تتبنى استراتيجية حرب الاستنزاف
2010-11-11
لندن ـ ' القدس العربي': قالت صحيفة 'ديلي تلغراف' البريطانية المحافظة ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن عين سيف العدل، مسؤولا جديدا عن عمليات القاعدة الدولية والذي يعتقد انه يقف وراء سلسلة من الهجمات التي ادت الى رفع حالة التأهب في عدد من الدول الغربية والكشف عن مؤامرة الطرود المفخخة.
ونقلت الصحيفة عن رجال امن واستخبارات امريكية وباكستانية قولها ان العدل يدير عددا من العمليات المشابهة كجزء من حرب 'استنزاف' موجهة للرأي العام الغربي لاقناعه ان الحرب على الارهاب التي اعلن عنها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لا يمكن الانتصار بها.
ويعتقد المسؤولون هؤلاء ان هذه الحرب ستعبد الطريق امام القاعدة للسيطرة على كل من اليمن والصومال والوصول للسلطة فيهما. ونقلت عن خبير باكستاني اسمه سيد سليم شهزاد ان 'استراتيجية القاعدة تقوم على التخطيط وتنفيذ سلسلة من العمليات الصغيرة وتقوم على استخدام الموارد المتوفرة لديها وبالاعتماد على الجماعات المرتبطة بها'.
ووصف خبير امريكي قوله ان فكرة القاعدة تقوم على مواصلة العمليات وان كانت صغيرة ولكن بدون توقف حيث قال ان الاستراتيجية هي 'عمليات صغيرة وهجمات دائمة' ومن خلال هذا فانها ستؤدي للاضرار بالمصالح الغربية اكثر من عمليات كبيرة.
وتقول الصحيفة ان العدل قام عام 2005 بكتابة دليل للقاعدة حول كيفية ادارة العمليات. وفي الوثيقة قال العدل ان الحركة الاسلامية فشلت في تحقيق اهدافها لان عملياتها كانت عشوائية. وطالب العدل الحركة الاسلامية التركيز على الهدف الكبير وهو اقامة الدولة الاسلامية.
وترى الصحيفة ان الاستراتيجية الجديدة تعتبر انتصارا للاقلية داخل القاعدة التي عارضت تنفيذ عمليات كبيرة مثل هجمات ايلول (سبتمبر) 2001. وناقش المعسكر ان عمليات من هذا النوع ستدفع امريكا للرد مما سيؤثر على الحركة الاسلامية بشكل كبير. واشارت الى رسالة نشرت على مواقع الانترنت الجهادية عام 2002 ونسبت الى العدل وفيها انتقاد لقيادة بن لادن. ولم يعرف منذ ذلك الحين اي شيء عنه حيث كان معتقلا في ايران وعاش مع زوجته واولاده في فيلا على شاطئ بحر قزوين وكذا في فيلا في حي لازفيان في شمال غرب طهران، العاصمة، كما تزعم الصحيفة وتقول ان زوجته، وفاء هي ابنة مصطفى حامد احد قادة القاعدة الكبار. لكن سيف العدل تم الافراج عنه في نيسان (ابريل) من العام الحالي الى جانب سعد بن لادن نجل زعيم القاعدة وسليمان ابو غيث ومحفوظ الوليد.
وجاء الافراج عن الاسرى في عملية تبادل بين ايران والقاعدة مقابل اطلاق سراح دبلوماسي ايراني اختطف العام الماضي واسمه حشمة الله عطرزاده. ولا يعرف الكثيرعن سيف العدل الذي عرف ايضا باسم محمد المكاوي وابراهيم المدني، وهو مولود في مصر وعمل عقيدا في القوات الخاصة المصرية ولكنه اعتقل عام 1987 مع عدد من الجهاديين واتهم المدعي المصري العدل بانه كان يخطط لاسقاط طائرة فوق البرلمان المصري او قيادة شاحنة محملة بالمتفجرات وصدمها في المبنى. وتظهر وثائق مدعين امريكيين ان العدل عمل مدربا في معسكرات القاعدة في كل من افغانستان والصومال وشارك في عدد من الهجمات. وزعمت انه لعب دورا في مقتل جوزيف هيكس، يهودي ثري في مجال المناجم وذلك حسب ما توصل اليه محقق نمساوي.
من جهة ارخرى أرسلت بنوك سعودية رسائل نصية الشهر الماضي لملايين من مستخدمي الهواتف المحمولة لتحذرهم من قبول أموال في حساباتهم البنكية من مصادر مجهولة في حملة مكثفة للقضاء على تدفق الأموال على تنظيم القاعدة. وتواجه الحملة التي تشنها المملكة العربية السعودية على جمعيات خيرية إسلامية يشتبه في تمويلها للقاعدة عقبة متغلغلة في منطقة الخليج هي استخدام التبرعات النقدية بشكل واسع النطاق مما يصعب من اقتفاء أثر الأموال التي تصل إلى المتشددين. وتمكنت السعودية من القضاء على خلايا القاعدة منذ أن شن التنظيم هجمات داخل المملكة خلال الفترة من 2003 إلى 2006 . لكن محللين ودبلوماسيين غربيين يقولون إن اتخاذ إجراءات مشددة ضد تبرعات أفراد سعوديين أمر حيوي حتى تكون الحملة فعالة.
وقال الدكتور عبد الرحمن الهدلق مدير عام الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية في افادة هذا الصيف إنهم أصبحوا مؤخرا يركزون بشكل متزايد على مسألة تدفق الأموال. وأضاف أنه في الماضي كان من الممكن وضع صندوق للتبرعات في أي مسجد لكن هذه العملية أصبحت غير ممكنة على الإطلاق في الوقت الراهن. وتحت ضغوط غربية ضيقت الممكلة الخناق على الجمعيات الخيرية السعودية منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة التي نفذها 19 شخصا منهم 15 سعوديا. وتواجه الجمعيات الخيرية الآن قواعد صارمة لكن التحذيرات التي وجهتها البنوك تذكر بأن المعركة لم تنته على الإطلاق.
وقال عاملون في البنوك مقيمون في السعودية إن المقرضين يريدون التأكد من أن المتبرعين الماليين المثيرين للريبة لن يستغلوا سلامة نية أصحاب الحسابات الذين يحتاجون إلى الكشف عن هوياتهم لدى تحويل أموال في فروع البنوك. وقال تيودور كاراسيك من معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج في دبي 'السعوديون حققوا نجاحا مع الجمعيات الخيرية. حلوا المشكلة. لكن من الصعب السيطرة على الأفراد الأثرياء'.
وأشادت واشنطن بالرياض لمساعدتها الشهر الماضي على الكشف عن طردين ناسفين كانا مرسلين للولايات المتحدة واكتشفا في بريطانيا ودبي وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن مسؤوليته عنهما.
وأشار كاراسيك إلى وجود مشكلة كبيرة متمثلة في ثقافة استخدام النقود. فالقاعدة لا تحتاج للكثير من الأموال لتدبير مؤامرات مثل الطردين الناسفين. كما أن هناك عمليات يمكن أن تقل تكلفتها عن 500 دولار. وفي المملكة يفضل كثيرون الدفع نقدا للفنادق وإيجار السيارت أو حتى عمليات الشراء بمبالغ أكبر. وفي المطارات السعودية لن يثير أحد الريبة إذا اشترى تذكرة طائرة ذهاباً فقط نقداً. أما بالنسبة لأنظمة الدفع عبر الانترنت فإنها غير متطورة بسبب القيود المفروضة على الاتصال بالانترنت كما أن استخدام بطاقات الائتمان ليس بالقدر المستخدم في الولايات المتحدة أو أوروبا. ويقول دبلوماسيون إن من طرق المساعدة على رصد عمليات تحويل أموال مشتبه بها توسيع قدرات أجهزة إنفاذ القانون السعودية.
وفي أيلول سبتمبر عام 2009 قال مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي إن المملكة أحرزت تقدما كبيرا في محاربة القاعدة لكن منع التبرعات الفردية واستخدام أفراد في نقل النقود ما زال يمثل تحديا. وقال التقرير في تقييم للجهود الأمريكية السعودية في محاربة الإرهاب 'بينما يشير مسؤولون أمريكيون وسعوديون إلى إحراز تقدم قالوا لنا إن أجهزة إنفاذ القانون السعودية... يمكن أن تستفيد من زيادة التدريب والمساعدة الفنية'.
وبدافع القلق إزاء التسلل عبر الحدود التي يسهل اختراقها والممتدة 1500 كيلومتر بين السعودية واليمن عززت المملكة من جهود محاربة القاعدة منذ أن حاول متشدد اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية المسؤول عن مكافحة الإرهاب في آب أغسطس عام 2009 . وعلى الرغم من أن مصدر الطردين الملغومين كان اليمن فقد تركز الاهتمام على السعودية إذ يعتقد مسؤولون أمريكيون أن السعودي إبراهيم حسن عسيري مشتبه به رئيسي في هذه المؤامرة. ويعتقد أن عسيري يختبئ في اليمن وهو واحد بين الكثير من السعوديين الذين يقومون بدور حيوي في القاعدة التي أسسها أسامة بن لادن السعودي المولد.
وفي إطار حملة لتبديد مخاوف الغرب بخصوص تمويل متبرعين سعوديين للقاعدة ألقت السلطات السعودية في اذار مارس القبض على امرأة كان يشتبه في جمعها تبرعات لصالح القاعدة في البريدة إلى الغرب من الرياض.
ومن التحديات الأخرى موسم الحج.. إذ وصل عشرات الآلاف من الأجانب إلى جدة خلال الأيام القليلة الماضية في طريقهم إلى مكة. ونظرا لصعوبة الحصول على الكثير من التأشيرات يلجأ الكثير من الحجاج إلى شركات حكومية أو شبه رسمية في بلادهم تنظم رحلات استنادا إلى الحصة التي تخصصها السعودية لكل دولة من الحجاج. وقال مصدر مقيم في السعودية 'الناس في هذه الرحلات تدفع مقابل الإقامة والأكل والنقل. بعض الأموال يدفع عبر تحويلات بنكية والبعض يدفع نقدا'. وأضاف 'أنتم تتعاملون مع بعثات حكومية (أجنبية) لكن البعض ربما يكون فاسدا أو يحاول اتباع أساليب ملتوية. يصعب تحديد ذلك'. واستخدام الأموال النقدية هو أكثر شيوعا في اليمن حيث يوجد ما يقدر بنحو أربعة في المئة فقط من السكان لديهم حسابات بنكية. وأغلب البنوك المحلية في اليمن ليست متصلة بماكينات الصرف الآلي في الخارج. وكثيرا ما يجلب المغتربون اليمنيون معهم أموالا من الخارج في حين أن الحدود الصحراوية مع السعودية تشتهر بالتهريب ويصعب مراقبتها.