حياة فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1546
الموقع : صهوة الشعر تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض تاريخ التسجيل : 23/02/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | وثائق حصرية تؤكد دعم إيران لقيادات الإرهاب في ليبيا ..وتكشف مخطط طهران لنشر الفوضي في شمال أفريقيا | |
- اقتباس :
• مراكز لتدريب المتشددين الليبين في إيران.. وأسامه بن لادن عين قبل سقوطه عطية عبد الرحمن من مدينة مصراته ممثلا لـ(القاعدة) في الجمهورية الإسلامية • وزارة الخزانة الأميركية: 6 من عملاء «القاعدة» الليبية قاموا بالإشراف على شبكة تنظيمهم في إيران • محللو الاستخبارات الأميركية: إيران وسوريا كانتا تعملان لفترة طويلة مع تنظيم القاعدة للقضاء على الجيش الأميركي في العراق وكانت طهران تلجأ إلى تكتيكات لتعزيز رحيل القوات الأميركية من أفغانستان • إرهابيون ليبيون يعملون من داخل إيران وينقلون الأموال عبر ها ويستخدمونها كنقطة وسيطة بين قواعد التدريب في أفغانستان وباكستان ومعقلهم في شمال أفريقيا • علي أكبر صالحي لصحيفة إيرانية : «لقد كنا على اتصال مع الجماعات المتمردة في ليبيا قبل سقوط القذافي». • في أعقاب خلع القذافي، تلقى الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، رسالة شكر من مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي • كانت أهم لحظة في تشكيل العلاقات الليبية الإيرانية هي لحظة اختفاء حليف إيران المقرب موسى الصدر • اعرب علي خامنئي عن معارضته للتدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي وأميركا في ليبيا مؤكدا دعمه لأي خطة «تسلح» الثوريين بـ«بطاريات مضادة للطائرات» • أثنى نصر الله على الجماهير التي انتهكت القذافي جنسيا وأعدمته باعتبارهم «مقاتلين ثوريين» وهنأهم على الفوز «بنصر عظيم على طغيان الديكتاتور الليبي». هل تعبر كافة هذه الاتجاهات من التعاطف الإيراني مع خصوم القذافي عن دعم إيراني حقيقي للمتمردين الليبيين أو لتنظيم القاعدة الليبية أو للعناصر الجهادية التي انضمت إلى أول جيوب تنظيم داعش في شمال أفريقيا؟ . تظهر وثائق وزارة الخزانة الأميركية أن تاريخ العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة الليبي والعناصر ذات الصلة بتنظيم القاعدة بما في ذلك «الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» يرجع إلى ما قبل بداية الثورة في 2011. أكدت وثائق وزارة الخزانة الأميركية إلى وجود علاقات إيرانية مع المقاتلين ذوي الصلة بتنظيم القاعدة الذين انضموا للصراع ضد القذافي. وأخيرا، وفي فعل درامي من قبل وزارة الخزانة الأميركية في 2011، زعمت الوزارة وجود «تحالف بين القاعدة وإيران» وأشارت إلى بعض عملاء تنظيم القاعدة في ليبيا الذين كانوا يعملون مع بن لادن وكانوا يعيشون في وقت ما في إيران. وفي الوقت نفسه، كان هناك عدد من الرسائل المرسلة من بن لادن أو إليه التي عثر عليها في منزله بأبوت آباد عقب اغتياله، والتي تشير إلى بعض أتباعه الليبيين الذين يعيشون في إيران. وفي فبراير (شباط) 2006. صنفت وزارة الخزانة الأميركية خمسة أشخاص وأربعة كيانات كإرهابيين «عن دورهم في تمويل الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وهي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة ومعروفة بالقيام بأنشطة إرهابية في ليبيا وبالتعاون مع تنظيم القاعدة في جميع الأنحاء. وكان من بينهم الليبي محمد بن حامدي الذي وصف بأنه «من الممولين الرئيسيين للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة». وذكرت الوثيقة أنه قبل أربعة أعوام «احتجز» المسؤولون الإيرانيون بن حامدي عندما وصل إلى إيران قادما من أفغانستان. ومع ذلك، وكما قال الصحافي الأميركي، توماس جوسلين، أفادت إحدى هيئات الأمم المتحدة في ذلك الوقت بأن بن حامدي «ربما يكون قد أرسل أكثر من 100 ألف دولار من إيران إلى المملكة المتحدة باعتباره ممولا للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة». وفيما يتعلق بفكرة احتجاز إيران لمقاتلي «القاعدة»، نقل جوسلين عن أحد كبار المسؤولين بالاستخبارات الأميركية قوله: «إن الاحتجاز قيد الإقامة الجبرية يعد فرصة جيدة لعقد الاجتماعات». وأخبر أحد كبار المسؤولين السابقين بالبيت الأبيض «المجلة » أنه في أعقاب التقارير المتضاربة بشأن إلقاء الحكومة الإيرانية القبض على عملاء تنظيم القاعدة «ووضعهم قيد الإقامة الجبرية» سأل قيادات في الاستخبارات الأميركية عن ماهية هذا الاعتقال: «بالمنزل» ولم يتمكنوا من تحديد ماهيته. على أي حال، لم يبق بن حامدي في الحجز الإيراني.وبعد عام من تصنيف بن حامدي في يونيو (حزيران) 2007. صنفت وزارة الخزانة مواطنا ليبيًا آخر باعتباره عميلا للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وهو نور الدين دبسكي. ووفقا لوثيقة وزارة الخزانة فإن دبسكي «سافر إلى أفغانستان في بداية التسعينات وانضم لتنظيم القاعدة وتلقى تدريبا عسكريا في معسكرات تنظيم القاعدة. ويعتقد أن دبسكي من كبار أعضاء الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وعضو في اللجنة العسكرية لتلك الجماعة الإرهابية. انضم دبسكي إلى الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة عندما كان في أفغانستان، وفي أغسطس (آب) 2005 تم اعتباره أحد أعضاء الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في إيران». وبعد ذلك باثني عشر شهرا، صنفت وزارة الخزانة المواطن البحريني، عادل محمد محمود عبد الخالق باعتباره إرهابيا، نظرا «لتقديمه الدعم المالي والعيني واللوجيستي إلى تنظيم القاعدة وللجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة». وذكرت الوثيقة أنه «في الفترة بين 2004 و2007، سافر عبد الخالق إلى إيران خمس مرات نيابة عن تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة لتسهيل بعض المهام. وخلال كل من هذه الرحلات، كان يلتقي بأحد كبار المسؤولين بـ(القاعدة) عن عمليات التسهيل. وخلال نفس تلك الفترة الزمنية قدم عبد الخالق دعما ماديا إلى تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة من خلال تزويدها بالأجزاء الكهربائية التي تستخدم في المتفجرات وأجهزة الكومبيوتر والمعاطف وأجهزة الجي بي إس وغيرها من الأجهزة. بالإضافة إلى أن عبد الخالق كان يرتب نقل المقاتلين والأموال والمواد لمعسكرات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة بباكستان».وفي 28 يوليو (تموز) 2011، قالت وزارة الخزانة أن الحكومة الإيرانية عقدت تحالفا مع تنظيم القاعدة تسمح بمقتضاه للجماعة الإرهابية بنقل مقاتليها وذخيرتها وأموالها إلى قواعد في أفغانستان وباكستان. وفي وقت الانتقال نحو انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، يعتقد محللو الاستخبارات الأميركية أن إيران وسوريا كانتا تعملان لفترة طويلة مع تنظيم القاعدة للقضاء على الجيش الأميركي في العراق وكانت إيران تلجأ إلى تكتيكات مشابهة لتعزيز رحيل القوات الأميركية من أفغانستان. وصنفت وزارة الخزانة ستة من عملاء «القاعدة» نظرا لقيامهم بالإشراف على شبكة تنظيمهم في إيران. ومن بينهم كان عطية عبد الرحمن الليبي وهو مواطن من مدينة مصراته بشرقي ليبيا. وأفاد التصريح بأن «أسامه بن لادن هو من عينه لكي يعمل ممثلا لـ(القاعدة) في إيران وهو المنصب الذي يمكنه من دخول إيران والخروج منها بتصريح من المسؤولين الإيرانيين». ووفقا إلى صفحة بوثيقة «مكافآت وزارة الخارجية من أجل العدالة» التي كانت قد صدرت من قبل حول عبد الرحمن وكانت تقدم جائزة لاعتقاله كان العميل أيضا «يجند أعضاء الجماعات الإسلامية الأخرى ويسهل المباحثات معهم للعمل تحت تنظيم القاعدة.. (و) كما أنه عضو بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وجماعة أنصار السنة». ويرجع تحالف عطية عبد الرحمن مع تنظيم القاعدة إلى الفترة الأصلية للعرب الأفغان في الثمانينات، ووفقا لوزارة الخارجية، انضم عطية «لأسامة بن لادن في أفغانستان عندما كان لا يزال في مرحلة المراهقة. ومنذ ذلك الوقت، حاز وضعا مميزا في تنظيم القاعدة كخبير مفرقعات وفقيه إسلامي». الصلة بين إيران وكبار اعضاء تنظيم القاعدة الليبيينوأضافت الوثيقة أن عبد الرحمن كان تعرف على أبو مصعب الزرقاوي شخصيا في مدينة «هرات» في أواخر التسعينات، واصطحب أسامة بن لادن نفسه في رحلة إلى الحدود الأفغانية الباكستانية في خريف 2001. وفي أكتوبر (تشرين الأول) السابق على تصنيف وزارة الخزانة لعبد الرحمن كإرهابي، كانت الحكومة الأميركية تتمنى أن تتمكن من قتله في هجوم بالدرون في شمال وزيرستان الخاضعة لهيمنة طالبان. ولكن من الواضح أنه تمكن من تفادي الطائرة. ويمكن النظر إلى مثال آخر على وجود صلة بين إيران وكبار أعضاء تنظيم القاعدة الليبيين في وثائق بن لادن نفسه التي تمت مصادرتها من منزله بأبوت آباد؛ ففي تقرير مرسل لبن لادن من أحد عملائه يرجع تاريخه إلى 20 أبريل 2011 كانت هناك فقرة مكثفة حول مساعي «القاعدة» في ليبيا تكرر فيها ذكر إيران. ولمح العميل إلى أن «الإخوة» من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة «الذين يخرجون من السجون وغيرهم في شرق ليبيا (في بنغازي ودرنة والبادية والمناطق المحيطة) يقولون إن هناك صحوة جهادية إسلامية نشطة وإنهم كانوا ينتظرون هذه الفرصة منذ فترة بعيدة للغاية». وأفاد بأن أحد العملاء الذي يطلق عليه «أنس» سمح له بالسفر من ليبيا إلى إيران. ومن الواضح أن أنس، ليبي الأصل، كان محتجزا لفترة من الزمن في إيران مع أبو مالك الليبي المعروف باسم (عروة الليبي)، باعتباره أحد أهم الإخوة والذي سمح له أيضا بالسفر من إيران إلى ليبيا. ووصفت الرسالة «عروة» باعتباره أحد أهم الإخوة في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة. وأضافت الوثيقة أنه «ظل في إيران ولم يأت إلينا. وقبل شهر، سافر إلى ليبيا ووصل بسلام. ودعا بعض الإخوة. وكان واحدا من أهم الإخوة في الميدان ونتوقع أن يكون له دور كبير في ليبيا». ولكن بعد عدة أيام من الخطاب المرسل لبن لادن، ظهرت تقارير في ليبيا تفيد بأن قوات القذافي قتلت أبو مالك. وعند النظر إلى هذه القائمة من عملاء تنظيم القاعدة الليبي، أخبرت بعض الشخصيات بالاستخبارات الأميركية «المجلة» بأن جميعهم بينهم عنصر مميز يجعلهم أقوياء ومهمين من ناحية الحوكمة الجهادية في ليبيا: «فإذا ما أخذت جماعة مثل الجماعة الإسلامية المقاتلة، هناك اختلاف رئيسي بين عملائها الذين سافروا إلى أفغانستان ولم يعودوا إلى ليبيا وبين هؤلاء الذين عادوا واعتقلهم القذافي: فمن خلال صدور عفو عام في 2009-2010. حصل مقاتلو الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة على حريتهم مقابل الموافقة على خلع الحكومة. وفي ليبيا ما بعد القذافي، كان الأعضاء السابقون بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة هم الأكثر اعتدالا؛ حيث كانوا أكثر استعدادا للعمل مع حكومة انتقالية ذات مصداقية أو المشاركة في شكل من أشكال الحكومة المنتخبة أو النظام الديمقراطي. وفي المقابل، فإن العائدين كانوا أكثر استعدادا للانضمام لتنظيم داعش». ما بعد سقوط القذافيأصبح من الواضح أن «حكومة الوفاق الوطني» الليبية، أخفقت في تحقيق أهدافها بالحد من وجود تنظيم داعش في مدينة سرت؛ حيث قاومت «داعش» بضراوة قوات الوفاق الوطني وتمكنت من دفع بعض عناصرها للانشقاق والانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي. وهناك الكثير من المسؤولين عن المأساة الكبرى التي تشهدها ليبيا ما بعد سقوط القذافي بعضهم معروف تماما والبعض الآخر ليس معروفا بهذا القدر. ولكن من بين الكثير من الأطراف التي تسببت في مرض السياسة الليبية الحالي والذين يستحقون قدرا أكبر من الاهتمام هو الدور الخفي الذي تلعبه إيران هناك. فعندما وصلت رياح ثورة 2011 للسواحل الليبية، أعربت بعض الأصوات القيادية في طهران علانية عن تأييدها لخلع نظام القذافي رغم رفضهم الصارم للتدخل الغربي في النزاع. ومباشرة بعد سقوط طرابلس، صرح وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي في حوار مع صحيفة «جام جام» الإيرانية بالقول: «لقد كنا على اتصال مع الجماعات المتمردة في ليبيا قبل سقوط القذافي». وأضاف أن حكومته أرسلت شحنات من المساعدات غير العسكرية للكثير من الجماعات هناك. وأضاف أنه في أعقاب خلع القذافي، تلقى الرئيس الإيراني في ذلك الوقت، محمود أحمدي نجاد، رسالة شكر من رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» مصطفى عبد الجليل.موسى الصدر ومعمر القذافي وبعيدا عن هذا المستوى الرسمي من التفاعل بين القيادتين الثوريتين، من المحتمل أن يكون هناك تاريخ خفي للعلاقات بين إيران من جهة والمقاتلين الليبيين الذين ينتمون لـ«القاعدة» ويتقاطع تأثيرهم العسكري والسياسي والثقافي على البلاد مع ظهور تنظيم داعش. وكما اتضح من اكتشافات وزارة الخزانة الأميركية وأرشيف أسامة بن لادن نفسه – الذي حصلت عليه القوات الأميركية من منزله بأبوت آباد بباكستان – كان الكثير من كبار المتطرفين الليبيين يعملون من داخل إيران وينقلون الأموال عبر إيران ويستخدمون إيران كنقطة وسيطة بين قواعد التدريب في أفغانستان وباكستان ومعقلهم في شمال أفريقيا. وفي بداية اندلاع الثورة الليبية، صنف أحد كبار مساعدي بن لادن أحد هؤلاء العملاء على وجه خاص باعتباره «أحد أهم الإخوة في الميدان والذي نتوقع أن يكون له دور في ليبيا». بدأ فحص العلاقة بين إيران وحركة الجهاد الليبية بالأخذ في الاعتبار العلاقة المتوترة بين القذافي والملالي ثم بفحص وجود دليل كافٍ على وجود صلة بين الإيرانيين والمتشددين أنفسهم. الملالي والقذافي: بين التعايش والرغبة في الانتقاممن وجهة نظر الحكومة الثورية الإيرانية، كانت أهم لحظة في تشكيل العلاقات مع ليبيا هي لحظة اختفاء أحد حلفاء إيران المقربين وهو الزعيم الشيعي اللبناني، موسى الصدر، فيما كان على الأراضي الليبية. ولد الصدر في مدينة «قم» وكان يلعب دورا محوريا في بلورة هوية مجتمعية مميزة للشيعة اللبنانيين، فيما كان يسمح باستغلال النظام الإيراني للشيعة استغلالا سياسيا. ولأسباب ما زالت غامضة ومحلا دائما للتكهنات، اختفى الصدر أثناء زيارة رسمية لطرابلس في 1987. وكانت الشكوك بشأن أن يكون نظام القذافي اختطف الصدر ووضعه في السجن أو أعدمه تشعل عداء ملالي طهران تجاه العقيد القذافي وربما تثير شهيتهم بعيدة المدى للانتقام. ولكن هذا لا يعني أنه لم تكن هناك ترتيبات بينهما وتفاهمات على مدار السنين والتي وصلت إلى حد الصداقة في وقت من الأوقات: كانت هناك علاقات دبلوماسية روسية بين البلدين منذ تأسيس الحكومة الثورية الإيرانية. وخلال حرب إيران – العراق، كانت ليبيا من بين الدول العربية القليلة التي تقدم الدعم لإيران. كما كان هناك إحساس مشترك بالعداء تجاه الولايات المتحدة يرجع إلى قصف طرابلس خلال إدارة ريغان في 1986، بالإضافة إلى تصنيف كلتا الدولتين باعتبارهما من الدول «الخاضعة للعقوبات» بموجب «قانون العقوبات الإيرانية الليبية» الذي أصدرته إدارة كلينتون. وشهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين اتفاقات اقتصادية بين الحكومتين للتبادل الاقتصادي والاستثماري بل وحتى مشروعات إيرانية ليبية مشتركة في أميركا اللاتينية والقارة الأفريقية. واحتفى كلا الجانبين بالزيارة التاريخية لوزير الخارجية، منوشهر متقي، إلى طرابلس وتم اعتبارها «فصلا جديدا» في العلاقات بين البلدين. وذهب الطرفان بعيدا إلى حد النظر في عقد شراكات في مجال البترول والغاز وتطوير البنية التحتية الليبية. وهناك عامل آخر ربما يكون قد ساهم في تلك الأجواء الدافئة وهو تهنئة العقيد القذافي لأحمدي نجاد بانتصاره في الانتخابات الرئاسية 2009، رغم وجود دليل كبير على أن الانتخابات كانت مزورة، ورغم غضب المتظاهرين الإيرانيين وقطاع كبير من المجتمع الدولي. اختفاء الصدرولكن كان هناك توجه جديد خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أعاد إلى السطح التوتر بين إيران ونظام القذافي والذي كان قد خلفه اختفاء الصدر: تحرك جديد من قبل طرابلس صوب التقارب مع الولايات المتحدة خلال إدارة جورج بوش. ففي ديسمبر (كانون الأول) 2003. وبعد ثمانية أشهر من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق، وسط مخاوف بالمنطقة مما كان ينظر إليه في ذلك الوقت باعتباره تزايدا للوجود العسكري الأميركي في العالم العربي، وافق القذافي على وقف برنامجه لأسلحة الدمار الشامل بما في ذلك برنامج الأسلحة النووية والذي كان قد اقترب من الاكتمال. ولكي يقترب من تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، وافق القذافي أيضا على أن يصبح شريكا لأميركا في «الحرب على الإرهاب». وعمليا كان ذلك يعني المشاركة النشطة في عملية القمع الدولية ضد تنظيم القاعدة. ولكنه نظريا كان يعني الانحياز لسياسة الرئيس بوش الجديدة (إما معنا أو ضدنا) ضد «محور الشر» والذي كان يتضمن إيران. والأهم من ذلك، هو أن تفكيك القذافي طوعيا لبرنامجه النووي وضع مجموعة من التوقعات أمام أي دولة خارجية لديها برنامج نووي يسعى للانضمام للمجتمع الدولي، وهو ما وضع ضغوطا إضافية على إيران. وفي السنوات التالية لاتفاق القذافي في ديسمبر 2003، أصبحت المساعي الليبية الجدية لقتال «القاعدة» تتعارض مع الأهداف السياسية لكل من سوريا وإيران؛ فكما يتضح من التقارير السابقة، كانت هاتان الدولتان تنظر لتنظيم القاعدة باعتباره أداة مفيدة في قتال الأميركيين في العراق ومن ثم إضعاف القدرة الأميركية على فرض ضغوط عسكرية على دول أخرى في المنطقة.وعلى نقيض الموقف الجديد للقذافي، قدم المتشددون الليبيون الذين كانوا يقاتلون مع الأفغان العرب في أفغانستان مساهمة سخية في صراع تنظيم القاعدة ضد القوات الأميركية في العراق، وهو ما كان يمثل خبرا سارا لطهران. فيقول خبير الشؤون الأميركية الليبية، جيسون باك، لـ«المجلة»: «كان هناك بمدينة درنة بشرقي ليبيا عائدون من أفغانستان. كانوا يقاتلون القذافي ويدربون مجندين جددا وينشئون شبكات للتجنيد خاصة من العائلات والقبائل التي كانت صالحة للتجنيد للجهاد في العراق. وكان القذافي سعيدا بأنهم يقاتلون في العراق». ومن ثم عملت محاولة القذافي تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة على بلورة انقسام فيما يتعلق بالعراق وهو ما يضع القذافي وواشنطن في ناحية ويضع الجهاديين الليبيين وإيران في الجهة الأخرى. وبصفة عامة، أدى عداء إيران تجاه ليبيا الذي يرجع إلى عام 1978 بالإضافة إلى رغبة ليبيا في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة إلى أنه بمجرد سقوط نظام القذافي إثر اندلاع ثورة «الربيع العربي»، وقفت إيران مباشرة مع الكثير من خصومه الليبيين. وفي أبريل (نيسان) 2011، دعا مقال تم نشره بصحيفة «صبح صادق» وهي الصحيفة الموالية للحرس الثوري الإيراني إلى «صمود الحركة الشعبية الليبية». فيما وضعت الكثير من القيادات الليبية الأخرى القذافي مع القيادات العربية الأخرى التي أقسمت إيران منذ زمن بعيد على معاداتها. على سبيل المثال، قالت وكالة «مهر» الإخبارية شبه الرسمية في مارس (آذار) 2011 في افتتاحيتها التي تعالج الموقف في ليبيا: «أظهرت الاضطرابات الأخيرة أن طغاة العالم العربي لا يرغبون في الاستفادة من دروس الماضي.. واختاروا مصيرا مشابها لمصير صدام حسين المؤسف». وحاول المرشد الأعلى، علي خامنئي، نفسه في تصريح له في مارس 2011 جاهدا لكي يعرب عن معارضته للتدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي وأميركا في ليبيا ويؤكد من جهة أخرى دعمه لأي خطة «تسلح» الثوريين بـ«بطاريات مضادة للطائرات». جدير بالذكر في هذا السياق، أن «حزب الله» اللبناني أعرب عن معارضته الواضحة «للقذافي الطاغية» خلال التمرد. وفي تصريح له خلال ذلك العام، أثنى نصر الله على الجماهير التي انتهكت القذافي جنسيا وأعدمته باعتبارهم «مقاتلين ثوريين» وهنأهم على الفوز «بنصر عظيم على طغيان الديكتاتور معمر القذافي». | |
|