النظرة,
أشهى من اللمسة,فهي تجنن الروح ترميها من احتمال الى احتمال, تأرجحها بين
نعم ولا, اكثر كلمتين خطرتين في جميع اللغات منذ فرق الله الالسن في بابل0
النظرة, شبح له سطوة,روح شفافة تتغلغل في مسامات مفتوحة بمشرط جراحة صدئ
يسمى الوحدة! والوحدة كما يدعي المتوحدون شجرة صبار هائلة في حديقة
صحراوية00 لا يمسها احساس المطر الا بمعجزة!
النظرة لها تكاوين ومتاهات, الدماغ يتأنى في تفكيك مغزى النظره, بعكس الصوت
والالم وباقي الاحاسيس , يحلل النظرة برومنطيقية كيميائية عالية الجودة,
بلذة دافئة, وبفلسفة تفوق مجرد استعمالنا لعشر دماغنا فقط, النظره لغه
عالميه, كالموسيقى , كالحب , كالحرب , كالمرض كالاغتصاب كالسرقة مع فارق
بسيط ان النظرة كتابة ايضا كتابه بحامض النيتريك على جدران القلب, كتابة
فضائحية مدوخه! وكتابه مقدسه على الصفحه البيضاء الملطخه بنظرات غير بريئة!
أو بريئة حتى الموت(معظم القتلة والمغتصبين ومسببي الاذى نادرا ما ينظرون
بتمعن الى ضحاياهم, ومعظم الضحايا يموتون مغمضي الأعين)
النظرات ثقوب أبواب للتلصص على القلوب, والقلوب بماهيتها الشفافة والمقيتة
مجرد ألغام جسديه! 0 من يدس على قلبك يفجرك , ومن ينظر الى قلبك يتعلم
المشي ببراعة جنود مشاة وحدة تفكيك الالغام!
المطارات , مسرح النظر للغرباء, مسح شامل لملف العرق الانساني هناك من
تبغضه من نظرة, ومن تشتهيه من نظرة, هناك من هو بارع في مبادلتك النظرات
بنفس براعة مبادلتك الحديث , هناك من يسممك بنظراته, هناك ممارسه كاملة
للحب من نظرة!
عيناك واسطورة البقاء00 تتلخص في يوم مثلج في مطار بعيد
حيث توقف الزمن عن العدو وبدا المكان بالركض
حيث القهوه ونظره حانيه هي كل ما يتمنى المسافر الغارق
في وحشة ألة القفز بين الازمنة على جناحي عنقاء تسمى بوينغ 770
عيناك, نظرتك المحتضرة كغابة مطر , والمشهية واللصة
أجل
نظرتك لصة, تختطف حقيبة الانفاس من على كتف الرئة
تسرق طفل البراءة لتربيه على الخطيئة من عمر صفر حتى عمر مئة
عيناك, رغبة حواء بالتفاحة
عيناك, ما تجره الرغبات من ويلات
عيناك, نقمة قادمة وكارثة ذاهبة
عيناك,مقبرة حيتان في عرض البحر برغم العظام تسحرك رائحة العنبر
عيناك, حكيم هندي خارج للتو من نهر الغانج يترنح من سكر الطهر
عيناك, قنبلة مسمارية لا تفرق شظاياها بين اللحم والأسمنت
عيناك, الخريف في غابه والصيف على بحر والمطر في الامازون
والربيع في اخر العالم!
آه يا أحزان العميان , عالمكم الغارق في العتمة ,بلا نظرات وحب ووجع
كم نحن مخطئون في حقكم بشفقتنا , فالعمى ليس في سواد الحقيقه بل في بياض
الأكاذيب, العمى هو النظر للداخل , وهو جميل لانه يشعل الاصابع باللمس
ويشعل
القلب بالحدس ,عيناك هما عيناك ايها الغريب 00اسطورة بقائي حية حتى الان!
السبت يوليو 24, 2010 10:43 am من طرف نابغة