** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مذكرات شخصيّة أم هلوسات جنونيّة؟ السبت 25 تموز (يوليو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

مذكرات شخصيّة أم هلوسات جنونيّة؟  السبت 25 تموز (يوليو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5   بقلم: هاشم صالح    Empty
25072015
مُساهمةمذكرات شخصيّة أم هلوسات جنونيّة؟ السبت 25 تموز (يوليو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح

مذكرات شخصيّة أم هلوسات جنونيّة؟  السبت 25 تموز (يوليو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5   بقلم: هاشم صالح    Arton14235-c5e28

أركيولوجيا عاطفيّة


بقدر ما تستطيع الذاكرة أن تعود بي إلى الوراء، بقدر ما أستطيع أن أغوص في أعماق طفولتي المنسيّة، فأنا لا أزال أتذكر مدى الدّهشة بل والفرحة العارمة الّتي شعرت بها عندما وقعت لأوّل مرّة على كتاب الفقه الاسلامي في بيتنا. ولا يعني ذلك أنّي من عشاق الفقه. معاذ الله! فالواقع أّنه علم وعر، ناشف، ممل وجافٌّ إلى أقصى الحدود. ولا يخطر على بالي في الحالة العادية أن أفتحه مجرّد فتح. ولكن هناك باب واحد فيه استرعى انتباهي منذ نعومة أظفاري: باب النكاح. وهو من أحبّ الأبواب إلى قلبي على الإطلاق. ولا أزال أنهل من معينه كلّما سنحت لي الفرصة لكي أتثقف أكثر وأكمل أخلاقي الحميدة أكثر فأكثر. أحلّ لك فرجها ونكاحها على سنة الله ورسوله.كم تنزل هذه العبارة بردا وسلاما على قلب الفرخ المسلم قبيل لحظة الدخلة بقليل؟ كم تعطيه قوّة صاروخيّة لاختراقها؟ كم تشحنه شحنا بالمتفجرات والقنابل العنقودية؟ إنّها من أكثر العبارات تشهيا واثارة من الناحيّة الجنسيّة. أنا لم أعد أشاهد أفلام البورنو لكي أتهيج جنسيا، صدقوني. وبالتّالي فلا ينبغي اختزال الفقه إلى مجرّد الجلد والرّجم والقطع والتقطيع...انسوا كلّ ذلك وافتحوا على باب النّكاح فقط. فهنا تكمن عبقريّة الفقه الاسلامي. لم أقرأ في كتب الفقه الإسلامي كلّها إلا باب النكاح. ولم أفتح مرّة واحدة كتابنا المذكور إلا عليه إلى درجة أن صفحاته بليت واهترأت في حين بقي الكتاب في أجزائه الأخرى صحيحا معافى. بل وبقيت صفحاته ملتصقة ببعضها البعض لم تفرقها بعد يد المقص.ما علاقتي بباب الصلاة؟ أو الصيام؟ أو الزكاة؟ ما علاقتي بباب الحج؟ من هناك استمديت ثقافتي الجنسيّة الأولى في وقت لم تكن هناك صور عارية ولا أفلام بورنو ولا أنترنيت ولا أي شيء من هذا القبيل. ماذا تستطيع أن تفعل في مجتمعات أصوليّة متخلفة مليئة بالتابوهات والمحرّمات؟ بل وأتذكر أنّي عندما ابتدأت الاستيقاظ على الحياة ( بعد العاشرة بقليل) أصبحت مولعا بسورة يوسف. فكلّما طلب منّي والدي الشيخ الأجل أن أتلو القرآن كنت أفتح عليها إلى درجة أنّه أخذ يشكّ بي وراح يطلب منّي أن أقرأ غيرها.ا لمشائخ ملاعين وأولاد المشائخ ألعن! لقد فهم تماما مقصدي. لقد عرف لماذا أركز عليها كلّ هذا التركيز وخاصة أنّي كنت قد دخلت في عصر المراهقة (وهي مراهقتي مبكّرة ومتأخرة في ذات الوقت. بمعنى: لها بداية وليس لها نهاية).عندما كنت أصل إلى الآية التالية:﴿فهمّت به وهمّ بها﴾ كان يطير شعر رأسي ويغلي دمي غليانا. فيما بعد بزمن طويل عرفت لماذا حاولت بعض الفرق الاسلاميّة المتشدّدة حذف هذه السورة من المصحف باعتبار أنّه لا يمكن أن تكون وحيا إلهيا كبقية القرآن. من يعرف ذلك؟ تصوروا القرآن بدون سورة يوسف؟ كم سينقص جماليّا؟ وإذا فحتى القرآن الكريم كنت قادرا على استخدامه لمآربي الشخصيّة فما بالك بما تبقى؟ ولكن إشارات القرآن تبقى على أهميتها مقتضبة، خاطفة، لا تشفي الغليل. ولذا كنت ألجأ إلى التفاسير عساني أجد بعض التفاصيل الشهوانيّة المغرية الّتي تروي الظمأ أكثر. وكنت أجدها. فمثلا يقول أحدها: “وقيل أنّ همّ يوسف كان معصية، وأنّه جلس منها مجلس الرّجل من امرأته. وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم. قال ابن عباس: استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه”... يا الهي! ﴿وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك﴾..كنت أسكر سكرا عندما أقرأ هذه الكلمات، كنت أغيب عن الوعي، أدخل في غيبوبة.



أوّل بوسة!


لكن لنعد إلى نكاح الأبكار الحسان. ماذا تقول لنا كتب الفقه؟ “كان صلى الله عليه وسلّم يحرّض أمّته على نكاح الأبكار الحسان وذوات الدين. وممّا ينبغي تقديمه على الجماع ملاعبة المرأة وتقبيلها ومص لسانها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله ويقبلها. وروى أبو داود في سننه أنّه صلى الله عليه وسلم كان يقبل عائشة ويمص لسانها”.


يا إلهي كم كنت أنا جاهلا ومغفلا! كنت أعتقد أنّ التقبيل يعني مص الشفتين فقط. أتذكر أنّي عندما قبلت لأول مرّة في حياتي فتاة قالت لي: يلعن أبوك! أحسّت وكأنّي اعتديت عليها. كيف تجرأت على ذلك وأنا الجبان الرعديد؟ ما هي القوّة الجبروتية الّتي دفعتني دفعا للانقضاض عليها؟ فجأة شعرت وكأنّي تحولت الى نابليون!

 

فتوحات العباقرة

 

عجيب أمر القبلة الأولى. بحياتي كلّها ما كان يخطر على بالي (قبل الوصول إلى فرنسا) أنّه يمكن تعميق الموضوع أكثر. كنت أعتقد أنّ التّقبيل يعني مص الشفتين فقط. بل وحتى بدون مص: بالكاد تتجرأ أن تضع شفتيك على شفتيها والسلام عليكم...ولكن بما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني الأذن بذلك فلا أعرف لماذا أحرم نفسي من نعمة الله؟ بما أنّه جلّ جلاله يقول لنا في كتابه العزيز: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النّساء﴾..لا أعرف لماذا لا ننكح؟ هل نعصى أمر الله؟ معاذ الله! نموت ولا نفعلها. هكذا تلاحظون أنّ الإسلام كان حرّا تحريريا في بداياته ثمّ أصبح انغلاقيا متجهما في نهاياته. لم يكن النّبي المؤسس مضادا للحياة ولا للفطرة السليمة على عكس أتباعه الحاليين المكشرين عن أنيابهم. كان يعرف أنّه لا إبداع بلا إشباع. ولذلك كان مبدعا وفاتحا في كافّة المجالات. متى سأكتب كتابا ضخما بعنوان: “لا فتوحات فكرية بدون فتوحات غرامية”؟ ولكن ماذا نفعل بهذا التعيس كانط الّذي بحياته كلّها لم يقبّل ولم يضاجع؟ لقد عقدني كانط، أحبطني، دمر كلّ نظرياتي وفذلكاتي. وماذا نفعل بذلك التعيس الآخر سبينوزا؟..أمّا صاحبنا المعري فمعذور لأنّه كان أعمى:

ايه حكيم الدهر أي مليحة
ضنت عليك بعطرها الفواح
أسكنتها القلب الرحيم فرابها
ما فيه من شكوى ورجع نواح
يا ظالم التّفاح في وجناتها
لو ذقت بعض شمائل التفاح

 

أمّا هيغل فقد حبّل مؤجرته (بالحرام) وهو يدبج رائعته الخالدة: فينوميولوجيا الروح. فتحان عظيمان في وقت واحد. برافو هيغل! وقل الأمر ذاته عن ديكارت الّذي يقال بأنّه وصل إلى أميرات أو حتّى ملكات متوجات! إشاعات؟ أمّا عن فيكتور هيغو فحدّث ولا حرج..هنا بطل الأبطال، فتح الفتوح. تقريبا لم تنج واحدة من شرّه. هنا لا وجه للمقارنة. رفعت الأقلام وجفت الصحف...
 

نكاح الأبكار الحسان

 

لكن لنعد إلى موضوعنا الأساسي: نكاح الأبكار الحسان. قال عليه الصلاة والسلام: انكحوا الجواري الأبكار فإنّهن أطيب أفواها، وأنظف أرحاما، وأصفى ألوانا، وأسخن إقبالا.
وقال تعالى في وصف نساء أهل الجنّة: ﴿إنّا أنشأناهنّ إنشاء فجعلناهنّ أبكارا عربا أترابا﴾.
اسألوا التفاسير ليس عندي وقت لكي أشرح لكم كلّ شيء. أنا لست معلم مدرسة ابتدائية!..
ثمّ يوصيك أحد كتب الفقه: قبل أن تباشرها توجه بها نحو القبلة. مشكلة: أنا في الحالة العادية لا أعرف أين هي القبلة، فما بالك في تلك اللّحظة الحرجة والحاسمة من تاريخ البشرية؟


سيدنا محمد

في إحدى المرّات كنت أتنزه في الجنّة بشكل عفوي كيفما اتفق وفجأة وقع بصري على شخص عظيم تحيط به هالة من نور. سألت: من هو؟ قالوا لي ويحك: إنّه النّبي محمد! بهرت، كدت أسقط مغشيا عليّ. أقاموني. لم أكد أصدق عيني. هل يعقل أن أرى النّبي بشخصه؟ يا إلهي ما هذا الحظّ الّذي لا يتصوره العقل؟ ما هذه النعمة الّتي لا يحظى بها إلا المؤمنون الراسخون في العلم؟ لأوّل مرّة تأكدت أنّي مؤمن حقيقي وليس مجرّد شخص انتهازي وصل إلى الجنّة بالغلط أو عن طريق الصدفة. هرعت إليه شاكيا باكيا مقبلا يديه ورجليه: أنا على سنتك يا سيدي يا رسول الله. أجابني: أعرف، أعرف..وصلتني عنك تقارير مشجعة جدّا. يبدو أنّك أمضيت حياتك في التقى والورع والجهاد في سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا. أنا راض عنك كلّ الرضى. ولذلك أوصيتهم بأن يضعوك في مكانة عالية في الجنّة تحت التابعين مباشرة وفوق تابعي التابعين إلى يوم الدين. سألته: سيدي هل يمكن أن أرتفع إلى مرتبة الصحابة والخلفاء الراشدين؟ نظر إلي بذهول قبل أن ينفجر غاضبا: أأنت مجنون؟ ولماذا لا تطالب بمرتبة الأنبياء؟ العمى مصيبة: تعطيه يدك يطلب الكتف! أحسد نفسك على المكانة الّتي وصلتها. أصلا ما كان ينبغي أن تكون هنا. مكانك في أسفل سافلين. ولكن بما أنّك دافعت عنّي ضدّ الصور الكاريكاتوريّة فقد رفعناك. لا تنس أنّ سمعتك “حامضة” أكثر من اللّزوم. فملاحقاتك الارهابيّة للجنس اللّطيف أصبحت معروفة للقاصي والداني. متى ستكف عن مغازلة المؤمنات الخاشعات؟ نبيّك اكتفى بعشرة أو عشرين فاكتف أنت بما تيسر وعفى الله عمّا مضى. إنّي أعرف أنّك تحبني ولكن لا أستطيع أن أدافع عنك على طول الخطّ. غرامياتك المتفاقمة ليس لها حدود. متى سينتهي عصر المراهقة ويبتدئ العصر الآخر؟ ثمّ إنّي حتّى الآن لم أنته من حلّ مشكلة علي وعمر وأبي بكر وقصّة الخلافة وما فعلوه من بعدي. صداع يكسر الرأس. كفاني تعقيدات. فاغرب عن وجهي!..


غمزة

والمرأة العربيّة عندما تغازل تغازل، وعندما تتشهّى لك تحرق أنفاسك. بالمناسبة غمزتني إحداهن قبل خمس سنوات غمزة لم أقم منها حتّى الآن. غمزة واحدة فما بالك لو بقبلة،أو ضمة، أو..أو..أو! ولكنّها غمزة لا كالغمزات. لقد انطلقت كالسّهم فأصابت منّي مقتلا.ل ا تزال حلاوتها في قلبي، في أعماق قلبي. سوف أصل إليها تلك اللعوب الغاوية. سوف أصل إليها. أعرف أنّها شهية وتعرف أنّي أشتهيها. نتلمّظ على بعضنا البعض منذ سنوات دون نتيجة. لا تسألوني عن معنى كلمة “تلمّظ يتلمّظ تلمّظا” فأنا لست مسؤولا عن كلّ الكلمات الّتي أفترعها أو أخترعها غصبا عنّي. هل هي قاموسيّة أم لا؟ هذا آخر همومي. ما معنى حياة بدون افتراع؟ لا تسألوني عن معنى كلمة افترع يفترع افتراعا. أنا لست مسؤولا عنكم. ومع ذلك سأشفق عليكم. يقول القاموس: افترعها: يعني افتض غشاء بكارتها. هل عرفتم لماذا لا أستطيع أن أعشق إلا بالعربي؟ حتّى الكلمات تشهّيني..

فجأة جاءني صوت عُلويٌّ لا يناقش قائلا سجل عنّي: من لا يحبهنّ لا يحبني، من لا يدوخ عندما يراهنّ ليس من أمّة محمد.

سيدي: هل أستطيع أن أنقل ذلك كأحاديث نبويّة شريفة؟ بدون شكّ.أنت الآن محدّث الإسلام الأوّل، أبو هريرة العصر، فافعل ما تشاء.


الإمام علي

في إحدى زوايا الجنّة التقيت صدفة بالإمام علي بن أبي طالب فسلمت عليه وقبّلت يده. ولكنّه سرعان ما قال لي: لا تطل الوقوف معي أكثر من اللّزوم لكيلا يقال عنك بأنّك طائفي. ألا ترى إلى أبي بكر وعمر في الجهة الأخرى من الشارع؟ اذهب وسلّم عليهما وقبّل يدهما أيضا مثلما فعلت معي. فهذه هي الطريقة الوحيدة لحلّ المشكلة السورية. سألته باندهاش: أفي الجنّة طائفيّة؟ أجاب: على أشدّها! قلت يا إلهي: أنا هربت من جسر الشغور وسوريا كلّها بسبب هذه القصة واعتقدت أنّي نجوت...متى ستنتهي الطائفيّة إذن؟ أجابني سكرتيره: لا أحد يعرف. ربّما حتّى الله ذاته عاجز عن حلها. قلت مستنكرا: أستغفر الله!هل يعجز الله عن شيء؟ قال: كلمة تقال، كلمة تقال..لا تأخذ الأمور بحذافيرها. لا تكن حنبليا أكثر من اللّزوم! وعلى أي حال فقد أخذنا موعدا مع السكرتيرة الالهية بغية مقابلته جل جلاله وحل هذه المشكلة الكابوسية بشكل راديكالي استئصالي. سألته باندهاش: الله عنده سكرتيرة؟ قال: بدون شكّ. قلت: وكيف هي؟ قال:لا نعرف. لم يرها أحد إلا سيدنا محمد. فأعطته موعدا بعد عشر سنوات ضوئية لأن الله مشغول بقضايا ضخمة أخرى كقضية فلسطين وقضية شخص نكرة استعصت مشكلته على العالم كلّه ويدعى هاشم صالح. وهو شخص موضوع في الثلاجة منذ ربع قرن ومع ذلك فلا يزال حيّا يرزق حتّى الساعة. إنه شخص انطوائي متوحش يعتقد بأنّه مركز العالم في حين أنّه على هامش الهامش بل وحتّى لا شيء. والأنكى من ذلك فهو يزعم بأنّه شعلة الأنوار العربية في حين أنّه مظلم، عصابي، متوتر، كأن به مسٌ من جنون. أما آن لهذا الشخص من يسحقه ويمحقه؟ لا أحد يعرف لماذا لم ينقرض حتى الآن.لا أحد يعرف لماذا باءت كلّ محاولات تصفيته بالفشل. كيف خرج من عنق الزجاجة في آخر لحظة؟ هو نفسه مندهش كلّ الاندهاش. بل ويعتبر أنّ مجرد بقائه على قيد الحياة - بعد كلّ ما حصل!!- انتصارا ما بعده انتصار.


على العرش استوى

قلت لهذا الشخص المجهول الّذي لا أعرف من أين ظهر في وجهي ولا كيف: يا الهي : بعد عشر سنوات ضوئية! فضحك وقال مستدركا: لا تخف، لاتخف. الزّمن عندنا في الجنّة غيره عندكم أهل الأرض. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وإنّ يوما عند ربك كألف سنة ممّا تعدون﴾. قلت: أستغفر الله، أستغفر الله، وفوق كلّ ذي علم عليم. حاولت أن أستفسر أكثر عن السكرتيرة الالهيّة وكيف هي فأجابني: لا تطرح أسئلة فوق مستواك ولا تعرّض نفسك لما لا تحمد عقباه. كلّ ما نعرفه هو أنّ سيدنا محمد هو الشخص الوحيد الّذي يستطيع أن يدخل على الله كيفما شاء ومتى شاء والسكرتيرة لا ترفض له طلبا. أنت تعلم أنّ “خير الورى” صعد إلى السماء في الحياة الدنيا عن طريق الاسراء والمعراج. وعندما وصل إلى السّماء السابعة ودخل على الله وقد استوى على عرشه كادت الرؤيا أن تصعقه لولا عفو الله. كان هذا أوّل لقاء بين المرسل والرسول. هذا وقد جلس في حضرته كتلميذ صغير والله جل جلاله مطل عليه من فوق عرش شاهق، تماما كما كان يفعل الملك محمد الخامس مع السفير الفرنسي هو في السقف والآخر على الأرض. ثمّ استدرك فورا: أستغفر الله، أستغفر الله، كلمة تقال. كلمة تقال. نقصد فقط تقريب الصورة إلى العقول المحدودة. قلت له: مفهوم، مفهوم. زدنا، زدنا.. قال: في ذلك اللّقاء التأسيسي حصلت أشياء وأشياء.هل تعلم بأنّ سيدنا محمد أنقذنا من داهية. قلت: كيف لا فضّ فوك؟ قال: كان جلّ جلاله يريد أن يفرض على المسلمين أن يصلوا خمسين مرّة في اليوم. ندت عني صرخة هائلة: يا إلهي خمسين مرّة! أجاب نعم، نعم. ولكن سيدنا محمد بذكائه وألمعيته استطاع اقناع جلالته بتخفيضها إلى خمس مرات فقط. والآن يفاوضه على ما هو أفضل: جعل الصلوات كلّها كيفيّة غير ملزمة لأن المسلمين في عصر الحداثة والصناعة والعولمة بحاجة إلى العمل والإنتاج وبالتّالي فحتّى الخمس صلوات أصبحت مرهقة بالنسبة لهم. فقط صلاة الجمعة تكفي أو عندما يشتهي المسلم أن يصلي إلى الله ويبتهل فليفعل ذلك قاعدا أو قائما أو ماشيا. ﴿فأينما توليتم فثم وجه الله﴾. بل وحتّى الصيام قد يصبح كيفيّا أو رمزيا مخفّفا بعد عشرين سنة بقرار من آية الله العظمى الدكتور هاشم صالح. قلت له: معناها عندما أغازل أنا إحداهنّ من فوق الأساطيح فإنّ ذلك يحسب لي كصلاة؟ أجاب على مضض: ربّما ربّما. إنّ الله جميل يحب الجمال. المغازلات صلوات. لم لا؟ وعلى أي حال فهي الصلاة الوحيدة الّتي تتقنها يا عدو الله. نعرفك جيّدا ونعرف مشكلتك المركزيّة، قضيتك الأساسية. ليست لدينا أية أوهام حول شخصك الكريم. قلت له: يا أخي بحياتي كلّها لم أفهم معنى هذه العبارة: الصلاة خير من النوم؟ عندما أكون نائما وراءها في غسق الفجر فمن يستطيع أن يفصلني عنها؟ من يستطيع أن يفصل الذات عن الموضوع، أو الفاعل عن المفعول؟ قال: أعوذ بالله! أنت فاسق، متهتك، فاجر، لا يقاس عليك. والله إنّك لأشد كفرا من اليهود والنصارى.

فتيحة

أخيرا أطلت علينا الآنسة فتيحة:
إنّا فتحنا لك فتحا مبينا
صدق الله العظيم
بعد اليوم لا استعراضات ولا فخفخات. بعد اليوم لا غلاظات ولا ثرثرات. بعد اليوم لا حسّ ولا حسيس. فتيحة أخت الرّجال. فتيحة قدها وقدود. والله سوف تتلاعب بك فتيحة على أناملها العشرة كما تشاء وتشتهي. والله ستركعك فتيحة تركيعا يا حقير. سوف تمسح بك الأرض. سوف تريك بأم عينيك نجوم الظهر.

قصف جوّي

صديقتي الجديدة ماري أنطوانيت(اسم مستعار لأسباب أمنية) انفجرت في وجهي هذا الصباح: هاشم أنا مللت من ربك! العمى مش ممكن. هل يعقل أن تمل المرأة منك بعد يومين فقط؟ شهر العسل ابتدأ يوم الجمعة، نحن الآن الأحد. فما عدا ممّا بدا؟ أقول ذلك خاصّة أنّي أبليت بلاء حسنا في ساح الوغى. الجيران أنفسهم استيقظوا مذعورين: والله اعتقدنا أنّه حصل قصف جوّي في المنطقة. عندما عرفوا بالحقيقة انفجروا بالضحك وراحوا يتغامزون ويتهامسون فيما بينهم...
أحدهم: برافو دكتور برافو.لا والله برافو. برافو يا زين الشباب يا فحل الفحول!

آخر: هكذا تكون الرّجال وإلّا فلا!
إحداهنّ اقتربت منّي هامسة: هذا الحمار(مشيرة إلى زوجها) مرّة كل شهرين وبالكاد. الله يقصف عمره. متى سأتفرغ لحالي؟ الرّجال تصهل حولي كالخيول الجامحة.
مدام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يشبع امرأته في الفراش فالعنوه، وفي رواية أخرى فاشنقوه.

دكتور: متأكد أنّه هذا حديث؟
مائة بالمائة مدام. أنا عالم لاهوت قبل أن أتحوّل إلى الفلسفة، تماما مثل هيغل ونيتشه وهيدغر..
يا إلهي شو مثقف يا دكتور..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مذكرات شخصيّة أم هلوسات جنونيّة؟ السبت 25 تموز (يوليو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مذكرات شخصيّة أم هلوسات جنونيّة؟ السبت 25 تموز (يوليو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: