** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
لماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟  السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال :  1 2 3 4 5   بقلم: هاشم صالح   I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 لماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟ السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماردة
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
لماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟  السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال :  1 2 3 4 5   بقلم: هاشم صالح   Biere2
ماردة


عدد الرسائل : 201

تاريخ التسجيل : 26/10/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

لماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟  السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال :  1 2 3 4 5   بقلم: هاشم صالح   Empty
13082015
مُساهمةلماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟ السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح



لماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟  السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال :  1 2 3 4 5   بقلم: هاشم صالح   Arton14161-362f2




أولا: المقدس/الحقيقة/العنف

لا أحد يطرح على نفسه هذا السؤال رغم أنه جوهري شديد المعنى والدلالات. كلما ابتدأ الشهر الفضيل نسمعهم يقولون: إن شاء الله يكون خير هذا الشهر، إن شاء الله تخف الأحقاد ويتوقف القتال وسفك الدماء. فماذا يحصل؟ العكس تماما. في رمضان تزداد التفجيرات أضعافا مضاعفة قياسا إلى بقية الشهور. فلماذا يا ترى؟ لأن حضور المقدس الديني يكون أكثر كثافة واشتعالا في رمضان. لأنه كلما زاد إيمانك زادت شهيتك للقتل والذبح ثم بالأخص زادت قناعتك بأنك محميّ من فوق ولن تعاقب على أفعالك هذه. على العكس سوف تُكافأ وتنال مرضاة الله أكثر فأكثر. وكلما كان عدد السياح المتساقطين على شواطيء سوسة الجميلة كبيرا كان أفضل. وكلما كان عدد المسلمين الشيعة المتساقطين في أحد مساجد الكويت أوالباكستان أوالمنطقة الشرقية كبيرا كان ثوابك أعظم عند الله. على هذا المستوى من العمق ينبغي أن نموضع الاشكالية وإلا فلن نفهم شيئا من شيء. لا يمكن فهم الاشكالية إلا إذا فتحنا مسألة المقدس والعنف على مصراعيها. ماذا يفعل المثقفون العرب؟ عندما أمتلك المقدس الأعظم (أو أتوهم ذلك) فهذا يعني أني أمتلك الحقيقة اللاهوتية المطلقة، الحقيقة العليا المتعالية التي لا حقيقة بعدها. وتاليا يحق لي أن أقتلك باسم الله شرعا. بل وأتقرب الى الله تعالى بذبحك من الوريد الى الوريد. أتقرب الى الله تعالى بتفجير السيارات المفخخة في عز شهر رمضان المبارك وإسقاط العشرات مضرجين بدمائهم. هناك فتاوى دينية قديمة تشرع لي هذا، تدعوني إلى هذا.وقد علموني إياها في البيت أو المسجد أو مختلف المدارس والمعاهد الأصولية أو حتى على الانترنيت والفضائيات! إنها مبثوثة في كل مكان. وهي تحظى بالمعصومية المطلقة وكأنها قرآن كريم! لماذا منعوا ابن تيمية في الأردن؟ ابن تيمية ليس بشرا وانما شخص معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فتاواه القطعية - إن لم نقل الارهابية - تقدم لي ثقة هائلة بالنفس وجرأة غير مسبوقة على القتل والذبح وتفجير الأسواق والساحات العامة.
 إنها تقدم لي تغطية لاهوتية غير مشروطة للاستمتاع بسفك كل هذه الدماء وأنا صائم والحمد لله! شيء مخيف، شيء يتجاوز العقل البشري. لولا الفتاوى اللاهوتية لجن جنون هؤلاء الشباب الذين يقتلون بشكل عشوائي ويفجرون أناسا لا يعرفونهم. لولاها لكانت صرخات الرجال والنساء والأطفال وأشلاؤهم ستعذبهم. ولكن الفتوى القدسية تطمئنهم وتخدرهم قائلة لهم بأنهم كفار. وبالتالي: فالله أكبر،عليهم! هذا هو ملخص الموضوع كله من أوله الى آخره. تقريبا أستطيع أن أتوقف بالمقالة هنا. لكن لنتابع قليلا ولنقل ما يلي: المقدس التكفيري هو المسؤول الأول والأخير عما يحصل من مجازر منذ 11 سبتمبر وحتى اليوم بحر من الدماء سالت باسم المقدس الأعظم. أو قل بأن المسؤول هو الفهم الخاطيء والظلامي القروسطي للمقدس وليس المقدس بحد ذاته. ذلك أنه يمكن فهم المقدس بشكل آخر مختلف تماما. والدليل على ذلك المسيحيون الأوروبيون. فما عاد أحد يقتل أحدا على الهوية باسم المقدس.على العكس فإن المقدس المفهوم بشكل صحيح قد يدفعك الى الشفقة على الناس، إلى التعاطف والتضامن مع البشرية جمعاء. وهذه هي حالة المسيحية المستنيرة في أوروبا. ولكن متى سيتوصل العالم الاسلامي الى ذلك؟ ليس قبل المرور بالمرحلة التنويرية التي غربلت المقدس القروسطي غربلة شديدة وحيدت شحناته اللاهوتية الكهنوتية الظلامية. هل يمكن أن يستنير العالم الاسلامي في المدى المنظور؟ لا أريد اخافتكم ولا إحباطكم ولكن الجواب هو: لا. بالنسبة للمسلمين الدواعش تلزم بالطبع سنوات ضوئية. ولكن حتى بالنسبة للآخرين فإن المسألة خطيرة جدا ومعقدة وسوف تستغرق عدة أجيال متلاحقة. كان الباحث الفرنسي برنار أودان قد نشر كتابا بعنوان: الإيمان الذي يقتل. لا أعرف لماذا لم يترجمه أحد حتى الآن. نعم الإيمان قد يقتل، وقد ينعش القلب. قد يسحق الملايين، وقد يحيي الضرع أو ينبت العشب في الأرض البوار. كل شيء يتوقف على طبيعة هذا الايمان: هل هو قروسطي قديم، أم تنويري حديث؟ هل هو مفعم بروح العقل والفلسفة أم لا؟ إيمان بلا عقل أو علم لا خير فيه. والاسلام كان دين العقل والعلم في العصر الذهبي المجيد. كان حضارته منارة العالم آنذاك. كان يشع على البشرية بالخير العميم. كان يقدم لها علم الفلك والطب والحساب والجبر والفكر الفلسفي ذاته. ولكن وا أسفاه كل ذلك قضى عليه العصر الوهابي قضاء مبرما.
بصراحة ليس عندي أي مشكلة مع إيمان شخص كاللاهوتي السويسري الشهير هانز كونغ.على العكس تماما إني أستفيد من علمه وإيمانه. انظروا كتابه الضخم عن الاسلام، أو المسيحية، أو اليهودية. منظور مقارن، عميق، ولا أوسع. علم غزير. أهذا رجل دين ومشائخنا رجال دين؟! أين الثرى من الثريا؟ ولذا كثيرا ما أقرؤه وأتغذى روحيا وتتوسع آفاقي المعرفية في ذات الوقت. إني أقرؤه كما أقرأ الفلاسفة، كما أقرأ صديقه بول ريكور الذي كان مؤمنا أيضا وفيلسوفا كبيرا في ذات الوقت. ولكن من يستطيع أن يقرأ مشائخنا حاليا؟ وهل عندهم شيء أصلا لكي يُقرأ؟ نفس التكرار والاجترار، نفس اللعنات والاتهامات، نفس الجهل والظلمات. ثم بالأخص نفس الفتاوى التكفيرية التي تدفع الى القتل والاجرام دفعا. المسؤول الأول عن مجزرة السواح على شواطيء سوسة العروسة ليس ذلك الحيوان الذي رشهم بالكلاشينكوف بشكل عشوائي كيفما اتفق، وإنما شيخه الذي أعطاه فتوى بمشروعية ذلك. نفس الشيء يقال عن ذلك الداعشي الذي فجر مسجدا بالكويت أو غير الكويت. بالأمس قرأت بالصدفة تصريحات الشيخ محمد العريفي في مسجد محمد بن عبد الوهاب في الدوحة القطرية.لاحظوا الشخص والمكان والزمان! لاحظوا الأنوار! نور على نور! من هناك خرج كل هذا الوباء. من هناك انتشر كل هذا الظلام الذي اكتسح المنطقة بأسرها وأصبح بحجم العالم. ثم يهدد العالم المتحضر ويتوعده بدلا من أن يعتذرعن هذه الافعال الداعشية الشنيعة أو يندد بها على الأقل. والله لو كنت محله لخجلت من نفسي ولما تجرأت على الخروج من بيتي ومواجهة الناس في الشارع وجها لوجه. هذا الكلام لا يخصه هو فقط بالطبع وإنما ينطبق على عشرات أو مئات أو آلاف الشيوخ التكفيريين الآخرين. بدلا من أن يراجعوا مواقفهم ويتوبوا عن هيجاناتهم وتطرفهم الأعمى إذا بهم يكابرون ويصرون على نفس الخط والخطأ. بدلا من أن يجددوا برامج التعليم الديني التي صدئت وعلاها الغبار وفرخت الوهابيين الطالبانيين الداعشيين بالملايين إذا بهم يهددون العالم الحر العقلاني المستنير! هل تعتقدون بأنكم ستنجون من المساءلة والعقاب بعد كل هذه السيارات المفخخة التي فجرتموها في الأسواق والشوارع والمخازن العامة على مدار ثلاثين سنة متواصلة؟ إن حسابكم عند الله شديد. هذا دون أن ننسى حساب البشرية المتحضرة التي ضاقت ذرعا بتعصبكم وجهلكم وحقدكم على أنوار الحداثة الدينية والفلسفية. وهي الآن تحاصركم شرقا وغربا وليس فقط غربا. كل أمم الأرض تشير اليكم الآن بالبنان. كل الأمم العظمى من روسيا الى اليابان الى الصين والهند تعرف ماذا فعلتم بالضبط. كلها تعرف أنكم بثثتم على مدار سبعين سنة متواصلة تعليما دينيا تكفيريا متخلفا لا يليق حتى بالقرون الوسطى المظلمات. كلها تعرف أين يكمن بالضبط أصل الداء والبلاء. كلها تعرف من أين خرجت كل هذه القصة.نعم ينبغي تفكيك الوهابية الداعشية من أولها إلى آخرها، من ألفها الى يائها. فالتراث الاسلامي العظيم يستحق فهما آخر، وتفسيرا آخر، غير التفسير الوهابي الداعشي الذي شوه سمعتنا في شتى أنحاء العالم. ولن تقوم لنا قائمة قبل خمسين سنة قادمة بسببكم. وبالتالي كفاكم مكابرات وعنتريات فارغة. أنتم محاصرون أكثر مما تتصورون، وكل أنظار العالم تتركز عليكم. نعم إن التفسير التنويري الجوهري لرسالة القرآن والاسلام قادم لا ريب فيه باذن الله. فهذا الدين الحنيف قائم في جوهره على الخير/لا الشر، على الحب/ لا البغض، على العلم/ لا الجهل،على الرأفة بالعباد والكائنات. وما أرسلناك الا رحمة للعالمين. وقد أشع هذا الدين على العالم بحضارته وانسانيته يوما ما. أعظم حضارة في العصور القديمة كانت الحضارة العربية الاسلامية. ولحسن الحظ فإن عشرات بل ومئات المثقفين في السعودية والخليج العربي يمشون في هذا الاتجاه التنويري العريض. ويخيل الي أن النهضة العربية سوف تنطلق من هناك لأسباب مادية وغير مادية. فحيث تشتد حلكة الظلام ينبثق النور. هذا ناهيك عن اسهامات العالم العربي كله بمشرقه ومغربه. وهي ضخمة وهائلة. وبالتالي فالوهابية محاصرة من كل الجهات. وسوف نفعل جميعا المستحيل لكي تندحر ويتحقق التنوير الإسلامي المنشود. إنه شغلنا الشاغل. عليه ننام ونستيقظ. وعندئذ سوف تتوارون عن الأنظار كخفافيش الظلام. ولن يعود هناك مسجد واحد في العالم باسم: محمد بن عبد الوهاب! 
ثانيا: أين يكمن الخلل بالضبط؟

إنه يكمن في فهم المقدس الأعظم ذاته. فإذا فسد فهمه فسد كل شيء: من اقتصاد، واجتماع، وثقافة، وسياسة، وأخلاق. إذا فسد فهمه كانت الطامة الكبرى كما هو حاصل حاليا على يد الدواعش الوهابيين وسواهم. فالقرآن الكريم يعترف بمشروعية التعددية الدينية العقائدية ولكنهم هم لا يعترفون. فكلام شيوخهم الظلاميين الجهلة أهم من القرآن ذاته! بالمناسبة أحيي الأردن لأنه منع ابن تيمية والكتب السلفية التكفيرية. تقول الآية الكريمة: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا.هذه الآية تصلح لعصر العولمة بامتياز. أكاد أقول: إنها تدشن عصر العولمة. إنها تحل مشكلتنا بشكل رائع. إنها ضد صدام الحضارات والثقافات والأديان. ويقول الكتاب: ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة.ولكنه لم يشأ. وهذا يعني أنه يحق لنا أن نتعامل مع الآخرين ونحترم ثقافاتهم وتراثاتهم وكرامتهم الانسانية. فهم بشر أيضا ومخلوقات الله. هذا يعني أنه إذا صلحت الأعمال والنيات، إذا كنت انسانا مستقيم الاخلاق والسلوك، فأنت من أهل الخير سواء أكنت مسلما أم مسيحيا أم يهوديا أم بوذيا أم هندوسيا أم كونفشيوسيا الخ.. هناك آية رائعة تصدق على ذلك وتتكرر ثلاث مرات في القرآن: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. بل وهناك آية لا تكاد تصدق من شدة التسامح والانفتاح: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد. أما هم فيعاكسون القرآن ويقولون بأنه لا يوجد إلا دين واحد صحيح على وجه الأرض، وبقية الأديان ضلال في ضلال أو كفر محض. وينبغي استئصال أتباعها أو ذبحهم بدلا من التعايش معهم. هذه هي الوهابية. هنا يكمن جوهرها العدواني، أصلها وفصلها. بل وحتى داخل هذا الدين لا يوجد إلا مذهب واحد صحيح وبقية الفرق في النار. انظر حديث الفرقة الناجية. لاحظ ما أجمل هذه الفرقة الناجية التي تضم على رأسها الجولاني والبغدادي وبن لادن وأحمد منصور وكل هذه الأشكال! هذا الأخير ما كان ينبغي أن يوقف في ألمانيا لأنه حظي بضجة اعلامية لايستحقها. الأصح ما كان ينبغي أن يدخلها على الاطلاق . فشخص يتعاطف علنا مع الجولاني والبغدادي والفكر الاخواني التوتاليتاري لا علاقة له بقيم الحرية والديمقراطية والنزعة الانسانية. لا حرية لأعداء الحرية، ولا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية. كل من يحمل في داخله فكرا إخوانيا تكفيريا توتاليتاريا لا يحق له أن يتشدق بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. إنه عدو لدود لروح الأزمنة الحديثة وجوهرها. نقطة على السطر. ما علاقة شخص كهذا بفكر غوته العظيم الذي كان يتسع عقله للغرب والشرق دون أي تعصب أو انغلاق؟ ما علاقته بفلاسفة الأنوار الذين صالحوا الدين مع العقل وقضىوا على الطائفية والأصولية المسيحية؟ وهل سمع بذلك أصلا؟
أعود الى قصة سوسة العروسة، سوسة الشهيدة البطلة، جوهرة العالم بما وهبها الله من موقع ساحر وجمال طبيعي خلاب. ما كانت سوسة تستحق هذه الجريمة النكراء التي باغتتها غدرا. يريدون إطفاء نورها ونور تونس كلها لأنها أصبحت قدوة للعالم العربي ونموذجا يحتذى. ولا غرابة في ذلك فالظلمات تحقد على الأنوار. لقد أطفأوا نور المعتزلة سابقا ونور الفلاسفة، نور بغداد ونور قرطبة. والآن يريدون إطفاء أنوار العصور الحديثة الهاجمة عليهم من كل الجهات. ولكنهم مخطئون. فهذه المرة – ولأول مرة- سوف يُهزمون. لأول مرة سوف يحصل حدث كنا ننتظره منذ ألف سنة: سوف ينتصر المأمون على المتوكل، والمعتزلة على الحنابلة. لقد أبادوا المعتزلة بشكل كامل حتى لم تقم لهم قائمة منذ ألف سنة وحتى اليوم. لقد انقرضوا كليا كفرقة أساسية في تاريخنا. والآن يريدون إبادة الشيعة والعلويين والاسماعيليين والدروز وحتما المسيحيين. بل ويريدون استئصال السنة المتعلمين المتنورين أنفسهم! ولكنهم والحمد لله بالملايين. إنهم الجسد المركزي لهذه الأمة وعمودها الفقري. وهم الذين سيقفون سدا منيعا أمام هذه الهجمة الهمجية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العرب والاسلام. تحية للشعب المصري الذي أسقطهم وأسقط حكمهم المتخلف البائد. تحية للشعب الكردي البطل الذي يواجههم الآن نيابة عنا جميعا ويدفع ثمن الحرية والنزعة الانسانية باهظا. تحية للشعب التونسي بطبيعة الحال لأنه أصبح منارة لكل الشعوب. ولهذا السبب هناك انقضاض مسعور على التجربة التونسية لإفشالها بأي شكل. ولذلك اسمحوا لي أن أطرح الشعار التالي: يا متنوري العالم العربي اتحدوا! بل يا متنوري العالم الاسلامي كله اتحدوا! وذلك لكي أشمل الكرد والترك والفرس والافغان،الخ.. فجميعهم إخوتنا في القدر والمصير: إما أن نغرق معا واما أن ننجو معا. لكل هؤلاء أقول: أيا تكن طوائفكم ومذاهبكم ومشاربكم فهناك طائفة أخرى أكبر منكم جميعا وهي الآن في طور التشكل والانبثاق. إنها طائفة تخترق كل الطوائف دون استثناء. إنها عابرة للقارات إذا جاز التعبير. إنها طائفة التنوير العربي والمستقبل العربي. سوف يموت العرب لكي يحيا العرب. سوف يموتون بصيغتهم القديمة المهترئة لكي يولدوا من جديد بصيغة أخرى قابلة للبقاء. هذا هو مغزى ما يحصل حاليا. أقصد مغزاه في العمق أو عمق العمق. ثم إنها طائفة التنوير الكردي والتنوير الايراني والتنوير التركي.. كله قادم على الطريق. لهؤلاء جميعا المستقبل والخلود ولكن بعد خوض معركة طاحنة. فالفكر الظلامي القديم لن يشهق شهقته الأخيرة بسهولة. والمعركة الفكرية التي أصبحت على الأبواب ستكون أخطر من المعركة العسكرية وأشد هولا. لأجلها سنضحي بخالص المهج ونور العيون.
أخيرا سأقول ما يلي: العرب قادمون لا ريب في ذلك: إن لم يكن غدا فبعد غد. إنهم قادمون ولكن بوجه آخر، وجه حضاري، وجه أخلاقي، وجه انساني. فشعب صنع الحضارات سابقا قادر على صنعها مجددا. أما بوجههم الحالي فليسوا قادرين على قشرة بصلة. لاحظ كيف شوهوا هذا الدين العظيم وقلبوه الى عكسه: فبعد أن كان دين الحرية في العصور الأولى أصبح دين العبودية في عصر الانحطاط. بعد أن كان دين الإبداع والابتكار والعلم والفلسفة والآداب الكبرى أصبح دين التكرار والاجترار والفتاوى المضحكة والفقر الفكري المدقع. أصبحنا مهزلة للعالم كله. بعد أن كان دين الرحمة والشفقة على العباد أصبح دين الهمجية والوحشية الداعشية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟ السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

لماذا لا يصومون عن السيارات المفخخة في رمضان؟ السبت 27 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الخطر والفرصة السبت 20 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي
» الخطر والفرصة السبت 20 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي
» في الزمن السبت 13 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: كمال الدين غازي
» مذكرات شخصيّة أم هلوسات جنونيّة؟ السبت 25 تموز (يوليو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: هاشم صالح
» مارتن لوثر في عيون نيتشه وهاشم صالح الخميس 4 حزيران (يونيو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: ادريس شرود

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: