النهارُ ليسَ غائباً عنِ الوعي
فقط،
يجثو صاغراً لفتنةِ المطر
مبللاً بالصّمت
مضمَّخاً برائحةِ التّعب
مثقلاً بفسادِ الملح
وعاريا من الألق.
نسيَ/
أو
نسّاهُ الليمونُ
والنارنجُ/
فاتّكأ على شمسهِ
تاركاً لليلِ سُـرَّةَ النشوة
وكثيراً من الأسرار
كثيراً من المطر
والفرح
والبكاء…
والمطر،
يغسلُ الوقتَ
والوجوهَ
وكثيراً من الدّروب
وعوالقِ التّعب
ومحطّاتِ الرّيبة…
وبينَ اللاظلِّ.. واللاظلّ
أبقى وحيداً
تعبرُني الشوارعُ الضيّقةُ/
كأشواكِ المسيح
وأعبرُ كلَّ المدائنِ الممتلئةِ بالفراغِ
الفراغِ الذي يشوبُهُ الحديدُ
وأقواسُ الاحتفالاتِ الثقيلة
والأبنيةُ التي تتطفّلُ على روحِنا
الفراغُ المليءُ بالباراتِ
ومحالِّ الأحذية
وعيونِ المارّةِ المغبونينَ بفرطِ الحرمانِ
والعوز
والقهر
وعدمِ التوازن…
النهارُ ليس غائباً عن الوعي
الوقتُ
غيّرَ وُجهتَهُ
أطلقَ المدى شعاراً
وغاب/
ضلّله الحوَلُ القسريُّ للريح…
النهارُ ليس غائباً عن الوعي
الوقتُ
الذي ينزِفُ من أجسادنا،
أسلمَنا لريحٍ هامدة
وأعلن:
الجنَةُ تحتَ قدميّ
ثمّ،
باركَ لنا بأنفاسهِ هدىً
واستراحَ اللهُ في الغياب…
يا إبليسُ،
يا شقيقَ التّيه
لسنا نحتاجُكَ/
كي نرتكبَ معصيةً نستردُّ بها سُرّةَ المطرِ
بوّابةً لانفلاتِنا من حديدِ المدن
من ضحكاتِ اللانهارِ واللاليل..
تلك مهمّتنا البيضاء.
يا وقتُ،
هذا الفُجرُ لقيط
بَهتتْ في ظلّهِ ألوانُ شرفاتنا
سرقَ اللذّةَ من قهوتِنا
وغيّرَ شكلَ الحديقة…
والنهارُ،
ليس غائباً عن الوعي….
السبت يوليو 24, 2010 11:08 am من طرف نابغة