هوَ ليسَ هوَ
شيءٌ من اللاوجود هوَ
لبسَ ما كانَ قد لبسَ جنونٌ خرافيُ النظيرِ ولبسَ آمالاً بل إنهُ قد خلعَ أيَ صيفٍ رأى , ارتدى شتاءاتً وكانَ هوَ ذاكَ الخريفُ . . . !
تراءى لهُ أنهُ هوَ هوَ لاحقَ شبحَ أمهُ ورسمَ السنينَ انتظاراً , ها هوَ يضحكُ وكأنهُ يبكي , هاهوَ لا يدري ما هوَ ومن هوَ . . . فيروزُ هوَ يبكي . . . دمشقُ هوَ يبكي . . .
طيفٌ أزرقُ التواجد هوُ , صرخةٌ سريعةُ التلاشي هوَ , هوَ اللاتزامن , هوَ اللااندماج , هوَ ما هوَ . . . !؟
أصمٌ هوَ لكنهُ يسمعُ قهقهاتَ الصمت المقرفة , أعمى هوَ لكنهُ رأى ذاكَ السواد , هوَ الإحساس لكنهُ عجزَ عن الإحساسِ بوجودها هيَ . . .

صارعتهُ السنين , لطالما عادتهُ
هواءٌ لا هواءَ هنا ,حياةٌ!!؟ أينَ الحياة!!؟
قالوا ستشرقُ شمسٌ
قالوا ستكونُ شمسكَ أنت
كانَ يعرفها حتى قبلَ أن يراها
لطالما عرفها
أدمنها قبلَ أن يلقاها
راقصَ طيفها خجلاَ
لا لم يكن مجنوناً
كانَ عاشقاً فحسب
يسألُ
قاسيونَ ويمامَ المدينةِ القديمة
الشوارعُ الكئيبة و المحطاتُ الرمادية
البشرُ وطيورُ السنونو
أولم تشرق شمسي ...؟
أولم ...؟
أولم...؟
لا ...

هي نافذتهُ على الحياة
هي شمسهُ الخضراء
وبسمةٌ سكنت قعرَ أحزانهِ
إلتحفها شالً من الياسمين في كلِ الفصول
واحتساها قهوةَ فيروزيةَ في صباحاتهِ الشاحبة
عانقَ طيفها على حافةِ الانتظار
ضاحكاً باكياً

وذاتُ يومٍ عاد للحياة
قد أشرقت .