صحيفة إسبانيَّة: آلاف الجهاديِّين عادُوا من بؤر متوترة إلى المغرب
هسبريس - مُتابعة
الجمعة 10 يوليوز 2015 - 00:00
ذكرَت صحيفة "إلكونفيدونثْيَالْ" الإسبانيَّة رقمًا مقلقًا عن عودَة المقاتلِين المغاربة من تنظيمات إرهابيَّة مختلفة في العراق وسوريا وليبيا، مرجحة بلوغهم عدَّة آلاف يفترضُ أن يكونُوا قد رجعُوا إلى المملكة، مشكلِين بذلك خطرًا لا يتوقفُ عند بلادهم فحسب، بلْ يمتدُّ إلى باقي البلدان الأوروبيَّة.
المصدرُ الإسبانيُّ أورد أنَّ العائدِين من جبهات القتال في نيتهم أن يستهدفُوا المغرب، وإسبانيا القريبة منه جغرافيًا، ناقلة عن مصدر أمنِّي قوله إنَّ العناصر الأكثر خطورة تمَّ تحديدُ مكان تواجدهَا ويجرِي تتبعها، وهي تتمركزُ بكلٍّ من طنجة وتطوان والنَّاظور.
ووفق المعطيات ذاتها، فإنَّ مدريد متخوفة بشدَّة من المغاربة العائدِين من ساحات القتال وسط الجماعات المتطرفة، وذلك بالنظر إلى صعوبة الحؤُول دُون تسللهم عبر مدينتَيْ سبتة ومليليَّة، ذلك أنَّ خمسة عشر ألفًا يعبرُون الحدود يوميًّا، يصعب التدقيق فِيما بينهم، كل على حدة.
ونقلت الصحيفة ما اعتبرتها حسرةً إزاء التراجع عن نظام رقمي جرى اعتمادهُ سنة 2009، وكان يسمحُ بالتدقيق إلكترونيًّا في هويَّة من يلجُون إلى مدينتي سبتة ومليليَّة، من خلال بطائق ممنوحة لتجار وأفراد يدخلُون يوميًّا تتضمنُ بصماتهم. لولا أنَّ مسؤُولين لاحقِين تخلَّوْا عن النظام.
وممَّا يعززُ الخشية الإسبانيَّة كون نسبة مهمة ممن مضوْا إلى القتال لدى "داعش" ينحدرُون من منطقة الشمال، سواء في الفنيدق وتطوان وطنجة، حتى إن كانت وتيرة "النفير" إلى تنظيم "الدولة الإسلاميَّة"، قد تراجعت منذ مطلع العام الجارِي، بحسب أرقام نشرها مرصدُ الشمَال لحقُوق الإنسان مؤخرًّا، بعدما كان بمعدل ثلاثين فردًا في الشهر الواحد، فيما مضَى.
في غضون ذلك، يبدُو رقمُ "إلكونفيدونثيالْ" مضخمًا إلى حدٍّ ما على اعتبار أنَّ وزير الداخلية المغربي نفسه، محمد حصاد، تحدث الشهر المنصرم، عن تواجد 1350 مغربي، بينهم 220 من السجناء السابقِين، ضمنَ مقاتلِي تنظيم الدولة، إضافة إلى منْ مضوْا من عدَّة بلدان أوروبيَّة ويحوزون جنسيَّات أجنبيَّة إلى جانب الجنسية المغربية.
تبعًا لذلك، فإنَّ عودة الآلاف تعنِي نفاذَ المخزُون المغربي في "داعش"، وهو ما تشرحُ الصحيفة إزاءه أنَّ الأمر يتعلقُ بعدَّة بؤر متوترة لا سوريا فحسب، ومنها ليبيا التي استطاع فيها تنظيم الدولة أن يتمدد مؤخرًا. علمًا أنَّ المغاربة يشكلُون إلى جانب السعُوديِّين والتونسيِّين أكثر الجنسيات المقاتلة في التنظِيم، بعضهم يشغلُ مناصب قياديَّة.