الساعة الخامسة والعشرون
قصيدة للشاعر الكوردي
به هات حسيب قه ره داخي
ترجمة أحمد رضا
أيتها الحقيقة !
علمتيني كيف آتي اليك ...
دخيلك اين انت !؟
ايتها الحقيقة !
منك انت تعلمت , كيف اصبح غريبا .. لاعنوان ولا وطن !
ها اناذا ... اتيتك ..
فديتك روحي .. دخيلك اين انت !؟
*****************************
حين يهبط الليل في مدينتي...
تمطر السماء قطرانا ,
فترى رايات الناس الخفاقة نهارا
تنحني .. وتنكسر ..
تارة يلفّ بها المارد الأعور ذيله
واخرى يدس بها مناخيره ...
ثم يفتح عينه الأعور !
وباء الطاعون ياْتي ...
ببطء شديد يتلوّى , زاحفا على بطنه ... يكتسحنا !
****************************************
كلّما هبط الليل
وحارت الملآئكة في امرها ....
مترددة .. ذاهبة .. عائدة ..
لاتدري , هل آن لها ان تغفو ! ام ليس لها ان تنام !؟
حينها .. يجتازني , اربعة .. كحزمة لهيب ,
يحملون نعشا !
- ترى نعش من يكون !؟
من بعيد .. ابعد من الوجود ..
بل ابعد من العدم ,
صوت يناديني ......
لا أفهمه !
- ترى صوت من يكون !؟
شبح , أراه على قبر مجهول .. ينتحب
- ترى من يكون !؟
هاهو ذا يفتح لي ذراعيه , يناديني ..
احاول كل جهدي .. ولكن عبثا لا افهمه !
خطوة خطوتان ...
الف خطوة ... انه لأبعد من البعيد ....
لايمكن الوصول اليه ابدا ..!!
ترى اهو كابوس ام حقيقة !؟
لا أدري ..
لو كان حلما .. كابوسا
فلينزاح عن صدري ..
والاّ .. فلأصل اليه ولو للحظة !!
********************************************
الطاعون
بجثته اللزجة الثقيلة ,
يكتسحنا ..
يختم مداخل المدينة ومخارجها ...
يضع قفلا حول عجلة التاْريخ !
ببطء شديد يكتسحنا
بطء تفيض معه القلوب زبدا !
نحو المدينة و قلبها هو آت ... يتدافع ,
يقلب الدنيا رأسا على عقب ,
يضع ( هذا ) مكان ( ذاك )
يتلاعب بمصائرهم و افكارهم ما بين كفيه ,
يلهو بها مابين فخذيه !
مقهقها .. مستهزءا .. مستهترا ..
******************************************
يكتسحنا الطاعون ,
مشوها كل التقاويم و وجه التأريخ .
يخلط مابين الفصول .
ومثل كلب مسعور ينهش جسد الحاضر .
يحيل الشهر ثلاثة أو اربعة ايام
الأسبوع : ثانيتان
اللحظة : قرنان !
غدا هو البارحة ..
والآن هو الماضي !!
***********************************************
هاقد هبط الليل ,
والسواد بدأ يهطل بغزارة ..
هاهي القافلة المنهكة المهزومة
على طرقات الضياع والتيهان ,
تواصل المسير !
وهاهي تقترب آلاف الخطوات من الأنتهاء والعدم !
لاأحد يدري ..
الى متى تضل هذه القافلة المجنونة المرعبة سائرة !؟
لاأحد يدري ..
بأية صورة , والى م ستنتهي هذه الملحمة المليئة بألأسرار والكوارث !؟
الرحلة مرعبة ..
لاأحد منّا يفهم , اين ولم وحتى م .. هي سائرة ...؟
لاأحد منّا يدرك , الى ايّة هاوية مميتة ..
تدفع بهذا القطيع المتهالك ...!؟
لاأحد يدري ,
متى ستنهي , وسط دخان كثيف , وجودها !!
***********************************
انها الساعة الخامسة والعشرون تماما ....
من بعيد .. أراك ,
متجها صوب غرفتي ..
ماذا جرى ..؟ لم انت متشح بالسواد !
تجرّ خطواتك الثقيلة في صمت و سكون رهيب !
لا اسمع لها وقعا ولا رنين !
أي داء تحمله لي داخل اللفافة التي تتأبطها ..!؟
اعلنها ...
ظلال اية كارثة تسحب خلفها , اطلالتك المشؤمة هذه ..؟
أي سؤال قاتل ..
أي جواب اخرق ..
أي بلآء ... تحمل في طياتها ..!؟
****************************************
اقرع الأجراس ..
أقرع !!
فأنا رجل غاضب منكسر
منذ ازمان وأنا ابحث عن سوح الوغى !!
أقرع الأجراس .. أقرع !
فلتزال الحدود مابين الصدى والرؤى ..
نحوك ... أت
تنسحب .
نحوي تأتي ..
انسحب .
كلانا يختبىْ في زاوية متأهبا ...
في غابة من الكلمات والشتائم , نتوه عن بعضنا ,
حالنا كحال البدر المنير و الكلاب !
كالنوم العميق ... و صياح الفجر !
تأهب في مخبأك ... تأهب !
أنا احسب انك خائف مني ,
وتحسبني مذعور منك ..
تأهب في مخبأك ... تأهب !
صحيح انا لا اعرف ما انت ومن تكون !
لكنك لاتعرف ما انا ومن اكون ...!
***********************************************
انها الساعة الخامسة والعشرون و ثانية واحدة فقط !!
ياويلتي ... ياالهي ..
وانا متوهم : ترى كم من الأزمنة قد مضت !؟
ايها الضيف الآتي من وراء العصور و ألأزمان ..
كم انت ثقيل وكم انت بطىء !
قد كويت ثمانية وعشرون عاما من عمري وطويتها ..
لكنك لازلت كما كنت ..لم تتغير ,
مارد , بكف ثقيلة .. اعور عينه !!
************************************************
صوبك اهجم .. لاتنسحب !
صوبي تهجم ..
صوب دنيا الأنكسار و الدخّان والدّماء انسحب !
رأسي يزداد هياجا و تثاقلا ...
اتقياْ .. اترنح .. فأسقط جانبا ...
رأسي يتدلى ..وقبل أن يتدحرج الى ماتحت قدميّ ,
اتشبث به بركبتيّ !
واخيرا اشعل سيجارتي ..........
ماهي الاّ برهة :
- طبطب !! طبطب !!
طرق .. على بابي .. مرعب !
لاأسأل من الطارق , من تكون ..
غمامة سوداء تغطي ناظري ّ ..
داخل جلدي .. اختفي و اضيع .
اتلوى .. تحت سياط الرعب .. واتكوّم !
كلّما قرقر الباب العتيق مرّة ..
كلّما تهشمّمت اضلعي .. مائة مرّة !!
- أنا هزيل .. انا منهك من التعب !!
مستسلم أنا .. بأنتظار كفّ ثقيلة ..
تنهال عليّ .. كالبرق كالبلاء ..تحيلني حطاما , لحظة تشاء !!
أو ربما قطعة موسى مستعملة ..
تقطّعني ..اربا .. اربا !!
**************************************
في هذا الزمن الخراب
وهذا البلد الخراب ...
ايتها الحقيقة .. كالرعشة .. ادخلي عقلي وقلبي !
فمنذ ان تهت عنك وتهت عني ..
اصبحت شهيدا , لا عنوان لي و لا تراب ..!
***********
ايتها الحقيقة .. دخيلك .. اين انت !؟
قد ادمى عقلي و قلبي , من طول البحث عنك !
ايتها الحقيقة .. دخيلك اين انت !؟
ليت غيابك ليس الاّ .. كابوسا ..
ليت .. هذه الليلة المتشحة بالسواد ,
ليست الاّ .. بحرا من انوارك ! .
***************************
****************************************