سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | ما وراء الكون | |
يبتعد كتّاب الخيال العلمي غالبا عن الحقائق العلمية في رواياتهم, كهؤلاء الذين تحدثوا عن إمبراطورية تحكم مجرتنا إدارتها تقع قرب مركز المجرة, يُصدر حاكم المجرة أوامره إلى أماكن (بعيدة), بعضها يقع على الأطراف, فيتلقى الإجابة في اليوم التالي, ناسين أن الرسالة المحمولة على الأمواج الالكترومغناطيسية تنتقل بسرعة الضوء في الفضاء, فتستغرق خمسين ألف عام أرضي حتى تصل من المركز إلى الأطراف, ومثلها حتى يتلقى الامبراطور إجابة على رسالته. يتجاهل بعضهم أيضاً سقف السرعة الذي لا يمكن للضوء أو لأي جسم (مادي) آخر تجاوزه, فيصفون رحلات أسرع من الضوء, دون أن يستندوا إلى أرضية واقعية: ففي حوار يجريه الكاتب على لسان بطل إحدى قصص الخيال هذه, نجد البطل وهو يصف ما يراه من نافذة مركبته الفضائية وهي تنطلق بسرعة (أكبر) من سرعة الضوء, فيقول أنه (يشاهد) النجوم تتلاشى مبتعدة عن المركبة في أعماق الكون, ناسين أن الضوء المنبعث من النجوم لا يمكنه أن يدرك مركبة الفضاء إذا انطلقت بسرعة أكبر من سرعة الضوء, وبالتالي لا تمكن مشاهدة ما(تبتعد) المركبة عنه, هذا إذا افترضنا أن المركبة قد اخترقت سرعة الضوء فعلاً!. هناك آخرون أخضعوا قصصهم لمنطق العلم, كما ورد في المقطع التالي المقتطف من قصة (نجوم كالغبار – Stars Like Dust): " أنا القبطان أتحدث إليكم, نستعد الآن للقفزة الأولى بمركبتنا كي ننتقل من منظومة الزمكان, ونلج في ما وراء الكون – Hyper Space-, إنه عالم لا نعرف عنه إلا القليل, هذا العالم لا معنى للزمان أو المكان فيه، إن نقلتنا هذه ستكون كالانتقال بين محيط وآخر عبر مضيق طبيعي على الأرض بدلاً من الالتفاف حول قارة بأكملها. ستصادفون خلال ذلك بعض الإزعاج المؤقت, أرجو أن تبقوا هادئين. وما هي إلا كلمحة بصر, شعر الملاحون خلالها بجوفهم وعظامهم تتخلع من أماكنها, حتى اقتربت المركبة من مركز المجرة. لقد تجاوزت مئة سنة ضوئية في قفزة آنية واحدة، وأخذ الملاحون ينظرون بفضول إلى السماء وقد تغير مشهدها." لم يكن الكاتب يعلم بوجود ما وراء الكون عندما كتب هذا المقطع في الخمسينيات من المئة الميلادية الحالية. ولعل إحساسه العلمي هو الذي دفعه إلى الاعتقاد بوجوده. أما اليوم فقد اقتنع كثير من العلماء بوجوده. قد تبدو التسمية غريبة, لكن المقصود بها أغرب, إنه عالم ليس كمثله شيء في عالمنا الطبيعي المعروف, إنه عالم موجود بالتوازي مع عالمنا, تحكمه ربما قوانين لا نعرفها, يدعى هذا العالم أحياناً بالفضاء السامي (Super Space), وقد ولدت هذه التسمية في نشرة علمية هامة صدرت عام 1962*, شارك فيها البروفسور ويلر, أحد مخترعي القنبلة الهيدروجينية الذي تعمق على ما يبدو أكثر من غيره من الرياضيين الطبيعيين في فهم معادلات النظرية النسبية, فقرأ بين سطورها ما لم يتمكن غيره من قراءته. * فولَّر و ويلر: العلية وجسور الزمكان: عاديات الطبيعة, المجلد (128), 15 تشرين الأول 1962.
| |
|