حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | غسان الخنيزي: الصمت صورتان داخليتان للنفس لا تحتملان الفخر ولا المذمة رغم اتكاء ثقافة الشاعر السعودي غسان الخنيزي على ثقافة لغوية محافظة لها اشتراطاتها الرياضية الصارمة لكنه كان ثائرا منذ وقت مبكر على اللغة بحالتها الكلاسيكية، فقبض على قصيدة النثر | |
| غسان الخنيزي: الصمت صورتان داخليتان للنفس لا تحتملان الفخر ولا المذمة |
- رغم اتكاء ثقافة الشاعر السعودي غسان الخنيزي على ثقافة لغوية محافظة لها اشتراطاتها الرياضية الصارمة لكنه كان ثائرا منذ وقت مبكر على اللغة بحالتها الكلاسيكية، فقبض على قصيدة النثر في مجموعته الأولى “أوهام صغيرة” عام 1995.
| العرب زكي الصدير [نُشر في 01/07/2015، العدد: 9965، ص(15)] | | | المجموعة الثانية لغسان الخنيزي بعد غياب عشرين عاما |
| | على مدى قرابة عشرين عاما توقّع المتابعون للمشهد الثقافي السعودي أن تحضر أوهام أخرى للشاعر السعودي غسان خنيزي. لكنه توارى بمحض إرادته طيلة هذه السنوات ليعود إلى قارئه وللساحة الشعرية العربية مؤخرا وهو محمّل بمجموعته الثانية “أخبار الحاسة أو مجمل السرد” الصادرة عن دار مسعى بالبحرين. وفي شهادة شعرية قدّمها حول مجموعة “أوهام صغيرة”، يقول الخنيزي “أوهام صغيرة، هي صغيرة لأن الكبيرة منها ودعناها في مساءات صيفية من عام 1982 حين رأينا ملء العين انهياراتنا الباذخة تُنقل إلينا مع غموس الخبز والإدام، حين كان مشهد الأجساد أو ما تبقى منها يكحل أعيننا الأكثر بلادة وتواطؤا مع شروط الراهن. لم يعد لي -أو لمن جايلني- إلا أن يَجْرد حساباته ببطء وبأقل قدر من التأفف والانفعال ماضيا في قطيعة لا تحتمل الفخر ولا المذمة، مع أوهام حملناها كما تحمل الصورة الزائفة للعالم وهم المعايشة والمعرفة اليقينية للواقع”. ويجيب الخنيزي عن سؤال لـ”العرب” حول هذه السنوات الطويلة التي غاب فيها بين أوهام صغيرة ومجمل السرد “مياه كثيرة جرت تحت الجسر منذ مجموعة أوهام صغيرة، وعندما أعود إليها الآن بكل خبراتي الجديدة، وبما نسيت من الخبرات القديمة، أراها مجموعة تهتم بخطاب يستقوي بالتراث معنى ومبنى، وبلغة تحفر في الموروث أكثر مما تنظر إلى خارجه، هنالك انطباع سطحي وغير عميق ساد لحظتها بأن قصيدة النثر هي دائما خروج على ما هو تراثي أو أنها متأثرة بالترجمات التي جرت لقصيدة النثر الأجنبية، وأعتقد أن هذا الانطباع مصدره لربما أحادية التفكير لدى من كتب أو قرأ قصيدة النثر وقتها، وأنا واحد منهم”. يذكر أصدقاء الخنيزي المقربون بأنه كان طيلة السنوات العشرين الماضية يكتب ويدفع أعماله للنشر، لكنه سرعان ما يسحبها من جديد، وكان آخر تجاسر قام به عام 2006. حين قدّم مجموعة شعرية لإحدى دور النشر العربية ثمّ سحبها من المطبعة قبل طباعتها بأيام. ولم يتوقف هذا القلق إلا حين دفع المجموعة الأخيرة صديقه الشاعر أحمد الملا إلى الشاعر محمد النبهان ليطبعها في دار مسعى. وعن هذا القلق يحدثنا الخنيزي قائلا: أنا بطبيعتي أحب اللّت والعجن، وليس هناك ما هو عفوي في ما أكتب، أحب أن أعتق الأشياء، “أوهام صغيرة” بالاستقبال المفاجئ الذي حظيت به، خلقت لديّ أوهاما أخرى، كنت أتصور أنني سأبحث بتأن، كسول بالتأكيد، عن أسلوبيات جديدة، كنت قد أجلت فكرة النشر، وأحيانا كثيرة الكتابة نفسها، اعتمادا على أن الصمت هو أيضا كتاب قائم بذاته، وله جدواه، وأنا ممن يحسن النظر إلى نفسه في المرآة، ويقول لمن في الجانب الآخر “يا زينك ساكت”، وقد أرى في ذلك تواضعا جميلا أو غرورا فارغا، صورتان للنفس، داخليتان لا تحتملان الفخر ولا المذمة، وإن كانتا بالنتيجة قيدا بالنسبة إليّ. الشاعر غسان الخنيزي الذي نبت مثل نخلة عربية في القطيف (شرق السعودية) عام 1960، وعاش في العراق منذ 1971 حتى 1974، ثم انتقل إلى أميركا للدراسة منذ عام 1980 حتى 1985، يعدّ من أهمّ رواد قصيدة النثر السعودية منذ الثمانينات مع جيل شعري كامل له ذاكرته ونصه الخاص. بعض هذا الجيل ما زال حاضرا باسمه وبطزاجة نصه، من أمثال: إبراهيم الحسين وأحمد الملا ومحمد الدميني وآخرين، وبعضه غاب بين إسفلت السنوات وقساوتها، من أمثال محمد عبيد الحربي. جاء هذا الجيل بحذق كبير ليفكك الإرث ويعاود التبصّر فيه بعد أن تخلّص من حمولة الأنماط الكلاسيكية التي كانت -في اعتقادهم- تثقل كاهل القصيدة. |
| |
|