هل اختفى الغرض في عالم
قصيدة النثر ؟
الاتهام المستمر لقصيدة النثر بخروجها من جادة الشعر والأدب العربي !!
ماذا يعني عدم الوقوف على غرض بعينه في كيان قصيدة النثر هل هو اندثار أم
هناك تمازج طبيعي للأغراض ؟
تتهم
قصيدة النثر بانها لاتعيش الا في ظروف يحتدم فيها الجدال , ولايمكن لها
الثبات في الظروف الطبيعية كما هو حال التجارب الأخرى , كما تتهم بأنها
خالية من روحية البيئة التي تكتب فيها . أي نوع من أنواع الكتابة له ظروفه
والدليل انحطاط الشعر القديم في مرحلة تأريخية معروفة لدينا , وهكذا الامر
الان فليس من المعقول ان نوجه الاتهام لجهة دون غيرها وغياب عمره ستة قرون
لايمكن حسابه إلا في غياب كامل للشعر واضمحلاله , نعم تخلص الشعر من الكثير
من الاغراض , وحصلت عملية اندماج بين الاغراض الشعرية , كما اختفت قصائد
الانتماء للقبيلة والعراء وجاء البديل يمثل أمكنة ليست بالغريبة عن المتلقي
ولا بعيدة عن ادراكه كما فعل اصحاب الشعر الحر وما تلاهم من النثريين ما
حدث ان ثمة حركة ما جرت بشيء من السرعة للانتقال الى الاجواء القريبة من
الناس وقد حدث بشكل رآ البعض تجاوزا على مفهوم الشعر العربي وخروجا صارخا
لان الشعر لديهم يجب ان يلتصق باحدى وجوه الاغراض المعروفة والتي تعتبر ملح
الشعر اذا صح التعبير . حيث هاجم البعض مناخات القصيدة الحديثة ونفورها من
الواقع المعاش وعدم ارتباطها دون النظر الى حقيقة ان اجمل ماكتب من ادب
عربي مازال مرتبطا بخارج الاسوار أي في المنفى دائما واي ثقافة هي وليدة
خبرات واحتكاك يفرضه الزمان والمكان الذي يكتب فيه المنتج , وهذه احدى
مشاكل المعاني حيث ظهرت لدينا موضة التخلص من الغرض الشعري القديم ومحاولة
الباس القصيدة او الكتابة الحديثة ان لم نقل النص الحديث أغراضا ممتزجة
وتحمل معاييرا جديدة . التجديد له علاقة كبيرة في جمالية اللغة وعملية
الاكتشاف المستمر في دواخلها وسبر اغوار الفكرة ومتطلباتها وكيفية طرحها
بشكل يمكن الخروج منه بموافقات ذهنية وفطرية مشروطة على كل عمل ادبي
وماحدث داخل كيان النثر الشعر ( قصيدة النثر ) من ترهلات وتراكمات يمكن أن
نعزيها لفقر الشباب الذين دخلوا معتركه بكل قوة واثقلوه بالكتابات المكررة
وهذا نراه جليا في معظم كتابات الشعراء الشباب كونهم ارادوا خروجا عارما من
قيود القوالب النظمية المتوارثة , فرأينا الغرض يتأرجح بين تجربة واخرى ,
والكتاب الشباب لم يتجاوزوا على الاسلوب الفني في كتابة الشعر او خصائصه
المتعارف عليها بل ان لديهم البلاغة واللغة الكافية للخروج بكتابة تستحق ان
تحمل معنى الشعر , وان رأى البعض ليس من الضروري تسمية كتابتهم بالشعر او
غير الشعر من باب ان العالم الحديث بدأ ينظر للابداع وليس لاسمه وهذا الشيء
يحملنا على اكتشاف روحية الغرض الذي نكتب فيه بصورة عامة . وتمثل قصيدة
النثر الحالية ( مع بعض الاحتراز) دائرة احوال كاملة تبرزالفكر الحديث
بمخيلاته وتعكس حاله وتظهر طبيعة الغرض المكتوب فيه ( مع الحذر الشديد
لحداثة التجربة ) , ان لنوعية الكتابة ومقدرتها على التأثير هي جواز المرور
الحقيقي لها وليس للذي يقف ضدها مهما ارتفع اسم النوع الذي يكتب فيه واسمه
سوى التنازل المنطقي عن وهم التسيد ورفض تحرر الاخر وخروجه من دوائر
العتمة ولعله موضوع له ارتباط بعالمنا السياسي الهش الذي لايجيد حتى الدفاع
عن نفسه ؟ فالتطور يبلغ مداه والتقوقع لايخدم الحياة وهذا لايكون على حساب
الجيد والمقبول من القديم وان مقدرة النص الحديث على محاكاة الدواخل
وتنطيقها ولاحتوائه مفاهيما عميقة تتجلى في اساس الكتابة الشعرية , فلذلك
يرى المدافعون عن قصيدة النثر ان من ينجح في التصدي لعملية التغير فعليه
حمل الاعتقاد الحقيقي في امكانية الخروج بكتابة باقية غير متأرجحة وقلقة
وهذا قد يكون في كتابة اقل من القليل من كتاب قصيدة النثر .
وهنا تظهر علة عدم بروز الغرض الشعري بعينه او سهولة اخراجه من خزانات
اللغة التي تكون النص حيث هناك سجال تستشفه من قراءة الشهيق الصعب للغتهم
المتفردة لعصرها لتحاكي كافة العصور السابقة والقادمة دون شك , وهنا اذكرل
امجد ناصر هذه السطور كمثال لما ذكرته اعلاه
اللاحقون ما التمسوا لمحنتي سبباً
أوّلوا الحادثاتِ ما طابَ لهم
وجَعلوا المغْفِرَة حِكْراً على النّسيان
عرفتُ أنّ ذلك حَدَث غداً
لكنّ رسائلي لم تْترك أثراً
فثمّة مَنْ دأب على تحريرها
ومضى الوقتُ لِكَسْب وداد الغزاة
وانا هنا لااشرح جو القصيدة او اكتب عن الشاعر (لان له رايه وفكره الخاص به
وتفهمه للادب وكتابة الادب التي يتقاطع بها مع الاخرين وحتى مفهومه في
كتابه النثر ) قدر الاشارة اليه هنا في هذه الكتابة يبرز وجهة نظر الشعر في
التاريخ ليعرضه في مختبر الانسانية ليطرح وجهة نظره التي قد تختفي على
البعض ومنه تبرز أجواء الغرض المطروح الذي قد نجد له منافذ موفقة لو تمعنا
جيدة بالنثر وكتابه لرأينا ان المسألة غير محصورة بالمهاجمة والنقد فهناك
زوايا تمتجاهلها الا وهو ان قصيدة النثر اضافت أغراضا جديدة للشعر العربي
ولست أدعي هنا بل مجرد الوقوف على فكرة بعينها يخلصنا من عقدة البحث عن
رضاء الاخرين . قد يتعذر علي ذكر الاغراض المضافة ولكن قصيدة النثر توغلت
بشكل مرتب الى عالم يحتدم فيما بينه وهناك تحرك ثوابت كان البعض يراها صنما
لايتزعزع واختفاء ظاهرة المعسكرات الغربية والشرقية وبروز ظاهرة فوضى
الاتصالات وتحول الارض الى مجزرة صغيرة يأكل فيها القوي الضعيف والقوي
القوي
لست أبرز وجوه الاغراض هنا ولكن ظهور المهادنات وغيره من محاولات التقريب
له علاقة حميمة بتأثير التكنولوجيا وسرعة العصر .
هناك نتاجات كثيرة ربطت بين الغربة والغربة داخل الغربة التي تفوق
الحداثويون في صياغتها , وهناك تفشت ظاهرة انشطار الغرض وبلوغه تسميات أخرى
لاتختلف
عن روحيته القديمة ولكن يصعب حصره باسمه القديم , مثل القصيدة ( النص )التي
تحمل رثاء الاهل لتصب جام غضبها على مسببات كثيرة اهمها السياسية كما حصل
لدى شعراء العراق من كتاب هذا النوع النثري الخالص فانفرد الطرح من
الوجداني الى الهم الجماعي كي تكرس التجربة ذاتها من حميمية خاصة يبثها عدم
التلكأ
والتمسك بواقعية الحدث اليومي مع ربط يشبه التمسك بعقيدة الحزن والبكاء
العراقي الطويل وهذا مالم نراه بهذه الجودة على مدار ازمنة شعرية عراقية
سابقة .
لذا خرجت القصيدة من عباءة لتبقى كما هي دون من يضيف فالمقصود المعنى وبروز
الغرض الممتزج بالموسيقى والنسيقة التي لاتنخر صلابة الشعر وحقيقة الشعر
فليس بقاء البيت بشكله القديم يعني وجود الشعر هاهنا لا بل ان الشعر مرتبط
بالخلق وتأثيره وحسن الملكة والاف الصفات والدليل استمرار الكابة وبروز
اغراض جميلة لايمكن الوقوف على مسميات لها لان الروحية مختلفة فنحن في عصر
يضع لوحة فيها خيمة وناقة فلايسكن الخيمة ولايمتطي الناقة يقول محمد
الماغوط
إن تسكنَ وجهكَ موجةٌ
لا تعترف بذنوبها.
أن تدخلَ ثوبَ التشرد،
فيكون تيفالاً لسهرةٍ لكَ في أعالي
البوستر.
أن تستمعَ للوردّ ناطقاً رسمياً
باسم الحرائقِ.
أن تحتسيّ حياتكَ كأساً مع العواصم
متابعة حقيقية هو مانريده لكتاب القصيدة الحديثة فليس الضروري الخروج
بمجموعة تنافس مجموعة للسياب ولكنها تنافس البياتي والحيدري ودرويش وقباني
دون مبالغة لان السياب قاعدة لايمكن المرور بها بتجربة فتية مثل هذه
الكتابة الحديثة العهد . نعم ان قدم النثر لدى الغرب وغيرهم لاينفي حدثها
لدينا داخل مجمعاتنا التقليدية
التي تمسكت بالشكل والقياس بشكل مرعب ! هناك تجارب فريدة حاولت تقمص جميع
الادوار فكتبت قصائدها النثرية بروح تتصل بالماضي خارجة عما هو معروف
وبذلك خرجت للضوء كمنافس له جذور كما اثبتت القراءات انها بابلية واشورية
وغيرها من الحضارات القديمة . وتطور هذا النوع لم يتم الابحار فيه بشكل
مقنع وبحثه كون النقد لازال يقع تحت يد القدماء اللذين ثبتوا على موقف واحد
لااكثر , وهكذا تأرجحت عملية البحث المجدي عن ماهية الغرض الشعري فيه
وارتباطه الوثيق بمجريات الحياة وعلاقته بالمكان الذي تخرج منه النص أو
الكتابة . نعرف ان البعض يرى قصيدة النثر يجب ان تكون قصيرة ومكثفة فتبدو
كائنا له خصوصيته التي تميزه وعملية البحث عن عالم البيت الشعري هنا قد
تتأثر بالمقاييس القديمة التي يطالب بها رافضو هذا النوع المهم في أدبنا
الحالي بل أن كتابة الشعر منحسرة الان وبشكل مذهل فيه , ليس هناك صعوبة
تذكر في تسمية الغرض كما أسلفت وكلما قيل عن هذه الكتابة لايخرج من باب
الكلام التنافسي والنقد المنافس لاأكثر , فقصيدة النثر متهمة بانها تكرر
نفسها وخالية من الغرض الشعري الذي يكتنف العمل الشعري القديم والحديث (
التفعيلة ) وقد دافعت عن نفسها حين حافظت على خصوصيتها
ومن خلال متابعتنا لبعض النتاجات وجدنا قصيدة النثر حافظت على الامكنة التي
تكتب فيها وان ألبسها البعض بيئة أخرى, بدايات الشعر كانت نثرية ولها
موسيقاها الخاصة وما اكتشف من أثار أدبية في بلادنا دليل على أن
الشعرالعربي الموزون والمقفى كان نوعا من الحداثة آنذاك حين خرج بهذا الشكل
بعد تجارب نثرية خالصة والاغراض الشعرية مثل الاناشيد وغيرها كتبت بشكل
قريب من الكتابة الحالية حيث اعتمدت على الابيات القصيرة ( التكثيف ) ,
والغرض تطور من بيئة دينية في المعابد الى الصحراء وروح الوقوف على الاثافي
الى الرسالة النبوية الكريمة الى مراحل متناوبة بلغت فيها الشعرية هذه
الدرجة التي هي عليها اليوم ولست اقصد ان قصيدة النثر هي الشكل النهائي
للتطور بل هي بداية لمراحل متعاقبة لن تنتهي , يقول سعدي يوسف في الخطوة
الخامسة ( مجموعة شعرية) في قراءة للغربة حيث يعكس
قلقه وصراعه مع الايام فيولج غرض له علاقة بالوحدة والملل والحزن والكثير
من مفردات الغربة داخل مقطع مكثف . هذه الظاهرة موجودة لان حياة الشاعر
ملكه وحده وتوظيف الشعور تابع له أما كيفية خروجه وبأي شكل فتترتبط بمدى
تأثيره بالمتلقي .
الأمرُ بســيطٌ –
فالأيـامُ تطولُ
الأيامُ ، جميعاً ، كالآحادِ ، تطولُ
ولكنّ الشُّــرفـةَ
حتى في المطرِ الصامتِ ،
ظلّـتْ مفتوحةْ …
البحث في تثبيت الغرض الشعري وايجاده والدوران حوله في هذا الطرح لايمثل
ربط الشعر النثري بقصيدة التفعيلة وان اعترفت بان قصيدة النثر هي الابن
الشرعي
للشعر العربي بكل اطيافه بل للتأكيد على أهمية هذه الكتابة ومقدرتها على
الاستمرارية فلو اني أجزم على سبيل المثال بعدم وجود الغرض الشعري بعينه
فهذا لايعني خروج قصيدة النثر من بيئتها الشعرية . أردت الدوران حول هذا
النوع في رحلة طويلة للوقوف على وجهة هذا النوع وطريقته في الوقوف امام
الانواع الشعرية الاخرى.
وقد اتهم البعض هذا النوع بانه كارثة حلت على الادب العربي وأخذ جانب
التناقض في التسمية حيث يسأل كيف تكون قصيدة ونثرا في آن واحد كما اتهم
البعض ان هذا النوع يسيء للغة العربية ويقحمها في تراكيب غريبة بل واعتبرها
البعض مشوهة للاسلام أعتقد ان صعوبة كتابة هذا النوع وايصاله بشكل مقبول
فيبدأاصحاب الجهة الاخرى باخذ الموقف المتصلب لان العملية ليست كتابة
مفردات وترتيبها بشكل مكثف كما يتصور البعض والدليل فشل الاف النصوص بل هي
عملية خلق للخروج بكتابة معطاء توصلنا للمعنى بموسيقاها الخاصة وخصوصيتها
المنفردة دون التقييد بظوابط لم يعد عدم التمسك بها خروجا من جادة الشعر .
يمكن القول بان قصيدة النثرانها تطرح أغراضها مقابلة تراثها المكاني وتراث
ثقافي مقتبس فنراه ( أي الغرض) نابع من رحم اصطدم بالاستعمار والدكتاتورية
والقمع والعبودية وشتى أنواع التمييز العرقي والثقافي والطائفي . وهنا لو
تفحصنا جيدا لنبحث في مقطع للماغوط سنجد زحمة من الاغراض الحديثة فهناك
التغريبية الدائمة لديه
والاحتجاج المزمن والحسرة الموروثة والهجاء المقيت والسخرية السياسية داخل
سطور شعرية معدودة تعجز عن توفيرها قصيدة عمودية كاملة بل عدة قصائد .
البحث
في تثبيت الغرض الشعري وايجاده والدوران حوله في هذا الطرح لايمثل ربط
الشعر النثري بقصيدة التفعيلة وان اعترفت بان قصيدة النثر هي الابن الشرعي
للشعر العربي بكل اطيافه بل للتأكيد على أهمية هذه الكتابة ومقدرتها على
الاستمرارية فلو اني أجزم على سبيل المثال بعدم وجود الغرض الشعري بعينه
فهذا لايعني خروج قصيدة النثر من بيئتها الشعرية . أردت الدوران حول هذا
النوع في رحلة طويلة للوقوف على وجهة هذا النوع وطريقته في الوقوف امام
الانواع الشعرية الاخرى.وقد اتهم البعض هذا النوع بانه كارثة حلت على الادب
العربي وأخذ جانب التناقض في التسمية حيث يسأل كيف تكون قصيدة ونثرا في آن
واحد كما اتهم البعض ان هذا النوع يسيء للغة العربية ويقحمها في تراكيب
غريبة بل واعتبرها البعض مشوهة للاسلام أعتقد ان صعوبة كتابة هذا النوع
وايصاله بشكل مقبول فيبدأاصحاب الجهة الاخرى باخذ الموقف المتصلب لان
العملية ليست كتابة مفردات وترتيبها بشكل مكثف كما يتصور البعض والدليل فشل
الاف النصوص بل هي عملية خلق للخروج بكتابة معطاء توصلنا للمعنى بموسيقاها
الخاصة وخصوصيتها المنفردة دون التقييد بظوابط لم يعد عدم التمسك بها
خروجا من جادة الشعر .يمكن القول بان قصيدة النثرانها تطرح أغراضها مقابلة
تراثها المكاني وتراث ثقافي مقتبس فنراه ( أي الغرض) نابع من رحم اصطدم
بالاستعمار والدكتاتورية والقمع والعبودية وشتى أنواع التمييز العرقي
والثقافي والطائفي . وهنا لو تفحصنا جيدا لنبحث في مقطع للماغوط سنجد زحمة
من الاغراض الحديثة فهناك التغريبية الدائمة لديه والاحتجاج المزمن والحسرة
الموروثة والهجاء المقيت والسخرية السياسية داخل سطور شعرية معدودة تعجز
عن توفيرها قصيدة عمودية كاملة بل عدة قصائد .
من أورثني هذا الهلع
هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ
ما ان أرى ورقةً رسميةً على عتبه
أو قبعةً من فرجة باب
حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها
ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه
كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات
تطارده من شريان إلى شريان
كان القدماء قد أشاروا الى تأثير النثر وقدرته على تدوين الاحداث كما أشار
الجاحظ ((فقد صح أن الكتب ( أي كتب النثر) أبلغ في تقييد المآثر من الشعر))
ومن الحقيقي ان عملية التقيد بالقديم أدت الى عدم السير بعجلة الشعر والسبب
واضح جدا فعلم العروض اصبح من السهل تعلمه فيصبح كاتب الشعر كمن يحفظ
معادلة رياضية جامدة معروفة النتائج , ولعل تأثير النثر الواضح وطرقه
المتنوعة في الايصال أدى الى الالتصاق والخروج بقصيدة النثر الحالية
وليس من باب الدفاع عن قصيدة النثر فقط ولكن هناك أمر آخر لايقل أهمية الا
وهو إبراز الوجه الاشراقي لهذا النوع الشعري ورفده بدفاع يستحقه كون
التجربة لازالت خضراء يانعة وعملية الدفاع عنها تحتاج لردود برهانية تحمل
في طياتها مشروعية الدفاع وعدم الركون الى المعاندة واظهار الرغبة في
التغيير فقط , وطريقة التفرد التي
تتميز بها قصيدة النثر الان على المستوى العالمي والعربي دليل قوي على
حقيقتها ووجود الاسباب التي تدعو لبقائها . أتطرق هنا لقضية مهمة وهي اكمال
لما بدأت فيه سابقا في معاول قصيدة النثروازمنة الحداثة العربية الى ثورة
ادونيس الشعرية .