حركة "تَبَرُدْ"
رشيد البلغيتي
السبت 27 يوليوز 2013 - 00:28
هي حركة لم تكتب أرضيتها التأسيسية بعد وإلى الآن لم يجتمع أعضاءها، الذين يعدون بالملايين، لتنظيم ندوة صحفية يعلنون فيها عن مطالبهم والطرق السلمية أو ربما غير السلمية التي سيعتمدونها لتحقيق ما قد يسطرونه من أهداف.
هي حركة الأسر الفقيرة جدا و التي تسكن بمنطقة الجنوب الشرقي، شبه الصحراوية، بعيدا عن الشريط البحري و بعيدا عن مرتفعات الجبل، هناك حيث الحرارة تصل الى 58 درجة وحيث التهميش و الفاقة يزيدان من أزمة المنسيين في تحالف غريب بين الطبيعة والمخزن.
هذه الحركة ستحمل اسم "تَبَرُدْ" و التي لا يعلم أصحابها شيئا عن "تمرد" مطلبها ليس "الإسقاط" لأنها ليست حركة ثورية بل هي دينامية إصلاحية مطلبها يتلخص في "التخفيض" و تحديدا تخفيض درجة الحرارة من 58 درجة الى 38 درجة في أفق تحقيق هدف أسمى و هو 28 كدرجة حرارة معقولة يمكن فيها للإنسان أن يمارس حياته بشكل طبيعي.
حركة "تبرد"، حركة تؤمن بالمساواة لان شمس الجنوب الشرقي الحارقة لا تفرق بين رجل و امرأة كما أنها حركة تؤمن بكل مقاربات الدمج السيوسيو اقتصادي و المجالي فحلمها دمج الجنوب في الشمال حتى يستفيد الجميع من هواء الجبال و نسيم السواحل الباردة و مع هذا الدمج الجغرافي قد يوضع سطر النهاية لمشاكل سياسية أعمق ليست من أولويات حركة "تبرد" و لا تخطر على بال مؤسسيها المفترضين.
شعار الحركة عبارة عن "مروحة" مرسومة على كل الأوراق التي ستصدر عن قيادتها و كذلك اللافتات التي ستحملها الجماهير التي يفور الدم في عروقها ليس بسبب تخندق أيديولوجي بل بسبب جحيم الصيف الذي لا يرحم و لهيب الهواء الحار الذي استسلم أمامه سعف النخيل اليابس و مياه السواقي التي جفت بفعل الجفاف.
المناطق التي قد تكون مهدا لحركة "تبرد" تنتظر خطوة استباقية من المجلس العلمي الأعلى، بفتوى تبيح الشرب نهارا بعد مصادفة شهر رمضان لفصل الصيف هذه السنة و إلا فالأمن الروحي لسكان المنطقة معرض للتهديد و التشيع سيجد طريقه سالكا الى الجنوب الشرقي بعد الفتوى المستنيرة لآية الله العظمى أسد الله بيات زنجاني بجواز شرب كميات من الماء نهارا إذا كان في الصيام تهديد لصحة الصائم.
المجلس العلمي بالرباط لن يصدر فتوى لصالح إقليم لا يعرف واقعه كما أن الجسد النحيف لمحمد يسف، الكاتب العام للمجلس، قد لا يتحمل زيارة ميدانية لمناطق هي أشبه بالدرك الأسفل من جهنم.
الكروج وزير الوظيفة و تحديث القطاعات محتاج لسرعة الكروج العداء، ابن عمه و ولي نعمة توزيره، لإصدار مذكرة تسمح للموظفين بالعمل ليلا و النوم نهارا ضمانا لإنتاج و فعالية الإدارة في مدن يرفع فيها الناس شعار "بناقص" أمام كل إجراء إداري يستلزم الخروج نهارا.
حركة "تبرد" لن تحتج يوم 17 غشت لأنها تعلم أن خصمها أكبر من بنكيران كما ينأى قادة "المروحة" بأنفسهم عن الاختلاط مع حركة أخرى اختارت الخروج في هذا التاريخ للقفز على "الحيط الصغير".
حركة "تبرد"، وفي مسودة أرضيتها المحتملة قد تطالب بما يلي:
- إرسال سحب اصطناعية الى سماء الجنوب الشرقي و تفجيرها بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع.
- تَكَفُل مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتنظيم حملة تحمل شعار "مكيف لكل أسرة"
- تَحَمُل صندوق المقاصة في صيغته القادمة لـ 25 بالمائة من كلفة فاتورة الكهرباء.
- حذف ربورتاجات الاصطياف من القنوات العمومية حفاظا على شعور ساكنة المنطقة.
- تأجيل رمضان الكريم الى شهر نونبر الرحيم.
و أخيرا تشكيل شبكة جمعيات تطلق مباردة "مثلجات من القلب" يتم بموجبها منح كل مواطن كيلو غرام، من "لباني" حتى "يبرد الجميع على قلبه" في تلك النقطة الساخنة. المبادرة الأخيرة قد "تُبَرِدُ" الطرح و تجعل الحركة من أصلها مجرد فكرة في رأس صاحب هذا المقال.