مؤيدو مرسي يواصلون اعتصامهم رغم حرارة الشمس والصوم والعزلة
تجربة "تشافيز"حلم يراود الإخوان
وسط الهدوء النسبي الذي ساد شوارع القاهرة منذ عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه، دعت جماعة الاخوان المسلمين الى المزيد من الاحتجاجات مما يمذر باحتمال اندلاع مزيد من أعمال العنف
المعتصمون من انصار مرسي في ميدان رابعة العدوية
استجد أمران على اعتصام الالاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وأعطيا انطباعا بأن المحتجين لا يعتزمون الانصراف سريعا، على الاقل بغير مقاومة.
الاول خيط من الزينات الرمضانية ظهر عند مدخل الاعتصام أمام مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة. والثاني جدار جديد من الطوب يدل على أن دفاعات المعتصمين التي تعززت بعد أن فتح الجيش النار على احتجاج اخر مؤيد لمرسي هذا الاسبوع ستدوم لفترة أطول.وربما يراود السلطات أمل في أن تخور عزيمة المحتجين مع ارتفاع درجات الحرارة واحتجاز قياديين بجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي ووقف بث القنوات الاعلامية المتعاطفة مع الجماعة.
لكن المعتصمين يؤكدون أنهم لا يعتزمون الانصراف وأنهم سيثبتون في أماكنهم الى أن يسترد مرسي مقعد الرئاسة الذي أطاح به الجيش من عليه الاسبوع الماضي في خطوة يصفها أنصاره بأنها انقلاب على أول رئيس منتخب في انتخابات حرة بمصر.
قال رضا ابراهيم -43 عاما- وهو مؤيد لمرسي جاء من مدينة الاسماعيلية سيعود… سيكمل فترته، وكثيرا ما تتردد هذه العبارة بين المعتصمين لكنها تبدو لمن هم خارجه انفصالا عن الواقع.
كان ابراهيم يقف الى جانب لافتة عليها أسماء 650 شخصا ألقي القبض عليهم بعد العنف الذي دار يوم الاثنين الماضي أمام دار الحرس الجمهوري وأوقع عشرات القتلى. ويقول مؤيدو الاخوان ان الجيش فتح النار على محتجين سلميين وهم يؤدون صلاة الفجر.
ورواية الجيش مختلفة اذ يقول ان مسلحين هاجموا جنوده بالمنطقة فما كان منهم الا أن ردوا دفاعا عن النفس. وأصدرت السلطات أوامر باعتقال شخصيات بارزة من الاخوان بتهمة التحريض على العنف.
وتجاهد جماعة الاخوان لاسماع صوتها ونشر روايتها لاحداث الحرس الجمهوري في وقت تردد فيه أجهزة الاعلام المستقلة رواية الجيش لما حدث. وفي ظل هذه العزلة يزداد شعور بين الحشد المؤيد لمرسي بأنهم أشبه بمن يعيش في كوكب اخر.
وفي الايام الاولى من شهر الصيام تبددت طاقة المحتجين في ساعات النهار واستظل البعض بخيام وهم يتلون القران بينما تمدد البعض الاخر مع اشتداد حرارة الشمس في ساعات الظهيرة.
وعرض عدد من الباعة كتيبات اسلامية ومسابح بينما أخذ صبية يرشون قطرات من الماء على أعناق المحتجين وظهورهم. وتجول اخرون بعضهم تتدلى من أعناقه بطاقة عليها عبارة اثبت مكانك.
والى جانب صور مرسي توضع صور دامية من أحداث “مذبحة الحرس الجمهوري” كما يطلق عليها المحتجون الذين تمكلهم شعور بأنهم تحت حصار.وبينما كان ابراهيم يتحدث تجمع حشد وهو يصيح ويتكلم بسرعة شديدة لم يستطع معها المراسل الزائر من تسجيل أسمائهم.
تساءل المتجمعون استنكارا كيف يتأتى للمحتجين اطلاق الرصاص على الجيش وهم يصلون ولماذا ترفض الحكومة نشر تسجيل مصور لبدء العنف.وصاح أحدهم “نرفض الحكم العسكري.”قاطعه اخر قائلا ان المحتجين سينجحون في اعادة مرسي مثلما أعادت المظاهرات الحاشدة هوجو تشافيز لرئاسة فنزويلا بعد محاولة انقلاب فاشلة عام 2002. وأكد أنه لن يبرح المكان الى أن يحدث هذا.وقال “اما الموت واما استعادة الحرية.. ما من خيار ثالث.”
المصدر: (المجلة) – وكالات