استيقظوا من أمواج غروركم
ولاتغتروا بأنفسكم كثيرا
فخالقنا واحد ورازقنا واحد
فماتملكونه بيذ الله
أيها الوسيم(ة) لاتبهر في سحر
جمالك الفاتن فهناك غيرك
لاتعجب بوسامتك وحسن جمالك
واعلم أيها الجاهل حتى وإن كنت باهرا
فهناك مثيلك في الوسامة
أيها الثري لاتعجب بوديان أموالك
فمن أغناك قدير بنعيم غيرك
والرزق بيذ الله فلاتحقر من فقير
ولا تصغر من قيمته بذل الهوان
ساعده بما أعطاك الله من فضله
تجرحون الناس وتنسون أنفسكم
وبعضكم غائبون في عتمة الظلام
أوتتناسو عتمة ماضي فقركم
تغترون وتحقرون من أطعمكم من صحنه
وتسبوه بضعف المال
فماذا لو صادفتم فقيرا مسكينا
أيعقل أن تسجنونه في قفص الفقراء?
وتصرخون بموجة غضب من فقره
استفيقوا يا أهل الغباء
وأنت أيها الأديب المغرور
لاتبالغ في مدح نفسك وتحقير غيرك
فلست وحدك الأديب (ة) حتى وإن كنت الأسمى
حتى وإن لقبوك بجوهر الأدباء أوزهرة الشعراء
فلا بد من مثيل مثلك بسحر أقلامه
وفياض بحار أفكاره وجريان شلال خياله
فلاترفع من رأسك محتقرا أديبا ضائعا
وإن طرقت الأبواب في وجهه
سيقف صاعدا محاربا بسلاح أقلامه
لاتخدع في شهرتك فالموهبة إلهام رباني
يرزقها الله للفقراء والبسطاء أيضا
والعجيب من الأمر البعض من المغرورين
مسحوا ماضيهم واغتروا بأنفسهم
وأوهموا أنفسهم أعلى الناس جمالا ومالا
وخدعوا أنفسهم أنهم يسرقون أنظار العالم
أيها المغرور(ة) قد تكون وسيما ولاتنسى مثيلك
وربما أعلاك وسامة
قد تعشق شكل إطارك
وقد لايعجب الجميع
أيها المغرور قد تكون وتكون
وإنما أذواق الناس تختلف فنا وطعما
ولاتسجن الجميع تحت أنظارك بالخاضعين إليك
فنحن محررون عند أنفسنا
والسجون في أنظارك أنت لأننا لانكترت بما يبهركم