** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
نحن.. والشجرة I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 نحن.. والشجرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3218

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

نحن.. والشجرة Empty
17052010
مُساهمةنحن.. والشجرة


نحن.. والشجرة





عبد الله الدامون - damounus@yahoo.com



هناك أنثروبولوجي أجنبي يقول إن
العرب لا يحبون الأشجار، وإن هذا الجفاء له أسباب كثيرة، من بينها أن
الشجرة في ذهن من يسكن الصحراء هي مصدر توجس وخطر أكثر مما هي مصدر أمان.
وخلفها يمكن أن يختفي قاطع طريق، وكلما كثرت الأشجار كلما كثر الخطر، لذلك
فإن وحشة الصحراء وقيظها وعطشها ومخاطرها تعتبر أهون وأخف وطأة من مخاطر
الأشجار.
قد يبدو كلام هذا الرجل منطقيا في حال ما إذا كان يتحدث عن عرب الصحراء،
لكن كلامه يصبح غير ذي معنى في حال ما إذا كان يتحدث عن المغرب، لأن هذا
البلد مختلف في أشياء كثيرة.. في أعراقه وجغرافيته ومزاجه. لكن المشكلة أن
من يرى المغاربة وسلوكاتهم تجاه الأشجار، والغابات بشكل عام، فإنه يجد أن
كلام ذلك الأنثروبولوجي ينطبق علينا نحن أيضا.
علاقة المغاربة بالأشجار ليست ودية، لأسباب غير مفهومة. وفي الحكايات
الشعبية، هناك حديث عن ارتباط الغابة بالخوف وبقطاع الطرق و»الشفارة». وكل
مغربي يسمع في طفولته الكثير من الحكايات عن قطاع الطرق الذين يختبئون في
الغابة، وعن الأشباح والمجرمين الذين يختفون بين أجماتها، فتكبر معه فكرة
واحدة وهي أن الشجرة عدو حقيقي، وأنه كلما قضينا على الكثير من الأشجار
فإننا نقضي على مزيد من قطاع الطرق، لذلك لا يبدو غريبا أنه كلما اشترى
مغربي قطعة أرض وأراد أن يبني فوقها منزلا، فإن أول شيء يقوم به هو قطع
الأشجار الموجودة بها.. إنها تخيفه لأنه يعتقد أن اللص لن يجد أفضل منها
لكي يقفز إلى سطح منزله، وخلفها سيختبئ قاطع طريق سيفاجئه بسكين في الظلمة،
وفوق أغصانها سيقف كل ليلة طائر بوم لينعق، ونعيق البوم يجلب الشؤم، لذلك
فإن قطع الشجرة ينهي كل المشاكل.
ويحكي موظف في مندوبية لوزارة الفلاحة في مدينة بالشمال كيف أن مندوبا
جديدا للوزارة حل بمكتبه في أول يوم عمل، وكان أول قرار أصدره هو قطع
الأشجار الموجودة في الحديقة، وعندما سألوه لماذا قال لهم: هذه مندوبية
وزارة وليست غابة.
وفي كثير من المدن المغربية، هناك مدن جديدة تبنى بعشرات الآلاف من الشقق،
لكن لا توجد حولها أية شجرة.
ومرة بدأت مقاولة عقارية كبرى من الخليح مشروعا عقاريا في ضواحي طنجة، وكان
أول ما قامت به هو إحراق كل شيء، قبل أن تبدأ الجرافات عملها. من الصعب أن
يفهم معنى الاخضرار من عقله يباب قاحل.
رغم كل ذلك، فإن المغاربة احتفلوا مؤخرا باليوم العالمي للأرض، مع أن
المغرب هو من بين بلدان العالم الأولى التي تنحسر فيها الغابات بشكل مخيف،
خصوصا مع ظهور قطاع طرق جدد لا يختفون خلف الأشجار، بل هم الذين يقطعون
الغابات والأشجار لكي يبنوا مكانها مدنا متوحشة.
من مزايانا الكثيرة، نحن المغاربة، أننا نحب الكذب على أنفسنا. نقول عن
بلادنا إنها أجمل بلد في العالم، ونفعل كل ما نستطيعه لكي تتحول إلى أسوأ
بلد في العالم. ونقول عن أنفسنا إننا شعب متضامن واجتماعي، ونعمل كل يوم
حتى نتحول إلى شعب أناني وانعزالي. ونزعم أننا نعشق الأرض والبيئة، وفي كل
يوم تتحول أجزاء واسعة من البلاد إلى صحاري قاحلة.
في المغرب توجد اليوم كل الدلائل التي تؤكد أننا لا نقيم أي اعتبار للبيئة،
فالوديان التي كان الناس يصطادون فيها الأسماك اللذيذة صارت مكبا
للنفايات، والحقول الشاسعة أصبحت مرتعا للأكياس البلاستيكية والأزبال،
والغابات هي «العدو» الوحيد الذي ننتصر عليه بضربة منشار، وكثير من الناس
لا يحلو لهم التبول إلا على حافة الأنهار. ويبدو من غير المفهوم إطلاقا كيف
لا يحلو للناس التبول إلا على شجرة أو على حافة نهر، أو داخل البحر حين
يكونون بصدد السباحة، وفي أحيان أخرى على الأسوار التاريخية. صحيح أن غياب
المراحيض العمومية في المدن المغربية يلعب دورا كبيرا في ذلك، لكن أيضا
هناك شيء ما داخل عقول الناس يدفعهم إلى فعل ما يفعلونه من دون أي عقدة
ذنب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نحن.. والشجرة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نحن.. والشجرة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: