جميل مرحبا بك
عدد الرسائل : 54
تاريخ التسجيل : 26/10/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | لغة الشمبانزي واصل لغة الانسان | |
لغة الشمبانزي واصل لغة الانسان
حتى الان كان العلماء يعتقدون ان الاصوات الصادرة عن الشمبانزي لاتحمل معلومات مشفرة ،ذات محتوى بذاته وخاص، موجه في مهمة تواصلية. الان توصل الباحثين الى خطأ هذا الموقف الذي نشـأ بسبب خطأ تصوراتهم السابقة عن نشوء اللغة، واصبح من الضروري إعادة النظر بكيفية نشوء اللغة.
الباحثين لاحظوا كيف ان شمبانزي بدأ بالصراخ بصوت عالي وواضح عندما عثر على شجرة تحمل ثمار ناضجة. على الفور جاء جواب عالي من زاوية اخرى من الغابة من بقية افراد القطيع. وبعد دقائق بدأ يتوافد القطيع الى الشجرة المعنية.
سابقا كان العلماء يعتقدون ان مثل هذه الاصوات تعبر عن فرحة عادية بالعثور على شئ ما، وبالتالي فهي ناتجة عن مشاعر الرضى لاغير. غير ان الباحث Klaus Zuberbühler من جامعة اندريوس السكوتلاندية يؤكد ان مثل هذا الاستنتاج لم يعد له قدرة على الصمود. الصوت الصادر عن الشمبانزي والذي يطلق عليه "rough grunts", يستطيع الشمبانزي بواسطته إرسال رسالة تشرح مستوى نضوج الثمار، اي انه يقوم بالتعبير عن النوعية. الباحث كلاوس قام بدراسة لغة التواصل عند الشمبانزي في بيئته الطبيعية في المنطقة المحمية في شمال اوغندا.
بقية اعضاء القطيع المنتشرين في زوايا الغابة يعرفون تماما مواضع الشجر الذي ينتج ثمار قابلة للاكل. عندما يسمعون الصوت من نوع "rough grunts" يفهمون على الفور فيما إذا كان صاحبهم قد عثر على ثمار من نوعية عالية ام لا، وفيما إذا كانت هذه الدعوة تستحق ان تحملهم على ترك ماهم مشفولين به ليتحملوا مشقة الذهاب الى هناك.
بمساعدة التحليل الكمبيوتري تمكن فريق الباحثين من الاستنتاج ان الشمبانزي ليس فقط قام بنقل معلومات مهمة الى بقية القطيع وانما راعى موضع سامعيه الذي يتوجه اليهم برسالته، بل وفي بعض الاحيان يختار عن وعي ان يسكت. من هذا المنطلق فإن اصواتهم ليست تعبير فعل ميكانيكي وانما تتحكم فيها قواعد بسيكولوجية.
مثل هذه النتائج تعتبر مفاجئة غير متوقعة، إذ منذ ثمانينات القرن الماضي حاول الباحثين، بدون ان ينجحوا، في فك شيفرة اصوات القرود وإعادة تركيب معاني منها، وهو ماكان الامر الخاطئ في التعاطي مع اللغة البدائية. النتائج الجديدة اظهرت ان طريقة تفكير العلماء عن شكل ظهور اللغة هي الخاطئة، وبالتالي قادت الى فشلهم السابق في فهم معاني اصوات القرود. ولو كانت القرود ترسل اصوات لاتتضمن رسالة موجهة، لكان من غير المحتمل ان تكون قدرة الانسان اليوم على التعبير هي نتيجة تطور طبيعي ومشترك مع بقية القرود.
الفضل في هذا الاكتشاف يعود الى التطور التكنيكي الهائل في السنوات الاخيرة، حيث جعل من الممكن العثور على اطياف واضحة في صوت الشمبانزي، والذي لم يكن مسموعا من الاذن البشرية. من خلال تحليل الاصوات في الكمبيوتر تم العثور، من بين ماتم العثور عليه، على مجموعة معقدة من تعابير التواصل التي تحدث خلال النزاعات بين افراد القطيع.
عندما يكون احد المتصارعين في الطريق للخسارة، يتغير صراخه فجأة. بهذه الطريقة يرسل رسالته الى اصدقاءه وحلفائه من اجل ان يسارعوا للمساعدة، لنرى ان الخاسر يطلق اصواتا آمرة مناسبة خصيصا للمتلقي الموجهة اليه. لنتذكر ان ذكور الشمبانزي جميعها تملك مواضعها المحسومة مسبقا في الهرم الاجتماعي، وإذا كان بين الذكور المتفرجين على الصراع، من له موقع اجتماعي اعلى من ذاك الذي سيربح الصراع ، فإن الخاسر يأخذ ذلك في الحسبان ويحاول ان يصدر اصوات تعطي انطباع بجدية ودراماتيكية اكبر من حقيقتها على امل ان يحصل على تتدخل في صالحه.
اعضاء فريق البحث تمكن من البرهنة على ان اناث الشمبانزي تقوم احيانا بقتل اطفال إناث اخريات من اللواتي هاجرن الى القطيع حديثا، مما يجعلهن يسعون للتلقيح من جديد. غير ان هؤلاء المهاجرات بالذات يتفادون اطلاق اصوات الحب عندما يكونون تحت الممارسة، بالرغم من انها اصوات شائعة للغاية عند بقية الاناث، وهن يتفادون اطلاقها على الاغلب من اجل عدم استفزاز اناث القطيع الاصليين بدون داعي. هذه الحالة ايضا تشير الى ان الشمبانزي قادر على التحكم بأصواته، إنطلاقا من وعيه انها حاملة للمعلومات، وذلك ليتلائم مع وضع اجتماعي استثنائي.
كما نرى، فإن الشمبانزي قادر على خلق ترابط متحكم به بين تحليلاته العقلية وبين حالة المجتمع والبيئة والصوت. ولكونهم، تشريحيا، لايمكنهم تحريك لسانهم بسلاسة فإنهم مضطرين للاكتفاء بالقليل من التمايز الصوتي، ولكن بالنسبة للباحثين يوجد خط متصل ومستقيم بين اصوات الشمبانزي ولغة البشر المتطورة. على الاغلب كانت هناك بضعة طفرات جينية هي التي قامت بإطلاق لسان الانسان بحرية وجعلتها قادر على استخدام تنوع صوتي اكبر. اصوات الشمبانزي ليست فقط صراخ كما كنا نعتقد وانما تتضمن القواعد التي ادت الى نشوء لغتنا.
في دماغ الانسان نجد ان المنطقة المسماة Broca, هي المسؤولة عن التحكم بإنتاج الاصوات، في حين نرى ان عند القرود تكون المنطقة نفسها مسؤولة عن حركة الايدي. لهذا السبب يعتقد العلماء ان لغة الانسان تطورت عن الاشارات.
في الواقع يقوم الشمبانزي، في الاقفاص، بإستخدام الاشارات كثيرا. العالمان Frans de Waal, Amy Pollick, قاموا بدراسة مجموعتين من الشمبانزي القزمة في حديقة الحيوان ومجموعتين من الشمبانزي الغير قزم في مركز ابحاث بيلوجي. لقد تمكنوا من تسجيل 31 اشارة و 18 صوت او تعبير فموي. على العكس عن الاصوات كانت للاشارات معاني مختلفة بين النوعين. في داخل كل مجموعة نجد ان الاشارات اقل ارتباطا بحالات معينة بذاتها، وبالتالي تحتاج ترجمة اعرض. الشمبانزي القزم يستخدم غالباً تركيبة من الاصوات والاشارات مع بعض، التي يظهر انها مفهومة من قبل المُتلقي.
العالمين يعتقدون ان القدرة الغنية للشمبانزي القزم على استخدام الاشارات والصوت في ذات الوقت للتواصل مع الاخر تتلاقى ايضا مع قدرات الانسان الاول. على الاغلب كانت حلقة مهمة في تطور الرمزية في التواصل.
العالم Simone Pika, سجل في ملاحظاته قدرة الشمبانزي البري ايضا يستخدم الاشارات في التواصل اللغوي. عندما يقومون بتنظيف شعر بعضهم البعض يشيرون الى الاماكن التي يجب التركيز عليها.
Proceedings of the National Academy of Science, nr.december, 2009, تنشر نتائج ابحاث الباحثين السكوتلنديين، ومن بينهم البروفيسور Klaus Zuberbuehler ليظهر انهم تمكنوا من ترجمة بعض الاصوات لدى القرد من نوع Campbells, والتي تعيش في غابات ساحل العاج الى مايعادلها من معاني في اللغة البشرية. مثلا كلمة " كراك" يمكن استخدامها بتخصص لتحذير القطيع من ان ليوبارد (تحديدا) دخل المنطقة ويخفي نفسه في حين ان كلمة " بووم" للتحذير من الاغصان المتساقطة اما كلمة " هوك" فتنبه لوجود نسر في السماء. وقد توصلوا الى ان هذه الكلمات يمكن استخدامها بعدة طرق وإعادة بناءها بتغيير في الحرف الصوتي الاول او في نهايته. يؤكد البروفيسور كلاوس ان الامر يبدو وكان القرود تستخدم التغيرات على الكلمة بذات الطريقة الانسانية. هذا الاكتشاف جعل الباحثين يستنتجون الى ان هذه اللغة اكثر اللغات تقدما بين اللغات المدروسة لدى القرود. في المقال يقوم الباحثين بتقديم جدول بالكلمات التي جرى الكشف عن معانيها في لغة القرود، وهنا بعض هذه الكلمات واستخداماتها:. Simian speech: A brief dictionary *"Boom" Look out, falling branch, move! *"Boom-boom" Come to me *"Krak" Look out, a leopard! *"Krak-oo" Watch out, a general warning *"Hok" There's a crowned eagle up there *"Hok-oo" Movement above *"Boom-boom, krak-oo krak-oo" Look out – falling tree *"Boom-boom, hok-oo krak-oo hok-oo" We are near another group of monkeys المصدر هنا
ومن المثير ان الباحثين من جامعة شيكاغو لاحظوا ان إناث القرود من نوع rhesus, تقوم بهز ذيلها وتتكلم بدون انقطاع مع الصغار، عندما تقترب من صغار انثى اخرى. والصوت الذي يستخدموه له نبرة مختلفة عن صوتهم العادي الذي يستخدموه للتواصل مع البالغين. لهذا السبب، يعتقد الباحثين انها اصوات تحاول بعث الطمائنينة عند الصغار.
في عام 2004 اكتشف الياحثون ان القرد " العنكبوت ذو الفروة الصوفية" Ullspindelapa, Brachyteles arachnoides والذي يعيش في غابات البرازيل يملك اكبر مخزون من تعابير المخاطبة. هذا القرد هو الاكبر بين قرود امريكا الجنوبية ولكنه الاندر. لهذا السبب تأخر الباحثون في دراسة التواصل عند هذا القرد. لقد اكتشفوا ان هذا القرد يستخدم، على الاقل، 534 صوت محدد اساسيا من اجل التخاطب بين افراد المجموعة. زإضافة الى ذلك يمتلك خطابهم تركيب لغوي يذكر بما هو لدى الانسان، ا ان الظاهر ان لديهم لغة حقيقية مع ان الباحثون لم يتوصلوا لحد الان الى معنى جميع الاصوات. قبل هذا الاكتشاف كان القرد من نوع Markattan هو الذي يملك الرقم القياسي في عدد اصوات المخاطبة والتي وصلت الى 100 صوت.
وحديثا قامت ايلاف بنشر مقال عن اكتشاف ان كلاب المروج ايضا لديها لغة متطورة بعد دراسة قام بها البروفيسور كون سلوبدوتشيكوف من جامعة اريزونا واستمرت لمدة ثلاثين سنة. ونشر ان نباح الكلب وسقسقته هي معجم لغوي لمئة كلمة. وفي المقال الذي نشر في صحيفة الديلي ميل اشار الى ان النباح القصي يحتوي على معلومات كثيرة فتعطي تفاصيل عن الضواري مثل حجمها وسرعتها وشكلها ولونها. بل وحتى إذا كانت الحيوانات متقدمة صوبها، وتعرف نوعها. والاغرب انه لديها اصوات للاشكال التجريدية مثل الارتفاع او المثلث والمربع. المصدر ايلاف
مصادر: social learning and the emergence Monkeys communicate in sentences Animal world's communication kings animals chimps biology the origins of human language Monkeys show language recognition Brachyteles
| |
|