دموع سلمى وسمية ورمزية.. الشبيحة يغتصبون النساء
صحف عبرية
2012-06-15
'ماذا بقي لي اخسره'، تقول سمية وهي تجلس امامنا، في لقاء مغلق تم منذ زمن
غير بعيد في مدينة كبيرة في اوروبا، مكشوفة الوجه. 'لن اعود الى الجحيم'.
فقد أصرت في الحال بعد أن نجحت في الهرب من سوريا من طريق تركيا على ان
ينقلوها جوا لتعرض شهادتها.
ان وجهها مكشوف حقا لكن تفصيلاتها
الكاملة ناقصة. فقد بقيت عائلتها هناك. واذا تم الكشف عنها فقد يصفون
الحساب معها. 'هدموا حياتي في ليلة واحدة. ولا احد يستطيع ان يضمن لي متى
استطيع ان انضم الى اقربائي من جديد'.
انها شابة حسناء شعرها اسود طويل
ومسرح، وعيناها لوزيتان حزينتان. وهي تلبس سراويل جينز وقميصا ضيقا ونعلين
عاليتين حادتين وهي في الثالثة والعشرين من عمرها في الاكثر. وهي طالبة
جامعة قطعت دراستها في السنة الثالثة في قسم اللغة والادب الانكليزيين.
'طلبوا ان احدثكم عما يجري للمتمردين والمتظاهرين على بشار الاسد، واستقر
رأيي على الكشف عن قصتي'.
عرضت فظائع الاغتصاب الذي جرى عليها في غرفة
التحقيق، لاكثر من ساعة. 'امسكوا بي في مظاهرة شارع في واحدة من ضواحي
دمشق وساقوني معصوبة العينين الى مركز اعتقال.
'في تلك الليلة جروني
الى غرفة التحقيق. ولم يهتم المحقق الذي كان يلبس اللباس العسكري لسلاح
الجو، بمن نظم المظاهرة وبمن ساروا معي في المظاهرة. وبعد ان صدقت
تفصيلاتي الشخصية وسلمت عنواني كي يستطيعوا الوصول الى عائلتي اشار بادخال
الجماعة. وعلمت من الفور انهم من الشبيحة بسبب الاحذية الرياضية البيضاء
وهي علامة تعريف الشبيحة.
'انقض علي عشرة'، تسدد سمية نظرها الى
المجموعة التي مكثت في الغرفة الصغيرة. وهي تعلم انه توجد اسرائيليات في
الجمهور وتريد الاستمرار على التحدث الينا خاصة، على انفراد. 'مزقوا عني
ملابسي وسدوا آذانهم عن صراخي. وبكيت وتوسلت ان يدعوني لكنهم علوا فوقي
بحسب الدور. أمسك بي اثنان فصورني الثالث بالهاتف المحمول فصدرت عن آخرين
صيحات تشجيع 'افعل بها' و 'اولج فيها'، كما في ملعب كرة القدم، و 'اعطِ
الزانية ما تستحقه'، الى ان اغمي عليّ'.
وحينما استيقظت في الزنزانة
وجدت نفسها محاطة بثماني شابات مثلها، خطفن من الشارع، يرتجفن في شبه
جنون. 'كن يستطعن ان يخمن ما الذي ينتظر كل واحدة منهن. فكل من تعتقل تعلم
انهم سيغتصبونها. فقد اصبح هذا جزء من الاستقبال، ولا يهمهم ان نتحدث عن
التنكيل الجنسي بل بالعكس، هذه طريقة السلطة لاذلال من يحاولون التمرد
وتخويفهم. وهم يغتصبون الاولاد ايضا'.
'طفل حيوان شرير'
ستجتمع
مجموعة من الفقهاء المسلمين والباحثين في الشريعة الاسلامية هذا الاسبوع
في السعودية للبحث عن حل للمشكلة الجديدة التي تأتي من شوارع سوريا
المشتعلة وهي ماذا يفعلون حينما تحمل امرأة ما بعد اغتصاب جماعي؟
في
ذروة المذبحة الفظيعة في حي بابا عمرو قرب حمص، دهم الشبيحة بيت عائلة
زويدان. فسحبوا امام اعين الوالدين المذعورين من تحت الاسرة بناتهما
الاربع وهن في سن البلوغ، فطرحوهن ارضا، وارغموا العائلة على أن تشاهد من
قريب كيف تغتصب البنات بحسب الدور.
نجحت العائلة في الفرار الى
تركيا. ويتحدث رامي 'اسم غير حقيقي'، وهو نشيط حقوق انسان في خيمة نصبت
للاجئين في الجانب التركي قائلا: 'اضطررنا الى ان نخبىء البنات في المشفى،
خوفا من ان تحاول العائلة قتلهن، اعني البنات اللاوتي اغتصبن'، يقول، 'فهن
يصبحن وصمة عار يجب محوها. وهم يفضلون التخلص منهن لان مستقبلهن قد انتهى'.
'اذا
كان للمرأة زوج فانه يبتعد عنها'، تبين لنا سمية. 'وهو يحاول ان يعيدها
الى والديها بزعم انها معيبة، لكنه يبقي الاولاد معه بزعم أن الام لا
تستطيع ان تعتني بهم بعدما جرى عليها. واذا كانت عزباء فلن يتزوجها احد.
واذا حملت فقد يقتلونها ويقتلون الجنين لمحو العار'.
قبيل الاجتماع في
السعودية نقلوا الى اصحاب الفتوى شهادات مسجلة صور بعضها بكاميرات هواة،
لنساء يتوسلن قائلات: 'انقذونا'. وقد التفت احداهن وهي رمزية بجلباب طويل
اسود وخمار. امسكت بيديها مصفحا وطأطأت رأسها وتحدثت بصوت مختنق، وبرقت
عيناها فقط من وراء النقاب.
تقول متنهدة: 'شارك زوجي في المظاهرات،
وعرفه الشبيحة لكنه نجح في الهرب فأتوا الي الى البيت وطلبوا ان ابين لهم
اين يختبىء. وقلت انني لا اعرف. فجردوني من ملابسي بالقوة وحذروني قائلين:
'سنعود'. وفي الليل عادوا سكارى واغتصبوني وصوروني بالهواتف المحمولة
وانفجروا في ضحك اهوج.
قال لي واحد من الشبيحة: 'ابلغي زوجك انه كما
يدنس شرف سوريا سندنس شرف زوجته'، وقال لي احدهم: 'ليتك تحملين. اذا صار
عندك ابن حرام فسيقتلك زوجك وسنصل اليه ونقضي عليه'.
يقول الدكتور عبد
العزيز الشيخ في السعودية: 'لا تستأهلوا امرأة حافظت على كرامتها طول
حياتها ان تربي طفل حيوان شرير'. لكن يده ما تزال ترتجف. ولم يقرر بعد
ماذا سيكون مصير أجنة الاغتصاب.
ويقترح مفتٍ سعودي آخر هو الشيخ سروان
على النساء اللواتي اغتصبن ان ينظرن الى انفسهن نظرة التفاؤل خاصة: 'انتن
محاربات من حقكن التكريم. وما حدث لكن، برغم الاسى والالم، حدث لخدمة
الثورة'.
هل سيحلل سروان لامرأة اغتصبت اغتصابا جماعيا ان تنفذ اجهاضا؟
'اصغين جيدا لما اقول' لكن: 'يتهرب من الجواب' أنتن بطلات الثورة
الحقيقيات. ولن يدنس احد من الحيوانات المتوحشة كرامتكن'.
ويجرى لقاء
في 'الجزيرة' مع الشيخ جمال العرعور فيقول: 'من الواجب احترام النساء
اللاتي دنس طرفهن. فلا يحل ان تأسى النساء لما حدث لهن بالعكس لقد ارتفعت
منزلتهن وانا انوي أن اصوغ فتوى تحل زواج المتمردين منهن'.
ويرى
العرعور انه يجب على المرأة التي تعرضت للهجوم الجنسي أن ترى نفسها جندية
في جيش الثورة. 'يجب ان يسمح لها بان تطبخ للثوار وتنظف وتغسل وسيكون هذا
انتقامها'. ويدعو الشيخ الثوار الى الزواج بهن برغم انهن لسن عذروات.
'اعرضوا الزواج في الفيس بوك على كل من هوجم للدفاع عنكم. فثمة فرق كبير
بين امرأة مومس او زانية وبين امرأة مغتصبة'.
وماذا عن النساء اللاتي
حملن من المغتصبين؟ ينصح الشيخ العرعور قائلا: 'لا تدعن الثمرة العفنة
تبلغ الى سن أربعين يوما. جدن طريقة لمحو هذا الشيء الذي لا حاجة اليه'.
بيد
أن نديم خوري وهو نشيط حقوق انسان يعرض مشكلة اخرى فيقول: 'في احوال
كثيرة، تغلق قوات الامن كما فعلت هذا الاسبوع في درعا في العيادات وتحتجز
الاطباء والممرضات قبل ان تهاجم البلدات. فينقل الجرحى الى المساجد. لكنه
لا يخطر بالبال ان يتم اجهاض داخل المسجد'.
'انا اختكم'
نشر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هذا الاسبوع 'قوائم العار'، عن
ذبح الاولاد واعمال التعذيب العنيفة والتنكيل الجنسي الذي يتم في 52 دولة.
وتنضم السودان واليمن وسورية الى التقرير المزعزع. وقد خصصوا لسوريا 'وصمة
سوداء مميزة'، بسبب سلسلة طويلة من الشهادات التي تثير القشعريرة.
ثمّ
على سبيل المثال تلك الشهادة التي عرضها هذا الاسبوع احد النشطاء عن 36
امرأة اغتصبن بعد الظهر في قرية نائية قرب الحدود التركية وهو يسمى
التقرير 'دموع سلمى'.
تتحدث سلمى قائلة: 'عرف زوجي انه مطلوب في
الاسبوع الماضي حينما سمعنا هدير الدبابات، وضغط علي لاختبىء عند الجارة.
وبقي هو وابني البكر في البيت. ودخل الجنود البيت وانتظرت الى أن حل
الهدوء.
'وحينما دخلت البيت عرفت انني وقعت في شرك. فقد كان زوجي وابني
مطروحين ارضا والشبيحة يقفزون فوقهما. وقال لي احد الشبيحة: 'قد انتهيت.
اذا اردتِ ان تنقذي حياتك فدعينا نفعل ما نشاء'. وتوسلت ليطلقوهما وتبين
ان الولد في الثانية عشرة فقط وجفوت على ركبتي وقلت في ولولة: 'انا اختكم،
فدعوني وشأني'.
كانوا خمسة. 'يجب ان يراك زوجك وابنك تعاقبين'، قالوا
لي. فمزقوا الملابس عني وصرخوا قائلين: 'يا بشار جئنا لنشرب دم الخائنين'.
ثم انقضوا علي واحدا بعد الاخر وحينما انتهوا ذبحوا في السكاكين زوجي
وابني'