اخواني اخواتي الاعضاء الكرام هذه ان شاء الله ستكون اول محاضرة تتميز بالايجاز والاختصار المفيد عن خصائص الشعر النثري الذي يميل اغلي المبدعين الشباب الى اتخاذه كوعاء ابداعي ..
وهذه المحاضرة الاولى ستكون عن خصائص هذا الجنس الشعري الذي لايزال يبحث عن مكانته رغم فرض وجوده بقوة مبدعيه ..
اتمنى ان تكون الافادة كبيرة والخلاصة مزيدا من تطوير هذا الحقل الابداعي وشكرا لكم ..........
الضروري بعد كل هذا أن نحدد مجموعة من الضوابط والمعاييرالتجنيسية لتحديد شعر
الانكسار أو ما يسمى بقصيدة النثر على حد تسمية سوزان برنار، وهي معاييراستنبطناها
من الدراسات التي كتبت حول قصيدة النثر أو التجربة الشعرية الجديدة كما يسميها عبد
الله شريق.
وإليكم هذه المعايير والضوابط التي تحدد إلى حد ما شعرية شعر
الانكسار:
1- إعلان نية التجنيس أو القصدية في الكتابة،
2- الإيقاع الداخلي
أو إيقاع التجربة؛
3- الانسياب أو الجريان المسترسل؛
4- الانكسار والتشويش
والتمرد والتمرد على الانتظام؛
5- اللاعقلانية؛
6- بلبلة الأنواع
الأدبية؛
7- نثرية اللغة؛
8- تكسير أفق القارئ وتخييب توقعه على مستوى
التلقي؛
9- الإكثار من الإبهام والغموض؛
10- التنويع في التشكيل الفضائي
والبصري؛
11- الجمع بين الشاعرية والنثرية؛
12- التمادي في الانزياح والخرق
الأسلوبي والبلاغي؛
13- التجريب والتثوير نحو المجانية والفوضى والتبعثر
والتمرد؛
14- الوحدة النصية بدل وحدة البيت أو الجملة الشعرية؛
15- التكثيف
الإيحائي والتركيب الإشراقي؛
16- تيمات الحداثة (الجنوح نحو الذات والجنون
والروح والحرية والثورة على العقل والتقنين وحضارة المدينة...)؛
17- الشعر
الرؤيا.
وخلاصة القول: يبقى عمل عبد الله شريق في هذه الدراسة القيمة عملا
مثمرا ومفيدا لا يستهان به. ولا يمكن لأي باحث إذا كان يدرس القصيدة النثرية القفز
عليه لما يطرحه من أدوات ومفاهيم في مقاربة القصيدة النثرية: فهما وتفسيرا،
أوتفكيكا وتركيبا. ولا يمكن كذلك الاستغناء عن هذا العمل لما يزخر به من توجيهات
ومقترحات هامة ومقاربات نظرية وتطبيقية وأجناسية ناجعة وفعالة، ولا سيما أن هذه
المحاولة بداية جادة لطرح الأسئلة والإشكاليات المتعلقة بشعرية هذه الكتابة الجديدة
وطريقة التعامل معها إبداعا ونقدا وتوجيها، وإلا سيبقى باب القصيدة النثرية مفتوحا
لكل من هب ودب، وسيؤدي ذلك إلى تمييع الشعر وكساده كما هو الواقع الآن.
الهوامش:
1- رشيد يحياوي: الشعري والنثري، منشورات اتحاد كتاب
المغرب، ط1، 2001؛
2- محمد الصالحي: شيخوخة الخليل، بحثا عن شكل لقصيدة النثر
العربية، منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1، 2003؛
3- حسن مخافي: القصيدة الرؤيا،
دراسة في التنظير الشعري، منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1، 2003؛
4- عبد الله
شريق: في شعرية قصيدة النثر، منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1، 2003؛
5- Bernard‚
Susan : jusqu’à nos jours Le poème en prose de Baudelaire.Librairie Nizet‚
Paris‚ 1959.
6- د.عز الدين المناصرة: قصيدة النثر جنس كتابي خنثى، منشورات بيت
الشعر، فلسطين1998؛
7- عبد الله شريق: في شعرية قصيدة النثر، ص:16؛
8- نفسه،
ص:28 الهامش؛
9- مثل نازك الملائكة في كتابها: قضايا الشعر المعاصر، دار العلم
للملايين، بيروت، لبنان، ط6/1981، ص: 213؛
10- عبد الله شريق: نفسه،
ص:29؛
11- نفسه، ص:41؛
12- محمد جمال باروت: (الحداثة الأولى)، المعرفة،
العدد283-284، 1985، ص:121؛
13- سركون بولص: (حوار)، نزوى، عدد6، أبريل 1996، ص:
188؛
14- محمد الصالحي: شيخوخة الخليل، بحثا عن شكل لقصيدة النثر العربية،
منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1، 2003؛
15- عبد الله شريق: نفسه، 28؛
16- شربل
داغر: الشعرية العربية الحديثة، تحليل نصي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1،
1988، ص:60؛
17- شربل داغر: الشعرية العربية الحديثة، ص: 60، الهامش.
الجمعة ديسمبر 11, 2009 2:48 pm من طرف الكرخ