وفي نهاية الحمل، يأتي الوليد إلى العالم ومعه خمسة
إلى ستة ملايين جريِّب شعري، تتوزع فوق الجسم بطراز محدَّد وراثيا. ولن تتشكل
جريِّبات جديدة بعد ذلك. وتكاد راحة اليد وأخمَص القدم تكونان المنطقتين
الوحيدتين اللتين لا تحتويان حقا على جريبات شعرية. أما المناطق الأخرى التي
تبدو ظاهريا عارية من الشعر، فإنها في الواقع تنتج شعرا قصيرا دقيقا.
وُلِدَت لتدور
(***) تبدأ الجريبات دوراتها في خلال سنتين أو ثلاث سنوات
من الولادة. واتضح أن الدورة الواحدة تشتمل على ثلاثة أطوار رئيسية. ففي الطور
الهدمي catagen، تنتحر الخلايا الطلائية (الظهارية)
المتوضِّعة تحت الانتفاخ، غير مخلفة وراءها إلا الحُليمة الأدمية، وغشاءً (هو
الغشاء القاعدي) كان يكسو سابقا المنطقة المتموِّتة. وفي أثناء موت الخلايا،
يتقلص هذا الغشاء، ساحبا الحُليمة الأدمية إلى الأعلى باتجاه الانتفاخ (وفي
الفروة، تستغرق هذه الرحلة نحو أسبوعين). وفي أثناء ذلك، تفقد ساق الشعرة
مرساتها في أعماق الأدمة. ولذا، فهي تنزع في المرحلتين التاليتين إلى التساقط.
تفاصيل تكوُّن الشعر
(****) وعندما تصل الحليمة الأدمية إلى الانتفاخ، يدخل
الجريب الطور الانتهائي telogen (أو طور الهجوع).
ويمكن لهذه المرحلة أن تستمر في فروة الإنسان قرابة ثلاثة أشهر، ولكن يمكن لعدد
من العوامل أن تعدِّل أمد هذه المرحلة. فمثلا، يسبب نتف الشعرة أو جرح جريِّبها
تقصير أمدها.
ويلي الطورَ الانتهائي الطور البنائي
anagen. ففي مرحلة مبكرة، يشرع بعض الخلايا
الجذعية التابعة للانتفاخ في الانقسام، ثم تهاجر نحو الأسفل، مستهدية بالغشاء
القاعدي، لتتحول إما إلى خلايا أمهة وإما إلى خلايا الغمد الخارجي للجذر. وما
إن تتشكل خلايا الأمهة، حتى تشرع في التكاثر، لتعطي في النهاية خلايا الشعرة
والغمد الداخلي للجذر، مكررة الخطوات التي تحدث في أثناء التنامي الجنيني.
ويشير التكرار ضمنا إلى أن حادثات طور البناء ربما تُضبط بوساطة عدد من
الجزيئات الإشارية نفسها التي تنشط في أثناء مراحل التنامي.
وتنتج جريبات طور البناء المُستعادة بوصة (إنشًا) من
الشعر كل شهرين تقريبا، وتستمر عادة على هذه الوتيرة ما بين ست إلى ثماني
سنوات. ويحدد طول طور البناء المدة التي تبقى فيها الشعرة الواحدة قادرة على
النمو. ونمطيا نجد في اليوم الواحد من حياة إنسان في عامه العشرين أن قرابة 90
في المئة من جريبات الفروة تكون في مرحلة منتجة لشعر نامٍ، وأن نحو 10 في المئة
تكون في مرحلة البِلَى (أو التوقف عن النشاط)، إذ يتساقط منها يوميا ما بين 50
و 100 شعرة.
وتحدث خِفة كثافة الشعر عموما ليس لأن الجريبات
تختفي، بل لأن نسبة الجريبات في طور النماء إلى تلك التي في طور اللانماء تتحول
إلى صالح الأخيرة؛ وكذلك تنكمش كثرة من الجريبات في الفرد المتجه إلى الصلع
انكماشا مطردا، لتنتج في النهاية شعرا قصيرا عديم اللون.
نظرة إجمالية / نمو الشعر
(*****) * يعرف البيولوجيون حاليا الكثير من الخطوات المؤدية إلى تنامي جريبات الشعر في الجنين، وإلى إنتاج الشعر طوال الحياة.
* تؤدي پروتينات تأشير تنتمي إلى فصيلة تعرف بالرمز Wnt دورا في توجيه كثرة من هذه الخطوات. وكذلك يكتشف الباحثون جزيئات تنظيمية إضافية.
* كثيرا ما ينشأ الصلع عن تقلص الجريبات واضطراب وظائفها، وليس عن موتها. والعقاقير التي تنابل الپروتينات Wnt أو غيرها من الپروتينات التنظيمية، قد تحمي، يوما ما، الجريبات المهددة بالاضطراب، وتحث ما هو منكمش منها على العودة ثانية إلى الإنتاج السوي للشعر.
* إن معرفة آليات ضبط إنتاج الشعر قد تقود أيضا إلى طرائق جديدة للتخلص من الشعر غير المرغوب فيه.
|
وكما هي الحال في أثناء تنامي الجريب في الجنين،
تصدر عن الحُلَيْمة الأدمية إشارات في طور البناء تأمر خلايا الأُمّهة لتنقسم،
ومن ثم لتتمايز إلى خلايا شعرية. ولهذا السبب، اهتم العلماء كثيرا بالكشف عن
طبيعة الإشارات التي تصدرها الحُليمة الأدمية في خلال التنامي ومراحل الدورات.
وهم لم يحددوا بعدُ آلية التأشير هذه، بيد أن
فوكس> وزملاءها [في جامعة شيكاگو] اكتشفوا، في السنوات القليلة الفائتة، أن
إشارات الحُليمة الأدمية قد تبلِّغ تعليماتها بصورة رئيسية من خلال تفعيلها
لجزيئات إشارية أخرى، تشكل جزءا من پروتينات الفصيلة Wnt.
ولقد اتفق منذ زمن طويل على أن الپروتينات Wnt
تعمل منظمات رئيسية لسيرورات تنامٍ متنوعة في الثدييات وفي كائنات حية أخرى.
منذ ست سنوات تقريبا، عثرت <فوكس> مصادفة على
المفاتيح الأولى الدالة على أهمية الپروتينات Wnt
للشعر. ففي ذلك الوقت، ولأسباب لا تتعلق بمعالجة اضطرابات شعر الإنسان، رغبت
فوكس في تعرف جزيئات التأشير التي توجه خلايا معينة من الأمهة كي تشرع في إنتاج
كيراتينات الشعر.
كثيرا ما تستهل الخلية سلوكا معينا، كأن تصنع
پروتينا جديدا، بعد أن يترابط جزيء ما من خارج الخلية بمستقبِل يوجد على سطح
تلك الخلية، ويستثير داخلها شلالا من تآثرات جزيئية. وتؤدي هذه الشلالات
الإشارية في كثير من الأحيان إلى تفعيل جينات نوعية في النواة، تنتهي إلى إنتاج
الپروتينات التي تكوِّدها تلك الجينات. وبناء على هذه المعلومات، شرعت فوكس في
البحث عن الجزيئات التي تأمر بتحوّل خلايا الأمهة إلى خلايا شعرية، محاوِلةً
تعرف الجزيئات الموجودة في النواة والتي تجعل جينات كيراتين الشعر تعبِّر عن
نفسها.
وفي عام 1995 اكتشف فريق فوكس أن پروتينا تنظيميا،
يسمى العامل المعزِّز للخلايا اللمفية lymphocyte
enhancer factor 1 (LEF1)، أسهم في تفعيل جينات كيراتين الشعر. وكذلك
كان هذا العامل موجودا في أثناء تشكل جريب الشعرة في الجنين، حيث ظهر في
التعنقدات الأولى لخلايا الإكتودرم وفي الخلايا التي سيكون مصيرها تشكيل
الحُليمة الأدمية. ويفترض أن العامل LEF1 يصبح
مُفعَّلا نتيجة أوامر تصدر عن إشارة خارجية معينة، فيساعد على تشغيل الجينات
الضرورية لتشكيل الجريب أو لنمو الشعر. ويتفق مع هذه النتيجة أن
گروشِدْل> ومعاونيه [وكانوا حينذاك في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو]
اكتشفوا أنه بدون العامل LEF1 أخفقت الفئران في
صنع فرائها. وعندها هندس فريق فوكس فئرانا تنتج في جلدها زيادة من العامل
LEF1، أنتجت هذه الفئران من جريبات الشعر أكثر
مما تنتجه الفئران السوية.
وفي الوقت نفسه تقريبا، برهنت مجموعات بحثية أخرى
على أن العامل LEF1 لا يستطيع بحد ذاته أن يفعِّل
الجينات، بل عليه أولا أن يقترن بپروتين آخر هو الكاتينين بيتا
beta-catenin. وتتمثل الآلية الوحيدة المعروفة
لاستثارة هذا الاقتران في تفعيل الشلال (التتابع) التأشيري الذي يبدأ بترابط
جزيء من الپروتين Wnt بسطح الخلية. وفي الحالة
السوية، يساعد الكاتينين بيتا على تشكيل مَواصِل
junctions بين الخلايا المتجاورة. أما عند غياب تأشير الپروتين
Wnt، يقوم إنزيم من داخل الخلية بوسم أي جزيء لم
يُستعمل من الكاتينين بيتا بغية تخريبه. إن الپروتينات
Wnt تأمر الخلية بتكبيل ذلك الإنزيم، مبطلة فعله. وبإلغاء وظيفة هذا
الإنزيم، يصبح الكاتينين بيتا قادرا على التراكم، ومن ثم على الاقتران إما
بالپروتين LEF1 أو بپروتين آخر من ذوي قرابته.
يُروى أن يوليوس قيصر كان يمشط «خصل شعره
الضئيلة» إلى الأمام كي يغطي صلعته، كما كان ينتف الشعر الزائد من جسده يتقبَّب الجلد
(4) ويقف الشعر،
عندما تتقلص على
نحو متساوق عضلات بالغة الصغر ترتبط بجريبات الشعر
يمكن للصلع المعتاد للرجال أن يورث من أيٍّ من
الوالديْن،
ويبدو أن جينات كثيرة لها صلة بالأمر
قد يتسبب الكرب الجسدي ـ كالعدوى (الخمج)
الوخيمة أو الجراحة ـ في تساقط الشعر،
وقد يؤجَّل هذا الفقدان مدة تصل إلى ستة
أشهر يمكن أن يُسرِّع التدخين فقدان الشعر
في جراحة الشعر الاستبدالية
(5) للرجال تُنقل الجريبات من جانبي الرأس
وقفاه إلى المنطقة الصلعاء يفقد بعض النسوة شعرهن بعد الولادة،
أو بعد
الانقطاع عن استعمال حبوب ضبط النسل تنمو شعرة الحاجبين مدة شهرين
تقريبا قبل أن تسقط
وأوحت هذه النتائج، مع اكتشافات فوكس، بأن
الپروتينات Wnt وجزيئات الكاتينين بيتا التي يتم
إنقاذها، قد تكون أساسية لسيرورتي تشكيل الجريب وإنتاج الشعر، كليهما. ولقد
دعمت دراسات لاحقة أجريت على الفئران هذا الاتجاه. فمثلا، ابتكر فريق فوكس
طريقة لوسم الخلايا التي فعّلتْ جينات LEF1
الترابطية استجابة لتأشير الپروتين Wnt في الجنين
المتنامي. وتشير هذه التجارب إلى أن الپروتين Wnt
هو الإشارة الصادرة عن الميزودِرم التي تأمر الإكتودرم المتوضع فوقه ليشرع في
تشكيل زائدة appendage؛ وأنه، بالمثل، الإشارة
الصادرة عن الاكتودرم التي تُعْلِم الميزودرم المتوضع تحته ليشكل الحُليمة
الأدمية. زد على ذلك أنه في مرحلة متأخرة كثيرا من مراحلالتنامي الجنيني، وبعد
أن يتم تشكّل الجريبات ـ يبدو أن الپروتين Wnt هو
الرسالة التي توجه خلايا الأمهة فوق الحُليمة الأدمية ـ لتتمايز إلى خلايا
شعرية.
تعطي الجريبات ذات المقطع العرضي المستدير شعرا
أسيلا، في حين تُعطي الجريبات الأكثر تسطحا خصلات أشد تجعدا من الأدوية التي قد تتسبب في فقدان الشعر هناك
مميعات
الدم
(6) ومضادات الاكتئاب
(7) وحبوب ارتفاع ضغط
الدم والستيرويدات الابتنائية
(8) إن قص الشعر لا يزيد من سرعة نموه أو من زيادة
كثافته
تحتوي فروة رأس البالغ وسطيًا على مئة ألف جريب
تسبب أدوية السرطان الصلع لأنها تقتل الخلايا
التي تنقسم بسرعة،
بما في ذلك الخلايا التي تتكاثر بطريقة عابرة في أثناء إنتاج
الشعر.
ويعود الشعر أخيرا إلى النمو لأن الأدوية لا تلحق الأذى بالخلايا
الجذعية
التي تعوِّض خلايا الشعر المفقودة
الأهلاب
(9) هي الشعر الوحيد في أجسام الحيتان والفيلة وأنواع الكركدن
يمكن مط الشعرة في الماء قرابة ثلث طولها دون أن يُلحِق بها هذا المط أي أذى
بل لقد أتى دليل أكثر إثارة على الأهمية المركزية
للپروتينات Wnt عندما طور فريق فوكس فئرانا لا
تستطيع بعد الولادة تقويض الكاتينين بيتا في خلايا بشرتها، وهي سمة جعلت هذه
الخلايا تسلك وكأنها تتلقى باستمرار إشارة من الپروتين
Wnt. واكتسبت هذه القوارض عند البلوغ فراء كثَّة أكثر من المعتاد بسبب
تشكّل جريبات شعرية جديدة إضافية بين الجريبات التي نشأت في أثناء التنامي
الجنيني.
أنقذوا الشعر!
(******)
شركات الأدوية منهمكة في البحث عن «مركبات الجيل التالي المعزِّزة للشعر»(10)
قلة من الناس تتقبل تساقط الشعر برباطة جأش. وكما تقول پرايس> [مديرة مركز أبحاث الشعر في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو]: «غالبا ما يقول لي الناس إن بوسعهم التعامل مع فقدان كُلْية... ولكن ليس مع فقدان الشعر.» فكيف إذًا يمكن للعلم أن يساعدهم؟
تتمثل الأخبار البيولوجية السارة في أن جريبات الشعر لا تموت في معظم أنماط خِفّة الشعر. فمثلا، تغدو الجريبات في الأنماط الكلاسيكية لفقدان الشعر في الذكور والإناث (الحَصَص(11) الذَّكَري الوراثي androgenetic alopecia) منمنمة، ويُختصر طور نموها، فتنتج عندئذ شعرا بالغ القصر والنعومة. ويوضح مورگان> [من مركز أبحاث البيولوجيا الجلدية في جامعة هارڤارد] الأمر قائلا: «حتى الصُّلعان يملكون شعرا قليلا في قمم رؤوسهم.» وفي حالة أكثر ندرة، تعرف باسم الحصص البُقعي alopecia areata (الذي يصيب 2 في المئة من الناس)، يُنهَى طور نمو الجريب قبل أوانه بتأثير هجمة مناعية ذاتية، فيتساقط الشعر على شكل لُطَخ. وفي الحالات الشديدة يشمل هذا التساقط الجسم بكامله. ومع هذا، فإن الجريبات تستمر حية.
وتتركز المعالجة النمطية للحصص البقعي على قمع تمرد الجهاز المناعي. ولكن على معالجة النمطين الذكري والأنثوي لفقدان الشعر أن تزيد في آن واحد من حجم الجريبات الليليپوتية(12) (القزمة) ومن طول الشعر. ويُعد المينوكسيديل minoxidil (الذي طرح في الأسواق عام 1988 بالاسم التجاري روگين Rogaine)، أول عقار يحظى بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لهذا الغرض، والوحيد الذي يُجاز استعماله للجنسين معا. ومايزال العلماء غير مجمعين على الكيفية التي يُنتِج فيها المينوكسيديل (الذي يستعمل موضعيا) شعرا أغلظ وأطول: فلعله يعزز الزاد الدموي، أو يغذي الجريبات على نحو أفضل، أو ربما يغير التركيزات الخلوية من المواد التي تنظم نمو الشعر.
أما آلية تأثير العقار الثاني الذي تمت الموافقة عليه، وهو الفيناستيريد finasteride فهي أوضح من آلية تأثير العقار الأول. فهذا المركب، الذي سُوِّق بالاسم پروپيشيا propecia، خاص بفقدان الشعر في الذكور [كما يباع بصيغة عالية الجرعة بالاسم پروسكار proscar لمعالجة ضخامة الپروستاته (المُوثة)] ويؤخذ عن طريق الفم. يثبط هذا العقار في الجسم إنزيما يحيل التستوستيرون testosterone إلى هرمون يُعرف باسم داي هدروتستوستيرون dihydrotestosterone DHT ، فهو إذًا يقلل من إنتاج الهرمون DHT. ومع أن الهرمون DHT أساسي لتنامي الجنين الذكر، فقد يصبح فيما بعد مثيرا للمتاعب. فهو ينبه بعض الجريبات لتنتج شعرا غليظا وطويلا (على الخد والذقن مثلا)؛ وكذلك يحرض على خفة شعر الفروة لدى الأفراد ذوي الاستعداد، وأحيانا في مرحلة مبكرة تسبق حتى طور المراهقة. ويرتاب بعض الباحثين في أن الهرمون DHT يعطل جريبات الشعر بتأثيره في بنية تعرف بالحُليمة الأدمية، بحيث يغير من إنتاجها لمواد تؤثر في نمو الشعر.
وبينت دراسة ـ نشرت عام 1998، وتناولت 1200 رجل، تفاوتت أعمارهم ما بين 18 و 41 عاما، ويعانون فقدان شعرٍ تباينَ ما بين خفيف ومتوسط ـ أن قرابة 83 في المئة حافظوا، بعد سنتين من استعمالهم الفيناستيريد، على الشعر الذي كان موجودا على رؤوسهم. وكذلك حظي أكثر من النصف بنمو جديد متوسط الدرجة على الأقل. ولكن شاپيرو> [مدير مركز أبحاث الشعر ومعالجته التابع لجامعة بريتيش كولومبيا] يحذر قائلا: «أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نُبقي توقعات المرضى في مستو ملائم؛ بحيث يدركون أن المعالجة لن تأتي بشعر وافر. ويجب أن يكون التركيز على الوقاية (منع التساقط). ومع أن إعادة النمو تبقى أمرا محتملا، فإنه يجب عدم توكيدها، وعلى وجه التخصيص لدى الرجال الذين بلغوا مرحلة متقدمة من فقدان الشعر.»
وتنصح ساوايا> [من آراتِك ARATEC، التي أجرت تجارب سريرية لحساب شركات مختلفة] بأنه يمكن للرجال أن يتوقعوا نتائج مماثلة باستعمال المينوكسيديل بتركيز قدره 5 في المئة. وترى أن ما بين 25 و 30 في المئة من الرجال، يحظون (باستعمالهم أيا من المنتجَيْن) بإعادة نمو للشعر يتفاوت بين متوسط وكثيف. ويعزز بعض الرجال فرص نجاح المعالجة باستعمالهم المركبين: الفيناستيريد الذي يشترى بوصفة طبية، والمينوكسيديل الذي يشترى بدون وصفة. ولقد تبين أن العقارين معا يعملان، في قرد «المكاك القصير الذيل»(13) على الأقل، بفاعلية أفضل مما يعمل كل منهما على انفراد.
وينصح شاييرو وپرايس مرضاهما بأن ينتظروا قرابة عام لمعرفة ما إذا كان عقارا نمو الشعر مفيديْن بالفعل، وأن يلتزما باستعمالهما على نحو صحيح. ويُستعمل محلول المينوكسيديل على الفروة مباشرة مرتين يوميا. أما الپروپيشيا فيؤخذ حبة واحدة يوميا. وللحفاظ على النتائج يجب استعمال العقار بصورة منتظمة ودائمة. وكما يقول پرايس: «لا شيء يعيد كثافة الشعر. ولكن هل ينجح هذان العقاران؟ أجل، إنهما فعلا ينجحان.»
لقد وافقت الإدارة الأمريكية FDA، فيما يتعلق بفقدان الشعر لدى الإناث، على استعمال المينوكسيديل بنسبة 2 في المئة فقط. وتحافظ 60 في المئة من النساء على شعرهن مع شيء من إعادة النمو نتيجة هذا الاستعمال. وكذلك فإن من لديهن البلية المعاكسة، أي: نمو شعر على الوجه غير مرغوب فيه، فإن الإدارة FDA صادقت على عقار لهن أيضا: إنه كريم (قشدة) الإفلورنيتين eflornithine الموضعي، الذي يسوق بالاسم ڤانيكا vaniqa. ويثبط هذا العقار الإنزيم الضروري لتكاثر الخلايا، وهذا يعيق نمو الشعر. ولكن الخبراء يحذرون المرضى من جديد كي يحدوا من سقف توقعاتهم. ويحظى قرابة 58 في المئة من النساء بتحسن طفيف، أو أفضل من ذلك بقليل، عادة في إثر انقضاء شهرين تقريبا على بدء العلاج. إن هذا المستحضر يبطئ نمو الشعر، ولكنه لا يوقفه كليا. لذا، فإن اللواتي يخضعن للعلاج يتابعن نتف الشعر أو إزالته بطرائق أخرى.
نظرة إلى المستقبل(*******)
تحتفظ الشركات بمعظم أبحاثها سرية حتى تصل الأدوية المرشحة إلى مرحلة التجريب السريري. ومع هذا، فيحتمل أن يعمل الجيل التالي من معالجات فقدان الشعر وفقا لمبادئ مألوفة. فلقد طورت بضع شركات جزيئات تثبط الإنزيم نفسه الذي يثبطه الفيناستيريد. فمثلا، أجرت الشركة هوكست AG بعض الدراسات المختبرية على عقار قد يُستعمل على الفروة ليحول دون ترابط الهرمون DHT بخلايا الجريب. وكذلك لدى الشركة بريستول ـ مايرزسكويب عقار في مرحلة الدراسات السريرية الأولى، ويعتقد أنه يماثل في فعله المينوكسيديل.
«إنه الزمن الأمثل لدراسة بيولوجية الشعر.
إننا سنشهد اختراقات كثيرة»
، من جوڤينير بيوساينسز
ولعل المركب الأعظم رجاء بين ما تُجرى عليه التجارب السريرية البشرية هو الديوتاستيريد dutasteride من الشركة گلاكسو سميث-كلاين. وكما هي الحال في الفيناستيريد، يثبط الديوتاستيريد الإنزيمَ الذي ينتج الهرمون DHT، ولكنه يوقف فعل صورتين من الإنزيم لا صورة واحدة. وكما تقول ساوايا، فإن النتائج الأولية تشير إلى أن الديوتاستيريد أبلغ تأثيرا من الفيناستيريد في زيادته لعدد الشعر، حتى عندما يستعمل بجرع خفيضة.
وتقول ساوايا: «إننا لا نملك بعد منتجا «عجائبيا» بالنسبة لأكثر من 50 في المئة من المرضى. ولكنني أجزم بأن الديوتاستيريد سيكون ذلك المركب العجائبي إذا ما واصلت الشركة أبحاثها عليه.» فإنه ليس من المؤكد ما إذا كانت الشركة ستسعى إلى الحصول على موافقة الإدارة FDA على استعمال الديوتاستيريد مضادا لفقدان الشعر، ومتى سيتم ذلك. وإجراءات الحصول على الموافقة تستغرق، كما هو معلوم، وقتا طويلا؛ إضافة إلى كلفتها الباهظة. وقد تفضل الشركة گلاكسو سميث-كلاين أن تتابع أولا تحرياتها على المركب عقارا للپروستاتا، كما حدث في حالة الفيناستيريد.
ويستقي العلماء باستمرار مصادر المعرفة بحثا عن أدوية جديدة. ففي أوائل عام 2001 اكتشف دتمار> [زميل مورگان في هارڤارد] أن استعمال كميات وافرة من عامل للنمو يزيد المدد الدموي، يجعل نمو الشعر في الفئران أكثر سرعة وأشد كثافة. ويقول مورگان: إن البحث الآن يتركز على جزيئات صغيرة تحاكي عامل النمو هذا، أو عن جزيئات تعمل على تفعيله. ولكن أدوية من هذا القبيل، أو تلك التي ستتآثر مع جزيئات تنظم تنظيما مباشرا نمو الشعر ـ كالپروتينات Wnt والكاتينين بيتا ـ ماتزال بعيدة المنال. وهنالك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث قبل أن تغدو منابلة الأهداف الصحيحة ممكنة، وبعيدا عن المجازفة بالتعرض لعواقب كالسرطان.
إن الفهم العميق لبيولوجيا الشعر قد يتيح يوما ما للأطباء أن يبدلوا جينة معيبة في جريبات الشعر بوساطة المعالجة الجينية، أو أن ينمّوا الشعر في أطباق پتري لاستعمالها في الجراحة التطعيمية(14). ويقول ستن > [الرئيس العلمي لجوڤينير بيوساينسز، وهي شركة انشقت حديثا عن جونسون وجونسون لتركز بصورة رئيسية على أبحاث الشعر] متفكرا: «إن تعقيد المعضلة يماثل فهم كيفية تَشكّل أحد الأطراف في الجنين. إنه مطلب طموح؛ إننا نكتشف الكثير، ونكتشف هذا الكثير بسرعة كبيرة. إنه الزمن الأمثل لدراسة بيولوجّيِة الشعر. إننا سنشهد اختراقات كثيرة.»
المؤلفة Mia Schmiedeskamp
كاتبة علمية مقرها في سياتل. |
ومما لاريب فيه، إن إنتاج جريبات جديدة يعد أمرا
مثيرا، بيد أن كشفين آخرين ممَّا تمخضت عنه الدراسات التي أُجريت أيضا على
الفأر قد يدفعان الصُّلعان ليتفكروا مرتين قبل أن يلتمسوا من فوكس قوارير من
الپروتين Wnt ليصبّوا محتوياتها على رؤوسهم. فمع
تقدم هذه الفئران الكثة الفراء في العمر أُصيبت بأورام حميدة، تشبه أورام فروة
الإنسان المعروفة باسم أورام أمهة الشعر pilomatricoma.
ولقد برهن مختبر فوكس فيما بعد على أن هذه الأورام تنشأ في الإنسان عندما تحدث
طفرة في جينة الكاتينين بيتا تحول دون تحلل الپروتين. وكذلك تبين أن الپروتينات
Wnt وزيادة الكاتينين بيتا متورطان في تشكيل
سرطانات القولون والكبد والثدي والمسلك التوالدي
reproductive tract.
أما بالنسبة إلى فوكس، فمجمل هذه النتائج، بما في
ذلك الأورام الفأرية المؤسفة، يوفر معلومات مفيدة للعلماء المهتمين بمعالجة
اضطرابات الشعر. فهي تنبئهم بأن الپروتينات Wnt
تُعد منظمات رئيسية لتنامي الجريب ولدوراته. ولكن مجرد إعطاء هذه الپروتينات
للمرضى لاستعمالها خارجيا بصورة مستمرة لن يجدي نفعا كعلاج للبشر، بسبب مخاطر
تكون الورم. وترى فوكس أن الحيلة الصائبة في علاج أمراض الشعر قد تتمثل في
إعطاء الپروتينات Wnt بأسلوب يحاكي على نحو أفضل
ما يحدث في الطبيعة، أو بمنابلة الخطوات الأخرى للشلال الإشاري الذي تستهله
الپروتينات Wnt.
ولتحقيق هذا الهدف، يحتاج العلماء إلى معلومات
إضافية عن المسار الإشاري للپروتينات Wnt، وعن
عوامل أخرى توجد فيالجلد وتؤثر فيه. فأي الپروتينات Wnt
وأيٌّ من مستقبلاتها الكثيرة هي التي تؤثر في الخطوات المختلفة لدورة الشعر
ولتنامي الجريب؟ وما الجزيئات التي تضبط إنتاجها؟ وكذلك أي الجزيئات الموجودة
في الخلايا التي تستهدفها الپروتينات Wnt، هي
التي تحدد كيف تستجيب هذه الخلايا لفعل هذه الپروتينات، كأن تصبح، مثلا، خلايا
شعرية أو أجزاء أخرى من الجريب؟
ومما لا ريب فيه، إن تحري السبل الإشارية التي
تتآثر مع سبيل الپروتين Wnt سيقدم بعض المفاتيح
الدالة على الأجوبة عن هذه الأسئلة. والعلماء الذين يدرسون نُسُجا وكائنات حية
مختلفة تعرفوا طائفة من الپروتينات تنضوي تحت هذه المسارات، نذكر منها قصرا
وليس حصرا: الپروتين القنفذي الصوتي sonic hedgehog
وعامل النمو الاستحالي بيتا transforming growth
factor-beta والپروتين المشكل للعظم bone
morphogenic protein.
قد يكون الپروتين القنفذي الصوتي حاسما فيما يتعلق
بنمو الشعر. فكما هي الحال في الپروتينات Wnt،
فإنه ينقل إشارة من خلية إلى أخرى، وكذلك يُعرف عنه إسهامه في أساسيات التنامي
الجنيني السوي. وعلاوة على ذلك، إن مسارات تأشير الپروتين القنفذي الصوتي
والپروتين Wnt غالبا ما تتآثر فيما بينها. ويكتشف
الباحثون أنه على الرغم من أن الپروتين القنفذي الصوتي غير ضروري لتشكيل جرثومة
الشعر، فهو أساسي لتحول الجرثومة بعد ذلك إلى جريب تام التكون. وفي عام 2000
بيَّن [من كلية طب وايل بجامعة
كورنيل] أنه عندما تحرَّض الجريبات الشعرية في الفئران البالغة لتصنع الپروتين
في المرحلة الانتهائية الهجوعية، يتحول الجريب قبل الأوان إلى الطور المنتج
للشعر، والمسمى طور البناء. لذا فإن بوسع الپروتين القنفذي الصوتي أن ينبه
الجريبات الهاجعة لتشرع في إنتاج الشعر.
فقدان الشعر وأمراض القلب(********)
قد تعني الصلعة اللامعة استعدادا عاليا للهجمات القلبية(15)
بينت دراسات كثيرة أجريت في السنوات العشر الفائتة، أن الصلعة اللامعة أكثر من مجرد سمة مثيرة للإحراج: فقد تكون تحذيرا مرئيا لمخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب. ففي عام 2001 أكدت أوسع دراسة أجريت حتى الآن هذه الفكرة.
ولقد قادت مشروع هذه الدراسة ذات الأمد الطويل، والتي عُرفت بدراسة صحة الأطباء، الباحثة [من مستشفى بريگام للنساء التابع لكلية طب هارڤارد] وقد فُحصت احتمالات تعرّض المشاركين به (البالغ عددهم 22000 طبيب) للإصابة بأمراض القلب. وبعد إمضاء هؤلاء الأطباء أحد عشر عاما في المشروع، وبلغوا أعمارا تتراوح ما بين 51 و 95، تعرّف كل واحد منهم النمطَ الأقرب إلى شعر رأسه عندما كان في سن الخامسة والأربعين من تفحُّص خمس صور عرضت على كل منهم. إن معظم الرجال الذين يصبحون صلعانا، يفقدون شعرهم وفقا لتسلسل معياري، ولكن بسرعات مختلفة. فخط الشعر يتراجع أولا قرب الصُّدغين. ثم يأخذ الشعر بالتساقط في تاج crown (قمة vertex) الرأس. ثم يرتفع خط الشعر بعد ذلك أكثر فأكثر، وتنمو البقعة الصلعاء في التاج حتى تتلاقى المنطقتان.
ولقد أقامت مانسون وزملاؤها ترابطا بين أنماط الشعر والمشكلات القلبية التي نشأت لدى 19112 مشاركا، لم يَشْكُ أي منهم عند بدء مشروع صحة الأطباء من أي مشكلات قلبية وعائية. ولم يتم تقييم الأطباء الذين قضوا نحبهم في خلال مدة الأحد عشر عاما، لذا لم يكن بالإمكان تحديد أهمية العلاقة بين الصلع والهجمات القلبية المميتة. ولكن الباحثين تفحصوا العلاقة بين فقدان الشعر والحوادث الإكليلية (التاجية) coronary events؛ أي الهجمات القلبية غير المميتة والذبحة angina والمعالجة من أمراض القلب (بالمجازة bypass أو رأب الوعاء angioplasty).
ولدى استبعاد التأثيرات المربكة الممكنة، بينت النتائج أنه بغض النظر عن العمر كان الرجال الذين لديهم صلع جبهي فقط أكثر عرضة (9 في المئة) للإصابة بمشكلات قلبية من الرجال الذين احتفظوا بكامل شعرهم. أما فيما يتعلق بمن لديهم خفة في شعر تاج الرأس، فإن نسبة التعرض للإصابة بأمراض قلبية كانت أعلى (23 في المئة). أما من لديهم صلع في القمة متوسط الدرجة أو شديدها، فقد كانت نسبة التعرض لديهم أعلى (30 في المئة).
وكانت الحالات الأكثر سوءا لدى رجال الصَلع الشديد الذين لديهم مستويات عالية من الكولستيرول وارتفاع في ضغط الدم. فالرجال الصلع ذوو المستويات العالية من الكولستيرول كانوا عرضة للإصابات القلبية ثلاث مرات أكثر من الرجال الذين لديهم تراكيز عالية من الكولستيرول ولكنهم لم يصابوا بالصلع. أما الصلعان الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم، فقد واجهوا مخاطرة التعرض لها ضعفيْ مخاطرة أقرانهم موفوري الشعر، تقريبا.
وليس بوسع الباحثين إلا أن يخمنوا لماذا يكون الصلعان أكثر استعدادا للإصابة بأمراض القلب. فقد يتعلق الأمر بعيب وراثي أو بمستويات عالية من الهرمونات الذكرية (الأندروجينات)، أو أن تزايد التحسس لهذه الهرمونات يشكل القاسم المشترك. وترى مانسون أن الأندروجينات تؤدي دورا في نمط صلع الرجال، ويبدو أنها تسهم في حدوث التصلب الشراييني (العصيدي) atherosclerosis وزيادة في تجلط الدم، وكلاهما يعزز حدوث أمراض القلب.
ومن الواضح أن الصلع لا يسبب هجمة قلبية، ولكنه قد يفيد في تذكيرنا يوميا بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية. وينبغي أن تكون العظة قد غدت مألوفة الآن: تَجنَّبْ التدخين، قُمْ بتمارين رياضية منتظمة، اتّبِع نظاما صحيحا للتغذية، حافظ على مستوييْ ضغط الدم والكولستيرول ضمن القيم السوية.
ولكن هل تحول الأدوية التي تمنع تساقط الشعر دون الإصابة بأمراض القلب؟ لقد تلقت مانسون سيلاً من البريد الإلكتروني طُرح فيه السؤال نفسه. وكانت مانسون تجيب باستمرار: يؤسفني أن أقول بأنه لا يتوفر دليل على ذلك.
مخطط التصنيف المعياري لتقدم نمط صلع الذكور، وهو سلم نورود-هاملتون الذي يشتمل على الرؤوس المرسومة في هذا الشكل. ويرتفع خط الشعر في طراز أقل نمطية (غير مبين هنا) ارتفاعا تدريجيا باتجاه قفا الرأس (القذال)، ولكن لا تتشكل أبدا بقع صلعاء منفصلة. ودراسة الاضطرابات القلبية المذكورة أعلاه قادت إلى صيغة مبسطة لهذا السلم. | |
ومع أن فكرة المعالجة بالپروتين القنفذي الصوتي قد
تبدو طريقة جذابة لتحريض نمو الشعر، فالإفراط في تأشير هذا الجزيء يؤدي إلى
إصابة الإنسان بسرطان الخلايا القاعدية الجلدية. وبُغية تطوير معالجات يستعمل
فيها الپروتين القنفذي
الصوتي ـ أو الپروتينات Wnt
أو غيرها من الپروتينات ذات القدرة على تحريض انقسام الخلايا ـ ينبغي على صانعي
الأدوية أن يتأكدوا، بادئ ذي بدء، من ضبط هذه الجزيئات والتحكم فيها بصورة
مناسبة.
يكشف الشعر عن المنبهات الميكانيكية، ويقوم
بتوصيل المعلومات إلى الجهاز العصبي
تنمو شعرة الحاجب مدة شهرين تقريبا قبل أن
تسقط
إن الوضع المستمر لعصابة على الرأس على نحو
محكم، أو تضفير الشعر، أو عقصه على شكل
كعكة،
قد يتسبب في حدوث صلع بقعي
ويصادف الباحثون صعوبة في فصل تأثيرات كل من
الپروتينات المُشكِّلة للعظم والأشكال المختلفة لعامل النمو الاستحالي بيتا في
تأشيرات الپروتينات Wnt. ولكن بعض الباحثين يرى
أنه لو تم التغلب على هذه الصعوبة، فإن هذه الپروتينات قد تثبت فعاليتها في
إيقاف نمو الشعر أو تحريضه.
المعالجة التزيينية(*********)
من الواضح أن تعرُّف هذا العدد الكبير من الجزيئات
التي تُنسِّق تنامي جريب الشعر ودوراته هو عمل بالغ الصعوبة. ومع هذا، فإن
التقدم التقاني السريع يبعث الأمل في أن الباحثين سيتمكنون قريبا من تعيين جميع
الجينات التي تفعَّل في جماعات نقية تماما من خلايا المراحل المختلفة لتنامي
الجريب ودوراته. وعندما تغدو هذه المعلومات متاحة، سيصبح بوسع الباحثين تقييم
الكيفية التي تتغير فيها هذه الطرز المعقدة للفاعليات الجينية لدى المصابين
باضطرابات الشعر. وعلى هذا التقدم التقاني أن يمكِّن بيولوجيي الجلد أيضا من
إماطة اللثام عن پروتينات جديدة مهمة لإنتاج الشعر، إضافة إلى تحديد الإسهام
النوعي لكل منها في الاضطرابات المختلفة.
ومع تعمق الباحثين في معرفتهم للتآثرات الجزيئية
التي تضبط نمو الشعر، سوف يمكنهم الشروع في إجراء اختبارات على الحيوانات
لمركبات قد تصحح المسارات التنظيمية المعيبة وتعيد الحياة إلى الجريبات
الهاجعة. فإذا ما حالف النجاح هذه الاختبارات، يمكن اغتراس جلد فروة الإنسان في
فئران غير قادرة على رفض هذه الطعوم، لتحديد ما إذا كانت جريبات الإنسان والفأر
على السواء تستجيب لهذه العوامل استجابة تسمح بمقارنة بعضها ببعض. وإذا ما كانت
هذه النتائج مشجعة، فقد يحاول الباحثون الشروع في تجارب على الإنسان لاختبار
الأدوية المرشحة الأكثر واعدية.
ليس بوسع أحد أن يتنبأ متى سيكون باستطاعة أطباء
الجلد وشركات تصنيع الأدوية أن يضعوا قيد التطبيق معالجات تقوم على الاكتشافات
المنبثقة عن البحوث الأساسية التي تتناول تنامي الجريب ودوراته. ولكن هذه
البحوث تتقدم بخُطى سريعة لافتة للنظر. وتتنبأ فوكس بأنه إذا ما استمر التقدم
بهذه الوتيرة، فقد تتوافر خلال السنوات الخمس القادمة معظم المعلومات الضرورية
لفهم العمليات المعقدة التي تضبط تكوّن الشعر.