مصر: ديمقراطية ام اصولية؟
صحف عبرية
2011-02-13
قليل منا يشعرون بعطف ما على الرئيس حسني مبارك. في
الحالة غير المعقولة، ستنشأ بعد اعتزاله السلطة في مصر حكومة ديمقراطية
علمانية ومتنورة. سيكون هذا الشيء انجازا مباركا من جهتنا. لكن الديمقراطية
الليبرالية ليست متعلقة بوجود انتخابات فقط.
في مجتمعات بدائية قد تفضي
ارادة الأكثرية خاصة الى أنواع القسوة ونفي حقوق الانسان. وقد تفضي
الأكثرية الى امور اسوأ مما كان في النظام الديكتاتوري الذي ساد قبل ذلك.
تدل
استطلاعات الرأي العام المتعلقة بمواقف المصريين على مواقف تثير
القشعريرة. فـ 80 في المائة يؤيدون رجم الزُناة، والحكم بالموت على الكُفار
وقطع أيدي السارقين. والى ذلك تمتدح أقلية غير قليلة القاعدة، وكثيرون على
ثقة حتى الآن بأن العملية في برجي التوائم كانت مؤامرة مشتركة بين وكالة
المخابرات المركزية الامريكية والصهاينة. ويُعبر 95 في المائة عن عداء شديد
لليهود. وعلى ذلك يصعب أن نفهم كيف ساعد ليبراليون متنورون على إبعاد
الرئيس مبارك، وهذه خطوة قد تفضي الى تولي سلطة يسيطر عليها أصوليون
اسلاميون يلتزمون قوانين الشريعة.
لا ينبغي أن نُقلل من شدة الأخطار
التي تجابهنا وتجابه العالم اذا أصبح 'الاخوان المسلمون' قوة عظيمة التأثير
في النظام المصري الجديد حتى لو عملوا تحت غطاء ساسة ذوي وجهين كمحمد
البرادعي أو عمرو موسى. كلاهما موالٍ لايران. إن سني السلام البارد
الثلاثين لنا مع مصر ستُقطع على نحو مفاجئ، وقد نضطر الى مواجهة جيش عظيم
ذي قوة عنيفة يتمتع بالسخاء الامريكي الذي يشتمل على أحدث المعدات العسكرية
ايضا.
علاوة على ذلك فان الدول المسلمة المعتدلة التي ستظل موالية
للغرب، ستخضع للضغط لتتوحد تحت الأصولية الاسلامية. وسيتوحد أهل السنة
والشيعة ايضا تحت الكراهية المشتركة لاسرائيل والغرب. وستكون التأثيرات
الاقتصادية والسياسية والعسكرية عظيمة.
الرئيس اوباما مسؤول مسؤولية
كبيرة عن هذا الوضع. ففي خطابه في القاهرة في 2009 استعمل المهادنة مع
المتطرفين الاسلاميين، بل دعا اعضاء في حركة الاخوان المسلمين الى الاستماع
الى خطابه. ومع نشوب الاضطرابات أضر بالثقة بامريكا في المنطقة بأن خان
حليفه المسلم الرئيس مبارك، وأذله عندما كان هذا الأخير يحتاج الى مساعدته.
بل عبّر متحدثو الادارة عن تأييد مشاركة الاخوان المسلمين في الحكومة
الديمقراطية الجديدة التي ستنشأ.
إن رئيس الولايات المتحدة نقل في
الحقيقة رسالة واضحة الى الزعماء الموالين للغرب المعتدلين المتنورين تقول:
'لا تتكلوا علي عندما تتعقد الامور'. إن التعوج الذي قام به في الاسبوع
الاخير، مع تأييده بقاء مبارك المؤقت، قد زاد في هذا الشعور فقط، وحقيقة أن
خضع مبارك في نهاية الامر واستقال ستكون علامة سوء على الامور الآتية لدى
سائر الزعماء المعتدلين.
يجب علينا في حين ما نزال نأمل أن يمنع الجيش
الذي يحكم الآن، السيطرة الاسلامية الأصولية أن نُعد أنفسنا لأسوأ سيناريو
وهو ان تصبح مصر دولة اسلامية أصولية تنضم الى ايران ولبنان وتركيا وربما
الى الاردن ايضا. والدرس الصعب بالنسبة الينا هو انه يجب علينا ألا نتكل
إلا على انفسنا، وأن نكون أقوياء وموحدين وألا نتكل أبدا اتكالا مطلقا على
الولايات المتحدة لأوباما.
اسرائيل اليوم 13/2/2011