** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 تونس والثورة الجديدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وصال
مرحبا بك
مرحبا بك
وصال


عدد الرسائل : 162

تاريخ التسجيل : 13/09/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

تونس والثورة الجديدة Empty
18012011
مُساهمةتونس والثورة الجديدة

[b]
برهنت ثورة الشباب التونسي بجدارة عن مرحلة جديدة من التاريخ، من التنظيم
الرائع الذي يستند إلى الرغبة وإلى الإرادة في التغيير وبالأشكال المتاحة،
ثورة عبرت عن شرخ هائل بين جدلية السياسي والحزبي، ولا أقول السياسي،
أطاحت هذه الثورة، ليس فقط ببن علي، بل هي أطاحت أيضا برموز القيادات
الحزبية المعارضة، تجاوزتها بعشرات السنين، ثورة بدون زعيم سياسي واحد
ووحيد كما العادة في جميع الثورات، ثورة بدون زعامة سياسية لهذا التيار أو
ذاك، وثورة أيضا أسقطت الشرعية لأحزاب كانت تعيش خارج التاريخ.. وجاءت
الآن تساوم من موقع الفراغ حول حكومة وحدة وطنية. لو كان لهذه القوى
السياسية قليل من الجرأة وأرادت أن ترد لنفسها شيئا من المصداقية لأعلنت
جميعا عن إسقاطها وحلها لتتشكل من جديد وفق ثقافة الثورة الجديدة. هذه
الثورة التي لم يبحث فيها الشباب التونسي لا عن دبابة أمريكية أو فرنسية
(أمهات الديموقراطية الحيضية) ولا عن تمويل فاق المليارات من الدولارات
ولا هي احتاجت إلى أنهار من دم الشهداء: إنها ببساطة ثورة صامتة سماها
الشباب بثورة الياسمين. ثورة وفية لروح الشاعر أبو القاسم الشابي،
رومانسية كشعره، ثورة بثقافة لا يفهمها لا بن علي ولا أزلامه ولا هي
فهمتها الأحزاب التعجيزية التي صنعت من بن علي ديكتاتورا فوق العادة فيما
هو كان أجبن من العصافير، هرب في هزيع الليل وقبل شروطا مذلة من نظام سلة
المهملات بالسعودية، ثورة اعتمدت في صناعتها على المتاح، على النيت
والهاتف النقال، ثورة بالإلكترون، لا مناشير ولا موزعون يعتقلون عند
الخطوات الأولى ولا مطابع سرية ولا استعانة بالآخر، ثورة أخرصت الآخر ،
الولايات المتحدة طيلة 23 يوم أو اكثر لم تعلق على الأمر، فرنسا تلعثمت في
أكثر من مناسبة، وخرج ساركوزي أخيرا عن صمته ليعلن غباؤه السياسي: ندعو
إلى انتخابات نزيهة في تونس. وماذا بعد؟؟ لنرنم تلك الشعارات البليدة
البالية في فرنسا الديموقراطية، انتخابات لأحزاب تتجمل بمساحيق البغاء
لترضي كيانها الرأسمالي. هذه هي نزاهة ساركوزي التي يدعوا إليها
الثورة
لم تنتهي بعد، والدليل على هذا تلك المسرحية الكاريكاتورية لأزلام مازالت
تفترس أشلاء عباءة بن علي،الغباء التقليدي لقوى الهيمنة، التشبث بالدستور
وبالشرعية القانونية، لم تهضم بعد هذه القوى أنها ثورة وليست انتفاضة،
مازالت تعاند فيما هي تحتضر تمسكا بدستور على مقاس الديكتاتور. وصحيح جدا
أن الكعكة الآن هاهي قد انجزت، لكن من سيلقفها يا ترى؟ من سيجهز عليها؟
هذا هو السؤال المرحلي فالثورة مازالت في بداياتها الأولى، وهي أعطت
الدليل لمن يحتاجه أن المشكلة ليست في الجماهير الشعبية، بل هي البديل
السياسي، هاهي بالفعل كمونة باريس قد أعاد التاريخ انتاجها وفق شروط
موضوعية جديدة، لكن المشكلة هي كيف سيستثمرها الشعب التونسي؟؟ من من أحزاب
المعارضة مثلا كان ينتظرها؟ ومن هي بردائها الرث المثقب يستطيع أن يستوعب
مرحلتها؟؟
كم هو سهل تصور كل السيناريوهات، وهي جاهزة على مقاس الحكومة
الفرنسية: انتخابات نزيهة وينتهي الأمر، أو هي على مقاس الأحزاب التونسية:
حكومة وحدة وطنية، لكن بأي شكل هذه الحكومة الوحدوية؟ أطرح السؤال من
منطلق أنه حين يتجاوز الشعب كل الأحزاب ويقود معركة بدون تأطير سياسي
معين، وبشكل رائع أظهر تماسكا قويا لا نظير له، فعن أي وحدة وطنية يتكلمون؟
إنه
شعار ملغوم بامتياز؟ هل نفهم من هذا حكومة وحدة حزبية؟ رائحة مزكمة من تلك
الروائح التي دأب عليها النظام العربي القائم، شعار الثقافة السائدة
البورجوازية، توجسات مراهقة، وحدة وطنية، إجماع آخر، هي مفاهيم
البورجوازية البغيضة التي تريد أن تحتوي الصراع الطبقي، ولن ننتظر من
الثورة حتى الآن أكثر مما أنجزته، لكنها ستبقى ثورة في بداية الطريق في
انتظار أن تتبلور شروطها السياسية وتفرضها على الأمر الواقع، ثورة أزاحت
عنها ثقل الديكتاتورية، لكن بقيت الجماهير خارج اللعبة السياسية وستنتظر
مرحلة لترى ما ستفرزه النخب السياسية التي هي من الآن تستعد للدخول في
المساومة السياسية، وسنرى بأي وجه هي ستدخل هذه اللعبة، سنرى هل ستعي
وتستوعب جيدا أنها كانت تسبح خارج نبض هموم الجماهير التونسية وهو شرط
الوحدة الحقيقية، فالذي يفتقد هذه الوحدة هم الأحزاب السياسية في مصالحتها
لجماهيرها وأتكلم هنا عن الأحزاب اليسارية، سنرى إلى أي حد ستستجيب
للمرحلة التونسية القادمة بثورة ذاتية، بتغيير طرق تأطيرها، بإحياء
الديموقراطية الشعبية في أجهزتها، بتجديد هياكلها المرتشية وفق ثورة
متجددة تستوعب دينامية الشعب باحترام الرأي والرأي الآخر بين مناضليها،
وليس بتكريس وصاياها اللقمانية الميتة، في ارتباطها بهموم الجماهير، في
الإستفاذة من التقنية المتاحة نفسها التي كانت أساس هذه الثورة. فإشعال
الشاب المعزوزي النار في جسده وبالطريقة التراجيدية تلك التي بها فجرها،
كان يستند في حقيقته الأمر إلى وعيه بانحطاط المجتمع السياسي وعجز حركة
المجتمع المدني من أن تبلور فعلا حقيقيا نحو التغيير، إنه يأس من حركية
هذا المجتمع النائم المقيد لجموح الجماهير، المقيد بمؤسساته الخرافية،إنه
اليأس من بيانات التنديد الفارغة، والحاجة إلى فعل ما، إنه تعبير إدانة من
طرف الشاب للواقع المكرس، إدانة الصمت الغريب لهذه المؤسسات الغريبة التي
تنتظر نبيا جديدا، ثم إن استجابة الجماهير التونسية كانت أقوى من المنتظر
وكرست بحركيتها حجم الإدانة، خرجت لتسقط الحيف، وتعلن أن مؤسساتنا المدنية
والسياسية هي بالفعل ميتة، وهذا هو الدرس المستفاذ.
يخطيء من يعتبر فقط
أن إقدام الشاب على تلك العملية هي نقطة أفاضت فنجان، فإن كانت عمليا كذلك
فهي من جهة اخرى عبرت عن تضحية الجماهير بتلبية نداء الشاب، عبرت عن
التضامن المطلق مع الشاب، كما فهمت جيدا رسالته ولم تكتفي بالإدانة، بل
لجأت وانتظمت عمليا بشكل ملحمي فاق كل التصورات، لجأت لإسقاط الحيف دون أن
تنتظر مشيخة إمارة أو فتوى حزبية مهما كانت، فتلك الهياكل تجووزت، وأشكال
الدعم الغربية تجووزت، الزوايا السياسية والدينية تجوزت، والكلمة الآن
ودائما كانت، هي للجماهير، هذه الجماهير التي لم تعطي فرصة لتأويل حدثهم
العظيم، لم تعطي فرصة لتدخل أحد، فهي ليست إسلامية ولا هي تبشير غربي
رأسمالي ولا هي شيئا آخر، لكنها بالفعل هي شيء آخر غير هذه الأشكال كلها:
هي ثورة ياسمين كما أطلق عليها من طرف صانعيها.
ثورة هي البداية وما
سيأتي أعظم، لأنها ببساطة ثورة بنيوية معقدة بتعقد ميكانيزماتها، لكنها هي
ثورة في خطوتها الأولى نحو كينونتها، بلسم إدانة لكل القوى المتآمرة ودعوة
تأمل في آليات التفعيل الجديدة، ثورة ميزتها العصرية أنها سريعة صرعة
العصر وكاسحة كالهشيم ولا تترك هامشا من التصرف للعدو، بل تربك حساباته،
ولنا في تونس العبرة، لقد تنبه بن علي إلى خطورة الثورة الإلكترونية، تنبه
إلى النيت وإلى الهواتف النقالة، وحاول أن يستدرك الأمر، استبدل وزير
الداخلية بخبير في علم الإتصال وهذا بالضبط ما لم تتناوله التقارير، فالكل
تكلم عن نزاهة الرجل العلمية، وعن نزاهته في الأوساط الجامعية، لكن لم
يتكلم أحد عن كونه خبير اتصالات، وهذي هي الدلالة الحقيقية لتغيير وزير
بآخرم مختلف عن الأول في التكوين، أي أن الخطورة هذه المرة ليست في عد
الأنفس بل في جمركة الأمواج الخفية، جمركة الريح والهواء والأشعة التي
تنتقل بدون ضوابط. جمركة الإنترنيت بتعبير آخر. هذه التقنية التي تجاوزت
إعلام الفضائيات، هذه هي إحدى سيمات الثورة بالإلكترونيات التي لم يعيها
اليسار عندنا بعد. وقياداته المحنطة تخشاها قبل أن تخشاها الأنظمة، وهذا
أيضا مايدفعنا إلى القول بأن الوعي السياسي الآن يستند إلى ضوابط أخرى غير
تلك التقليدية، يستند إلى الشباب المتمرس بهذه التقنية، وليس إلى وعاظ
الرجعية اليسارية ويستعمل آليات لا تعطي فرصة للقوى المهيمنة كي تستعيد
اتزانها. هذه هي الثورة الجديدة التي تستند إلى الفعل والتواصل الجماهيري
الحقيقي، الإعلام الحقيقي الذي يهز كل قلع الرجعية، الثورة التي تستند إلى
قوى المجتمع الحقيقية، إلى ممارسات عملية وليس إلى خطابات رنانة، لقد وللى
زمن الخطابة، وأصبح محله زمن القول والإنخراط في الفعل وتونس هي البداية
وطريق الثورة الكونية آت لاريب فيه.
فتحية إجلال وتقدير لمبدعي ثورة الياسمين..
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تونس والثورة الجديدة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تونس والثورة الجديدة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: