الحل العسكري فقط يضمن عدم انزلاق الشرق الأوسط
زهير أندراوس:
2010-12-07
الناصرة ـ 'القدس العربي' قال البروفسور إفراييم عنباري، أستاذ الدراسات السياسية في جامعة بار ايلان ومدير مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية في تل أبيب إنّ وجود إيران نووية يهدد الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط ، و له آثار بعيدة المدى للشؤون العالمية، وفي دراسة جديدة نشرها على الموقع الالكتروني للمعهد أضاف انّ الموقع الجغرافي لإيران يضعها في موقف للسيطرة على القطاع الطاقة الاستراتيجي وإنشاء تحالف مناهض للغرب بين الدول المنتجة للنفط مثل فنزويلا وروسيا، كما زعم أنّ طهران تسعى لإنشاء ممر الراديكالية الشيعية عبر العراق وسورية ولبنان، وربما نقل قنابل نووية إلى الجماعات الإرهابية، مثل حزب الله وحماس، على حد قوله. ووفق أقواله فإنه في هذه المرحلة المتأخرة، العمل العسكري يمكنه فقط وقف سباق التسلح النووي لإيران ومنع عواقبه وخيمة على الشرق الأوسط برمته.
وقال أيضا: استمرت إيران في تحدي النداءات الصادرة عن المجتمع الدولي لتجميد برنامجها النووي، واستمرت في إستراتيجيتها (نقاش وبناء) من أجل كسب الوقت لاستكمال ترسانتها النووية، وسيكون من المرجح أن تكون قادرة على التغلب على المشاكل الأخيرة في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وتابع: لسوء الحظ، فإنّ العقوبات الاقتصادية غير مجدية عموما. العمل العسكري فقط بإمكانه وقف سباق التسلح النووي الإيراني، والتقاعس عن العمل يشكل خطرا، والطموحات النووية لإيران تشكل تهديدا خطيرا لمنطقة الشرق الأوسط وتداعيات ما هو أبعد من المنطقة، على حد تعبيره. هذا هو السبب الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحث نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لإعطاء مزيد من التركيز على الخيار العسكري.
وتابع إنّ برنامج إيران النووي، إلى جانب مجموعة نظم تسليم طويلة على وجه الخصوص، يهدد الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ويهدد حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل وتركيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وكذلك العديد من القواعد الأمريكية الهامة. الصواريخ الإيرانية، قال مدير مركز بيغن - السادات، من شأنها أن تضع في البداية معظم العواصم الأوروبية، وفي نهاية المطاف، قارة أمريكا الشمالية، في إطار هجوم نووي إيراني، على حد قوله. إيران النووية من شأنها تعزيز هيمنتها في قطاع الطاقة الاستراتيجي من خلال مجرد موقعها على طول الخليج العربي الغني بالنفط وحوض بحر قزوين. هذه المناطق المتاخمة لها تشكل القطع الناقص الطاقة، الذي يضم أكثر من 70 في المئة من نفط العالم وأكثر من 40 في المائة من احتياطيات الغاز الطبيعي، وهذا الأمر، وفق أقواله، سيؤدي إلى زيادة تعزيز موقف إيران في شؤون المنطقة والعالم. وعلاوة على ذلك يبدو أن طهران تنتهج إستراتيجية لتحسين علاقاتها مع الدول الأخرى المنتجة للنفط مثل فنزويلا وروسيا، على حد سواء المعادية للغرب، وزيادة نفوذها في سوق الطاقة وإضعاف السلطة من الزبائن في الغرب، كما أنّ حصول إيران على النووي سيؤدي إلى فقدان دول آسيا الوسطى للغرب.
طهران النووية، زاد عنبار، سوف تصبح أكثر نشاطا في دعم العناصر الشيعية الراديكالية في العراق وتحريض تلك المجتمعات في دول الخليج العربي، وعلاوة على ذلك، سيزداد الدعم الإيراني لكل من حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، لأنّ هذه التنظيمات تشعر بالأمان في ظل إيران نووية، على حد قوله، وهذه المنظمات ليست لها قيود أخلاقية ومن غير المستبعد أن تقوم بتفجير نووي في المرافئ الأوروبية أو الأمريكية.
وزاد قائلاً إنّ إيران النووية ستكون أكثر جرأة ما يكفي لزعزعة استقرار تركيا، فقد حاولت عام 1990 التدخل في الشؤون التركية وتعزيز القوى الإسلامية المتطرفة هناك، أما اليوم فإنّ طهران قد تستفيد من أزمة هوية تركيا التي تسير نحو الإسلام، لأنّ الحزب الحاكم والحكومة يميلان نحو إيران، على حد قوله.
إيران حاولت بالفعل لتقويض للغرب نظام موال حسني مبارك مصر في صيف عام 2009 عندما أرسلت عناصر من حزب الله لكي يتحالفوا مع جماعة (الإخوان المسلمين) لتقويض نظام مبارك، بالإضافة إلى ذلك، بحسب عنبار، فإنّ إيران المسلحة نوويا، ستكون لها سلسلة من التداعيات، مثل مزيد من الانتشار النووي في المنطقة، ولفت إلى أنّ زعماء الشرق الأوسط لم يتمكنوا من إقناع أمريكا بتوفير مظلة نووية ضد الهجوم النووي الإيراني.
وخلص إلى القول: المناقشات التي دارت حول إيران النووية طرحت سيناريوهات ما بعد حصول إيران على النووي، وقللت من التداعيات الإستراتيجية لإيران النووية، وبالتالي فإنّه في هذه المرحلة المتأخرة، العمل العسكري فقط يمكنه منع تحويل الشرق الأوسط الكبير إلى منطقة غير عقلانية بالمرة، على حد تعبيره.