لا حدّ لهذا الهُجران، أزاولهُ
كأنه عادة ٌ مُزمنة، أثقلَ من فيلٍ هَرمٍ يتربّع في
مَرْجة ٍ محصودة بلا عشبة، وفي فجوة الأزمنة المتاحة لي أطلّ بنصف وجهي لأشهدَ أيامي المدفوعة وراء القضبان تتمرّغ في طين الإمكان مثل عصفورٍ يتمَرْغَلُ وسط بركةٍ ضحلة.
وها هي ذاكرتي التي لم تُرد أن تصير كيساً تلقي فيه الآلهة فضلاتها المتبقّـية من عشائها الأخير، تؤرّثُ نارَها.
ها هي تخطيطاتُ دماغي المهزوزة في آخر الليل
علي صفحات دفتر أسود تركتهُ خلسةً تحت باب المحكمة حيثُ ينتظرُ الشاهدُ القرويُّ في قصّة كافكا أن يفتحوا له الباب.
أجلجلُ هذه المفاتيح لا لأنني سجّان، بل لأنني
أنا من يفتحُ الأبواب، ولا يعرف كيف يغلقها، وينام.
السبت أكتوبر 30, 2010 4:54 am من طرف شوقي فارس