** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 أُمُّهُ التي أحببت...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

أُمُّهُ التي أحببت... Empty
15102010
مُساهمةأُمُّهُ التي أحببت...

في المرات القليلة التي سمح لنا وقتنا باللقاء في مكتبي كان لايخفي عدم رضاه عن وضعه الجديد ؛قدرته على التعبير الدقيق عما كان يضايقه أو لا يروقه كانت تدهشني وتجعلني أنتبه لما أمر به ويترك بداخلي أثرا دون أن أمنح نفسا مهلة للتريث و التأمل.
إتفاقي معه لم يكن مجاراة و لا نوعا من التبعية اليسيرة لأنني لم أحدد موقفي بعد من أوضاع الناس و البلد بل كان أبعد وأشد، ذاك أن سنين الغربة و الزمالة التي جمعتنا كونت تلك الذاكرة و التجربة المشتركة التي تختزل طرق التواصل و تقرب الرؤى.
كان بيننا عدا ذلك أيضا وجه أمه ووصاياها لي . لاأعرف كيف تسللت تلك المرأة لروحي تحديدا لكنني وجدتها بعد أن تغلغلت غربتنا فينا كل مرة ترمي برموز من شفرة شخصيته في يدي وتستأمنني عليه.
تعلمت منها أن حالات الكآبة عنده مثمرة عمليا لدرجة تجعله يتم واجباته ويحقق تفوقا يحسد عليه لكنها تدخله في مايشبه البيت الزجاجي ، يكون مرئيا شفافا وفي الوقت ذاته ينعزل عن الآخرين، صرت أدخل معه الحالة الزجاجية كي لاتؤذيه العزلة وأخرج به منها وهو يحتفل بألقه وشهية الحياة.
أمه امرأة من نوع فريد أكسبها حدس الأمومة وحسها الإنساني قدرة عجيبة على قراءة الوجوه وماخلف الكلمات، كانت تستطيع أن توقد شرارة الإرادة حين يلفنا صقيع الإحباط حتى ونحن نخفي عنها ذلك وأتقنت فن زخرفة الصبر وإقناعنا به ونحن نضيق به ذرعا.
عندما سمعت خطابه القصير في علبتي الصوتية كانت قد مضت عليه خمس ساعات أوأكثر ، باختصار وبساطة قال' أنا لم أجد مكاني هنا ' وفهمت دون أي شرح مايقصد، تخيلت وجهه في المطار وشكل حقيبته و معطفه المنكمش عليها كقط نائم في هدوء.
أمسكت بي قبضة الحيرة بقوة وماأحسست بها تتلاشى إلا وأنا أستحضر وجه أمه تقرأُ عيونها خاطري وتذوب في كياني كقطعة سكر تحيل المُرَّ حلوا.
أكانت تعرف أنه سيغادر؟ أم أنه فاجأها كما فاجأني ؟ تراها تتحمل قراره هذا؟ أم أن لصبرها حدود بعد كل هذ ا العمر ؟...أسئلة ظلت تطاردني وعقارب الساعة تشتبك وتتلاحق و تفترق ولم أجرؤ أن أحمل سماعة الهاتف لأكلمها.
مستلقية على السرير حاولت أن أتخذ موقفا ما ، أن أخرج بقرار ما ، أن أتصرف بشكل ما وأن لاأستسلم لمطاردة علامات الاستفهام.
أصوات عصافير جريئة أيقظتني، انتشلتني من نوم لم أعرف كيف أو متى أخذني من نفسي،أبعدت الستائر عن زجاج النافذة ،ظننت للحظة أنني سأقابل أحد العصافير يتعمد استفزازي لكنني رأيت في الزجاج وجه أمه التي أحببت .
عدت أدراجي مسرعة ، لم أغير ثيابي ولم أفطر حملت مايلزمني فقط .
من المطار خاطبتها ولم أعد أذكر مما قلناه إلا عبارتي:'سنعود معا أو ستأتين لزيارتنا لاأدري ' ورَدَّها :'الله رحيـــم '.

http://www.inanasite.com/bb/viewtopic.php?f=3&t=22818
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

أُمُّهُ التي أحببت... :: تعاليق

هذا الكتاب
رد: أُمُّهُ التي أحببت...
مُساهمة الأحد أكتوبر 17, 2010 12:00 pm من طرف هذا الكتاب
في المرات القليلة التي سمح لنا وقتنا باللقاء في مكتبي كان لايخفي عدم رضاه عن وضعه الجديد ؛قدرته على التعبير الدقيق عما كان يضايقه أو لا يروقه كانت تدهشني وتجعلني أنتبه لما أمر به ويترك بداخلي أثرا دون أن أمنح نفسا مهلة للتريث و التأمل.
إتفاقي معه لم يكن مجاراة و لا نوعا من التبعية اليسيرة لأنني لم أحدد موقفي بعد من أوضاع الناس و البلد بل كان أبعد وأشد، ذاك أن سنين الغربة و الزمالة التي جمعتنا كونت تلك الذاكرة و التجربة المشتركة التي تختزل طرق التواصل و تقرب الرؤى.
كان بيننا عدا ذلك أيضا وجه أمه ووصاياها لي . لاأعرف كيف تسللت تلك المرأة لروحي تحديدا لكنني وجدتها بعد أن تغلغلت غربتنا فينا كل مرة ترمي برموز من شفرة شخصيته في يدي وتستأمنني عليه.
تعلمت منها أن
 

أُمُّهُ التي أحببت...

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  من المظاهر التي انتقدها التقرير ت تنيوني رشيد من المظاهر التي انتقدها التقرير ت تنيوني رشيد عبر المركز المغربي من أجل ديمقراطية الانتخابات ساعات قبل انتهاء حملة الاستفتاء حول مشروع الدستور عن قلقه الشديد إزاء أجواء بيئة حقوق الإنسان غير السليمة التي سيج
» حواسيب محاوِرة(*) ستعمل الحواسيب التي تستطيع ترجمة نصٍّ إلى كلامٍ طبيعي المسمع، على اشتداد رواج سوق الاتصالات. لكن التحديات التي تواجه ذلك هائلة أكثر مما قد يبدو.
»  ممّا لاشكّ فيه أنّ العقل المفكّر بالعربيّة بعيد للغاية – إلا ما ندر – عن التيارات الفلسفيّة الحديثة في الغرب، سواء تلك التي تعبّر عن إعادات نظر نقديّة لمنظومات فلسفيّة معرفيّة سابقة، أو تلك التي تحاول أن تثبت أقدامها في نوع من الاستقلاليّة عما عداها. وإ
»  لم تعد المساحيق قادرةً على إخفاء معالم القهر والضرب التي أصبحت تطال ملامح من وجهها، جعلها تقف مراراً أمام أحد أمرين، إما أن تختبئ متواريةً عن الأنظار، أو أن تبوح بمشكلتها، وأي مشكلة تلك التي لا صدى لها سوى قهقهاتٍ وبضعةُ كلماتٍ تطالبها بالصبر والتحمُّل،
» عبدالله خليفة 2011 / 10 / 29 (أقرأ مجرى التاريخ. دول تحولت في مجرى الرأسمالية خلال عقدين، ودول راوحت في الاستبداد (قرونا). أنا أفهم الطبقة ليس بمعزل عن الواقع البحريني، وإنما من تربته التي تشربت من مياه عذاري التي سقت بعضها وبخلت على غيره). هكذا يعلمنا ق

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: