سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | يتبع | |
ي الفصل الثاني، تبدأ الحياة، رغم ثقل الحزن، بالتسرب ببطء كخيط ضوء باهت من بين شقوق الذاكرة. يقف الزوج، وقد أصبح وحده الآن، بين أبنائه، متحسسًا حضوره الذي بات هلاميًا، كأنه ظلّ إنسان يشبهه، لكن لا يشعر بما حوله. صار ينظر إلى الحياة من خلف حجاب الفقد، يُراقب لحظاتها دون أن ينخرط بها حقًا، كمن يقف عند ضفة نهر هائج، مستشعرًا قوة التيار دون أن يخوض فيه.كانت الليالي ثقيلة، يطول ظلامها، لكن بمرور الأيام أخذ الأب يحاول أن يكسر صمته لأجل صغاره، يروي لهم عن أشياء بسيطة، يحثهم على اللعب، وعلى الابتسام ولو بلمعة خجولة. كان يدرك أنه لم يعد وحده هنا، وأن عليه أن يحمل إرثًا مزدوجًا — روحًا حنونة غابت، وأرواحًا صغيرة تبحث عن السند والأمان.وجد الرجل نفسه مضطرًا للخروج من خيمته، ليخوض رحلة أخرى، لا تقل مشقة عن تلك التي مضت، وهي رحلة البحث عن معنى في عالم فقد نصف روحه. كل خطوة كانت ثقيلة، لكنها كانت موجهة نحو الحياة، نحو الاستمرار، وإن كانت الحياة مشوبة بفراغات لا تُملأ، وبذكريات تبعثها الريح من حين لآخر كأنها شذرات عطر قديم، فتفوح في قلبه وتداعب فيه ألمًا لم يهدأ.الطريق أمامه كان غريبًا، لكنه شاق، يحاول كل يوم أن يصنع بسمة صغيرة على وجوه أبنائه، حتى وإن كانت بسمة مكسورة. أصبح يجتهد في كل لحظة لإخفاء حزنه، كمن يتعلم كيف يرتدي قناعًا لطيفًا حتى ولو كان يراه في عينيه كلما التقى بانعكاس صورته، يجاهد ليبقي تلك الذكريات العذبة مشرقة داخل قلوبهم، يتعلم كيف يكون نصفًا كاملًا، ويتقدم في طريق طويل لا يعرف نهايته، لكنه يؤمن أن عليه أن يمضي قدمًا | |
|