يتابع

شعر الفريق أن عليهم التحرك بسرعة والتفكير بشكل استراتيجي وسط هذا العالم غير المتوقع. اتخذ القائد إيلين خطوة أولى بالبحث عن مكان يوفر بعض الحماية، ووجه الجميع نحو تكوين دائرة دفاعية، مدركًا أن العثور على ملجأ مستقر سيكون الأولوية. كانت الأرض الرخوة تجعل المشي صعبًا، لكنهم بدأوا يتأقلمون على القفز بخطوات ثابتة وبطيئة، مستفيدين من الجاذبية المنخفضة للوصول إلى تلال صغيرة تظهر في الأفق.
في الطريق، كان هناك شيء غريب يحدث؛ كلما اقتربوا من الكائنات الحشرية القرمزية، كانت هذه الكائنات تحرك أجنحتها ببطء، وكأنها ترسل إشارات معينة أو تحذر باقي الكائنات. ومع تواصل صوت الهزات الخفيفة القادمة من أعماق القمر، ازداد توتر الطاقم، وأصبح كل فرد منهم حذرًا يراقب ما حوله. وصلوا أخيرًا إلى تلة مرتفعة بعض الشيء، تكشف عن منظر شامل للعالم من حولهم. وفي لحظة مذهلة، أدركوا أنهم كانوا على قمر مليء بالغابات التي تمتد إلى أفق بعيد، يحيط بها أنهار بلون فضي متوهج تتدفق ببطء بين الأشجار، في مشهد بدا كأنه لوحة من عالم أسطوري.
أقاموا محطة مؤقتة، حيث بدأ كل فرد منهم بتجهيز معدات البقاء والتحقق من المؤن البسيطة التي كانت معهم. وبينما كان الجميع مشغولين، كان المهندس توم يعمل على جهاز مسح لفحص التربة والبيئة المحيطة. وفيما كان يفحص الجهاز، بدأ يشعر بشيء غريب: إشارات ضعيفة تدل على وجود معادن مجهولة تحت التربة، لكن الأغرب كان إشارات الطيف الحراري، والتي أوضحت تواجد كائنات بأحجام غير اعتيادية تتجول في المنطقة القريبة منهم.
جذبت هذه الاكتشافات انتباه الجميع، فقرروا إرسال فريق صغير لاستكشاف المنطقة المحيطة. قادتهم إيلين بحذر، وفي كل خطوة، اكتشفوا علامات لوجود نظام بيئي مكتمل، أشجار فريدة ذات أوراق متوهجة عند ملامستها، وثمار غريبة تسقط تلقائيًا حين يُلمس الجذع، وكأنها تستجيب بنوع من الذكاء البدائي. شعور عجيب من الرهبة والإثارة امتزج في نفس كل منهم، وهم يدركون أنهم قد يكونون أول البشر الذين تطأ أقدامهم هذا العالم المجهول، حيث كل عنصر كان يحمل جزءًا من اللغز الكبير.
في عمق الغابة، عثروا على فتحة كبيرة في الأرض، تبدو كمدخل لمغارة مظلمة، محاطة بتجمعات من الحشرات الضخمة وكأنها حراس البوابة. حاول الفريق البقاء هادئين، لكن الفضول كان يدفعهم لمعرفة المزيد. وعندما قرروا الاقتراب بحذر، لاحظوا كتابات أو علامات محفورة على الصخور، تشبه اللغة لكنها غير مألوفة تمامًا.
بينما كانت الأفكار تتدافع في أذهانهم، شعرت إيلين بشيء من الدفء ينبعث من الفتحة، وكأن تيارًا هوائيًا ساخنًا يتصاعد من الداخل. أدركوا أن ما ينتظرهم تحت تلك الأرض ربما يكون أكثر من مجرد مغامرة؛ قد يكون سرًّا قديمًا أو قوة مجهولة، وربما يحمل معهم فرصة للبقاء… أو مخاطرة لم يتوقعوها.

» يتابع
» يتابع
» يتابع
» يتابع
» يتابع

يتابع

يتابع :: تعاليق

يتابع

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة