يتابع

مع اقتراب الفريق من الهياكل العملاقة، بدأت أصوات غريبة تتردد كأنها أصداء قديمة تحمل نغمات موسيقية معقدة ومرعبة في آنٍ واحد. الرمز الغامض الذي كان محفورًا على الصخور بدأ يزداد لمعانًا تدريجيًا، وكأن حضورهم قد أيقظ شيئًا دفينًا في أعماق هذا القمر المهجور.
فجأة، لاحظ أحد أفراد الفريق، واسمه جاك، أن قدمه تغوص في الأرض الترابية، التي بدأت تتحرك ببطء وكأنها تحاول سحبه إلى الأسفل. في محاولة يائسة، بدأ زملاؤه يشدونه بقوة، لكن الأرض كانت وكأنها كائن حي، تلتهم ببطء وتتشبث أكثر بقدم جاك. استمر الصراع لعدة لحظات، تمكنوا أخيرًا من تحريره، إلا أنهم لاحظوا أن جسده قد أصيب بخدوش غريبة تشكلت على شكل الرموز ذاتها المنقوشة على الصخور.
التوتر تصاعد، وقرر الفريق العودة إلى السفينة لإعادة تقييم خططهم، لكن المفاجأة كانت بانتظارهم: السفينة لم تعد كما كانت، لقد تغيرت معالمها بشكل غريب. الأبواب تحولت إلى نوافذ، والجدران كأنها تنبض بالحياة، وجزء من الطاقم الداخلي كان يسمع همسات قادمة من أركان السفينة، أصوات تصف أمورًا عنهم لا يعرفونها حتى هم أنفسهم.
وفي هذه الأثناء، انطلقت من بين الهياكل العملاقة أشكال غامضة، بدت كأنها كائنات شبه شفافة، تراقبهم من بعيد بعيون باردة وصامتة، بينما كانت تحلق ببطء في الفضاء حولهم. الفريق شعر بضغط غريب على صدورهم، وكأن تلك الكائنات كانت تزرع في عقولهم أفكارًا غريبة، ذكريات لم يعرفوها عن أنفسهم، صورًا لمواقف لم تحدث، لكنها بدت مألوفة تمامًا. بدأ كل فرد يشعر بالشك في زملائه، بل وحتى في نفسه؛ هل هم حقًا ما يعتقدون أنفسهم؟
وسط هذه الفوضى، ظهرت شخصية من بين الكائنات الشفافة، كائن يبدو كأنه قائد أو كاهن بينهم، يحمل في يديه ضوءًا غريبًا. اقترب من جاك ووضع يده على صدره، وفي لحظة سكنت فيها كل الأصوات، بدأت الأفكار تتدفق في عقله. قال له الكائن: "أنتم لستم أول من يصل إلى هنا… ولن تكونوا الأخيرين

» يتابع
» يتابع
» يتابع
» يتابع
» يتابع

يتابع

يتابع :: تعاليق

يتابع

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة