(فللجسم وراء اتصاله الجوهري جزء آخر حيثية ذاته حيثية قبول الصوروالأعراض اللاحقة وهوالجزء المسمى بالهيولي والمادة). ومقدمة السيد العلامة هذه ترتبط بمحورين: الاول يبحث في الطبيعة المتغيرة للجوهراي حقيقته المادية، والثاني في أصل المادة اي الحقيقة التكوينية للجوهروهي الهيولى كما سيأتي.هنا نقطتان الأولى ترتبط بحقيقة الجوهر، والثانية بحقيقة العرض.والعرض يبحث في الهوية المتغيرة للمادة بعد الاتصال بغيرها، بينما يبحث في الجوهرعن اصل المادة، أي حقيقتها التكوينية قبل انفعالها، اي اتصالها بمادة ثانية، حيث ان للمادة حيثيتان؛الاولى حيثية الفعل، والثانية حيثية القوة. ان الامتدادات الثلاثة للجسم باعتباره جوهر ترتبط بحيثية الفعل، أما حيثية القوة فهي حيثية الانفعال وهي تنتج عن الصورة الثانية عبر تفاعل واتصال المادة بمادة اخرى (1). وتوضيح ذلك بحسب السيد العلامة ان للجسم اوالمادة صورة وكمالات قبل الاتصال، وصورة وكمالات بعد الاتصال.الاولى تسمى هوية الوجدان اي هيئة المادة الفعلية، والثانية هيئة المادة المنفعلة اي المتغيرة وهويسمى بالفقدان، والفقدان هنا بمعنى تغير ماهية المادة الأولى الى ماهية ثانية، فماهية زيد الانسان هي غير ماهية النطفة التي تفاعلت مع البويضة في رحم المرأة لتصبح زيدا فيما بعد، كما جاء في شرح السيد العلامة كمال الحيدري(2).
والهيولى(السايتوبلازم) هي المادة التي يصنع الشيء منها. فطريقة بنائها التكويني وتركيبها البايولوجي يعكس قدرتها على التطورواتخاذ صورمختلفة. ومن مكونات هذا السايتوبلازم الميتوكندريات وهي عضيات وظيفتها التنفس الخلوي وتوليد الطاقة داخل جسم الخلية وتحتوي على حمض دنا. والميتوكندريات هي من الاجزاء التابعة لأجزاء الخلية الاساسية التي هي الغشاء البلازمي، والنواة، والهيولى (3).هنا حيث لا يخفى، فان هنالك نسب ومقادير تدخل في اكمام هذه المكونات وهي ضرورية في حسابات معادلات التفاعل البايولوجي والكيميائي، باعتبار ان شروط التفاعل والاتصال مع المواد والاجسام يعتمد على هذه النسب.
ونقطة الارتباط في محوري البحث تعتمد على قضيتين:الأولى تبحث في القبول(قابلية) المادة على الأتصال، والثانية استعداد هذه المادة على الانفعال وذلك بحكم طاقتها الحركية الناشئة عن الطبيعة المتغيرة لتركيبة الخلية بحسب ما ورد اعلاه.وعلى اساس التحقيق فيما تنوقش في قانون الحركة الجوهرية لصدر المتألهين، نجد ان هنالك طاقة ومادة وسرعة تتنازع فيما بينها، هذا التنازع يبحث في الفرق بين الجوهر والعرض، وبموجب هذا الفرق يصبح للمادة هويتان، فقبول المادة على الاتصال امرا عرضيا، اذ الجوهرهوية المادة الاولى، والعرضي معناه كما اسلفنا قابلية المادة على التحول اوالتغير، اي الهوية الثانية للمادة.
وهذه المقولات تتفق مع ماجاء به اينشتاين في قانون بحث الطاقة والمادة حيث (ط = ك.س²)، بمعنى ان حساب الطاقة اي القوة الفاعلية للمادة المرتبطة مع حيثية القبول يأتي من حاصل ضرب كتلتها اي صورتها الجسمية المفروض فيها الامتددات الثلاثة والتي تم الاشارة اليها في مقدمة البحث، مع مربع سرعة الضوء (4).وبحسب تركيبة الخلية يصبح من الضروري الاستفادة من التركيب الذري لنواة الخلية وهذا مهم في بحث ودراسة الهندسة اوالنشاط الذري لحركة الخلية من خلال انتاج صورجديدة للمادة على اساس مبدأ التحكم بالحركة اوالسرعة. والسؤال كيف يتم بناء خلايا جديدة، اوكيف يتم التحكم في انتاج صورنوعية جديدة للمادة بحسب ما تم مناقشته اوالتطرق اليه؟
هنا نقطتان:الاولى، قابلية المادة على الاتصاف بهوية اخرى كما في تحول النطفة الى زيد، حيث فقدان النطفة لهويتها التي كانت عليها بعد تحولها الى زيد، فالقبول والاتصاف بالصورة الجديدة يدخل في باب الفقدان، وحقيقة تلك القابلية قبل الانفعال اوالاتصال تدخل في باب الوجدان، وهو الطاقة الكامنة اوالامكان الاستعدادي للمادة، وهذا يعطي اتصافا جديدا للمادة اوالكتلة بحسب القانون اعلاه.الثانية، موضوع مربع السرعة ويحسب من خلال المسافة والزمن، والغاية من تربيع السرعة لها مضمون فيزيائي بحسب قانون الجذب العام لنيوتن، الذي يسمى بقانون التربيع العكسي وهو ان (القوة تتناسب عكسيا مع مربع المسافة بين مركزي الجسمين) وهو قائم على اساس ان حركة المادة يفقدها جزء من مادتها اثناء اتصالها مع مادة ثانية لتنتج صورة جديدة وهذا ما يسمى بالفقدان كما يحصل في انشطار الذرات الكيمياوية، لهذا فان مربع السرعة يساعدنا في تحديد الصورة الجديدة اوالاتصاف الجديد للمادة (5).
فقد ورد في سورة المؤمنون اية 13 (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأنه خلقا اخرفتبارك الله احسن الخالقين) (6).
وهذا من قبيل التطورالبايولوجي للجنين عبر مراحل التكوين المختلفة للإتصاف الجديد حيث النطقة التي خلقها الله لتكون سببا كافيا لخلق اخر يتلوها زمن تحول النطفة الى علقة، وزمن تحول العلقة الى مضغة، وزمن تحول المضغة الى عظام، وزمن كسو العظام لحما. وهذه المراحل الخمسة المتصلة وهي مرحلة النطفة والعلقة والمضغة والعظام واللحم تصبح في النهاية خلقا اخرا بافاضة الخالق حيث تكتمل عوامل الخلق والتكوين بناءا على قانون الاتصال الفيزياـبايولوجي للخلية ومراحل تكاملها الخلقي بحسب (الاستعدادات التدريجية المتعاقبة الحصول في امتداد الزمان)(7) بحسب الملة هادي السبزواري.
الثلاثاء أبريل 12, 2016 6:00 am من طرف سميح القاسم