لودفيغ فتغنشتاين – فيلسوف ضد الفلسفة
|
| |
ولد فتغنشتاين (1889-1951)في فيينا لإحدى العوائل الثرية. والده حقق ثروة كبيرة من العمل في الشركات الهندسية، وعائلته استضافت الفنانين الكبار أمثال (Brahms) و (Mahler) و (Klimt). لم يكن فتغنشتاين طالباً استثنائياً لكنه عمل جيداً في المدرسة لكي يتابع دراسة هندسة الطيران في جامعة مانشستر. دراسته لمشاكل الهندسة قادتهُ بسرعة للاهتمام بالرياضيات التي ترتكز عليها الهندسة، ومن ثم الى دراسة الفلسفة التي ترتكز عليها الرياضيات.
وبناءاً على توصيات (Gottlob Frege) في عام 1911، ذهب فتغنشتاين للدراسة في كامبرج على يد استاذه (بيرتراند رسل) احد اشهر الفلاسفة في ذلك الوقت. دورا المعلم والتلميذ انقلبا بسرعة، فجاءت اولى مساهمات فتغنشتاين في الفلسفة عام 1913 بعنوان (ملاحظات في المنطق) التي تُليت امام رسل.
توقفت دراسة فتغنشتاين المكثفة اثر اندلاع الحرب العالمية الاولى. هو اُرسل ضمن قطعات الجيش النمساوي وانيطت به في اكثر من مرة مهام خطيرة. كانت لديه رغبة شديدة في مواجهة الموت. وخلال ذلك الوقت، عمل فتغنشتاين بكثافة في المشاكل الاساسية في فلسفة المنطق، ليطبّق في النهاية استنتاجاته في طبيعة اللغة والواقع والاخلاق. وفي نهاية الحرب، هو اكمل مسودة كتابه (الفلسفة المنطقية) او (Tractatus Logico Philosophicus) الذي يعني باللاتينية(logisch-philosophische abhandlung) ونُشر لاول مرة عام 1921 ثم تُرجم الى الانجليزية عام 1922. وقبل ان تنتهي الحرب، احتجزهُ الايطاليون كأسير وكان عليه ان يرسل مخطوطاته الى (رسل) من معسكر سجناء الحرب.
وبعد نشر (تراكتتس)، شعر فتغنشتاين انه لم يعد بامكانه المساهمة باي شيء في الفلسفة.هو أمضى سنوات العشرينات من القرن الماضي في مختلف المهن. حيث عمل كمعلم مدرسة في احدى القرى النمساوية الصغيرة، ثم مارس بعض الاعمال في الحدائق واخيراً كمهندس متطوع. طوال ذلك الوقت ظل فتغنشتاين محتفظا بارتباطاته مع العالم الفلسفي، لاسيما في محادثاته مع فرانك رامسي حول تراكتتس التي قادته تدريجيا للاعتراف بان هذا العمل كان معيباً في عدة جوانب. وفي اواخر العشرينات، عاد ايضا للاتصال مع حلقة فيينا للوضعيين المنطقيين الذي تأثروا كثيراً بعمله (تراكتتس).
وافق فتغنشتاين بحذر لمباشرة مهنة التعليم في كامبرج عام 1929 (تراكتتس كان رسالته للدكتوراه ) وأمضى ما تبقّى من حياته هناك. هو بقي مشككا بالفلسفة، واقنع العديد من طلابه لمتابعة الأعمال الاكثر عملية مثل الطب او غيره من الاعمال. وطوال الثلاثينات والاربعينات هو انجز اعماله الفلسفية الاكثر نضجا لكنه لم ينشرها.
كتب فتغنشتاين وبعناء سلسلة من الملاحظات المنقحة. كان باستمرار يراجع ويحذف ويحرر في اكثر من 12 مسودة قبل ان يصل (في عام 1945) الى إعداد واستكمال اول جزء من التحقيقات الفلسفية. نفس العملية اتبعها في كتابة الجزء الثاني من العمل، لكنه لم يصل الحالة التي يقتنع بها بجاهزية عمله للنشر. أصر فتغنشتاين ان لا يُنشر عمله الاً بعد وفاته، هو توفي في مرض السرطان عام 1951 ونُشر كتاب التحقيقات في عام 1953.
السياق التاريخي
ان كتاب التحقيقات الفلسفية استُكمل ونُشر في اوربا التي كانت تخرج لتوها من اتون الحرب العالمية الاولى. الشعور العام في اوربا الغربية كان يتسم بحالة من الوجوم والاستياء حين كانت القارة تخطو ببطء لإعادة بناء ما دمرته الحرب. وفي نفس الوقت، كان الاتحاد السوفيتي يرسخ اقدامه في اوربا الشرقية، حيث طور القنبلة النووية وكان يعمل بسرعة لإطلاق صواريخ نحو الفضاء. كانت هناك خشية من ان تخضع اوربا للهيمنة الشيوعية.
أجواء الاستياء وإعادة البناء انعكست ليس فقط في السياسة وانما ايضا في الفنون والرسائل. أحداث الهيليكوست ودمار الحرب حطما اسطورة القرن التاسع عشر في التطور والتقدم. في عالم لم يعد فيه معنى كبير للناس، اصبحت القصص التي توضح وتبرر مسار التاريخ او الفنون على نطاق واسع غير مقبولة.
ليس هناك تعريف صريح لما بعد الحداثة، لكن الاتجاه المتدرج لفتغنشتاين في لعبة اللغة، ونقده لفكرة الاسس النهائية للتبرير، وعدم ثقته بالبيانات العامة حول العالم او حول معنى الكلمات ربما تُعتبر خصائص لأفكار ما بعد الحداثة.
السياق الفلسفي
ان كلمة "فلسفة" يجب ان تعني شيئاً ما يقع فوق العلوم الطبيعية او تحتها ولكن ليس بجانبها. (TLP 4.111). من غير المدهش اذاً ان نجد معظم الفرضيات والاسئلة المتضمنة في الاعمال الفلسفية هي ليست كاذبة وانما هي بلا معنى. فهل ان الفلسفة محكوم عليها بالهراء؟ ماذا يبقى من عمل الفيلسوف اذا كان من المتعذر الصياغة المنطقية للفرضيات التقليدية وحتى الثورية للميتافيزيقا والابيستيمولوجي والاخلاق والجمال ؟ الجواب على هذه الاسئلة يكمن في توصيف وجنستاين للفلسفة: الفلسفة ليست نظرية او مذهبا وانما هي فعالية. هي تقوم بفعالية التوضيح (للافكار)، وبنقد (اللغة). يرى فتغنشتاين ان النشاط الروتيني للفيلسوف يجب ان يكون بالاستجابة والرد على سخافة الفلاسفة التقليديين في توضيح مكامن الخطأ لديهم ، وذلك باستخدام وسائل التحليل المنطقي. بمعنى آخر، عبر إقناعهم ان (بعض) فرضياتهم بلا معنى.
"كل الفرضيات هي متساوية في القيمة"((TLP6.4، هذه ايضا فكرة اساسية اخرى في الكتاب. وهي تؤكد ان كل شيء في العالم هو عرضي (المنطق وحده هو الضروري)، وعليه، لا شيء في هذا العالم ذو قيمة متجاوزة لنطاق الخبرة. اذا كان هناك شيء له قيمة او معنى، فان تلك القيمة او ذلك المعنى يجب ان يكمنان خارج العالم. و حتى لو كانت هناك قيمة او معنى ، فنحن لا نستطيع التحدث عنهما لأنهما يقعان خارج العالم وبالتالي خارج مجال ما يمكن قوله.
الاخلاق والجمال(الذان يعتبرهما فتغنشتاين مترادفان) لا يمكن التعبير عنهما في كلمات، لأنهما يضعان أحكام عن القيمة. الافعال ليست جيدة او سيئة بسبب نتائجها، وانما بسبب الموقف الكلي من الحياة، وهو موقف تجسده تلك الافعال. ومع ان ممارسة الرغبة ليس لها تأثير مباشر على العالم بذاته، الا ان فعل الرغبة سيحدد نوع العالم الذي يعيش به الفرد: "عالم الفرد السعيد مختلف عن عالم الشخص غير السعيد".
الاسئلة يمكن الاجابة عليها فقط حينما تكون الاسئلة ذاتها مؤطرة بالكلمات. وهكذا نحن نستطيع فقط طرح الاسئلة ونحصل على الاجوبة بشأن الحقائق حول العالم، وليس حول اي شيء متجاوز للحدود."نحن نشعر حتى عندما تتم الاجابة على جميع الاسئلة العلمية، فان مشاكل الحياة تبقى باكملها على حالها". ان جوهر العالم، ان كان بالإمكان تسميته كذلك، هو خارج عالم الخطاب والفكر الانساني.
يستنتج فتغنشتاين ان الطريقة الصحيحة الوحيدة في الفلسفة هي الاقتصار على ما يمكن قوله، وحينما يحاول الاخرون قول ما لا يقال ،فهم يتكلمون بسخافة. هو يعترف ان جميع الافتراضات في (تراكتتس) هي ذاتها بلا معنى، وهي يجب ان تُستعمل فقط كدرجات السلّم، "للتسلق الى ما ورائها". هو ينصح القارئ بنبذ السلّم بعد التسلّق عليه.
وبما ان فتغنشتاين رفض امكانية التحدث عن مشاكل الفلسفة التقليدية، ورفضه حتى لإفتراضاته هو باعتبارها بلا معنى، فهو يستنتج "ان ما لا نستطيع التحدث عنه يجب ان نتجاهله بالصمت".
نجد هنا استخداماً لقياس قيمة الفرضيات التي تتم بالمنطق وبمفهوم الحدود. ان القيود على قيمة الفرضيات، هي التي تخلق الاحساس القوي بالتوتر الموجود في (تراكتتس). من المؤكد ان المفاهيم المستخدمة في تراكتتس – الافكار الفلسفية المنطقية - لا تنتمي الى العالم الذي نعيش فيه وبالتالي لا يمكن استخدامها للتعبير عن اي شيء ذو معنى. وبما ان اللغة، والفكر والعالم كلها متطابقة، فان اي محاولة للقول (في اللغة)" ان هذا وهذا هما في العالم، لكن ذلك ليس في العالم"هي محكوم عليها بالفشل طالما تعني ان المنطق قد حصل خارج حدود العالم، بمعنى خارج ذاته. بعبارة اخرى، ان تراكتتس ذهب الى ما وراء حدوده، واصبح في خطر ان يكون هراءً.
ان الحل لهذه المشكلة يكمن في الملاحظات الاخيرة لفتغنشتاين، حيث يستخدم استعارة السلّم للتعبير عن وظيفة تراكتتس. انه يستخدم السلّم للتسلق عليه لكي "نرى العالم بشكل صحيح"، ولكن بعد ذلك يجب الاعتراف بسخافته ونبذه بعيداً.
احدى المظاهر الواضحة لفلسفة فتغنشتاين المتأخرة هي انها لا ترتكز على اي من افكار المفكرين القدامى. نحن نستطيع تعقّب اعماله المبكرة في تراكتتس، ونشخّص العديد من اوجه التشابه بين افكاره القديمة والمتأخرة، ولكن الملفت كثيراً تلك الطريقة التي انفصلت بها افكاره الاخيرة عما يحيط بها من سياق فلسفي.
في جميع اعماله الاخيرة، نادراً ما يشير فتغنشتاين الى افكار الآخرين. وحينما يقوم بذلك، فهو لا يسعى ابداً لتحديد موقف للجدال ضده. فتغنشتاين لا يهتم في الدخول بحوار مع فلاسفة آخرين لأنه يرى ان مشروع الفلسفة هو مضلل عموماً. طريقته في عمله الاخير هي تحديد الدوافع تجاه التفكير الفلسفي بدلاً من تطوير نظريات فلسفية واضحة. اسبابهُ للقيام بذلك هي لمساعدتنا في الإعتراف بان هذه الدوافع هي معيبة بطريقة ما لدرجة لا يمكن تحسينها باي تنقية او تهذيب آخر. هو يعتقد ان النظريات الفلسفية المعقدة هي مجرد تفصيل اكثر للدوافع المضللة ابتداءاً. اذا كان فتغنشتاين هو ضد فيلسوف معين ويجادل ضده، ذلك يعني انه سيشارك في نفس الخطأ الجوهري كخصمه. طريقة فتغنشتاين تقودنا خارج الفكر الفلسفي عبر مسائلة الافتراضات الاساسية التي تقودنا الى الفكرة الفلسفية. هذه الدوافع او الميول هي ذاتها كانت لدى افلاطون او ارسطو وذاتها لدى رسل وفريج او اي من المعاصرين لـ فتغنشتاين. وهكذا، هو لا يجادل مع فيلسوف محدد وانما يجادل بقوة مع الفلسفة ككل.
الفكر المبكر لـ فتغنشتاين تأثر بعمق بفريج ورسل، بالاضافة الى تأثره بالرؤية الباطنية لشوبنهاور. تأثير فريج ورسل قاد تراكتتس ليتعامل بكثافة مع اسئلة المنطق وبكيفية ارتباط اللغة بالعالم. احدى التأثيرات الدائمة للفلسفة التحليلية لفريج ورسل هي التركيز العميق على اللغة ضمن الفلسفة. هذان المفكران اعتبرا تحليل اللغة كموضوع ملائم للفلسفة. هما اعتقدا لو اننا استطعنا معرفة الكيفية التي امتلكت بها الكلمات للمعاني سنستطيع عندئذ حل المشاكل الفلسفية. وفي هذا الجانب، هما بوضوح كانا ضد الميتافيزيقا، حيث يعتبران حل الاسئلة المتصلة بطبيعة الروح والذات والعالم يتم ليس عبر التأمل العقلي وانما عبر التحليل الصحيح للغة التي تتأطر بها تلك الاسئلة.
فتغنشتاين يرث هذه الرؤية اللغوية، ويصقلها في جداله بتأكيده ان المشاكل الفلسفية تبرز اساسا من سوء فهم النحو. هذا الإتهام يبرز ايضا في التراكتتس، لكن الاعمال الفلسفية المتأخرة لفتغنشتاين تختلف عن اعماله في التراكتتس بسبب الغائه للمنطق كوسيلة لفهم العلاقات بين اللغة والعالم. التحليل المنطقي يعتمد على رمزية ثابتة تفترض ان الكلمات والجمل يمكن ان تكون لها معاني ثابتة. فتغنشتاين اعترف مراراً ان عمل المنطق كان اقرب الى القيود منه الى الاداة، عبر خداعنا للاعتقاد بان الكلمات هي رموز ثابتة يمكن استغلالها وفقاً لحساب التفاضل والتكامل الرياضي.
حين أهمل المنطق، يكون فتغنشتاين أهمل احدى الادوات الاساسية للفلسفة التحليلية، مخالفاً بذلك التقاليد التي أسسها فريج ورسل. مع ذلك، تأكيدات فتغنشتاين على اهمية اللغة انما ورثها من هذين الفيلسوفين.
فتغنشتاين كان ايضا مهتماً بعمق بتطور حقل السايكولوجي. وليم جيمس احد مبدعي علم السايكولوجي الحديث تردد اسمه كثيرا في التحقيقات. كتاب التحقيقات يركز كثيراً على الخوف من ان السايكولوجي هو ايضا في المسار الخاطئ لأن افكاره الاساسية تحتوي على التباس فلسفي عميق.
اما النزعة الاخرى التي نستطيع اكتشافها في "التحقيقات" هي الاهتمام باسس نهائية للتبرير. اذا كانت فرضية احد ما تُبرر فقط بفرضية ثانية، اكثر وضوحاً، كيف نجد الفرضيات التي هي ذاتها مؤكدة بشكل مطلق ولا تحتاج الى تبرير؟ الوضعية المنطقية خصيصا سعت الى التمييز الحاد بين الفرضيات التركيبية والفرضيات التحليلية، الاولى تحدد الحقائق اما الاخيرة ترسم القواعد او الاطار اللغوي الذي يمكن ان تُبرر فيه الفرضيات التركيبية. فتغنشتاين يعالج الوضعية المنطقية بنفس المقدار الذي يعالج فيه اي شيء آخر حين ينتقد فكرة وجوب ان يكون هناك اساس نهائي او مطلق للتبرير.
تقييم
ان نقاش فتغنشتاين حول الاخلاق والموت كله يتمحور حول فكرة عدم وجود اي موقع خارج العالم منه نستطيع النظر الى العالم او التحدث عنه. يرى فتغنشتاين ان الاخلاق ليست جزءاً من الحياة، بل هي تعم الحياة كلها: لا يوجد اي مظهر من الحياة لا يلامس الاخلاق. موقفنا نحو العالم هو الذي يعطي شكلاً للعالم الذي نعيش فيه، وان هذا الشكل العام للعالم – وليس مجموعة الفضائل والامثال مثل "من الخطأ ان تسرق" هو الذي يشكّل الاخلاق. وهكذا، نحن لا نستطيع التحدث عن الاخلاق لأننا سنتحدث عن الحياة عموما، ولابد ان نكون قادرين على "النظر للحياة من الخارج" لكي نستطيع التحدث عنها عموماً. الرغبة في الخلود هي ايضا سعي لمنظور خارجي يجعلنا وراء حدود الحياة ذاتها.
ان الملاحظات الاستنتاجية الواردة في تراكتتس هي الاكثر اثارة للجدل. كيف لنا ان نفهم تراكتتس في ضوء ادّعاء فتغنشتاين بان ما قاله هو بلا معنى؟
ان فتغنشتاين يقول صراحةً فقط ما يمكن تبيانهُ لكي نستطيع ادراك الفرق بين القول saying والتوضيح showing ولم نعد بحاجة لإغراءات الميتافيزيقا. تراكتتس قُصد به تطهير الفلسفة من الاحاديث السخيفة لكي، بعد قرائتنا له، نستطيع التقرب من الفلسفة مع الاعتراف بان هناك حقائق اساسية مؤكدة لا يمكن وصفها بشأن العالم الذي هو وحده فقط يجعلها جلية.
التفسير المضاد لذلك، عبّر عنه كورا ديموند، وفيه يتخذ موقفاً اكثر صرامة حول ما يعنيه فتغنشتاين بقوله ان الفرضيات في تراكتتس هي بلا معنى.اذا كانت هذه الفرضيات بلا معنى، ذلك لا يعني انها لا يمكن قولها تقنيا، وانما هي تشير الى الحقائق العميقة الضمنية غير المقولة حول طبيعة الكون. اذا كانت هذه الفرضيات سخيفة عندئذ فهي هراء واضح مثلما لو قلنا"الرقم 2 هو قرمزي". دايموند يرى ان فتغنشتاين يرفض ميتافيزيقا تراكتتس باعتبارها حقائق لا يمكن قولها.
ان تفسير دايموند هو جريء جداً، ويقدم لنا قراءة اكثر انسجاما. مع ذلك، هو يترك عدة عقبات في تفسير بقية الكتاب. كيف يمكننا الاستفادة من تمييز فتغنشتاين بين المعنى واللامعنى اذا كانت الافتراضات التي بها يضع هذا التمييز هي ذاتها سخيفة؟ كيف نفهم رفض فتغنشتاين للذرية المنطقية اذا لم يكن ذلك ابداً هو الموقف الجدّي له؟ لا يوجد هناك دليل واضح ان تفسير دايموند استطاع بكفاءة الاجابة على تلك الاسئلة. ..................................
الجمعة يوليو 31, 2015 3:00 pm من طرف حمادي