2014-10-14 التأثيرات الدينية والثيولوجية في الفلسفة الحديثة
|
| |
في خطابه الشهير "حول المنهج"، فرض ديكارت بدءاً من عام 1637 فصاعداً فكرة محددة حول ما يجب ان يكون عليه التفكير الفلسفي: وهو القياس الجيد والمنهجية والوضوح والتميز. ديكارت اُعتبر بطل العصر الجديد للعقل، وفارس بشارب كان رمزاً ليس فقط لنوع معين من الميتافيزيقا، وانما ايضا لكل الفلسفة الحديثة.هو اصبح بسرعة رمزاً للروح الفرنسية التي سميت بـ "الديكارتية"،مركّزاً اهتمامه على النظام والقياس، اما الفلاسفة الذين لم يتّبعوه وجدوا انفسهم بسرعة قد تُركوا جانباً. واذا كانت اسماء هؤلاء لاتزال باقية في غوغل، فهم عادة يُنظر اليهم ليس كـ "فلاسفة"وانما كـ "كتّاب"، واذا اعتُبروا فلاسفة، فهم ليسوا كلاسيك، وانما كفلاسفة للاثارة baroque.(1)
ولكن ما هو الفيلسوف المثير؟ هو عدة اشياء، لأن "الاثارة"تعني الوجه الاخر للعملة الديكارتية: تذوّق الجدال الماكر والحوار الغامض المضاد للبيان الهندسي الصريح، والمتعة في الطروحات النخبوية الخاصة مقابل الافكار الواضحة والمتميزة، والنزوع نحو البانوراما الهائلة مقابل الطريقة التحليلية الديكارتية. ولكي نضعها في منظور جمالي، هي الاحساس بالمنحني بدلا من الخطوط المباشرة. واذا كان ديكارت يناصر الافكار الواضحة والمتميزة،فان هناك طرق اخرى متميزة في معالجة الفلسفة، والعديد منها يمكن ان تُسمى مثيرة او انيقة.
لو بدأنا من مسألة التعريف، فلابد من القول ان مفهومنا الديكارتي الواضح للفلسفة – طريقة لتطوير تعليمنا عبر الذهاب من فكرة واضحة ومتميزة الى اخرى- لا ينسجم مع جميع الاستعمالات للكلمة في القرن السابع عشر الفرنسي واللاتيني. الاستعمالات التي جرت لكلمة "فيلسوف" و "فلسفة"اختلفت بالطبع والى اليوم، من مدرسة فلسفية الى اخرى: الديكارتية، الانسانية، المدرسية التقليدية المتأخرة، الايبوقورية، الرواقية، والاوغسطينية، ليست لها نفس التعريف.
لكن هناك معنى جديد برز حينما اصبح مصطلح "فيلسوف"مرادفا لـ "العالِم" في اعقاب ثورة غاليلو في عدد كبير من الاكاديميات الخاصة، ومن ثم لاحقا في التجمعات العلمية العامة، مثل حلقة ميرسين Mersenne’s circle (2) و "الفلاسفة الطبيعيين"الذين ساهموا بمنح فلسفة القرن السابع عشر السمة الطبيعية التي تميزها اليوم. لكن فيلسوف ذلك الوقت، مهما كانت ميوله للفيزياء او الفلك، فانه لا يمكن مقارنته بالخبير العلمي لوقتنا الحالي: هو يبقى فرداً هجينا يضم في شخص واحد عناصر تبدو اليوم مختلفة.
ولكي نعطي توضيحا للأبعاد الرئيسية لهذ التفرد المثير، فلا بد من النظر الى حدود الفلسفة ، الحدود التي هي اكاديمية، ولكنها ايضا دينية وسياسية. من بين المواضيع الرئيسية التي واجهها فيلسوف القرن السابع عشر هي الثيولوجي في المقام الاول. وعي الفيلسوف بمفهوم الله هو شيء لم نعد على اطلاع به، ليس فقط بسبب ان الايمان كان يفقد جذوته في اوربا، وانما ايضا بسبب صعوبة الايمان بان الفلسفة هي خادم للثيولوجي. ولكن في عصر ديكارت – الذي عرض عدة بيانات لوجود الله - وباسكال – الذي رفض اللامبالاة وطرح رهانا شهيرا حول الحياة بعد الموت – جاء الثيولوجي في الترتيب الاول بين جميع الحقول التعليمية. وبما ان الاهتمام الرئيسي كان منصباً على خلاص الروح فان الثيولوجي وجّه الاختيارات الفلسفية طبقا لمختلف تقاليد النظم الدينية.
ذلك يوضح ايضا سبب الانقسام الفكري الرئيسي العميق في قرن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر" – الانقسام الذي استمر اكثر من 150 سنة واثّر بعمق في ثقافة الادب الفرنسي – وهو الانقسام بين الجانسينيين واليسوعيين(3) الذي يصعب فهمه لدى معظم الناس اليوم: كيف يمكنهم ادراك ان الفوضى التي تسببت بالنفي والعقوبات الكنسية واخيرا تدمير الدير الكنسي port- Royal عام 1713، هي ببساطة تتعلق بما اذا كانت التفسيرات الجانسينية للرعاية الالهية مؤمنة بتعاليم القديس اوغسطين ام لا؟.
الرجلان الشابان الذان بدءا العمل سوية في جنوب فرنسا من عام 1605 فصاعدا ليسويا موقفهما من المسائل الخطيرة لم يتوقعا مثل هذا المجد العظيم، وربما لم يسعيا الى التفوق الذي قاد جين دوفيرجير و آخرين الى السجن في فينسين عام 1638، والى كتابة جانسن لأهم كتاب في القرن "اوغسطينوس"عام 1640. الهجمات الكتابية القوية برزت بعد خمسة اقتراحات حول الرعاية الالهية ، وُجدت في "اوغسطينوس"، والتي شجبها البابا انوسينت اكس بطلب من اليسوعيين : فمن جهة، كان اليسوعيون يعتبِرون تلك المقترحات – مثل "في حالة السقوط من الجنة وفسوق الانسان الكلي،فان كل شخص ولد في هذا العالم سيكون عبدا لخدمة الاثم،وبعيد عن الرعاية المسبقة لله، وبالتالي هو غير قادر على اختيار طاعة الله او الامتناع عن الاثم او القبول بهدية الخلاص كما قُدّمت له"- كانت مناقضة لروح اوغسطين، ومن جهة اخرى،أثبت الجانسينيون ان تلك المقترحات كانت في الواقع ضمن كتابات اوغسطين .
الحقيقة هي ان المذهب الرسمي للكنيسة الكاثوليكية تغير بمرور الزمن، وان القديس اوغسطين، رغم السلطة الرسمية للكنيسة ، لم يقل ما ارادت الكنيسة قوله. ولكن من الصواب ايضا ان هذه الاناقة والخلافات الثيولوجية كانت اولاً المصدر للعديد من النقاشات الفلسفية وثانيا، انها كانت تمثل السلوك العملي للمقاومة الفكرية ضد الملك المطلق. النقطة الاولى جرى توضيحها جيدا بالرسائل الشهيرة التي كتبها باسكال تحت عنوان Lettres Provinciales والتي دافع فيها بعنف عن ارنولد واصدقائة الجانسينين الاخرين ضد الفلسفة الاخلاقية لليسوعيين،واتهامها بكونها "اخلاقية رخوة". النقطة الثانية جرى توضيحها عبر رفض الجانسينيين توقيع شهادة رسمية تصرح بان جانسن شوّه تعاليم اوغسطين حول الرعاية الالهية.
ان اصداء الخلاف الكبير حول الجانسينية لا تزال تتردد، نظراً لارتباط السفة باحترام الضمير – لماذا يجب ان اوقّع شهادة تصرح بخطأ شيء انا اعرف هو صحيح؟ لكنها ايضا اصوات بعيدة عن آذاننا،لأن القليل من الناس لا يزال يعتقد بفاعلية الرعاية الالهية، او حتى لا يعرف ماهية الرعاية. لكن في الحقيقة ان الجانسينية كان لها تاثير عظيم، ليس فقط على الفلسفة وانما ايضا على الادب والثيولوجي والبيداغوجي والاخلاق والسياسة، واننا لا نستطيع فهم ذلك التاثير مالم نفهم شيء عن تفاصيل الرعاية الالهية. بدون هذا الجزء الصغير من الثيولوجي ،سنكون امام صعوبة فهم راسين فيدرو او ارنولد او كتاب نيكول الشهير" فن التفكير". وهكذا، فان مظهر الاناقة في الجانسينية هو تعقيدية الطبيعة والرعاية،التي توضحت جيدا من جانب باسكال والههُ المخفي مسقطا ظله على واحد من ألمع العقول الفلسفية والرياضية على مر العصور.
مثال آخر شهير ومثير عن اهمية العامل الديني في فلسفة القرن السابع عشر هو اننا لا نستطيع فهم فكرة هاغنت بير بايل حول التسامح – التي جرى الدفاع عنها وفي نفس الوقت من جانب لوك، ولكن على اساس فلسفي مختلف – ذلك لو نسينا ان جميع البروتستانت الفرنسيين الذين رفضوا التحول نحو الكاثوليكية اُجبروا على مغادرة فرنسا بعد عام 1685. ان مرسوم الغاء الحريات المدنية والدينية للفرنسيين البروتستانت عام 1685 هو بالتاكيد لم يكن مفهوما فلسفيا، وانما حدثا سياثيولوجيا عجّل من ظهور مفاهيم جديدة ،سيما مفهوم الضمير الآثم الذي يشير الى عدم وجود قوة سياسية او كنسية يمكنها اجبار الاخرين للايمان بما لم تؤمن به.
ولكن حتى عندما تنتقد الفلسفة الفرنسية الثيولوجي والايمان ، فهي لا تشبه ما نعنيه اليوم بالالحاد. التفكير المتحرر من التدريسية هو ايضا ظاهرة انيقة، كما يبدو من لاموذ ليفير،مرشد ملك الشمس، الذي اُخفيت حججه المضادة للدين وكُشفت عبر التضليل والانكار والتناقض الذاتي. احد العناصر الذي يوضح ذلك الشعور بالبعد حين نقرا إلحاد القرن السابع عشر هو ناتج عن اهمية الادب السري خلال تلك الفترة ، لاسيما رسالة الدجالين الثلاثة Treatise of the Three Impostors(وهي رسالة تنكر الاديان الرئيسية الثلاثة) . فاذا لم توجد هناك سلطة تقبل التعبير العلني بالنقد الصريح للاديان ، فان هذا النوع من الفلسفة لا بد له من تطوير فن سري في الكتابة.
وبالرغم من وجود نوع معين من الفلسفة"المختبئة"، لكن لابد من الحذر من اغراءات التمدد بالتنوير رجوعا الى القرن السابع عشر. جوناثن اسرائيل التنويري الراديكالي يعطي وصفاً حياُ لتاثير سبينوزا على الفلسفة الاوربية بدءاً من منتصف القرن السابع عشر فصاعدا، ولكن،فيما يتعلق بفرنسا، يجب ان لا ننسى ان تاثير سبينوزا كان مقتصرا على حلقات ضيقة جدا – خاصة حلقة هنري دي بولانديفيرس الذي واجه كتاب سبينوزا في الثيولوجيا والسياسة عام 1694 (Tractatus Theologico-Politicus) وبدأ بقرائته بقصد تفنيده ودحضه .
وهناك بُعد غريب اخر في هذه العقلانية المبكرة هو ارتباطها بالكيمياءalchemy ،والتي تطورت فيما بعد الى الكيمياء الحديثة، كليات الطب كانت نتيجة الاعمال العظيمة للكيميائيين. اولئك العلماء السريين نسبوا لأنفسهم لقب فلاسفة، هم ايضا اطاعوا مختلف اشكال المعتقدات الدينية اللاارثودكسية. ومع هذا الوجه المخفي للفلسفة الطبيعية، نستطيع ان ندرك جيدا ان ما سمي بـ "العلوم الكلاسيكية"لم يضع نهاية للابيستيمولوجيا الانيقة.
ان الجانب الانيق من الفلسفة الفرنسية للقرن السابع عشر تأكّد ايضا من خلال الشراكة غير الليبرالية بين الفلسفة والسياسة والاقتصاد. قبل وقت طويل من اختراع جامعة اكسفورد للـ PPE (فلسفة،سياسة،اقتصاد)،اقترح لويس الرابع عشر موضوعات ملكية،فيها اعتمد الفلاسفة والكتاب كثيرا على المساعدات المالية للسلطات السياسية. اول الاقتصاديين مثل Montchrestien الذي اخترع مصطلح "الاقتصاد السياسي"، ولاحقا بويزجلبرت و فابان،لم ينجحا كثيرا في رسم سياسة مالية جديدة. جميع القرارات السياسية بقيت في ايدي الملك المطلق الذي يحتاج للنقود لتمويل الحروب.
لكن طموح الملك لويس للمجد تطلّب ليس فقط انتصارات وانما ايضا كتّاب ورسامين وحتى فلاسفة ليقولوا كل ما يمجد جلالته . ولكي يحصل الملك المطلق على تلك النتيجة،قام بمنح امتيازات لكي يطبّق عمليا اول مثال لسياسة ثقافية واسعة الانتشار. ومن خلال الاكاديمية الملكية، سعى العرش الملكي للتحكم والسيطرة على الانتاج الثقافي القومي، بما فيه الفلسفة، وهذا التوجيه بلا شك يوضح القيود الشديدة للفكر السياسي في ذلك الزمن ونفي العديد من الفلاسفة. نحن نعلم ان ديكارت فضّل هولندا الصناعية على فرنسا في ظل القبضة الحديدية لملك فرنسا لويس الرابع عشر. قوائم التعيينات في الاكاديمية الملكية والامتيازات يشير دون شك الى القيود التي ربطت الكتّاب بسادتهم. الجانسينية مرة اخرى تشكل،من هذه الزاوية، مثال لا لبس فيه عن المقاومة الروحية والفكرية للحكم المطلق.
ورغم حديث البعض عن الدولة الانيقة، فان الارتباط بين الجماليات من جهة، والفلسفة والسياسة من جهة اخرى يصعب تأكيده. هوبز، الذي قُرأت اعماله من جانب لويس الرابع عشر، بلا شك ترك اثرا في الفكر السياسي الفرنسي، لكن اعادة بنائه للسياسة المرتكزة على عقد هي اكثر كلاسيكية من الاناقة، وان الرسائل عن منطق الدولة، هي بالتاكيد انيقة في تفاصيلها،لكنها حقا لا تنطوي على اي شيء اكثر من امتداح السلطات الحاكمة. وهكذا، فان السياسة الثقافية لذلك الوقت تلقي ضوءا مفيدا جدا على عمل الاكاديميات الملكية، لكنها ايضا تشير الى حدود السمة الجمهورية لجمهورية الرسائل.(4)
بالاضافة الى ذلك، يجب التأكيد بان العدد القليل جدا من النساء الفيلسوفات كان يشكل موقفا نادرا للاقلية المضطهدة . السمعة غير المبررة التي اعطيت لماريا دي غورناي، رغم الاحترام الذي منحه مونتاجين لذكاءها، هو اشارة لعدم انسجام المراة الفيلسوفة في ذلك الوقت. Gabrielle Suchon، المعاصرة للوك وسبينوزا، التي كتبت (On voluntary celibacy or A life without commitment, 1700). طرحت كل حججها النقدية على اساس الانجيل او النصوص الكلاسيكية. اول رسالة حول المساواة بين الجنسين، لـ Scipion Dupleix ،وغيرها،يجب ان لا تخفي حقيقة ان الفلسفة كانت، في القرن السابع عشر،هي بالاساس نشاط ذكوري. الحركة النسوية يجب ان تتعلم الكثير من اولئك النسوة الفيلسوفات الاوائل،ومحاولاتهن الفلسفية لتبرير مكانة جديدة للمراة في عصر العقل.
هناك عنصر اخير يجب تذكّره، رغم انه لا يبدو من اول وهلة مرتبطا بالفلسفة الانيقة. ذلك هو استخدام اللغة الفرنسية في تأكيد الفلسفة العالمية. ان السياسة تركت بصماتها على وسائل الفكر من خلال السياسة اللغوية الهادفة التي قادت الى تحول هام في فرنسا بين بداية ونهاية القرن. ان اختفاء المفردات المناطقية ورفض اللغة المهنية وولادة القواميس المتعلقة بالاستخدام الجيد، كل هذا حوّل لغة الفلسفة، وخلق الحاجة للّجوء المتكرر للفرنسية في الرسائل الفلسفية – (خطاب في المنهج) لديكارت هو المثال الكلاسيكي، ولكن هناك امثلة اخرى. فلاسفة مثل ديكارت و مالبرنش ساهموا في اختراع او تحسين ما يعرف الان بالفرنسية الكلاسيكية،ومن الصحيح القول ان هذا الاختراع تضمّن اختفاء المزيد من اناقة الكاتب الفرنسي مونتاغين .
ما هو غريب للعقول الحديثة هو حقيقة ان اللغة الرئيسية للقرن الفرنسي السابع عشر هي اللغة اللاتينية وليست الفرنسية، ذلك ان استخدام اللاتينية الموروثة من الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى، ساعد في تجنب المزيد من الترجمة، لأن نمط المبادئ الفلسفية كان لايزال سائداً في الكليات والاديرة وفي الرسائل العلمية الكبيرة،وبالذات تعليقات توما الاكويني او دونس سكوت. الفلاسفة الفرنسيون في ذلك الوقت كانوا يفكرون ضمن لغتين واحيانا بينهما، لغة الناس العاديين واللغة التعليمية، وهو الموقف الذي اضاف المزيد من التعقيد لافكارهم. الفلاسفة المعاصرون المتحدثون بالانجليزية ربما يعتبرون هذه الاناقة غير مريحة لكنها مثمرة: الذهاب من لغة الى اخرى احيانا يخلق ضبابية في معنى المفاهيم،لكنه يضيف لها عمقا وتعقيدية نفعت الفلاسفة كثيرا امثال ارنولد وديكارت.
ان علاقة الفلسفة الفرنسية باللاتينية هي ايضا مؤشر لعلاقتها بالثقافة الادبية القديمة بشكل عام، كما يتضح بالخلاف الكبير ونتائجه الفلسفية الكبيرة التي حرضت "القديم"في ظل قيادة Boileau – ضد "الحديث"بقيادة شارلس perrault. هذا النزاع حول مكانة السلطة الادبية هو هام جدا،طالما يرشدنا كثيراً عن الحداثة في تطوراتها المبكرة.
في عصرنا ما بعد الانساني، اصبح من المؤكد صعوبة فهمنا للدور الحيوي للفلاسفة الاغريق واللاتين والشعراء: لكن الرجوع الى الفلسفة الفرنسية الانيقة ربما يساعدنا في فهم ان ما نجده الآن انيقا هو كان كلاسيكيا في ذلك الوقت، وان ما يبدو لنا اليوم من طرق عادية للتفلسف – التفكيك، مابعد البنيوية، وحتى الفلسفة التحليلية – ستبدو انيقة جدا للمعاصرين لديكارت وباسكال