13 مايو 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد الفيلسوف واللاهوتي الإيطالي توماس الأكويني سنة 1225 في قصر روكازيكا القريب من مدينة أكوينو الواقعة بين روما ونابولي. لقّب بـ"المعلّم الجامع" للكنيسة وأيضا بـ"المعلّم الملائكي". بدأ دراسته في دير مونت كاسين (Mont Cassin) للرهبان البنيديكتيين، ثمّ التحق بجامعة نابولي لدراسة النحو والمنطق والخطابة والفلك والهندسة والموسيقى. وانضمّ سنة 1244م إلى نظام الرهبنة الدومينيكاني في نابولي رغم اعتراض والده. تتلمذ على يد ألبرت الكبير في ما بين 1245 و1248 في كولونية وباريس وتحصّل على الدكتوراه في اللاهوت من جامعة باريس وعيّن بأمر من البابا ألكسندر الرابع أستاذا للاهوت بالجامعة نفسها عام 1257. اعترضته صعوبات عدّة مع أساتذة اللاهوت في باريس لتأثّره بأرسطو وكانت له خصومات شديدة معهم وخاصة مع المعترضين على حق الدومينيكيين والفرنسيسكيين في التدريس بالجامعة.
في سنة 1272 دُعي للتدريس بجامعة نابولي فأنشأ بها معهدا لاهوتيا ارتاده العلماء من مختلف بقاع العالم فانتشرت آراؤه. وقد خلّف توما الأكويني مؤلفات ضخمة ضمّنها شروحا على الأسفار المقدّسة وكتب اللاهوت والفلسفة وخاصة كتب أرسطو التي أفاد كثيرا منها ومن منهجها. ومن أشهر مؤلفات الأكويني خلاصتان "الخلاصة اللاهوتيّة" و"خلاصة في الردّ على الأمم".
تأثرت كتاباته وأفكاره، بالإضافة إلى الأرسطيّة والمسيحيّة، بما كتب شيشرون وابن سينا وابن رشد.. إلاّ أنّ هذا لم يلغ اجتهاداته الخاصة في عديد المسائل مثل تناوله لمشكلة الكليات ومخالفته فيها لأفلاطون وأبيلار باعترافه بوجود الكلّيّات في العقل الإلهي وفي الأشياء الجزئيّة وفي العقل الإنساني.
وقد اعتنى توماس الأكويني بالمسألة الأخلاقيّة متمثّلا الفكرة الأساسيّة للأخلاق الطبيعيّة عند أرسطو وقوامها نزوع الإنسان عفويا وطبيعيّا نحو الخير والسعادة. واهتمّ أيضا بدراسة الفضائل ومنها العدل والحقّ والمساواة فبحث في أخلاق الفرد والأسرة والدولة وأثنى على النظام الملكي الذي يضمن في رأيه وحدة الشعب والأرض. ودعا إلى قيام دولة عقلانيّة مسيحيّة تترك للسلطة الزمنيّة استقلالا ذاتيّا يماثل ما يتركه اللاهوت للفلسفة العقليّة.
توفّي توما الأكويني في حدود سنة 1274م.