** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 نقض مفهوم الماهية لدى توما الأكويني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

نقض مفهوم الماهية لدى توما الأكويني  Empty
13072013
مُساهمةنقض مفهوم الماهية لدى توما الأكويني


ليس من السهل الحديث عن مفهومين أحدهما هو الوجود والثاني هو الماهية سيما وإن تعريفهما مرتبط ، حنماُ وبطريقة جدلية مستغرقة ، بالأساس الفلسفي العام وليس بالأساس اللغوي ولا بكيفية التعبير عنهما ، فالماهية لدى أفلاطون ، مثلاُ ، جزء لايتجزأ من المثل ، وهي تتماثل مع الشيء في ذاته في الفلسفات التي تستند في تصورها على هذا المحتوى ، ناهيكم عن الإشكالية الكبرى في المعتقدات السماوية التي لايمكن أن تركز على ( الوجود أو على الأشياء ) وتتغافل عن الماهية وإلا فقدت العلاقة الجوهرية ما بين ( الكلي والمطلق ) وما بين الغاية من وجود الوجود المتناهي .
وتوما الأكويني الذي جنح نحو أرسطو وأبن رشد وأبن سينا مخالفا القديس أوغسطين في توجهه نحو أفلاطون ، ألتقط تلك العبارة الشهيرة من أبن سينا ( إن الوجود عرض للماهية ) ، وأدرك تماماُ معنى قول ابن رشد وهو يتحدث عن فلسفة أرسطو حول وحدة العقل ( إن الروح في الفرد هي شيء خاص به ، ولكنها ليست أبدية بل فانية وزائلة ، وإن الخاود ، الذي تشارك فيه كل الكائنات العاقلة من خلال نشاطها ، يعود فقط للنفس الإنسانية الكلية ، الروح الشاملة لجميع البشر ) ، برتراند راسل تاريخ الفلسفة الغربية ص 443 .
إن هاتين الفكرتين تجلوان بقوة عمق الشرخ مابين الوجود والماهية ، لكن كلتاهما ، بالنسبة لنا ، بحاجة إلى مزيد من الخطوات الأولية كي نستطيع بعد ذلك نقض هذا المفهوم لدى توما الأكويني .
يمكن القول إن الوجود لايحتاج إلى تعريف ، لأنه ، بكل بساطة ، أكثر بداهة من أي تعريف ، فالوجود ينكشف كما هو دون أن يدري ، دون أن يدعي وجوده ، فهو صارخ واضح في حده العام ، كما في حده الخاص ، أي في الأشياء والموجودات ، تلك الأشياء التي نبصرها نحسها نعقلها تتخالف فيما بينها وتتماثل أيضاُ بنفس المعنى وبنفس المضمون .
وإذا تخالفت أو تماثلت ، فإن تلك الأشياء أو الموجودات تكشف عن جوهر قد يكون ، هو ، سبب هذا التخالف أو هذا التماثل ، بمعنى إن هذا الجوهر هو الذي يحدد ( ما وراء الشيء ) ، كونه معطى أولي سابق على تلك الأشياء أو الموجودات ، يرسم حدودها ، يرسم حدها الفاصل الثابت فيما بينها ، مثلما تفعل المورثات ( الجينات ) ، أو مثلما هو عدد الكروموزومات ، فحينما نتحدث عن الإنسان ، فنحن لانتحدث عن ( هيجل ، ماركس ، توما الكويني ، محمد باقر الصدر ) إنما نتحدث عن ماهية سبقت هؤلاء وولدتهم ، وكانوا هناك لأنها كانت هناك ، وهكذا الأسود ، والنمور ، والمثلثات ، والكراسي ، والنباتات .
بهذا المعنى أو قريب منه ، كانت الماهيات موجودة في ذهن الإله ( أشكالية المعتقدات السماوية ) قبل أن يكون الوجود ، قبل أن تكون الموجودات أو الأشياء ، كانت هي المثل الأفلاطونية ، كانت الشيء في ذاته ، كانت ثم أصبحت الأشياء تتماهى معها محاكاة مطلقة ، بحيث لو أزيلت الماهية عن الوجود وعن تلك الأشياء لفقدت هذه الأخيرة ( محتواها ) ، أي لبطل المثلث أن يكون مثلثاُ ، والشجرة شجرة ، والإنسان إنساناُ ، وحتى الوجود وجوداُ .
دعونا نشير إن هذه المسألة أعقد من ذلك في بعض الأطروحات التي سوف ننتقدها في حينها كما هي الحال لدى أبن سينا ، لكن لامناص من الإشارة إلى جانبين قبل عرض أهم نقاط مفهوم الماهية لدى توما الأكويني :
الجانب الأول : ثمة من الفلاسفة من أعتبر إن الوجود هو الأصيل وإن الماهية هي التبعية ، كما وجد كثيرون منهم من أعتبر إن الماهية هي الأصيل وإن الوجود هو التبعي .
الجانب الثاني : ثمة من أدرك إن مفهوم الماهية يخلق حالة أستثنائية لذلك أرتأى أن يعتمد على مفهوم وكأنه يدمج ما بين الوجود والماهية ، أو ما بين الماهية والجوهر كمقولة ، وأكتفى هذا الجانب باللعب على صياغة الجمل والمفردات . فالمدارس الفلسفية التي أعتمدت على محتوى العقل النظري والعملي لم يكن لها الخيار سوى هذا الدمج لأنها لاتستطيع الخروج ، في النهاية ، عن إرادة ( العملي ) كما هو الحال لدى ديكارت .
والآن إذا عرفنا الماهية ، حسب التعريف الأرجح ، وقلنا إنها مابه الشيء هو هو ، فإن توما الأكويني أخذ هذا المفهوم كمبدأ أنطولوجي بنيوي لاهوتي عقائدي ( بما أنها ماهية للوجود فهي التي يكون الوجود بمقتضاها ومن خلالها وفيها ما هو عليه ) على حد تعبير هربرت ماركيوز في مؤلفه فلسفة النفي .
لكن لو أقتصرنا في تحليلنا على هذه الفكرة فقط ، كما فعل هربرت ماركيوز ، لأجحفنا بحق القديس توما الأكويني ، لإن هذه الفكرة مرتبطة ، حقيقة ، بأنواع الوجود لدى أرسطو ( وليس بأنواع الوجود لدى الأكويني نفسه ) ، و لدى أرسطو نوعان للوجود ، الوجود الواقعي كوجود الجوهر الذي يحوي على الماهية ، تلك الماهية التي تجعل الوجود واقعياُ ، وتضفي إليه طبائعه ، والوجود الذي يرتبط بالكينونة ويستدل عليه من خلال فعلها .
وكل مافعله توما الأكويني هو تأكيده إن الجوهر طبيعة أي ماهية ( النوع الأول من الوجود ) أي ما به يقوم الشيء من خلال المركب الناتج عن أرتباط مبدأي الصورة والمادة معاُ ( العائدتين لأرسطو ) ، وليس لأحدهما دون الآخر .
لكنه أدرك إن الماهية قد تتفارق عن الجوهر كمقولة فلسفية ، كما فعل فارابي ، المعلم الثاني ، وبالتالي فإن قول أرسطو إن الماهية هي نفس معنى الوجود قد يشكو من تناقض في أساسه الفكري ، كما أنه قد يتضارب مع أعتقاده ( إن الماهية هي الأنموذج الأصلي للوجود في العقل الإلهي ) .
وإذا ما تمسك بإعتقاده كما هو دون تعديل فقد يجنح نحو الأفلاطونية كما فعل القديس أوغسطين ، الأمر الذي لايروم إليه مطلقاُ ، فأنتبه إن أبن سينا يقيم حاجزاُ ما بين الماهية والوجود ، فأدرك على أثر ذلك إن الماهية ( بما أنها ماهية الوجود ، هي التي يكون الوجود بمقتضاهها ومن خلالها وفيها ما هو عليه ) قد تفسر ضمن حد توافقي ، حد يجعل الماهية موازية لذاتها في ذهنية الإله ، ولصيقة بمقولة الجوهر دون أن تتباعد عنه أو تتطابق معه ، ومتناظرة مع الوجود دون أن تتماهى به أو أن تتماهى عنه .
في الحقيقة إن الأكويني ، ورغم إنه يناصر الفلسفة على حساب اللاهوت ، يتشبث بالمعتقد الكاثوليكي وينطلق منه ليؤصل محتوى الماهية لديه ، لذلك فإن ذلك الحد الذي أشرنا إليه قبل قليل يحوم حول فكرة اساسية نختزلها في التمايز ما بين الوجود كوجود لامشخص ، والأشياء التي يستحيل فيها التجريد .
توما الأكويني ، الذي يعتقد بوجود الماهية في ذهن الإله ، لايستسيغ باطنياُ وجود الأشياء فيه ، ويمزج الماهية في الوجود كنسيج داخلي له وينفيها عن الأشياء .
وفي الفصل ما بين الوجود والوجود المتناهي ، يتم الفصل ، بنفس الدرجة ، ما بين الوجود والماهية على الصعيد الأنطولوجي ، لإن الأشياء والماهية تلتقيان مثل الأحداثيات في نقطة تجمع بينهما ، وهذه النقطة هي معنى الوجود ، وهكذا نؤوب إلى النوع الأول من الوجود لدى أرسطو .
والان كيف يمكن أن ننقض هذا المفهوم لدى توما الأكويني :
أولاُ : إذا كانت الماهية هي الأنموذج الأصلي للوجود في العقل الإلهي ، فمن المستحيل أن تتحقق الماهية في الوجود نفسه إلا إذا كانت هناك غاية بنيوية ، غاية تقتضي ترميم النقص ، ووجود غاية في ذلك الحد من ( تحقق الحالة ) الموضوعية أمر يثير مليون تساؤل ، وكل تساؤل يطيح بجوهر الإله المطلق الكلي الذي لايمكن أن يسعى إلى غاية لنفسه ، ولا إلى غاية لوجود(ه) الخاص ، ولا إلى غاية لمخلوقاته ، ولا إلى غاية لوجود(ها) الخاص ، ولا إلى غاية للوجود ، ولا إلى غاية لوجود الوجود .
ثانياُ : إذا كانت الماهية هي الأنموذج الأصلي للوجود في العقل الإلهي ، فمن المستحيل أن تصدق هذه الفكرة إلا إذا كانت الماهية خالدة أبدية ، وكذلك ثابتة وذات ديمومة ، ولن تصدق هذه الفكرة الأخيرة بدورها إلا إذا كانت جزءاُ من الإله نفسه .
ثالثاُ : رغم إن الماهية ، حسب طبيعتها وليس حسب تعريفها ، تقتضي نوعاُ من الوحدة ، نوعاُ من المؤتلف المشترك ، إلا أنها تختص بمحتوى الإمكانية المتكثرة التي لا ترضى إلا بالمتعدد الذي لايتعدى الواحد ، وهذا المتعدد هو من حيث مستوى التحليل ، إما أن يكون وهمياُ ، وإما أن يكون حقيقياُ .
فإذا كان وهمياُ غدا الأصل نفسه كذلك ، أي أنطعجت الماهية نحو البطلان ، ومال الوجود نحو الزوغان ، وإذا كان حقيقياُ غدا ( الوجود نفسه ) متعدداُ ، وهذا خلف وبطلان لأننا نعلم جيدا ، أو على الأقل لدى توما الأكويني ، إن الوجود هو واحد .
رابعاُ : هل تستطيع الماهية أن تحقق ذاتها ، من حيث تعريفها و من حيث طبيعتها ، هي لاتستطيع ، وإن فعلت فقد تخطت الأثنين ، ورغم ذلك نطرح السؤال مرة ثانية ، هل تستطيع الماهية أن تحقق ذاتها ، وهي إن فعلت فلا بد أن يكون ذلك من خلال ما هو داخلي ، أو ما هو خارجي .
فإن نجم ذلك نتيجة ما هو داخلي لأنتفت فرضية إن الماهية هي الأنموذج الأصلي للوجود في العقل الإلهي ، وإن نجم ذلك نتيجة ما هو خارجي فإنها أصبحت دارة متكاملة وغدت ، هي بحد ذاتها، جوهراُ خاصاُ بها ، أي جوهراُ لا يرضى أن ينتقل إلى جوهر آخر حتى لو كان هو الوجود نفسه .
خامساُ : ألسنا ، نحن البشر ، ندرك مقولتي الماهية والوجود من خلال محتوى الوجود المتناهي ، بل أدق من ذلك أليس هذا الوجود المتناهي هو أساس ذينك المقولتين ، الماهية والوجود !! ألم يدرك توما الأكويني إن رؤيته تلك ناقضت ذاتها عندما جعل من الوجود المتناهي عنصراُ حيادياُ ، غير فاعل !! ألم يدرك توما الأكويني إن ذلك كانت ضربة نجلاء في محتوى مبحث المعرفة الذي ، وكأنه ، فقد أسباب الحركة في محموله !! ( إلى اللقاء في الحلقة الثانية والعشرين ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نقض مفهوم الماهية لدى توما الأكويني :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نقض مفهوم الماهية لدى توما الأكويني

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» توما الأكويني (Thomas Aquinas)
» مفهوم مفهوم الإرادة العامّة والتأسيس الأخلاقي والقانونيّ للحريّة والتسامح
» باب توما: "قول الحق ما بيخوّف.."
»  ما بعد الإسلاموية كمشروع: الماهية والحدود([1])
» في مفهوم الدولة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: