اغتيال المستبدّ (Tyrannicide)
12 يونيو 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:يطلق مفهوم اغتيال المستبدّ على عمليّة قتل الحاكم المستبدّ، يقوم بها مواطن دون تحديد الطريقة أو الإجراءات التي تتمّ بها هذه العمليّة، وهو من الحقوق التي نادت بها بعض النظريّات السياسيّة الإغريقيّة والرومانيّة، تعبيرا منها عن رفضها للاستبداد في الحكم، ورغبة منها في التصدّي لهذه الظاهرة.
وقد ظهرت هذه الفكرة تبعا لشكل المدينة-الدولة اليونانيّة، وعدّت أحيانا ضرورة وواجبا يتجاوز البعد الوطني والمدني، ليرقى إلى مرتبة الإلهي، وبهذا الاعتبار أضحى "هيبياس وهيبارك نموذجين للبطولة والتفاني، لأنّهما حاولا القضاء على المستبدّين في المدينة. وقد كتب كبار فلاسفة الإغريق (كسينوفون، أفلاطون، أرسطو) في تبرير اغتيال المستبدّ، وجعل ديموستين من اغتيال المستبدّ عملا فيه كلّ التفاني الديمقراطي، وهو بالنسبة لأرسطو جزء من الحق الطبيعي، واتّبع نفس هذا التقليد المدني في روما، إذ كان هناك قانون مقدّس يجيز لأيّ مواطن قتل المستبدّ" (الكيالي، 1985، ج1، ص ص 217-218).
وظلّ هذا الحقّ موضع جدل عبر التاريخ، فجان دوساليزبوري لم يتوان عن تجويز اغتيال الحاكم المستبد،ّ رغم تمييزه بين طريقتين في الاستبداد: الاستبداد القائم على اغتصاب السلطة بالقوّة والاستبداد الذي حكم بالشرعيّة، ولكنّه اتّجه في حكمه نحو مصلحته الفرديّة الخاصة، وضدّ مصلحة الشعب، في حين لم يجوّز القديس توما الإكويني سوى اغتيال المستبدّ بالمعنى الأوّل، ومنع اغتيال المستبدّ "الشرعي".
وتطوّر هذا المفهوم ليقترن بالثورة مثلما وقع في فرنسا مثلا، وبات منطقيّا أن تنصّ بعض الدساتير على حقوق المواطنين في الثورة على الاستبداد، وهو ما جعل عددا من المفكّرين الاشتراكيّين يعتمدونه مكوّنا من مكوّنات العنف الثوري.