اقتراح لنشر فنوننا
By
Dr. Maysoon A. Dakhiel جلست إلى جانبي تحدثني عن نفسها وعن طبيعة عملها في منظمة تقوم على نشر الثقافة اليابانية في المجتمع الياباني من خلال التواصل مع المدارس والجمعيات عبر إقامة المعارض والمحاضرات وورش العمل.
كنت أستمع باهتمام شديد رغم أنني كنت أقاطعها بين الحين والآخر للاستفسار عن بعض التفاصيل الدقيقة، فأنا كنت هناك لأتعلم ولم أكن أنوي أن أضيِّع أية فرصة يمكنها أن تضيف إلى رصيدي من المعلومات إضافة إلى المعلومات الأكاديمية التي كانت تقدَّم لنا من خلال المحاضرات.
خطر لي، في إحدى اللحظات، أن أسألها عن سبب ظاهرة النوم في القطارات، فقد لاحظت أنه ما أن يتحرك القطار حتى تجد العديد منهم يأخذ غفوة سواء كان جالساً أم واقفاً، وما إن يصل إلى محطته حتى يفتح عينيه ويخرج مسرعاً في طريقه، فلو كنت أنا لنمت وأضعت ليس فقط محطتي بل كل المحطات التالية، أجابتني: إنها مسألة تعود فهؤلاء الركاب يعتبرونها فترة استراحة قصيرة يستخدمونها كلما سنحت لهم الفرصة، لأن نهار العمل طويل ومرهق، مضيفة: إنها تقوم بذلك أحياناً وأحياناً تستمع إلى موسيقى هادئة مثل تلك الأسطوانة الموسيقية التي حصلت عليها من صديقة سعودية، وهي تختزن مجموعة من الألحان الهادئة التي جمعتها وأنتجتها شركة أرامكو السعودية، ووعدتني بأن تزودني بنسخة بعد أن تنقلها على جهاز الحاسب لديها.
ما أعجبني ليس فقط نوعية الموسيقى بل الفكرة بحد ذاتها كانت مبتكرة، فقد كان الغلاف والداخل يحمل بعض لوحات تلاميذ المدارس في المملكة، رسومات اختيرت من الرسومات الفائزة في مسابقة أرامكو السعودية السنوية للتلاميذ التي تقيمها هذه الشركة الوطنية كتشجيع للفن الجميل والارتقاء بالوعي الثقافي نحو الفن، شعرت بالفخر ليس لأنهم أبناء وبنات بلدي، ولكن لأني عايشت فترة التحضير والعمل التي كانت تقضيه تلميذات المدرسة التي كنت أعمل فيها قبل أن أحصل على شهادة الدكتوراه وأنتقل لأعمل في الميدان الأكاديمي، كنَّ يعملن بكل سعادة واهتمام، فضلاً عن حلقات النقاش التي كانت تدار حول موضوع المسابقة. كنت فخورة أيضاً لأن الرسومات التي كانت تزيِّن غلاف الألبوم لأنامل سعودية وتوزع في بلد كل شيء فيه مبني على الرسم والفن الجميل، وتمنيت لو أن الأسماء وضعت تحت كل رسم منهم فهكذا يكتمل التكريم والاحتفاء بالفائزين.
هذا عن نشر ثقافة الفن السعودي بالخارج الذي تقوم عليه هذه الشركة، فماذا عن نشر هذه الثقافة داخل البلاد؟ أعتقد، وهنا أنقل فكرة تطبِّقها جامعة طوكيو للبنات، أن كل جامعة لدينا لو خصصت مكاناً في حرمها الجامعي لعرض أعمال الأساتذة أو الطلاب الفنية التي شاركت في معارض محلية أو دولية وحصلت على جوائز، أو لربما لفنانين مغمورين في بادئ الأمر جرى تحكيم أعمالهم هذه من قبل مختصين، لتمكنا بذلك من تشجيع المبدعين وذلك بنشر أعمالهم كما نمينا لدى طلبة وطالبات جامعاتنا حسهم الفني، على أن يتاح المعرض لجميع شرائح المجتمع وبذلك تتصل الجامعة بمجتمعها وتخدمه عن طريق الارتقاء بوعيهم الفني لا بواسطة المحاضرات والندوات التي لا يحضرها سوى المتخصصين