** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  إنهم يعبدون القرآن- الدكتور كامل النجار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دوحة
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
 إنهم يعبدون القرآن- الدكتور كامل النجار  Biere2
دوحة


عدد الرسائل : 227

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

 إنهم يعبدون القرآن- الدكتور كامل النجار  Empty
29062015
مُساهمة إنهم يعبدون القرآن- الدكتور كامل النجار

نهم يعبدون القرآن- الدكتور كامل النجار
إنهم يعبدون القرآن
"kannajar@hotmail.com?subject=مركز%20الدراسات%20والابحاث%20العلمانية%20في%20 ​ العالم%20العربي%20-أ½أ½أ½أ½%20أ½أ½أ½أ½أ½أ½%20أ½أ½أ½أ½أ½أ½&body=Comments%20about%20your%20article%20%20http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=88893"



اللغة، أي لغة، هي عبارة عن أصوات معينة تمثل رموزاً اتفقت مجموعة من الناس على أن كل رمز من هذه الرموز يعني شيئاً معيناً لدى جميع أفراد المجموعة المعنية. وأغلب اللغات الحية ترجع في أصلها إلى لغة سابقة لها قد انقرضت أو ما زالت مستعملة في أوساط مجموعة صغيرة تمثل إحدى الأقليات الإثنية في بلدٍ ما، فأغلب اللغات الأوربية ترجع في أصلها إلى اللغة اللاتينية التي انقرضت. واللغة العربية ولدت من رحم اللغتين الآرامية والسريانية. واللغات الحية، مثلها مثل المخلوقات، تتغير وتتطور مع مرور الزمن نسبة لاحتكاك أهلها بثقافات أخرى لم تكن معروفة لهم عندما ولدت لغتهم. ولكن مهما تطورت اللغة وتقدمت فلا يمكن أن تتغير معاني كلماتها وإنما تتطور بإضافة كلمات واشتقاقات جديدة. وهناك في عالمنا اليوم حوالي ست آلاف وخمسمائة لغة، منها حوالي ألفين لغة يتحدث كلاً منها ما لا يزيد عن ألف شخصٍ. والذي يهمنا في هذه اللغات شيئان: الأول: هو إصرار المسلمين على أن القرآن أُنزل لجميع هؤلاء الناس ولكن باللغة العربية. والثاني: هو أن المسلمين صرفوا النظر عن الرسالة التي جاء بها القرآن وأصبحوا يعبدون لغة القرآن في ذاتها وجعلوا له علوماً تفوق جميع العلوم الطبيعية المعروفة لهم.


فبالنسبة للمشكلة الأولي، أي نزول القرآن باللغة العربية، فإن أهل التفسير يصرون أنه (لا يجوز قراءة القرآن بالعجمية مطلقاً سواء أحسن الشخص العربية أم لا، في الصلاة أم خارجها) (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي). والسبب طبعاً لأنهم يجزمون أن القرآن هو كلام الله الذي نطق به، وعليه يجب على أهل جميع هذه اللغات التي ذكرناه أن يتعلموا العربية ليقرأوا بها القرآن، حتى إن لم يفهموا معناه. فالذي يقرأ القرآن بالعربية ولا يفهم معناه يكافئه الله بعدة حسنات، فقد أُخرج من حديث عمر مرفوعاً (من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات) والمراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه وليس المراد به الإعراب المصطلح عليه عند النحاة (السيوطي). وعليه، يجب على جميع أهل الأرض أن يقرءوا القرآن باللغة العربية حتى وإن لم يفهموه، وسوف يعطي الله لكل واحد منهم عشرة حسنات عن كل حرف. (ويالها من تجارةٍ رابحة). ويعجز فهمنا المحدود عن استيعاب السبب الذي من اجله تجاهل المفسرون الآية القرآنية التي تقول (وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) (إبراهيم 4). فالسبب في إرسال الرسول بلسان قومه هو فهم ما أتى به الرسول. وهناك آية أخرى تقول (ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) (الشعراء 198-199). فلو أنزل الله القرآن باللغة العربية على الأعجمين لما فهموه ولما آمنوا به. ولكن رغم ذلك يتجاهل الفقهاء هاتين الآيتين. ربما لأنهما مكيتان، والمكي ينسخه المدني.



أما المشكلة الثانية، أي عبادة القرآن، فإنها أكبر من أن نحصرها في مقال كهذا، ولكن سوف أحاول جهدي. فمنذ أن جاء محمد بالقرآن الذي كان ينزل عليه، كما قالوا، كل ثلاث أو أربع آيات مع بعض، ولذلك استغرق نزول سورة النساء ستة أشهر، وسورة براءة نزلت على سنوات، كما يقول السيوطي، اقتنع أتباعه بأن الآيات هي كلام الله الذي نطق به، وقد أخرج الطبراني من حديث النواس بن سمعان، مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجداً فيكون أولهم برفع رأسه جبريل فينتهي به حيث أمر‏)، فأهل السماء لا بد أنهم قد صُعقوا آلاف المرات لأن التنزيل استمر على مدى ثلاث وعشرين سنةً. وما دام الأمر كذلك فلا بد لأهل الأرض من أن يقدسوا هذا القرآن. ولذلك اعتبر الفقهاء حتى مجرد السؤال: هل القرآن كلام الله؟، كفراُ. يقول ابن حزم الأندلسي في كتاب (الملل والنحل) (فإن سأل سائل عن اللفظ بالقرآن قلنا له سؤالك هذا يقتضي أن اللفظ المسموع هو غير القرآن وهذا باطل بل اللفظ المسموع هو القرآن نفسه وهو كلام الله عز وجل نفسه كما قال تعالى‏:‏ ‏"حتى يسمع كلام الله‏"‏) انتهى. فإذاً لا مجال في التشكيك بأن القرآن كلام الله الذي نطق به، وعليه لا بد أن نقدسه ونعبده. ولذلك في سنة أربع وثلاثين ومائتين هجرية نهى المتوكل عن الكلام في القران، وأصبح القرآن من وقتها، مثل الله تماماً، غير مخلوق.

ومنذ ذلك التاريخ كرّس الفقهاء والمفسرون كل وقتهم في اختراع ودرس علوم القرآن، وتفسيره تفسيراً يعطي الكلمات العربية معاني غير التي أعطاها إياها أهلها قبل أن ينزل القرآن. ومع أن القرآن يقول (وما يعلم تأويله إلا الله) نجد المفسرين قد شطحوا ونطحوا وأتوا بحركات بهلوانية سموها تأويلاً ليخرجوا بها من مأزق التناقض في القرآن. ومنهم من يؤمن إيماناً مطلقاً أنه لا يوجد تناقض في القرآن، مثل ابن حزم الأندلسي الذي قال (وبالضرورة ندري أن كلام الله عز وجل لا يتناقض). وبالتالي أصبح كلام الله هذا مقدساً، فعبدوه لأنه ملموس لهم والله بعيدٌ في السموات العلا، تماماً كما عبد العرب الأصنام التي كانت وسيلتهم إلى الله.. وعندما نقدس شيئاً يصبح هذا الشيء فوق النقد والتمحيص وينحصر دورنا في تمجيده وتبيان اللآلئ المختبئة داخله. ولذلك كرس الفقهاء ما يربو على ألف سنة من تاريخنا في إظهار تلك اللآلئ في حروف وكلمات وآيات القرآن المجيد. وبعد أن أحصوا كل الحروف، وضعوا قرآنهم في المتحف العقلي الذي كان قد برز إلى حيز الوجود في القرن السابع الميلادي عندما كتب زيد بن ثابت وفرقته شبه الأمية القرآن. فزيد وجماعته كانوا لا يعرفون الهجاء كما نعرفه الآن ولذلك كتبوا بعض كلمات القرآن بالطريقة التي عرفوها وقتها، فكتبوا مثلاً (وجايء) بدل (وجيء) و(فسئل) بدل (فاسأل) و(متكئاً) بدل (متكأ) و(نبؤا) بدل (نبأ) وهكذا دواليك. وبما أن القرآن، حسب زعمهم، هو كلام الله فلا يمكن تغيير أي شيء به. ورغم أنهم لم يقولوا إن الله قد خط القرآن بيده في المصاحف، كما خط ألواح موسى، إلا أنهم عارضوا وامتنعوا عن كتابة المصاحف بالهجاء الحديث لأن مصحف عثمان والرسم العثماني أصبح مقدساً لا يجوز المساس به. ولولا صرامة الحجاج بن يوسف وخليفة المؤمنين عبد الملك بن مروان لظل المصحف بدون نقاط وبدون علامات الإعراب المعروفة.



وبعد أن أحصوا حروف وآيات القرآن، أعطوا القرآن نفسه خمسين اسماً، وقالوا (إنما سمي قرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة‏.‏ وقيل لأنه جمع أنواع العلوم كلها‏.‏ وحكى قطرب قولاً‏:‏ إنه سمى قرآناً لأن القارئ يظهره ويبينه من فيه أخذاً من قول العرب ما قرأت الناقة سلاً قط‏:‏ أي ما رمت بولد‏:‏ أي ما أسقطت ولداً‏:‏ أي ما حملت قط. والقرآن يلقطه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآناً‏.‏ ومن أسمائه: الفرقان، النور، الهدى، الشفاء، الذكر، الحكمة، الحكيم، المهيمن، الحبل، الصراط، المثاني، الروح، المجيد، ألخ) (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي). ونلاحظ هنا أن بعض أسماء القرآن هي نفسها أسماء الله الحسنى. فبما أنهم أعطوا الله تسعة وتسعين اسماً فلا بد أن يعطوا كلامه خمسين اسماً.
ثم بعد ذلك أعطوا بعض السور عدداً من الأسماء يفوق عدد آيات السورة. فمثلاً سورة الفاتحة، قال عنها السيوطي (وقد وقفتُ لها على نيف وعشرين اسماً وذلك يدل على شرفها فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى) انتهى. كل هذا الشرف وهم لم يتفقوا حتى على عدد آياتها ولا مكان نزولها. فمنهم من قال إنها نزلت بمكة، وبعضهم قال بالمدينة، وقال آخرون إنها نزلت مرتين: مرة بمكة ومرة بالمدينة (ربما لم يكن الله يثق بذاكرة عرب مكة فأنزل السورة بالمدينة كذلك).



ثم تفرغوا بعد ذلك إلى لغة القرآن وألفوا فيها مئات الكتب. يقول أبو بكر الواسطي في كتابه (الإرشاد في القراءات العشر‏):‏ (في القرآن من اللغات خمسون لغة) انتهى. يقولون هذا رغم أن صريح القرآن يقول لمحمد: (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدا) (مريم 97). ويقول كذلك (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون) (الدخان 58). ونحن نعرف أن النبي كان من قريش، وعندما أمر عثمان زيد بن ثابت أن يجمع القرآن، قال له (إن اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش فإنه نزل بلغتهم). ولكن مع ذلك قالوا إنّ به خمسين لغة، حتى يزيدوا من هالته وتفخيمه. فكثرة الأسماء، كما قالوا، وكثرة اللغات تزيد من شرف المسمى.


أما اللغة العربية التي نزل بها القرآن وسوف يتكلمها كل أهل الجنة، فقد حاول المفسرون وأدها نحوياً وإفراغ كلماتها من معانيها حتى يزيلوا تهمة التناقض عن القرآن. فمحاولة إلتفافهم على قواعد النحو قد بيناها في كتاب (قراءة نقدية للإسلام)، وكان قد أكد عليها أحد القضاة الأندلسيين عندما بينوا له بعض كلمات القرآن التي خالفت قواعد النحو المعروف، فقال (وما حاجتنا إلى النحو و عندنا القرآن). وسوف أقدم هنا نموذجاً بسيطاً لمحاولاتهم إفراغ اللغة العربية من معانيها. فكلنا يعرف أن كلمة (بعد) تعني يتبع أي يجيء متأخراً عن شيء قبله. ولكن عندما قال القرآن {والأرض بعد ذلك دحاها} قال أبوموسى في كتاب المغيث‏:‏ ((معناه هنا (قبل) لأنه تعالى خلق الأرض في يومين ثم استوى إلى السماء، فعلى هذا خلق الأرض قبل السماء)) انتهى. فبقدرة الله القادر أصبحت الكلمة (بعد) تعني (قبل). وكلمة (وراء) تعني بعد أو خلف الشيء، ولكنهم أخرجوا عن أبي مالك قال‏:‏ ((وراء) في القرآن كله‏ تعني‏ (أمام) غير حرفين: (فمن ابتغى وراء ذلك) يعني سوى ذلك {وأحل لكم ما وراء ذلك} يعني سوى ذلك‏‏)) انتهى. وكلمة (بعض) تعني في اللغة جزءاً من الكل، ولكن يقول لنا المفسرون ‏:‏ ((إطلاق لفظ (بعض) مراد به الكل، ذكره أبوعبيدة وخرّج عليه قوله ‏ {‏ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه‏} ‏ أي كله)) انتهى. والمطر معروف لدى كل من نطق بالعربية على أنه ماء ينزل من السماء في فصول معينة من السنة. ولكن أهل القرآن قالوا في تفسير الآية: ({‏قد أنزلنا عليكم لباسًا‏} ‏ قالوا: مطرًا يتسبب عنه الرزق واللباس)) انتهى. فلأن الله لم ينزل اللباس من السماء كما تقول الآية، كان لا بد من تغيير معنى كلمة المطر لتعني اللباس، وعندما قال القرآن (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بُعْدُ المشرقين) قال القرطبي في تفسيرها (يقول الكافر لقرينه يوم القيامة يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين، أي مشرق الشتاء ومشرق الصيف) انتهى. ولما كانت المسافة بين مشرق الشتاء ومشرق الصيف ليست كبيرة، قال الفراء: (إنما أراد الله المشرق والمغرب، فغلب اسم احدهما. وقال ابن الشجري‏:‏ وغلب المشرق لأنه أشهر الجهتين) انتهى. فإذاً المشرقيْن تعني المشرق والمغرب. فكيف أصبح المغربُ مشرقاً، فعلمه عند الله. وعندما قال القرآن في سورة الحديد (قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً) غيروا إعراب الكلمة (وراءكم) التي هي ظرف مكان، إلى شيء غريب عن معناها، فقالوا (( وراء) هاهنا ليست ظرفًا لأن اللفظ ارجعوا ينبئ عنه بل هو اسم فعل بمعنى ارجعوا فكأنه قال‏:‏ ارجعوا ارجعوا‏) انتهى. ولم يبينوا لنا الفعل الذي أصبحت (وراء) اسماً له.



وقد أفرد ابن أبي الأصبع في بدائع القرآن نحو مائة نوع من مجاز واستعارة وكناية وإرداف وتمثيل وتشبيه وإشارة ومساواة وبسط وإيغال واحتراس واستقصاء .. إلخ. وكمثال على بلاغة القرآن قال عن عدد السنين التي قضاها نوح بين قومه ((ومثال الاستثناء (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا) فإن الإخبار عن هذه المدة بهذه الصيغة يمهد عذر نوح في دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم، إذ لو قيل فلبث فيهم تسعمائة وخمسين عامًا لم يكن فيه من التهويل ما في الأول لأن لفظ الألف من الأول أول ما يطرق السمع فيشتغل بها عن سماع بقية الكلام) انتهى. فإذاً لو كان القرآن قد قال لبث فيهم تسعمائة وخمسين عاماً لما مهد العذر الكافي لنوح ليدعو على قومه بالهلاك. ولكن عندما قال ألف سنة إلا خمسين أصبح عنده العذر الكافي ليدعو عليهم بالهلاك.



وبعد أن قتلوا أسباب نزول الآيات والناسخ والمنسوخ وقصص القرآن بحثاً وتنقيباً، ولم يجدوا جديداً يمجدون به القرآن، لجئوا إلى السفسطة، فقالوا (هناك منه نوع يسمي القلب والمقلوب المستوي وما لا يستحيل بالانعكاس، وهو أن تقرأ الكلمة من آخرها إلى أولها كما تقرأ من أولها إلى آخرها كقوله تعالى (كل في فلك) و(ربك فكبر) ولا ثالث لهما في القرآن‏‏) انتهى. ما أعظم هذا الكتاب الإلهي ، تستطيع أن تقرأ (ربك فكبر) من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين، ولا تتغير الجملة.



وأغلب المفسرين ألبسوا جهلهم لباس العلماء ومرروه على الجهلاء في هيئة تأويل الآيات التي لا يعلم تأويلها إلا الله، فقالوا، مثلاُ، في شرح الآية (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي‏.‏) على أن المراد بالميت النطفة‏.‏)) انتهى. وطبعاً في علم المفسرين الإلهي فإن النطفة ميتة لأنها عبارة عن نقطة مني يمنى، وما علموا أن النطفة بها ملايين الحيوانات المنوية الحية التي تسبح بسرعة مذهلة في طريقها لإخصاب البويضة. وكل حيوان منوي يحمل في رأسه كل شفرات الوراثة من الأب. فالميت الوحيد هو عقول المفسرين التي يخرجون منها الحي، وهو التراث الذي يكبلنا منذ ألف وأربعمائة عام ويرفض أن يموت ليحل محله التحديث.



ولم يكتف المفسرون والفقهاء بجعل القرآن المقدس أفصح وأبلغ كتاب في الدنيا، فزادوا عليه صفات أخرى جعلته أكثر الكتب العلمية احتواءً للاكتشافات العلمية المستقبيلية، وأحسن كتب الطب والفلك. وقال عنه ابن باز (فإنه أعظم كتاب ، وأشرف كتاب ، وقد حوى خير العلوم كلها وأنفعها كما لا يخفى ، وهو أعظم عون بعد الله عز وجل على الفقه في الدين ، والتبصر فيه ، والخشية لله عز وجل ، وهو المعين في التأسي بالأخيار) (فتاوى بن باز، ج7، ص 153). ونسبةً لقيمة هذا الكتاب فلم يطمئن الله أن ينزل آياته مع جبريل منفرداً، فربما يعترضه الشيطان فيغير في الآيات، ولذلك قالوا (وأخرج عن عطاء قال‏:‏ أنزلت سورة الأنعام جميعاً ومعها سبعون ألف ملك) (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي).


ولأن المسلمين أصبحوا يعبدون القرآن، فقد أذاع تلفزيون إيران أن قرية نيجيل توقفت عن العمل تماماً وتُركت المزارع من دون رعاية وتوقفت الورش عن العمل وأعلن أهل القرية اعتصاماً في مسجدهم يستمر أسبوعاً كاملاً منذ اليوم الذي اكشفوا فيه أن قرآناً عمره 1300 سنة قد سُرق من مسجد القرية (الشرق الأوسط 19/8/2004).
فهل بعد هذا يشك أحد في أن المسلمين وثنيون؟ فهم في البدء ألهوا رسولهم وجعلوه معصوماً وجعلوا فضلاته شفاءً للأمراض، وحديثه ينسخ القرآن. ثم جعلوا صحابته كذلك معصومين ويُمنع رسمهم ونقدهم. ثم عبدوا الأولياء في الضرائح والقباب، والأن أصبحوا يعبدون المصحف. يالها من جاهلية!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

إنهم يعبدون القرآن- الدكتور كامل النجار :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

إنهم يعبدون القرآن- الدكتور كامل النجار

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» 1 لا معقولية الوجود الإلهي- كامل النجار
» ياجوج وماجوج وكوثر المطوق 1/2- د. كامل النجار
» الإسلام أكبر نكبة أصابت العرب- د. كامل النجار
» الأمل يتضاءل - د. كامل النجار الأمل يتضاءل مع انتشار فضائيات السحر
» الصهاينة لا يعبدون الأحزاب

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: