لماذا نتعاطى إلى الفلسفة ،،؟ وما الهدف من تعلم التفلسف ؟ وأي معرفة تبحث عنها الفلسفة ؟ وما علاقة الفلسفة والتفلسف بوجودنا الانساني والكوني ؟ في ضوء هذه الأسئلة المتداخلة والمركبة ، نستطيع فهم ما يمكن أن تقدمه الفلسفة للإنسان بحيث تعيد بناء شخصيته من جديد مازجة بين الماضي والحاضر في شكل نقد وإفتحاص ، وهي بهذا المعنى تتخذ معاني متعددة من حيث التعريف ، فهي على حد تعبير سقراط / درس في تطهير العقل / ، ودرس في التفكير ، درس في الحياة ، ودرس في الوجود الإنساني من ناحية إدارته وتسييره وفق نمط معين قائم على أسس محددة تخالف العام والمشترك ، والحديث عن الوجود Existence هو حديث عن مفهوم متعدد التعاريف ، فالوجود مقابل للعدم ، والوجود هو كون الشيء حاصلا في نفسه وحاصلا في التجربة حصولا فعليا ، ويمكن تقسيمه إلى قسمين : وجود خارجي ووجود ذهني ، ويختلف الأول عن الثاني بكون الأول مرتبط بالأشياء في حين الثاني مرتبط بالأفكار. ويقوم الدرس الذي تقدمه الفلسفة في الوجود على أساس التأمل الفلسفي في الوجود من خلال أصل وحقيقة الكون ، والبحث في الوجود من حيث هو وجود على حد تعبير أرسطو، ومعناه البحث في وجود الكائن من حيث العلة والسبب ، والغاية والمصير ، الوعي واللاوعي... يقول مارتن هايدغر/ كل موجود يوجد في الوجود وبصورة دقيقة الوجود هو (ist/est) الموجود . أي لا وجود بدون موجود والموجود هو ما يوجد ، ووجود الكائن وجود متعدد الأوجه تزيده الفلسفة جمالا وقيمة ، فهو وجود في ذاته ووجود مع ،ووجود من أجل ، لكن برغم تعدده فهو وجود لا ينفصل عن الموجود، فالإغريق كانوا يتحدثون عن الموجود داخل الوجود، ولم يكونوا يقصدون الموجود كموجود ، بل كموجود في الوجود على حد تعبير هايدغر، وهنا حق لنا التساؤل عن طبيعة وشكل ونمط هذا الوجود ؟ ؟ ؟ إن وجودنا يتمفصل إلى كينونة وجوهر وماهية وشكل ، تساهم في تكوينه الطبيعة وما بعد الطبيعة والثقافة بشكل مستمر ومتواصل ، وينطلق هذا الوجود من الفكر الذي يربط الماهية بكينونة الانسان ، والفكر ليس تعاقدا في الفعل للموجود وبالموجود بما هو معنى للواقع في الحالة الراهنة وإنما الفكر تعهد والتزام بحقيقة الوجود ، فأن أوجد معناه أن أفكر وأن أفكر معناه ان أتفلسف ، وتفلسفي ضرب من ضروب وجودي . إذن الفلسفة كما دافعت عن وجودها وبشكل دائم ومستمر ، تعطينا درسا وجوديا خاصا ندرك من خلاله علاقتنا بالموجودات الاخرى التي تقاسمنا الوجود العام، وهي بهذا المعنى تبحث في وجودنا من خلال الانطولوجيا Ontologie التي هي مبحث يبحث في طبيعة وأصل الوجود والتساؤل حول حقيقته وموضوعه. المراجع : ü مارتن هايدغر ، ما الفلسفة ؟ترجمة محمد مزيان ،مراجعة محمد سبيلا ،مدارات فلسفية ، 2003 ü Martin heiddegeger: Lettre sur l’humanisme.trad par roger munier.aubier montaigne.paris.3 émé édition.1983




الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي ملتقى ابن خلدون للعلوم الفلسفة والأدب بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.