10 مارس 2015 بقلم
مجموعة باحثين قسم:
تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:الملخص:
يمكن اختزال زاوية النظر الفاعل في الإنتاج الفلسفي العربي الوسيط في كونه محاولة لترسيخ نظرية العقل والوجود، عن طريق تأويل النصوص الفلسفية الإغريقية، وخاصة الأرسطية والأفلاطونية. وهو الأمر الذي تصاعد إيقاعه الإشكالي والنظري إلى حد التدقيق في قواعد الاستدلال وإعادة البناء الدلالي للمفاهيم.
... وبهدف تعميق البحث جاء هذا الملف الذي يصدره قسم العلوم الإنسانية والفلسفة، بجملة من الدراسات، نوجز الإشارة إليها تمهيداً وتحفيزاً للقراءة:
جاءت ترجمةُ د. محمد الحاج سالم لمقال الباحثة الإيرانية سليمة مقصودلو "الفلسفة الإسلاميّة: من الديني إلى السياسي" لبيان مقومات الفلسفة في الإسلام من خلال الحكمة الدينية أو اللاهوت السياسي. أما دراسة الباحث المغربي عبد اللطيف فتح الدين: "الوضع الاعتباري للمنطق الفقهي عند الغزالي"، فالتوكيد على أنّ الغزالي لم يلجأ إلى مبادئ المنطق الأرسطي، في التصور والتصديق إلا بعد قناعته بأنه آلة تحتاجها جميع العلوم، ومنها بالأساس علم أصول الفقه والفقه.
وهذا له صلة وثيقة بدراسة الباحث المغربي محمد مزوز: "مفهوم الطبيعة عند ابن رشد" التي تعرضتْ لأشكال تصور مفهوم الطبيعة عند ابن سينا وابن رشد. مع بيان الدوافع النظرية الخفية التي تتعلق برهان الشيخ الرئيس على إخضاع الفيزياء للميتافيزيقا، وطموح الشارح الأكبر إلى تخليص الطبيعة من الإلهيات.
أمّا دراسة الباحث المصري غيضان السيد علي: "العقل وممارساته الأيديولوجية في فلسفة ابن باجة" فقد كان رهانُها المعرفي والفلسفي بيان تصور ابن باجة للعقل وماهيته وقدرته على الاستعداد إلى الاتصال بالعقل الفعال من جهة، ودور العقل في تفسير العالم الطبيعي عبر دليل الواجب والممكن حتى صار العقل هو المرجع والمنطلق في الغرب الإسلامي على وجه أعم.
كما يضمّ الملف حواراً مع الباحث سعيد البوسكلاوي حول بعض أهم القضايا الفلسفية والمعرفية التي ينشغل بها من قبيل اهتمامه بالفيلسوف الإسكندراني يحيى النحوي مدة طويلة جعلته يتعقل لغته الفلسفية ونصوصه الطبيعية والمنطقية والميتافيزيقية. وهذا ما أوضحهُ الباحث البوسكلاوي في دراسته العلمية: "يحيى النحوي مصدراً لأدلّة الخلق الإسلاميّة واليهوديّة في العصر الوسيط" التي أوضحت بدقة كيفية حضور الأدلة على حدوث العالم للفيلسوف الإسكندراني النصراني "يحيى النحوي" في مؤلفات وشروحات الفلاسفة والمتكلمة من المسلمين وغيرهم.
وعلى الجملة، نقولُ إنّ ثراء أوراق الفلسفات الإسلامية، على حد تعبير محمد عزيز الحبابي، إنما يأتي من جهة النظر في العقل والوجود، وتحولاتهما الفائقة والهائلة في بناء تصورات ومطارحات تستحقُ المطالعة والمراجعة في تفاصيلها المعرفية والأنطولوجية.. فهذا هو بُغيتنا من وراء هذا الملف.