• صحيح أن الفلسفة الإسلامية تأثرت بأرسطو إلا أن لها خصائصها التي تميزها وتجعلها تختلف عن غيرها فهي وليدة ظروف خاصة بها.
• حاول المعتزلة تأويل كل الآيات القرآنية التي تفيد التجسيم بما يتوافق مع تنزيه الله، كذلك أنكروا رؤية الله بالإبصار لاقتضائها الجسمية والجهة.
• هكذا كانت معركة الجمل هي نقطة البدء لكل تطور سياسي ديني لاحق بالنسبة إلى عدد كبير من المسلمين، لأن موقعة الجمل ومن بعدها صفين أثارتا المشكلة العقلية الأولى والتي تتمثل في الحكم على مرتكب الكبيرة.
• مصدر المعرفة عند النبي والفيلسوف واحداً، وإن كان يختلف طريق كل منهما في الوصول لهذا المصدر. (الفارابي)
• إن الاهتمام بالجانب السياسي عند مفكري الإسلام يظهر جلياً في أول مسألة ظهر فيها الصراع القديم القائم حول مسألة الإمامة أو الخلافة، هذا الصراع الذي حُوِّل مساره وبعد أن كان فيها صراعات سياسية أصبحت تلك الأحزاب السياسية فرقاً دينية..
===============================
▬ المعتزلة هم الواضعون الحقيقيون لعلم الكلام، ولا تكاد توجد فكرة هامة فيه إلا ولها أصل لديهم، عرضوا لبعض مشاكله في أوائل القرن الثاني الهجري وشغلوا به نحو قرن ونصف في دراسة جادة ومتنوعة والحق أن مدرسة المعتزلة من أخصب المدارس العقلية في الإسلام فكراً ورجالاً، فلسفت أمور لم تُفلسف من قبل وعالجت مشاكل فيها عمق دقة وكالكمون والطفرة والتولد وابتكرت حلولاً جديدة فهي بحق فلسفة الإسلام. صــ 18
▬ نفى المعتزلة أدنى مماثلة بين الله والإنسان ولجأوا إلى وصفه بصفات السلب ذلك لأن كل ما يرد على خاطر الإنسان من صفات لابد أن يكون الله خلاف ذلك. أيضاً نظر المعتزلة إلى الصفات على أنها اعتبارات ذهنية عقلية تمثل وجوهاً مختلفة فالتنزيه المطلق الذي يفهم من موقف المعتزلة في وصفهم الله بصفات السلب فقط قد تبعه خطوة أخرى ذهبوا فيها إلى ضرورة وصف الله بمجموعة من الصفات الإيجابية التي وصف بها نفسه بشرط أن لا نفهم من هذه الصفات أنها معاني قديمة قائمة بالذات، لأننا لو فعلنا ذلك فقد أثبتنا إلهين أو أكثر ووقعنا في التعدد، فالصفات عندهم ليست مستقلة عن الذات، وإنما هي عين الذات، فالله حي بذاته لا بحياة، عالم بذاته لا بعلم، قادر بذاته لا بقدرة.. صــ 23
▬ لقد أراد الأشعري التوسط بين طرفين كلاهما متطرف فخشى أن يذهب دين الله وسنة رسوله ضحية الآراء المتطرفة من يمين أو يسار فحاول أن يوفق بين هذه الآراء وانتهى إلى ألا يجعل العقل كل شيء كما أراد المعتزلة وألا يجعل الإيمان بالنص وحرفيته كل شيء كما أراد المتطرفون من أهل السنة وإتباع السلف، فمن جهة رأى أن العقل وحده لا يكفي الدعم الدين إذ لو كان أمره كذلك بماذا تكون قيمة الإيمان بالله وبالكتاب المنزل أليس الإيمان بالغيب مبدأ أسياسياً في الحياة الدينية؟ صــ 30
▬ ترتبط الحرية الإنسانية عند الفرق الكلامية بموضوع غاية في الأهمية هو موضوع الجبر والاختيار وخلق الأفعال، تلك المشكلة التي أخذت اتجاهين متباعدين كلاهما نقيض الآخر، فأصحاب الاتجاه الأول نظروا إلى هذه المشكلة على أنها مشكلة ميتافيزيقية بحتة، أي مشكلة تمس صميم الاعتقاد كالجبرية والأشاعرة والمتصوفة، أما أصحاب الاتجاه الآخر فقد نظروا إلى هذه المشكلة على أنها مشكلة تتصل بالعمل لا صلة لها بالميتافيزيقا، فهي تدخل في مجال الأخلاق، فالقول بحرية الإرادة مسلمة ضرورية لدواعٍ أخلاقية عملية، فحرية الإنسان ليست موضوع اعتقاد، لأن العقائد تتعلق بحقائق الوجود مستقلة عن كل فعل إنساني كالإيمان بوجود الله. صــ 39
▬ [...] من هنا نستطيع القول أن العالم عند الفارابي قديم بمعنى أنه لا يوجد زمان سابق على وجوده، لكنه محدث، أي أنه ممكن بذاته وواجب بغيره، فهو تابع لغيره، بمعنى أنه يحتاج في وجوده إلى علة تخرجه من الإمكان إلى الوجوب أو باصطلاح أرسطو من القوة إلى الفعل، وهنا قد لا نجد خلافاً بين هذا القول وبين ما جاء به الشرع، من أن العالم حادث، فالحدوث هو حدوث ذاتي وليس حدوثاً زمانياً. صــ 84
▬ إذا كان علم أصول الدين هو أول العلوم النقلية العقلية التي نشأت حول القرآن الكريم فإن علم أصول الفقه هو العلم الذي يدرس التنزيل، يدرس كيف ينزل الوحي وكيف أستفيد منه فهو منهج تحويل الوحي إلى واقع عملي وعلى ذلك فعلم أصول الفقه علم عقلي منطقي لا دخل له بالعقائد فهو علم لا يتأسس على الله ووجوده فهو يهتم بالمحور الأفقي الذي يشمل الرسالة والمُرسل إليهم ولا يشمل أي من الغيبيات، وهذا على خلاف علم أصول الدين (علم الكلام) الذي يبحث في العقائد وأيضاً التصوف الذي هو علم التأويل ونعني به التأويل الروحي الباطني الذي يختلف بل ويتعارض مع تأويل الفلاسفة والمتكلمين الذين يؤولون تأويلاً مجازياً وعقلياً أما تأويل المتصوفة فهو تأويل قلبي. صــ 196