من الذي مدّ يدَه في الليل
وفكّ خيطَكِ المفتولَ حول مسمارٍ
في حائط كاتدرائية هذا الكون
التي بناها العشاق في خيالات أشعارهم،
وأنا هذا العاشق فارغ اليد،
مررت كعاشقٍ من أولئك الخياليين الشعراء
فما وجدتُ في الجدار
سوى مسمار أسود من الحزن.
وبقعة بياضٍ مستطيلة
في الطلاء المائل بلونه إلى دخان قديم،
قائلة لا تحزن أيها الشاعر!
إنّ من مرّ وأخذ الأيقونة
ليس بالضرورة أحق منك بها
لكنّها لا ترتبط بهذا الجدار بأكثر
من خيطٍ معلّقٍ بمسمار.
فهي تؤمن بأنها أيقونة
لكل جدارٍ في خيال شاعر
ولكل راهب راغب عن الحياة
ولكل قدّيس
لكل رسول
لكل نبيّ
وصولا إلى الإله
الذي أوهم العالم أنَّ غيره رسمها
والحقيقة وحده وضع الأصباغ في جرن مقدّس
وبلل فرشاة ملأها بعينيه
ووضع الأصباغ على قماش الطين
وشكّلها كما تُشكّل شجيرة ورد:
ساق بعقدة
خصر
فصدر كأنه ممطر
فعنق يستمد الضياء
من بياض صدرها الرطب
ومن زهر خدّيها
ومن نداوة الشفتين
وحماها من الشمس
بشعرٍ ظليلٍ
ثم سرى تحت جلدها
وأطلّ من عينيها
ليوهم الشعراء والرهبان
أنها أيقونة بشرية
فهل شبِّه لي يا أيقونتي أنك من البشر ؟.