** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  عالم من دون إله .! ياسمين كامل منصور الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 14:56 المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

 عالم من دون إله .!        ياسمين كامل منصور     الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 14:56     المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع           Empty
26102013
مُساهمة عالم من دون إله .! ياسمين كامل منصور الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 14:56 المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

" لقد تلاشى الاله بل اقول لكم نحن الذين قتلناه .. انتم وانا .. كلنا قتلة .!
كيف تمكنا من فعل ذلك ؟ كيف شربنا كل ماء البحر ؟ من ذا الذي اعطانا الاسفنجة التي مسحنا بها الافق كله ؟ ماذا نفعل عندما فككنا الارض عن شمسها ؟ الى اين نتحرك الان ؟ بعيدا عن كل الشموس ؟ السنا في حالة سقوط دائم ؟ الى الخلف ، الى الجنب ، الى الامام ، في كل الاتجاهات ؟ ... "
(كتاب العلم المرح للفيلسوف نيتشه مقطع بعنوان المجنون )

اهم حادث في حياة الانسان هو اللحظة التي يبدأ فيها بادراك ذاته وجوهره .. ونتائج هذا الحادث قد تكون جليلة خصبة وقد تكون مريعة ضارة .. بحيث يبدأ فيها الفرد في محاولة للتعرف على نفسه والعالم من حوله يحاول ان يكسر تلك الثنائيات الجامدة حوله .. قد تتكشف له الحقيقة فتنجلي له المعرفة ويرى بعيون من اليقين الكوني ما لا يراه احد ، وقد يفقد اليقين المطلق في كل شئ ويسقط القداسة عن المطلقات والغايات ويكتفي بما هو ظاهر من
محسوسات نسبية فيعلن انهيار كل ما هو غيبي ..

ماذا لو سقط الاله ؟؟ .. عندما نفكر في تحرير الانسان من كل مطلق او كلي ونقترح العقل بديلا عن تلك القوة
الغيبية لنعلن حينها انهيار فكرة الاله – الربانية المتجاوزة للمادة والزمان والتارخ – فنظن اننا بذلك قد شكلنا ملجأ وحصنا لحرية الانسان وسيادته اي تحرر الانسان من ظلال الاله لكن ألا يجدر بنا ان نتوقف لننظر في البديل اذا سقط الاله .!! ومن ذا الذي يمكن ان يحل محله ؟!!
هل سيسود العقل بعد ان اصبح بلا ثوابت او كليات ؟ .. بالطبع لا .. وليس الضمير المستند في احكامه على معايير زمانية مكانية .. وبالتأكيد ليست الاخلاق .. من سوء الحظ انه لن يكون البديل عن موت الاله ، حلم الارادة المطلقة ،
انما كابوس فوضوي من عصر مظلم جديد لا يسود فيه الا قانون القوة ..

وتقدم الفلسفة الهيومانية طرحا لصورة الانسان باعتباره كائنا قادرا على التحكم في نفسه وفي الكون من حوله من خلال العقل الجامع بين افراد الجنس البشري ككل و الذي يجعلها قادرة على اكتشاف القواعد الثابتة في الكون .. اي انها تفترض ان هناك ثمة قوانين ثابتة في الطبيعة المتغيرة .! بل انها تفترض ان ثمة تماثلا موجود بين العقل والكون .! اي ان هذه الفلسفة جعلت من المادة/الطبيعة المتغيرة المرجعية الكامنة غير المتجاوزة حدود الزمان واسقطت بالفعل تلك المرجعية النهائية المتضمنة في النظم التوحيدية ، حيث الاله الواحد المنزه عن الطبيعة والتاريخ .
بعبارة اخرى ، ان الهيومانية سعت الى تأله الانسان وان يصبح مرجعية في ذاته .

من الحرية الالهية الى الاعتقال المادي :
ومع نهاية فكرة المقدس يفقد الانسان تدريجيا طبيعته المقدسة بعد ان نزعت عنه الهالة المحيطة به باعتباره كائنا مركبا يحوى في داخله سر الوجود فتنهار الارادة الانسانية القادرة على تجاوز الحيز المادي بحيث يصبح هذا الحيز الانساني والحاجز المادي سواء بسواء ولا يبقى من الانسان الا كائن طبيعي مادي لا يختلف عن الشئ – التشيؤ- ولا عن اي حيوان اخر فهو جسد وغرائز ..
ان مثل هذا الوضع لا يحقق الغاية المرجوة من التمسك به – الحرية المطلقة المتنزهة عن كل ما هو غيبي – ففي طريقنا للبحث عن مجال للارادة الانهائية وقعنا في قيد الحدود المادية فجعلنا من الانسان - بعد ان كان سر الكون وسببه وغايته - سجين المادة وجزء من الطبيعة لا يمكنه ان يعرفها ولا يتجاوزها .
لقد تم اختزال كل انساني بمنظوماته القيمية والقدرة على تجاوز ما هو زماني ومكاني تم اختزال كل هذا في جانب واحد "علاقته بالمادة" بحيث يتم رد الظواهر الانسانية المختلفة الى قوانين الحركة المادية وهو ما يعرف ينزع السر عن الظواهر .
وباختصار ، لقد اصبح الانسان حيواناً حرفياً كاملاً ..

الانســان ذو البعــد الواحــــد :
ظهر هذا المصطلح لاول مرة في كتابات هربرت ماركوز ويعني ببساطة الانسان البسيط غير المركب ويعد نتاجاً للمجتمع الحديث الذي يفرض الواحدية المادية على الكون فيسري قانون واحد على كل الاشياء مما يؤدي الى ظهور نزعة نفعية لدى الانسان .. اي ان من شأنه خلق طبيعة مشوهة لهذا الانسان المتقدم لقباً لا صفة طبيعة قوامها الحرية المطلقة للاختيار من بين المتاح من السلع المختلفة ويختفي وراء ذلك مجال الاختيار بين الاخلاقيات والقيم الانسانية ويفقد قدرته على التجاوز من خلال عمليتي "التكيف و التنميط " .
اي ان هذا المصطلح يعمل بدوره على جعل الجسد مركزاً يعلو على حساب الجوانب الاخرى للشخصية الانسانية .

عالــم بلا اخــــــــــلاق :
بعد ان وأدت الاخلاق حية في ظل موت الاله .. لا يبقى الا طرح واحد يفرض نفسه وبقوة انه "يمقدار شعورنا بالحياة والقوة يكون ادراكنا للوجود " وهذا ما عبر عنه زرادشت في معادلته اللااخلاقية :
" ليس الوجود الا حياة ..
ليست الحياة الا ارادة ..
ليست الارادة الا ارادة القوة " .
هذه هي المنظومة القيمية الجديدة التي جاء زرادشت يعلنها للانسانية وقد بلغت اقصى درجات الانحلال ... لكنها صادرة عن فكرة القوة وتقديسها لانه راى ان ارادة القوة هي جوهر الوجود ومن خلالها يمكن تفسير كل ظواهر هذا الوجود .
وهكذا ، تصبح الحياة مترادفة مع القوة .. فارادة القوة هي جوهر الحياة .
ولا رضى بل قوة اكثر واكثر .. لا سلام مطلقاً بل حرباً .. لا فضيلة بل مهارة ..
الشفقة على الضعفاء العاجزين اصبحت اشد الرذائل ضررا..ً

هكذا سيكون العالم في ظل الانسان الاعلى او الانسان بلا اله ، عالم نزعت منه الروح واصبح الانسان مثل الطبيعة لا يعرف الرحمة او الشفقة فيفقد جوهره الانساني المميز له عن باقي الكائنات الاخرى ..
ولن يكتب البقاء الا للدارونية التي اصبحت القانون الحاكم ، فلا بقاء الا للافضل ، وما الافضل الا الاقوى ، وما الاقوى الا من ثبت قوته في مقابل الاخرين ، وهذا يستدعي وجود الحرب ، حرب الجميع ضد الجميع كما طرحها الفيلسوف الانجليزي توماس هوبز بل انها اشد ضراوة من تلك التي سادت في حالة الفطرة الاولى فلا وجود لقانون طبيعي يمثل في ذاته مجموعة القيم والاخلاقيات التي تفتقر للالزام والتي يسترشد اليها العقل وانما سيتأله الانسان وسيصبح العالم صراع وحرب بين مجموعة من الالهة ويكون كل سيد عالم قائم بذاته يفرض على عبيده الضعفاء منظومة قيمية خاصة به مطبقة لهواه ومصلحته..

سيل من الدم سيكون هذا العالم ، لا قيمة لحياة الانسان الا في مقابل حماية عالم سيده ، ولا غاية تحكم الافعال الا تحقيق المنفعة ، وما المنفعة الا الشعور باللذة وهذا هو القانون الاعلى .

الفـوضـى العـالميـــــــة :
لننظر الى حال العالم .. لقد مات الاله .. ماذا بعد ؟؟
( كيف سيبدو المستقبل الخالي من القوة الالهية ؟ ) ...
لنفترض حدوث مثل هذا السيناريو الخيالي البعيد عن الرؤية الكاملة لما بعد ، سيكون الاساس هو الصراع والحرب والقاعدة هي القداسة المادية والالوهية الانسانية وسيصبح الايمان بالدين والله والروح شكل من اشكال الاغتراب للانسان عن جوهره .
( لكن لمن ستكون القبضة النهائية ؟ ) ..
اي لمن ستكون الالوهية العليا الجامعة لكل مراتب الوجود فان هذا العالم الذي انسحب منه الاله تماما اصبح بلا مركز يدور في افق الطبيعة غير متجاوز لعالم المادة لا يرتبط باي نقطة خارجه ، عالم بلا كليات ولا مطلقات ومن ثم لا يبقى سوى ارادة القوة وعالم داروين الذي تحسم فيه الامور وفق قانون المادة ، فالعالم من حولنا اصبح مادة محضة لا اسرارفيه ولا قداسة ، لا يوجد هدف او مركز او غاية ولا معنى للسعادة او الندم فكل شئ صار قابع داخل قصته الصغرى دون مرجعية كبرى شاملة لجملة حقائق الوجود (الاحدية ) .
لقد انتفت المنظومة القيمية الحاكمة للافعال واصبحت فكرة العقاب والثواب اسطورة مر عليها التاريخ فلا يخشى الانسان اي قانون سوى قانون الارض الوضعي غير المنزه عن الهوى والمصلحة صارت غايته ان ينجو بحياته على الارض فائزاً بمتعها دون ان يفكر في الجزاء الاخروي الذي سيناله وفق العدالة الالهية المطلقة او يفكر في هذا العالم اليوتوبي الذي تسوده كلمة الله العليا .
اصبح الانسان بلا قيم ولا معايير لا تحكمه الا الوحشية المظلمة القابعة داخله وظهرت حاجة ملحة الى اعادة تركيب المجتمع على اساس انه غابة يتصارع فيها الانسان مع الحيوان ، والانسان مع الانسان ، فهي حرب الكل ضد الكل لا من اجل الامن ، وانما من اجل المنفعة واللذة .

عصر مظلـــــم ومفكـــــك :
لكن ، ماذا اذا صدق هؤلاء المتنبئون بسقوط الالوهية الواحدية ؟ ماذا اذا كان العالم يتجه فعلا نحو فترة لا وجود لقبضة إلاهية مهيمنة فيه ؟ هل سيكون عالم من توازن القوة وغياب السلطة ام زيادة تقديسها واستوحاشها ؟..
ان مثل هذا الوضع ليس معروف على الاطلاق في التاريخ والحضارات الانسانية على مر العصور ، ورغم ان من انشغلوا في التفكير حول عالم بلا قيود خارجة عن ذاته القاصرة على تجاوزه لن يتمكنوا في طرح نظومة معرفية قيمية شاملة عن عالم اللاالوهية بل انهم افترضوا عالم الانسان الاله ، وحتى اعظم الحضارات في التاريخ الانساني لم تنسلخ عن المقدس وانها تقدمت في ظلال الاله بشكل او باخر .

( انا المبشر بالبرق ، وهذا البرق اسمه الانسان الاعلى .. ) .. زرادشت
اعلن زرادشت في مقولته هذه بدأ عصر الانسان الاعلى وهو مناضل مجاهد باستمرار يقدس الحرب ويبغض السلم ، يحيا في خطر على الدوام ، يبغض الشفقة ، يتحمل كل مسئولية ، ويؤمن بما يسمى العود الابدي .

( ان غيب الاله سيكشف عن عصر مظلم جديد فوضوي ) تسود فيه فترة من الالوهية الدنيا والصراع من اجل الملذات ، فترة من الحرب والدم لا اخلاق فيها ولا ضمير سيختذل جميعها في الانا .. الانا فقط.
نظام عالمي منقسم في ذاته ، عالم اعلى يحكمه قانون القوة والصراع ، تقضي فيه الشعوب الاقوى على الاخرى الاضعف من اجل الحصول على الموارد الطبيعية والخيرات والتوسع في رقعة الارض فلا حقوق للانسان ولا كرامة او قداسة له ، وعالم ادني تسوده السلعة فتصبح هي الغاية والهدف بل على الاكثر ، سيصبح الانسان في حد ذاته سلعة ويتحول العالم الى السوق الاكبر ..
تفكك كل ما هو انساني ، واصبح الانسان والحيوان سواء عبيد للطبيعة سجناء للمادة ..
ان اعلاء الانسان مركزية الانسان في الوجود بحيث يصبح عقله المرجعية النهائية والحقيقة المطلقة في ذاته هذا افتراض وهمي لان ما ينتج عنه الا استعباد له امام صنم العقل الذي سينهار بمجرد انهيار ثوابته ومطلقاته واثبات عدم قدرته على الالمام بكل حقائق الوجود بل سيعلو الكون عليه مدللاً على عجزه امامه ..
فينتج هذا الانسان المفكك الذي لا حول له ولا ارادة امام تلك الطبيعة الجامدة في حكمها والمتغيرة في قانونها ..
لكل تلك الاسباب ، يجب ان يخيفنا نهاية فكرة الاله المتجاوز والمفارق للمادة ، المجاوز للطبيعة والتاريخ الذي يمنح للكون تماسكاً وهدفاً نهائياً فيبقى لنا عالم اجزاء لا يشكل كل ، و فرض عالم الالهية الانسانية الواهية التي احدثت ثقوباً في صورتها الهشة عن نفسها ، بعد فرض الواحديق المادية على الكون ..

كن حذرا فيما تفكر ، ان البديل لغياب الربانية الواحدية لن يكون ابدا السيادة الانسانية المطلقة بل الالوهية الطبيعية (المادية) المتسوحشة وسيصبح الانسان عبدا لتلك القوى – التي كان قد سخرها الله لخدمته – التي لا يستطيع تجاوز حدودها او الخروج على قوانينها وينتج فراغا شاملاً من الروح ..
تلك الفوضى العالمية ستؤدي بالطبيعة الى انهيار هذا الاله الانسان المشوه الخالي من الروح العابد لجسده وذاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عالم من دون إله .! ياسمين كامل منصور الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 14:56 المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عالم من دون إله .! ياسمين كامل منصور الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 14:56 المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  السلطة ومسرح التعذيب : دراسة للخطاب السياسي للجسد - الميادين المصرين نموذجاً ياسمين كامل منصور الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 14:58 المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
»  السلطة ومسرح التعذيب : دراسة للخطاب السياسي للجسد - الميادين المصرين نموذجاً ياسمين كامل منصور الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 14:58 المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
»  اليات الخطاب السوسيولوجي عن بيير بورديو بين التنظير والممارسة عبد الله بربزي الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 23:14 المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
» عصام بوشربة الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 08:25 المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
»  رامي أبو شهاب الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 23:50 المحور: الادب والفن

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: