** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
 رامي أبو شهاب الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 23:50 المحور: الادب والفن  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  رامي أبو شهاب الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 23:50 المحور: الادب والفن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

 رامي أبو شهاب الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 23:50 المحور: الادب والفن  Empty
15102013
مُساهمة رامي أبو شهاب الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 23:50 المحور: الادب والفن

لعل أهم ما يميز" الحداثة" تلك النّزعة اليقينية، والمثالية تجاه العالم، والأشياء، غير أن "ما بعد الحداثة" أتت لتقوض هذا النهج بنزعتها المُتشككة تجاه القيم، والحقيقة، والتاريخ، وحتى الهوية، مع ما يكتف الأخيرة من هواجس، نتجت بفعل تسارعات العصر، وتعقيداته. وهكذا تبقى الهوية في حالة تشكّل مستمر، كونها أسيرة تمثيلات لغوية، تتمظهر بعلامات، أو مُتلفظ، يخضع لسياقات متعددة. وفي سياق معالجة الهوية برزت رواية "ساق البامبو" الحائزة على "الجائزة العالمية للرواية العربية للروائي الكويتي سعود السّنعوسي، إذ نسعى لاختبار مستويات الخطاب الروائي من حيث مكوناته، والحيثيات النّصية، بالتضافر مع استراتيجيات، تكوّن وتشكّل (الهوية) لاسيما بعد أن ارتدت مسوخ القلق، جراء عدم التّشكل والاكتمال؛ نتيجة البنى الثّقافية المُوتورة، والتّمثيلات السّلبية التي تضطلع بها مجتمعات حائرة بين مظاهر الحداثة، وقِيَمِها.
ما بعد الحداثة وإشكالية النسق
لا ريبَ أن رواية "ساق البامبو"، تمتلك تشكيلاتها السردية التي تنطوي على نُضج فني في المعالجة والطرح، ولكن علينا أن نختبر إشكالية النسق الفني من حيث تعالقه بموضوع ما بعد حداثي، ونعني الهوية، وما يطالها من مخاضات التكون والاكتمال، وهذا يدفعنا إلى التساؤل حول قدرة النسق على الاتساق مع قيم ما بعد الحداثة، لاسيما من حيث الفكر المُتشكك تجاه الأشياء، والعالم برمته! ما يلاحظ أن الرواية قد اتسمت بطابعها المُتحفظ، إذ لم نلمس انتهاك البنية السّردية التّقليدية، ولم نلمح كذلك نسقاً مُتشظيّا، أو مقوّضاً للنسق الكلاسيكي، أو هدماً للشخصية السّردية، وتجريدها من امتيازاتها، كما ظهرت في موجة الرواية الجديدة، وأعلامها روب غرييه، ونتالي ساروت، وكلود سيمون، وهذا أيضاً ينسحب على تعمية للمكان، وتقويض ملامحه، علاوة على وجود سرد مضاد، وما إلى ذلك من سائر التّقنيات والأساليب الروائية التي تسعى إلى هدم ونقض النّسق التقليدي والمألوف للرواية في عصر الشك كما تطلق عليه نتالي ساروت.
وعلى الرغم من التّشكيل شبه النمطي للرواية، إلا إننا لم نعدم وجود ملامح ما بعد حداثية، تتمثل بالحيلة السردية التي لجأ لها السنعوسي في العتبات النصية للرواية، إذ جعلها رواية مترجمة عن اللغة الفلبينية. هذه الحيلة مارست دوراً إغوائياً، وربما شيئاً من التشويش، ولكنها كانت محاولة لتحقيق الصدمة، أو الدهشة، فالمتلقي لم يعتد هذه الممارسة، أي قراءة نص مترجم عن الفلبينية، كون هذه الثقافة في الوعي العربي، لا ترتبط بقيمة علوية، أو سلطوية، فهي تنحاز إلى الهوامش، وليس إلى المركز الحواضري(المتروبوليتان)، وهنا نلمس تشكيلاً ما بعد حداثي، ينهض على نزعة تشككية ناقدة، ومقوّضة لمفاهيم مُنجزة في الثقافة العربية تحديداً. السنعوسي يجعلنا ندرك ما تنطوي عليه دواخلنا من نظرة دونية لثقافات، نعدّها أدنى مرتبة، تبعاً لعوامل اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، ولهذا فإن آدابها لا تستحق أن نتلفت لها، كما اعتدنا أن نتلفت لآداب أمم أخرى، تفوقنا حضارياً، وبذلك يقع النص على صاحبه (ذاته)، وقع الحافر على الحافر من حيث تجاور ثقافتين، من منظور أن الرواية تنهض على ذات هجينة من أب كويتي، وأم فلبينية، ونعني الشخصية المحورية (عيسى-هوزيه) وهذا يسهم في تفعيل التّشظي اللغوي على مستوى النص.
وفي سياق مستويات الخطاب نحيل إلى عنوان الرواية ببعده الإغوائي القائم على عنصر إيقاعي، مع شيء من الغموض، مما يشي بعديد من الدلالات المضمرة. فالعنوان يقوم على كلمتين: الأولى عربية (ساق)، في حين أن الثانية (البامبو) وهي لفظة إنجليزية، يقابلها في العربية (الخيزران). وهنا نقرأ تجاوراً لغوياً، يحتمل نسق الهجنة والإرجاء، من منظور أن اللغة تمارس دوراً في تقويض الاستقرار النسقي للرواية، فهي تعد من مستويات التقارب بين الأيدولوجيات والممارسة الفنية، وذلك من جهة الوفاء لقيم ما بعد الحداثة، إلا أنها كانت ذات حضور مقنن وخجول. وهكذا نتوصل إلى أن حمولة الطرح أيديولوجياً، مع ما يتسم به من نزعة ما بعد حداثية، جاء متقدماً على الممارسة السردية، وتكوينها الفني الذي آثر نسقاً وبنية محافظة.
مستويات الخطاب
إذا ما تجاوزنا العتبات النصية اللغوية، ومضينا إلى الرواية بتعدد مستويات خطابها، سنجد أن العمل يقوم على أنساق ثقافية يؤسس لها السنعوسي من خلال من رصد ونقد بنية مجتمعية، وما تضطلع به من تصورات، وتمثيلات تطال الأنا والآخر على حد سواء، ومنها نجد التنازع اللغوي لكينونة إنسانية، فالشخصية المحورية في الرواية، تعكس إدراك الأنا، وتحققها عبر العلامة اللغوية (العلميّة) فهي حيناً (عيسى)، وحيناً آخر (هوزيه)، وهذا يُستكمل مفهوم الإرجاء القائم على عدم تبلور الهوية في العالم ما بعد الحداثي. عيسى أو هوزيه (كويتي فلبيني) يمثل حضوراً في عالم وسطي بيني، وهو عالق بين ثقافتين، وديانتين، بل بين عرقين، بل وكذلك بين مستويين اجتماعيين، إنه في مساحة رمادية بين متناقضين، فهو السّيد باطناً، والخادم ظاهراً، وفي سياق هذا التطلع، نجد أن إدراك انعكاسات العالم، تتراءى للقارئ عبر انطباعها على كيان هذا الفتى الحائر بين دمه الهجين، ووجه الغريب، وإنكار المكان.
عيسى -هوزيه ثمرة زواج الأب الكويتي من الخادمة الفلبينية، ووجوده كان ببساطة ردة فعل من قبل الأب الذي أراد معاقبة والدته" السيدة غنيمة " لرفضها زواجه من الفتاة التي أحب. الأب يُؤطّر في سياق شخص مثقف، ومتنور، وبل منفتح على الآخر، وهو كذلك يتعاطى الكتابة، فضلاً عن أنه وطني حيث يموت في حرب الخليج الأولى، مما يصعب على عيسى استعادة هويته في موطن والده. ترحل الأم الفلبينية بابنها من الكويت إلى الفلبين بعد أن تطرد من قبل (الأم غنيمة)، وهناك يلامس عيسى واقعاً، يؤسس لتكوينه الشفيف في عالم حزين، وفقير، وقاس. وفي أرض أمه يمتلك لغته، وثقافته، ودينه، بل وحتى فقره، ولكن هذه المعطيات تبقى في حالة إرجاء، أو غير مكتملة الإنجاز إلى أن يستعيد الطفل حقوقه بحصوله على جوازه الكويتي ومواطنة تكفل لها حقوقه المادية والمعنوية، وذلك سوف يؤجل إلى أن يكبر الطفل، ويصبح رجلاً، وفي أثناء ذلك، فإنه يختبر مراهقة، تتخللها ابنة خالته (ميرلا) التي كانت هي الأخرى ثمرة عالم ما بعد حداثي، متعدد، وهجين، فهي من أب أوروبي (مجهول الهوية)، في حين أن الأم فلبينية (خالة هوزيه). إذن هوزيه وميرلا متماثلين في هوية غير محسومة، مما يعمق أزمتهما الوجودية في هذا العالم.
إن مستويات الخطاب في رواية "ساق البامبو" تتعدى المستوى العرقي إلى مستويات منها: اللغة ، والدين، والممارسة السياسية، والتاريخ، وحتى الطبقة الاجتماعية، والعادات والتقاليد. فعيسى في الفلبين كان يرجئ حسمه هويته الدينية، فهو لم يرتبط بالكنيسة (روحياً) على الرغم من خضوعه لطقوسها، فأمه كانت تصر على أنه مسلم، في حين أن خالته جعلت منه مسيحياً بالتعميد، ومع ذلك فإن هذا التعميد، وسائر الطقوس الدينية، كانت مثار تشكيك من قبل هوزيه، فهي لم تتعد كونها طقساً لا يمس الرّوح، وحتى حين يرحل إلى الكويت، يبقى الإرجاء الديني واقعاً، بالتجاور مع محاولات لبناء هوية دينية حقيقية، أو لنقل إدراكها، لذلك يشرع عيسى في تعلم والتثقف في الدين الإسلامي، غير أن هويته الدينية، ودمه، لم يجعلا منه شخصاً مُرحّباً به في مجتمعه القائم على هيمنة النقاء العرقي، وقيم العار، والعائلة... فوجه هوزيه كان يقف عائقاً في سبيل تقبله لدى عائلته الكويتية، فأُخفي في ملحق (مبنى مجاور) لمنزل العائلة، وهنا نقع على نموذجين مجتمعيين في كيفية التعاطي مع هذا الفتى، وما يمثله، فقد انقسمت العائلة إلى جزء رافض له، ولوجوده، بل والسعي لإخراجه من الكويت، بينما القسم الأكبر كان أكثر تقبلا لوجوده، والسعي لمساعدته في استعادة هويته، وحقوقه الوطنية الكاملة. ومع حصول هوزيه على جواز سفره الكويتي، إلا إن ذلك لم يكن كافياً. فالمجتمع وتقاليده كانت أقوى من القانون، ولهذا يهجر الفتى الملحق، ويعيش وحيداً في شقة، وهناك يحاول أن يؤسس لوجوده، غير أن الواقع يبدو أشد وطأة، فيلفظه المكان، لأنه ببساطة يرفض وجهه، ولغته، وتداعيات وجوده في هذا العالم.
وفي سياق نقد المجتمع، تتسع الرواية كي تلقي الرواية الضّوء على مشكلة "البدون" من خلال شخصية (غسان) صديق والد عيسى أو هوزيه، إذ رفض طلبه للزواج من عمة عيسى، كون غسان ينتمي إلى "البدون". وهكذا تتضح مقصدية الرواية عبر انتقادها للإقصاء الذي تمارسه مجتمعاتنا على الآخر... الذي لا يشبهنا، بل وحتى للأنا، لاسيما حن لا تكون غير نقيّة، كما حصل مع هوزيه في أقصى حدوده، فهو عربي كويتي – فلبيني، وبدرجة أقل مع غسان. هذا النسق من الإقصاء يجعل من القيم الدينية التي ينتهجها هذا المجتمع مشوشة لدى هوزيه، إذ لا يتمكن الفتى الفلبيني -الكويتي من تفسير هذا التّناقض بين الخطاب والممارسة، وهذا كفيل بإحداث شرخ ثقافي لدى عيسى مما يعمق أزمته الوجودية.
وفي الختام يغادر هوزيه الكويت عائداً إلى الأرض التي فهمها، وأدركها (الفلبين)، لاسيما عبر جمالها الطبيعي وتاريخها، يعود إلى ميرلا التي تشبهها في عدم نقائها العرقي، والتباس هويتها، غير أنها تشبهه في قلقها، وألمها... يعود إلى أرض جده الذي كرهه، يعود إلى أرض شجرة البامبو، إلى الأرض التي مارست هي الأخرى حكماً بالاختلاف، فهو ينعت في الفلبين بـ Arabo، ولهذا فإن عودة هوزيه-عيسى لا تكتمل شعورياً، إذ يبقى شيء منه هناك. في الصفحة الأخيرة من الرواية نواجه التّشظي النفسي للهوية، وهذا يتضح عندما نرى هوزيه -عيسى وهو يشاهد مباراة كرة قدم بين منتخبي الكويت والفلبين، إذ يفرح عندما يسجل كلا الفريقين، مما يعني أن هويته ما هي إلا تكوين هجين، فهو ما زال حائراً إلى أي الثقافتين ينتمي! خاصة في زمن ما بعد الحداثة التي أسقطت الحدود وتجاوزتها، فلم يعد لنقاء الأنا وجود إلا في مجتمعات مأزومة بذواتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

رامي أبو شهاب الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 23:50 المحور: الادب والفن :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

رامي أبو شهاب الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 23:50 المحور: الادب والفن

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  ما هى الثقافة؟ داود روفائيل خشبة الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 13:56 المحور: الادب والفن
»  عندما تكتب أنثى .. سعيدة الرغيوي الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 00:25 المحور: الادب والفن
»  السعادة في -حديقة أبيقور- إشباع للرغبات وموت لايخيف ناهدة جابر جاسم الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 18:56 المحور: الادب والفن
»  داعش...الدولة الأموية القادمة! سامح عسكر الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 21:22 المحور: مواضيع وابحاث سياسية
» ما قبل انقلاب يوليو كانت ثورة محمد حسين يونس الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 14:53 المحور: مواضيع وابحاث سياسية

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: