كتب الباحث السعودي حسن بن فرحان المالكي في مقال يحمل نفس العنوان ما يلي بتصرف بسيط.."
1- قاعدة أسامة بن لادن لا تمثل الفكر الأموي كما تمثله داعش.
2-داعش هي الفرع العراقي من القاعدة لكن في الفكر تختلف.
3-داعش لها أصالة شيطانية لا تضاهيها لا القاعدة ولا غيرها.
4-داعش استطاعت القضاء على كل التيارات "الإسلامية"في العراق.
5-ثم جاءت داعش إلى سوريا وقضت على التيارات"الثورية الإسلامية" لأنها كتيارات العراق هي تيارات منافقة وكافرة مرتدة من وجهة نظرها.
6-داعش لم يبقِ معها إلا جبهة النُصرة وبعض لواء التوحيد، وهي تطلب مبايعتها وإلا فالسيف،وهزمت الجيش الحر في أكثر من معركة واقتربت من تركيا.
7-داعش هي الدولة التي توقعتها منذ عام، وستمتد من العراق للشام، وسيطلب شيوخها تحرير الحرمين.
8-فكر داعش هو فكر ابن تيمية ومحمد ابن عبدالوهاب وغُلاة الحنابلة، بل هي أكثر صدقاً في تمثيل الغلو من حملة وحُماة هذا الفكر نفسه.
9-بل داعش هي أكثر غلواً من القاعدة، وهي مع ذلك تعتبر معتدلة إذا قسناها بالتراث الدموي الذي يُشكل الخلفية العامة والمنهاج لجماعات الإرهاب.
انتهى كلام الباحث والذي يبدو من أول لمحة أن به شيئاً من اليقين بطبيعة ومستقبل داعش، وربما يظهر كلامه للبعض أن به ثمة مبالغة، ولكن بحُكم متابعتي للشيخ فالرجل ممن أصفهم بالعقلانيين العرب، وأن عاطفته موجهة تحديداً إلى التحذير من هذا الفكر الذي تفشى بشيوع المنهج السلفي، فقد كتب الباحث السعودي صرخات من قبل بأن الفكر الجهادي الذي تبناه "الجيش الحر"في البداية ضد بشار الأسد -مقنعاً بكراهية وعداء للشيعة-سيفرز في النهاية تيارات أشد تطرفاً من الجيش الحر، وربما لا يجد المقاتلين من يتبنى أفكارهم "الأكثر غلوا" فينتقلوا هذا الانتقال إلى داعش باعتبارها الدولة التي ستواجه الشيعة والنصارى والعلمانيين...إلخ.
إن ظهور داعش بهذه القوة يعكس وضوح أهدافها، فالقوة تأتي من الوضوح،وأتذكر في البداية أنني كنت مؤيداً للحراك "الثوري"في سوريا"إلا أنه وبعد شهرين فقط من هذا الحراك رأيت مظاهرات طائفية موجهة لطوائف بعينها في سوريا، وهنا استشعرت القلق، أن الحراك الجماهيري هو مشروع غضب طائفي وليس مشروعا للإصلاح والبناء, واتخذت موقفاً ناقداً لهذا الحراك خاصةً بعد الكذب المتعمد الذي مارسه قيادات هذا الحراك ونفوا فيه وجود هذه النوعية من المظاهرات، ولكن يشاء السميع العليم أن تمر الأيام والسنون ويظهر معدن هذا الحراك الطائفي ..الذي يصمه البعض بأخطر جريمة طائفية قد تقضي على بلاد الشام بأكملها.
كذلك فالنخبة السورية والعربية التي أيدت هذا الحراك مسئولة عن ظهور داعش، ورغم أن أكثرهم ممن يُوصفون بالمثقفين العرب إلا أنهم لم يفطنوا إلى طبيعة هذا الحراك ...حتى وبعد تطوره إلى مستوى الحرب الأهلية والقتل والذبح والتشريد اليومي للسوريين لم يُراجعوا أنفسهم، وكأننا أمام تاريخ أموي جديد يقوم فيه العامة بدور الممثلين الذين يؤدون مسرحية مكتوبة لهم سلفاً، ويقوم الشيوخ بتشريع هذه المسرحية كأنها عرضُ من الله لينالوا البركة، ويقوم فيها الخصوم بالتعبئة فيقتلوهم العامة ..لأنهم أعداء الله، وكله بفتاوى وبركات الشيوخ الذين أجهزوا على هذه القطعة الغالية من أرض العرب.