ا09/07/2013
في سياق تعليقها على أحداث العنف الدموية أمام مقر دار الحرس الجمهوري, نقل مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن شهود عيان أمام هذه المنطقة أنهم رأوا أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يؤدون صلاة الفجر، وبعد فترة وجيزة سمعوا أصوات الأسلحة الآلية الثقيلة تنهال فوق رؤوسهم, فلاذ أنصار مرسي بالفرار للاحتماء وراء الحطام في الشوارع واللوحات الإعلانية. وبحسب أحد الإسلاميين لم يكشف عن هويته، فإن دبلوماسيين أميركيين اتصلوا بقادة جماعة الإخوان المسلمين في محاولة لإقناعهم بإعادة الدخول في العملية السياسية، وأضاف: «إنهم يطلبون منا إضفاء الشرعية على الانقلاب» مؤكداً أن الموافقة على إزاحة رئيس منتخب هي بمثابة موت للديمقراطية المصرية.
أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية, فقد خصصت إحدى افتتاحيتها للتعليق على تطور الأحداث في مصر, حيث قالت مجددا ليس هناك من شك في أن ما حدث بمصر انقلاب للجيش على رئيس تم انتخابه بشكل ديمقراطي، مؤكدة أن ذلك رد فعل خاطئ لما تعيشه مصر من مشاكل وأزمات. وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأميركية فشلت في إيقاف هذا التدخل العسكري ضدها، لذا فإن الإجراء الذي ينبغي اتخاذه وفقا للقوانين الأميركية أن يتم وقف المعونات للنظام الجديد, بما في ذلك المنحة السنوية البالغ حجمها 1.3 مليار دولار، حتى تعود البلاد إلى مسار الديمقراطية مرة أخرى، فضلا عن وضع جدول زمني واضح لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، ومنح الحرية لوسائل الإعلام، بما في ذلك إعادة بث القنوات الإسلامية التي تم إغلاقها، وضمان حرية التجمع، والحرص على إجماع القوى السياسية على أية تعديلات دستورية دون تدخل المؤسسة العسكرية. وأضافت أن الشروط الأميركية يجب أن تشمل أيضا إطلاق حرية الإعلام، بما في ذلك إعادة فتح القنوات الفضائية التي تتبع للإخوان المسلمين المغلقة حاليا، وحرية التجمع والتنظيم، وأن تتم أية تعديلات للدستور بإجماع القوى السياسية دون تدخل من الجيش.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن السياسة الأميركية تجاه مصر لم تقم على المبادئ, بل على الخوف, ما أسهم في إبعاد أميركا عن الجميع، ودعت واشنطن للتوقف عن البحث عما يعفيها من وصف ما حدث بمصر على أنه انقلاب عسكري, والتركيز على جعل رغبة الجيش المصري في الحصول على شرعية دولية وسيلة ضغط للعودة إلى الديمقراطية.
الثلاثاء يوليو 30, 2013 9:11 am من طرف حمادي