الكرد في ظل الربيع العربي!!!
ا.د. ابراهيم ابو جابر
2012-08-08
انطلقت شعلة الربيع العربي بداية لرفع ظلم وجور الانظمة
الاستبدادية والشمولية عن كاهل المواطن العربي بعدما غدا مسحوقا وفاقدا
لكرامته وإنسانيته باحثا عن توفير قوت عياله لحرمانه من ثروات بلاده.
هذا الربيع العربي الذي انطلق من تونس وحذت حذوها دول عربية اخرى كانت
اخرها سوريا ,لم يخل من اثارته لبعض القضايا وعلى رأسها النعرات الطائفية
والمذهبية لا بل اعطى فرصة لدعاة الانفصال لدى بعض الملل والطوائف ومن
جملتها الاكراد بدعم غربي خفي.
فالحاصل في سوريا حاليا اشبه ما يكون بما حصل في العراق مع
اختلاف في وسيلة ونوعية حاملي راية التغيير والاصلاح ؛ففي العراق رفعت قوى
الانفصال صوتها فغدت العراق مهددة بالتقسيم وبالتحديد انفصال اقليم
كردستان العراق, وكذلك الحال في سوريا ؛فاقليم كردستان سوريا اليوم في ظل
الثورة بدا مستعدا لاخذ زمام المبادرة وبلورة متطلبات المرحلة القادمة
والاستعداد لها وبالذات بعد زوال نظام الطاغية الاسد.
وفي حال زوال النظام السوري البعثي الحالي ونجاح الثورة فان المشهد السوري
لن يكون بعيدا عن المشهد العراقي . فالمشهد العراقي قابل للتطبيق في سوريا
لتشابه النسيج الاجتماعي لكلا القطرين ,فهناك طوائف مسلمة من سنة
وشيعة(علويون) ودروز واكراد ومسيحيون وغيرهم؛وبالتالي فان العملية السياسية
على مستوى المشهد السوري ستطغى عليها المحاصصة السياسية , لا بل وخصوصيات
كل اقليم واخر وعلى راس هذه الاقاليم اقليم كردستان سوريا الذين اصبح
الاكراد فيه الان مسيطرين على مفاصل الحياة في الاقليم من خلال السيطرة على
المعابر البرية ومراكز الشرطة والامن والمؤسسات الحكومية الخ.
نجاح الثورة السورية سيؤدي لا محالة لارتفاع اصوات المنادين بالفدرالية
ايضا كبديل للانفصال بحيث يضمن سكان كل اقليم واخر فرصة المطالبة بالانفصال
مستقبلا بعدما تستقر الاوضاع السياسية والامنية مثلما حصل في السودان
وبوادر ذلك على المستوى العراقي.
ان التدخلات الغربية في شأن الثورات العربية او الربيع العربي ازدادت بعدما
خاف الغرب ان يفوتهم القطار فلوحظ تدخلهم السافر في ليبيا وتكبيلهم لها
بمنظومة من المعاهدات السرية والعلنية حتى ان الانتخابات البرلمانية
الاخيرة فيها كان الفوز فيها حليف محمود جبريل غربي النهج والفكر ؛ والحاصل
في سوريا لن يكون بعيدا عن المثال الليبي فالكل يعرف الان ان هناك قوات
كوماندوز بريطانية وفرنسية وغيرها تعمل على الاراضي السورية الى جانب
الثوار اضافة لتسليحهم وتدريبهم ودعمهم ماديا ولوجستيا, اذن ستقف القوى
الغربية مساندة لحركات الانفصال والانقسام في سوريا ,أي انها ستدعم ولو سرا
انفصال اقليم كردستان سوريا كما دعمت اقليم كردستان العراق ليس حبا في
الاكراد وانما حبا فيما هو تحت التراب الكردي أي البترول. وعليه فان فرص
اندماج اقليمي كردستان العراق وسوريا واردة جدا حيث يمكنهم من خلالها تشكيل
دولة كردية او نواة لدولة كردية تجنبا لردة فعل تركيا المعارضة القوية
لذلك.