** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  العقاب والدب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

 العقاب والدب Empty
10062012
مُساهمة العقاب والدب

يبدو
ان هناك تجانسا جينيا بين القيادة الروسية والقيادات العربية، يصل الى حد
الاستهانة بدماء الشعوب والمظلومين والمكلومين، وصولا الى تبرير الاستبداد
والظلم والقمع والارهاب والبطش، وتجاوزا الى حد الاشتراك بالولوغ بدماء
الناس التي تواجه كل اساليب الموت والدمار بصدور عارية، من اجل مطلب واحد،
وهو الحرية والعدالة والمساواة في العيش الكريم.

طبعا نحن كعرب لا نستغرب ذلك
ابدا، لأننا ومنذ الصراع العربي المستمر مع القوى الاستعمارية في البلدان
العربية والاسلامية، لم نر أي مساندة من الاتحاد السوفيتي سابقا، وكذلك مع
روسيا التي انهار اتحادها امام اعينها دون ان تستطيع او حتى تملك المبرر
او الوازع للقتال من اجله او الدفاع عنه.

روسيا كما وصفها دوستويفسكي
اكثر من مرة في اكثر من موقع في رواياته، لا تتقن ولا تستطيع الوصول الى
دور ريادي ومميز في التاريخ، لأنها كانت وستبقى تلهث خلف القوى الاعظم
منها والاقوى، لتتابع خطواتها هنا وهناك، ولتحاول من اجل ان تبدي قدرتها
وعزتها وكرامتها المتآكله، في معارضة ما تود الدول التي بيدها قرارات
التغيير في العالم اقراره على الساحة العالمية.

حتى ونحن اطفال كنا نفاجأ من
تثاقل الموقف السوفيتي وعرجه وشلله، في حين كانت المواقف الامريكية
والأوروبية اقوى واسرع واجرأ، وحين كنا نحادث من هم اكثر منا خبرة في
السياسة، كانوا يبتسمون ويقولون: ( وما وجه الغرابة في ذلك، فالروس عبر كل
مراحل تاريخهم عاشوا هكذا، دون ابداع او سبق في الحضارات والمدنيات، لانهم
اكثر عجزا الى التحول عكس ما نشأوا عليه وكانوا، انظر الى الروس والدب
القطبي، وانظر الى الامريكيين والعُقاب، عندها ستعرف الفرق الهائل بين
هؤلاء وهؤلاء).

الدب يعتمد على حواس سفلية،
كلها تسير من خلال زوايا محددة وكأنها متوازية القطارات، لذلك تراه رغم
توحشه ورغم ما يبدو عليه من قوة ومتانة، بطيئا ومغرقا في الغباء الى حد
الاستفزاز الشديد الذي يدفع الى النقمة واحيانا الى الشفقة عليه وعلى
تكوينه.

اما العقاب، فانه يملك المساحات
الكبيرة الممتدة في وقت يكاد يكون كالبرق اذا ما قيس بالدب، بالإضافة الى
ذلك فهو يملك الرؤية الواضحة القادرة على تحديد اصغر المخلوقات عن
ارتفاعات شاهقة، ويملك ايضا القدرة على المناورة بين الهبوط للانقضاض
والصعود المتموج للمرواغة والايهام بلحظة الانقضاض بين فترة واخرى، وهو
فوق كل هذا يتميز باختراق الحدود الفاصلة بين المساحات الممتدة امام
ناظريه الى المساحات المتخفية عن ناظريه.

الثورات العربية قامت، بدأت في
تونس، وامتدت لتشمل كل الاقطار التي تهزها الانتفاضات والثورات المباركة،
راقب العُقاب من فوق كل شيء، ادرك وبسرعة البرق وقوة الرؤية واتساع
مساحتها، بان النصر لن يكون الا للشعوب، فشد امتعته وحزم حزامه واطلق
صيحته بالوقوف الى جانب الشعوب ومطالبها وحقها في التغيير وصناعة المستقبل
بعيدا عن الطغاة التي تمسكوا بالحكم بقوة النار وضغط السجون ونزع الارواح
بتهم ملفقة مزيفة كتاريخهم الضاج بالهزائم والزيف.

اما الدب، فلانه لا يستطيع ان
ينظر للأعلى او يتمكن من رؤية اكثر مما بين قدميه، ولأنه ورث منذ اجيال
طويلة ثقافة الابادة والقتل والتدمير والتمزيق لمن لم يستمع لمقولته، سواء
من ابناء شعبه او الشعوب الاخرى، فان رائحة الدماء التي تسفكها الانظمة من
اوردة الشعوب، قد نبهت احساسه الغريزي بالشهوة الدموية، ولان قوة الدم
عنده اقوى من قوة الحياة، فانه انخرط بكل ما يملك من قوة بتعزيز قوة
القتلة من الحكام الذين لم يراعوا في الناس الا ولا وذمة، بل وتمادى الدب
وهو ينقل نفسه من حفرة جليد الى حفرة جليد لاتهام المقتول بالقتل، واتهام
القاتل بالرأفة والبراءة.

نحن كمسلمين وعرب، نعرف منذ
اجيال طويلة بان الرهان على الموقف الروسي هو رهان على حصان كسرت قوائمه،
حتى ان هذه المقولة تزاوجت بين اجيال وبين ثقافات، فبتنا حين يقال لنا بان
الروس سيقفون الى جانبكم نشعر بالخوف من هذا الفأل وهذا الوقوف، فنحن لا
نريد ولا نطمح ان يقف معنا من هو مسلوب الارادة ومعدوم القدرة، ومن لا
يملك من نهايات قراره في القضايا التي يؤيدها شيئا، لان العُقاب ومن حوله
مستعدون دوما لتقديم ما يمكن اسكات جوع الدب وشهيته المتقيحة للدماء ونثار
ما يخلف العقاب.

روسيا اول دولة اعترفت بالكيان
الصهيوني، وهي ما زالت حتى اليوم تتمنى ان تكون على علاقة وطيدة به ، لكن
الصهاينة انفسهم ادركوا بان الدب لا يساوي أي قيمة امام العُقاب، فتحولوا
نحو العُقاب فقدم لهم ما ارادوا من حماية، وصلت الى ان الدب الذي اعترف
بهم من البداية اصبح لا يملك من امر ذاته الا قليل القليل امام الربيب
الذي يتكفله العُقاب.

يوم حروب صربيا، والتطهير
العرقي الذي مورس ضد المسلمين، والابادة، والمجازر، والترويع للأطفال
والنساء والرجال والشيوخ، في هذا اليوم وقف الروس مع القاتل، ساندوه في
مجازره، وعاضدوه في تطهيره العرقي للمسلمين، وبرروا ووافقوا وشاركوا في
ترويع الاطفال والفتيان والشيوخ، واستباحوا مع الصرب اعراض المسلمات، حتى
وصلوا مع الصرب الى احط درجات يمكن ان يصلها حيوان قبل
الانسان.

لكنهم ومع كل ما بذلوا من جهد
من اجل تتويج تاريخهم بالمجازر والذبح والسلخ والاغتصاب والقتل، لم
ينجحوا، ليس كرما منهم، او من نبل خلق لفحهم، بل لان العُقاب تدخل في لحظة
حاسمة، فأوقف القتل والذبح والسلخ، ونقل قادة المجازر الى المحاكم الدولية
فمنهم من مات كمدا او قهرا ومنهم من ظل خلف القضبان ينظر الى الدب الذي
اصيب بالكساح يوم احتاجه من والاه ووثق من قدرته وصدق
عهده.

على روسيا ان تفهم منذ الان،
بان التحولات في الوطن العربي هي تحولات جذرية، تقودها الشعوب التي اضطهدت
منذ فترة طويلة، وان الشعوب التي استطاعت ان تواجه وما زالت تواجه انظمة
الاستبداد والقتل والتنكيل والجريمة، بصدورها العارية، حتى تمكنت من فرض
ارادتها على وجه التاريخ وحركته، فالقت بأنظمة الدماء والمجازر في مزابل
التاريخ، هذه الشعوب قادرة ايضا وبالفطرة على احصاء انفاس من ساند جزرهم
وذبحهم وسفك دمائهم والولوغ بأعراضهم الى يوم تكون الحسابات فيه بين
ايديهم، وحين تأتي تلك اللحظة، فان روسيا بشكل خاص والصين سيواجهان حسابات
التاريخ الملطخ بالدماء بأسلحتهم وبتصريحات ومواقف قادتهم التي شاركت
وبشكل مباشر في تحطيم الحلم وتكريس انظمة القتل، وستكون روسيا والصين، في
نفس قفص الاتهام الذي يقف فيه من استباح دماء الشعوب
وتضحياتهم.

ليس لروسيا او الصين، أي مكان
في قلب أي عربي او مسلم، سوى مكانة الكراهية والاشمئزاز والنفور بل
واحتقار كل تصريح وموقف، واذا ارادت هاتان الدولتان ان تعرفا صدق ما نذهب
اليه، فعليهما ان يقوما باستبيان واضح وشفاف داخل الاوطان العربية
والاسلامية، يؤخذ فيه راي الشارع وراي المثقف الذي يحرص على قضايا امته
وتاريخه، عندها سيتم اكتشاف حجم التقزز والقرف الذي يرافق اسم هاتان
الدولتان.

وهنا لا بد ان ننوه، باننا لا
نقصد مدح امريكا او الاتحاد الاوروبي، فهما لهما تصور خاص في العقلية
العربية والاسلامية، ولكننا هنا ننوه الى قدرة اوروبا وامريكا في استشفاف
مصالحها من خلال سرعتها ورشاقتها بادراك المستقبل وتحولاته، وسنراهما كلما
تقدم الموقف الثوري في الوطن والعربي ونضج، يطوران مواقفهما مع التقدم
والنضوج الذي يتم.

من هنا تكمن المفارقة بين
العُقاب وبين الدب، بين من يستطيع ان يواكب حركات الشعوب ويدعمها وفقا
لمصالحه وقضاياه، وبين من تحجر موقفه بصورة مطلقة امام حرية الشعوب وتوقها
الى الحرية والخلاص والعدالة، وروسيا اثبتت براعتها وبشكل غير محدود في
قدرتها على المشاركة بالجريمة والدم النازف، بل واثبتت ان تاريخها كله منذ
القياصرة وما قبل وما بعد، انما هو سلسلة من التوافق بين غريزتها المتوثبة
للدماء ومعاداة الشعوب والمشاركة بقتلها وسلخها وذبحها بتبجح العاجز
المصاب بالكساح امام القوى الدولية الاخرى التي اثبتت وعبر الاحداث
المتلاحقة انها قادرة على شراء راي روسيا بأكملها، قادة ومفكرين وعسكريين
باقل الاثمان وابخسها.

لهذا، انا كمواطن عربي ومعي
الملايين من المواطنين العرب، نتوجه الى الشعب الروسي والصيني المحكوم
بالحد والنار، ان يستعيد شخصيته وكرامته من انظمة لا ترسم لشعوبها تاريخا
مشرفا او يكاد يمس مفهوم الشرف، لأننا نرأف بتلك الشعوب مما سيكتبه
التاريخ عنهم في زمن قريب يشهد تحولات جذرية على مستوى الماضي والحاضر
والمستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

العقاب والدب :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

العقاب والدب

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الإفلات من العقاب
»  أوباما وإسرائيل يرحّبان ... وبلمار يتحدث عن «خطوة أولى لمنع الإفلات من العقاب»
» تاب "ايساك وايسايا: العقاب الخفي لهرطوقي حرب باردة " ديفيد كَوت..وحيدا مع برلين
» " العقاب الإلهي "

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: